ركز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، على الخصال النضالية وروح التضحية، للشهيد الجيلالي بونعامة، المدعو سي محمد، في ندوة تاريخية اليوم الثلاثاء، بالمتحف الوطني للمجاهد.
قال ربيقة، في كلمة بالندوة التاريخية الموسومة “الشهيد سي محمد.. ويبقى الأثر”: “نلتقي اليوم، لإحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز الجيلالي بونعامة، وهي مناسبة مفعمة بالدلالات نستحضر فيها ذكرى هذا الفذ الذي يُحْتَذَى به في الشجاعة ونكران الذات متقدما الصفوف في كل الأوقات ومتحديا كل الظروف، باذلاً النفس والنفيس في سبيل مجد وسيادة الوطن”.
وأضاف الوزير إن “هذه الخصال والسجايا تُبيّنها أقواله وتؤكدها أفعاله، كان يعلم علم اليقين أن الشهادة والتضحية بالنفس هي قدر الكثيرين من أمثاله، لذلك كان يسابق الزمن في كل خططه، وكان أحرص ما يكون على نشر الوعي وتوسيع التدريب وتفعيل قاعدة القيادة الجماعية، التي يقتضيها أمر الثورة حتى لا يكون هناك أي مجال للفراغ أو التذبذب في أي موقف أو تصرف”.
وأشار ربيقة إلى أن سي محمد كان قائدا هماماً، تميز بالإقدام والحكمة، التي لا مثيل لهما، فكان شوكة في حلق المستعمر، الذي كان يَقْتَفِي أثره أينما حل وارتحل، إلى أن أسلم روحه لربه شهيداً، في اشتباك غير متكافئ بمدينة البليدة في الثامن من شهر أوت 1961، تاركاً وَرَائَهُ الذكر المحمود والسيرة المثالية والقدوة الحسنة، قال وزير المجاهدين.
ومما قاله الوزير عن الجيلالي بونعامة هذه الجملة المعبرة جدا: ” بونعامة مدرسة متعددة الأوجه في النضال والكفاح، تحقق صواب حسابه وصدق إحساسه”. وتابع: ” الشعب الذي آمن بطاقته هو المدرسة، التي كان يؤمن بتفوقها على غيرها في تلك المرحلة، التي استطاعت أن تتخطى جميع المحن والعقبات، وتذيب كل الخطط والمؤامرات وتحقق الإنتصار الذي طالما بشربه، ألا وهو الحرية والاستقلال.”
واعتبر ربيقة، تنظيم هذه الندوة التاريخية مناسبة سانحة للاعتزاز بالملاحم البطولية لهذه الشخصية الفذة للنهل من الدلالات الرمزية والقيم النبيلة، التي تحلى بها ورفاقه ممن نالوا شرف المشاركة في صناعة ملحمة الاستقلال وصياغة صفحات مشرقة في تاريخ الشعب الجزائري، التي تواصلت في مختلف مراحل البناء والتشييد وتجديد الصرح الوطني الشامخ الذي شهدته الجزائر في السنوات الأخيرة بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على درب الوفاء لعهد الشهداء من أجل الوحدة الوطنية وصون سيادة الوطن والحفاظ على المكاسب وتحقيق المزيد من التقدم والمزيد من الانتصارات وإعلاء كلمة الجزائر في المحافل الدولية.
سياسي وعسكري محنك له أبعاد إستراتيجية
وأكد مدير المتحف الوطني للمجاهد، إلياس نايت قاسي، أن الشهيد بونعامة كان قوة ناعمة مؤثرة وحكيما ذي بصيرة، وكانت له رؤية بعيدة المنال، حيث تولى قيادة الولاية الرابعة في ظروف عرفت صدامات كبيرة.
وأضاف البروفيسور نايت قاسي، ان قيادة المنطقة الرابعة كانت تتطلب رجل ميدان لتنظيمها وكان الجيلالي لونعامة، هو رجل اللحظة بحكم نضاله الطويل في الحركة الوطنية وحزب انتصار الحريات الديمقراطية وأيضا عمله في المنجم.
من جهته، قدم المجاهد بلقاسم متيجي، شهادة عن الشهيد الجيلالي بونعامة، مؤكدا ان الشهيد كان مناضلا مخلصا مستعدا للتضحية أكثر من الجنود الذين معه وكان صادقا في كلامه.
وأضاف المجاهد ان الجيلالي بونعامة له الفضل في إعادة تنظيم الثورة في الولاية التاريخية، وأصبحت العمليات العسكرية مكثفة ضد الأهداف العسكرية والإقتصادية للعدو، وبفقدانه فقدت الولاية الرابعة التاريخية أحد أبطالها.
وأكد الباحث علال بيتور، من قسم التاريخ بجامعة الجزائر 02، أن الشهيد سي محمد، كان سياسيا ونقابيا محنكا وعضوا في المنظمة الخاصة، واجه مخطط شال الجهنمي.
وأشار الدكتور بيتور إلى أن الشهيد بونعامة قسّم الكتائب إلى أفواج صغيرة تنشط على حافة المدن والتجمعات السكانية.
وبالمناسبة كرّم أحد أفراد الشهيد الجيلالي بونعامة، والمجاهد بلقاسم متيجي، ومجاهدتين، وأساتذة محاضرين.