اتصلنا بصاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني، الملاكم السابق محمد علالو وعضو الطاقم الفني للمنتخب الوطني للملاكمة الذي أكد لنا أنه لأوّل مرّة في تاريخ الرياضة الجزائرية التحضيرات جرت في ظروف جيدة للغاية، لأن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خصص غلافا ماليا كبيرا لكل الرياضيين الجزائريين الذين ضمنوا تأهلهم للألعاب الأولمبية 2024 بباريس، كما أكد علالو أن الملاكمة الجزائرية تملك خزانا من الملاكمين باستطاعتهم التألق في أولمبياد باريس، وأوضح أنه بإمكان الملاكمة إيمان خليف إعادة الملاكمة الجزائرية إلى الواجهة، كما يرى أنه بإمكان رياضة الملاكمة الجزائرية تحقيق ميداليتين خلال دورة باريس، وتحدث عن العديد من النقاط المهمة في هذا الحوار:
الملاكمة كانت دائما مصدر سعادة للشعب الجزائري رياضيونـا تلقوا إمكانات غير مسبوقة في تاريخ الرياضة الجزائرية
الشعب: أولاً، الجزائر تأهّلت للأولمبياد بـ46 رياضيا.. وفي 15 اختصاصا، كيف ترى هذا العدد الذي ستشارك به الجزائر في دورة باريس؟
محمد علالو: بالنسبة لي تأهل 46 رياضيا ورياضية للألعاب الأولمبية باريس 2024، يعتبر عددا مهما ونتيجة مشرّفة..وأكبر عدد من الرياضيين المشاركة به الجزائر في الأولمبياد كان خلال دورتي سيدني وريو دي جانيرو بـ 66 رياضيا.. ويمكن القول إن تأهل 46 رياضيا إلى دورة باريس يعد أمرا جيدا بالنظر إلى تغيير نمط التأهل من طبعة إلى أخرى، حيث كما يعلم الجميع الأمور تعقدت لضمان التأهل، الآن في الرياضات الفردية حتى عندما تضمن التأهل يجب عليك أن تشارك في كل الدورات الدولية، وتبقى رفقة الأوائل في التصنيف الدولي لضمان المشاركة في الأولمبياد، أتمنى أن يحققوا نتائج مرضية ويعودوا إلى الجزائر محملين بالميداليات.
بصفتك عضوا في الطاقم الفني للمنتخب الوطني للملاكمة، كيف تجري التحضيرات عند الذكور والإناث، خصوصا أنك منذ أشهر كنت قد أكدت لي بأن الأمور تحسّنت؟
لأوّل مرّة في تاريخ الرياضة الجزائرية التحضيرات جرت في ظروف جيدة للغاية، لأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خصص غلافا ماليا كبيرا لكل الرياضيين الجزائريين الذين ضمنوا تأهلهم للألعاب الأولمبية، وألّح على ضرورة منح كل الإمكانيات المادية واللوجيستية لتحقيق مشاركة مشرفة للجزائر في أولمبياد باريس 2024، وأقولها وأنا متأكد لأوّل مرّة وضعت إمكانيات ضخمة للقيام بتحضيرات في المستوى للرياضيين الجزائريين، بدليل أن هذه المرة لن تكون هناك رحلة خاصة من الجزائر إلى مكان إقامة الأولمبياد، لأن أكثر من 90 بالمائة من الرياضيين الجزائريين يتواجدون خارج الوطن للتربص بمختلف البلدان الأوروبية، وسيدخل كل رياضي ومنتخب من المكان الذي يتربص به مباشرة إلى باريس.. كل الرياضيين الجزائريين قبل هذه الألعاب تلقوا تكفلا جيدا وما يبقى عليهم الآن سوى إبراز قدراتهم والسعي لنيل الميداليات.. فغالبا ما نتحدث عن نقص التحضيرات والإمكانيات، عندما تكون الأمور سيئة نتحدث على ذلك الأمر، لكن عندما تكون الأمور إيجابية واجب علينا ذكرها، هذه النقطة تحسّنت كثيرا.
رياضة الملاكمة هي ثاني أكثر رياضة أهدت ميداليات للجزائر في دورات الألعاب الأولمبية، برصيد 06 ميداليات منها واحدة ذهبية للمرحوم سلطاني، وأوّل رياضة جلبت للجزائر ميداليات في الأولمبياد عن طريق الثنائي مصطفى موسى ومحمد زاوي في أولمبياد لوس أنجلوس.. لكن في السنوات الماضية عرفت الملاكمة تراجعا خصوصا لدى الرجال، كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في الأولمبياد؟
حظوظ المنتخب الوطني للملاكمة (رجال) دائما قائمة ونحتفظ دائما بالأمل في نيل ميداليات، نحن جد متفائلين لأن لدينا ملاكميْن في صنف الذكور يملكان إمكانيات كبيرة، ومن حسن حظهما سيدخلان المنافسة من الدور ثمن النهائي، وفي حالة فوزهما بمنازلتين سيضمنان الميدالية البرونزية، الملاكمة – كما قلت لي منذ قليل – دائما ما كانت مصدر سعادة للشعب الجزائري، الملاكمة أول رياضة جزائرية جلبت للجزائر ميداليات خلال أولمبياد لوس أنجلوس 1984 عن طريق الثنائي مصطفى موسى ومحمد زاوي، والملاكمة ثاني تخصص رياضي جلب للجزائر الميداليات الأولمبية بعد رياضة ألعاب القوى، وأتمنى هذه المرة أن يكون ملاكمونا في الموعد ويكونوا في يومهم، سنعمل على مساعدتهم بكل ما استطعنا، خاصة في الوقت الحالي دخلنا مرحلة التحضير الذهني قبل انطلاق الألعاب الأولمبية بأيام حتى يكونوا خلال المنازلات مركزين جيدا.
كنت آخر ملاكم جزائري ينال ميدالية أولمبية، هل تعتقد أن الملاكمة الجزائرية ستعود هذه المرة الى منصة التتويج بعد غياب دام 24 عاما؟
إن شاء الله، أنا شخصيا متفائل للغاية، منذ قليل أكدت لي بأن الملاكمة تراجعت في السنوات الأخيرة، ويجب أن يعرف الرأي العام الرياضي السبب، هذا التراجع يعود لعدم الاستقرار على مستوى الاتحادية الجزائرية للملاكمة خلال عدة سنوات، وهذا الأمر يؤثر كثيرا على الملاكمين .. حيث لاتوجد استمرارية في العمل.. الأمر الذي جعل الملاكمة تغيب عن منصة التتويجات خلال دورات الألعاب الأولمبية الماضية، ويعد سببا رئيسيا من أسباب تراجع الملاكمة الجزائرية للأسف.
بالمقابل، الملاكمة النسوية تتواجد في منحنى تصاعدي.. ^ الجميع خلال هذه الدورة يرشّح إيمان خليف للتتويج بالذهب، هل تعتقد بأنها قادرة على تحقيق ذلك؟
تأهل إيمان خليف إلى الألعاب الأولمبية كان بجدارة واستحقاق وبنيلها الميدالية الذهبية، الجميع يعرف مستواها بأنه ثابت ومستقر .. إيمان خليف لديها إرادة قوّية وطريقة الملاكمة التي تتمتع بها مميزة، وأرشحها شخصيا لنيل ميدالية ذهبية خلال الألعاب الأولمبية باريس 2024، ثقتنا كبيرة فيها ولما لا ستعيد إيمان خليف الملاكمة الجزائرية إلى الواجهة، هذا ما ننتظره لأن الملاكمة الجزائرية غابت عن صعود منصة التتويج منذ 24 عاما.
بما أنك قريب من الملاكمين الجزائريين، كم تتوقّع أن تنال الملاكمة الجزائرية من ميدالية خلال الألعاب الأولمبية بباريس؟
سأعطيك أضعف توقّع، وإذا جلبنا عددا أكبر من الميداليات سأكون أوّل من يسعد بذلك، الآن بالنسبة لي لا يمكننا العودة إلى الجزائر من دون ميداليتين الأولى ذهبية عند الإناث للملاكمة إيمان خليف، والثانية برونزية عند الذكور.
بماذا تنصح الملاكمين الجزائريين خلال هذه الدورة، وخصوصا المرشحين لنيل اللقب الذين طالما كانوا ضحية للتحكيم سابقا؟
نتمنى أن لا نكون ضحية للتحكيم في هذه المنافسة، ونتمنى أن يمنحنا التحكيم حقنا فقط، لأن ملاكمينا لديهم الرغبة والإرادة وإمكانيات لا بأس بها، التحكيم في كل مرة يساهم بدرجة كبيرة في اخفاق الملاكمين الجزائريين في المنافسات الدولية الكبرى في مقدّمتها الألعاب الأولمبية، نتمنى أن يكون التحكيم نزيها ويعطينا حقنا لنكون فوق منصة التتويج.. وأريد أن أضيف شيئا.
تفضّل..
هذه الفرصة ربما لن تعود لكل الرياضيين الجزائريين المشاركين في الأولمبياد، إذا كنت قريبا من الميدالية وضيعتها، ربما الفرصة لن تتاح لك مستقبلا من أجل بلوغ الألعاب الأولمبية، وخاصة أن التأهل للأولمبياد كل أربع سنوات يزداد تعقيدا، يجب على كل رياضي خطف الفرصة التي تتاح له هذه المرة ويقدّم كل شيء للعودة بميدالية، وإن لم يستطع على الأقل يشرف الجزائر بمرتبة تؤكد للجميع بأن هناك عمل ينجز في الجزائر، الأمر كذلك الذي سيحفز السلطات العمومية على تدعيم أكبر للرياضيين الجزائريين، للتأهل بأعداد أكبر خلال دورة 2028.
نتمنى لكم حظا موفقا وأن تعودوا محمّلين بالميداليات لإسعاد الشعب الجزائري.
هذا كل ما نطمح إليه، تحيا الجزائر.