يترقب راغبون في الترشح ما ستسفر عنه عملية الفحص والغربلة التي تقوم بها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات قبيل الإعلان عن الملفات التي استوفت كافة الشروط المحدّدة قانونا. في حين يفكر آخرون، ممن يثقون في أهلية ملفاتهم، في التحضير للحملة الانتخابية كآخر محطة قبل موعد الاقتراع.. وبين هؤلاء الراغبين في الترشح ومن يسير للفصل في قائمة المتنافسين على الطريق نحو المرادية، في جو هادئ وإجراءات سلسة تشهدها مراحل العملية الانتخابية.
موعد الكشف عن القائمة النهائية للمترشحين من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات يقترب.. هي اللحظات التي يعيش فيها بعض الراغبين في الترشح على الأعصاب، خصوصا أولئك الذين تقل حظوظهم في المرور إلى المرحلة المقبلة التي تسبق موعد الاقتراع، بالنظر إلى عدم تأكدهم من بلوغ الحد الأدنى من التوقيعات التي حدّدها القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، إما قائمة تتضمن ستمائة توقيع فردي لأعضاء منتخبين في مجالس شعبية بلدية أو ولائية أو برلمانية على الأقل، وموزعة على 29 ولاية على الأقل، وإما قائمة تتضمن خمسين ألف توقيع فردي على الأقل لناخبين مسجلين في قائمة انتخابية، تجمع عبر 29 ولاية، على الأقل. وينبغي ألا يقل العدد الأدنى من التوقيعات المطلوبة في كل ولاية من الولايات المقصودة عن ألف ومائتي توقيع.
بوطبيق: نراهن على مرشّحنا عبد المجيد تبون وسنتواجد بقوة في الميدان حساني: نسخّر كل أدوات التواصل مع الناخبين
وفي وقت يعيش الراغبون في الترشح على الأعصاب، تحضر أحزاب داعمة للراغبين في الترشح لمرحلة الحملة الانتخابية، خصوصا وأن الثقة والتفاؤل يغمرها بمرور مرشحها أو المرشح الذي تؤيده للمرحلة المقبلة، بالنظر إلى الجهود التي بذلتها في فترة جمع التوقيعات التي عرفت هذا العام نظاما جديدا يتعلق بالمسح الضوئي للاستمارة ووضع ترميز لها.
في السياق، يرى رئيس حزب جبهة المستقبل فاتح بوطبيق، أحد الأحزاب التي أعلنت مساندة الراغب في الترشح والرئيس الحالي السيد عبد المجيد تبون، أن حزبه ساير المراحل التي تسبق العملية الانتخابية بكل شفافية واهتمام، انطلاقا من المكانة السياسية والتنظيمية التي يحتلها الحزب اليوم في الطبقة السياسية..
وكشف بوطبيق عن إنشاء شبكة تواصل مع القيادات الوطنية والمحلية للحزب لتسريع عملية جمع التوقيعات والتي جرت، بحسبه، في ظروف حسنة وفي فترة زمنية قياسية، مع مراعاة توقيع الاستمارات طبقا للقانون وبعيدا كل البعد عن الممارسات والشبهات التي قد تمس بمصداقية العملية الانتخابية.
وأشاد رئيس حزب جبهة المستقبل بمناضلي الحزب، مشيرا إلى أن استمارات الراغب في الترشح عبد المجيد تبون بلغت إلى أبعد نقطة ببلدنا الكبير، وهو ما أهل الحزب لوحده لجمع ما يقارب 40 ألف استمارة لصالح الراغب في الترشح السيد عبد المجيد تبون.
وأشار بوطبيق، إلى أن عملية جمع التوقيعات شهدت، لأول مرة، استعمال الجانب التقني عن طريق الترميز عبر القاعدة الإلكترونية، وبالتالي فهناك نوع من الجدّية والأحزاب التي تملك انتشارا وهيكلا تنظيميا ستكون الأسرع والأوفر حظا في جمع التوقيعات.
وذكر محدثنا، أن المرحلة الحالية تشهد المعالجة التقنية للملفات حسب القانون. والحزب الذي يدعم الراغب في الترشح عبد المجيد تبون، لديه الثقة الكاملة في السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، والتي تحرص على المعالجة وفق عملية تقنية محضة.
وعن حظوظ ملف الراغب في الترشح الذي يدعمه حزب المستقبل، أوضح بوطبيق أن الجميع متساوون أمام القانون، والسلطة المستقلة تقوم بعملية تقنية واضحة في دراسة الملفات، في الوقت الذي قدم فيه المرشح الذي يدعمه حزب المستقبل ملفا متكاملا، يستوفي كافة الشروط، خصوصا تلك المتعلقة بالتوقيعات التي كانت محترمة لكل القوانين المحدّدة، وهو ما يحسب للقائمين على السلطة اليوم في إعطاء المثل في الممارسة السياسية.
وأضاف محدثنا، أن الحزب، عقب جمع التوقيعات، دخل مرحلة الاستعداد للحملة الانتخابية، باعتبار أن ملف الراغب في الترشح الذي يدعمه الحزب من بين الملفات التي تملك حظوظا وافرة في المرور إلى المرحلة المقبلة من العملية الانتخابية.
وأوضح الدكتور فاتح بوطبيق، أن أهم شيء في العملية الانتخابية هو التعبئة من أجل مشاركة قوية، خاصة مع الظروف التي تحيط بنا. كما أكد أن حزبه سيكون له دور في الحملة الانتخابية لصالح مرشحه، مشيرا أنه ولأول مرة سيكون لدى الحزب ما يعرف بـ»العمل السياسي المشترك»، وسيكون للحزب تقاطعات مع عائلات سياسية وفئات أخرى، مشيرا إلى أن الحزب سيلتزم بالحدود القانونية في سير الانتخابات، وبما هو مخول للحزب من مساحات على مستوى التجمعات والحملات الإعلامية.
وفي السياق، أكد بوطبيق أن حزبه سينزل إلى الميدان في الحملة الانتخابية مدعوما بقناعاته في حصيلة الفترة التي ترأس فيها عبد المجيد تبون الجزائر والتي تميزت بالاستقرار والإصلاحات، رغم ما مرت به البلاد من ظروف استثنائية، تمثلت في الجائحة الصحية والأزمة الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية؛ فسفينة البلد – يقول بوطبيق – استطاعت أن ترسو على شاطئ الأمان وتحقق أرقاما في الاقتصاد لم تتحقق في الفترات السابقة، رغم الاستقرار الذي كان يميز العالم آنذاك.
وختم بوطبيق قائلا، إن الأكيد أن هناك هدوء مؤسساتي وانسجام في النسيج الوطني الاجتماعي، فحتى على مستوى التعبئة الوطنية فقد شهدنا انخراط كل مناطق الوطن في العملية الانتخابية.
من جهته، أوضح الراغب في الترشح عن حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، أنه متفائل باستيفاء ملف ترشحه كل الشروط والقوانين المحدّدة من قبل القانون العضوي للانتخابات، مشيرا إلى أن عملية جمع التوقيعات الجديدة التي اعتمدت هذه المرة، عرفت نوعا من التعقيد في مرحلة المسح الضوئي للأوراق والترميز.
وأشار محدثنا، إلى أن مرحلة جمع التوقيعات شهدت تحدّيا كبيرا للحزب، خاصة في الولايات الجنوبية، كاشفا عن جمع حزبه أكثر من 96 ألف استمارة توقيع، إلا أنه تم تسليم 88 ألف استمارة. وأشار أن الحزب يعمل في هدوء ودعم لتعبئة المشاركة بقوة في العملية الانتخابية.
وأضاف حساني، أنه يأمل في أن يحظى ملفه بالقبول، حتى تكون هناك انتخابات تعددية وتنافسية وتحمل تنافسا حقيقيا يكرس التداول السلمي على السلطة بين المدارس والتوجهات السياسية في البلاد، ما يعطي مصداقية أكثر للعملية الانتخابية، وصورة للخارج تعبر عن البعد الديمقراطي والتعددية في البلاد.
وحول التحضير للحملة الانتخابية، في حال ما تم قبول ملف الترشح، يقول حساني إن حزبه سيستعمل كل أدوات الاتصال مع الناخبين، بدءاً بالتجمعات الجماهيرية والعمل الجواري، والاتصال عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى تواجد حزبه عبر كافة الوسائط الاجتماعية.