تشهد المسابح الجوارية عبر ولايات الوطن، هذه الصائفة، توافدا كبيرا للشباب والأطفال البعدين عن استغلال شواطئ البحر، من أجل مجابهة حرارة الصيف، وقضاء أوقات ممتعة بها بعيدا عن مخاطر العوم في المجمعات والبرك والسدود المائية.
ملف: سفيان حشيفة وسارة بوسنة وكمال زقاي وإيمان كافي وأم الخير سلاطني ومسعودة براهمية ومفيدة طريفي واسكندر لحجازي
المسابح متنفس شباب المناطق الداخلية والجنوبية
تعدّ المسابح والمرافق الترفيهية المائية المتنفس الوحيد لشباب وأطفال المناطق الداخلية والجنوبية، ومقصدا للعائلات والهيئات الجمعوية المحلية، حيث باتت تسجّل يوميا إقبال آلاف الزائرين والرياضيين والهاوين لرياضة السباحة، بما يعكس أهمية هذه المنجزات سواء منها العمومية أو الخاصة التي تندرج في إطار الاستثمار.
وما يميّز هذه المرافق الترفيهية العمومية والخاصة هو مرافقة بعض الأولياء لأبنائهم، مع توافد الشباب والمراهقين من الأحياء والتجمعات السكنية في شكل مجموعات منظمة، الذين يشكّلون طوابير طويلة أمام المسابح للولوج إليها، لاسيما في فترة الظهيرة أثناء ارتفاع درجات الحرارة القياسي، رغبة منهم في الاستمتاع بالسباحة والعوم بالمياه الباردة وتقليل تعرضهم لموجات الحر الشديد، فضلا عن محاولة البعض تعلم رياضة السباحة وفنونها.
وقد تعزّز قطاع الشباب والرياضة في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، بإنجاز كثير من مشاريع الأحواض والمسابح الجوارية والنصف أولمبية، بهدف توفير ملاذات صيفية آمنة للأطفال والشباب عبر كل ولايات وبلديات وقرى الوطن، وتطوير البنية التحتية القطاعية في هذا الجانب، مع ملاحظة ولوج العديد من المستثمرين مجال الاستثمار في انجاز المرافق الترفيهية مثل المسابح الخاصة.
وحرصت السلطات العمومية، مؤخراً، على انجاز مسابح وأحواض مائية جوارية في مناطق الظل والقرى والأرياف المعزولة، قصد ترقية الظروف الحياتية للمجتمعات المحلية القاطنة في تلك النواحي النائية، وتقريب هذه الخدمات الترفيهية الصيفية من شبابها وأطفالها ورياضييها.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الاتحاد الوطني الجزائري للشباب، أسامة بلي، أن المسابح الجوارية لها دور ترفيهي كبير؛ كونها تسمح للشباب والأطفال بممارسة هوياتهم المفضلة في فصل الصيف، ويمكن من خلالها اكتشاف مواهب شابة في مجال رياضة السباحة.
وأضاف بلي، في تصريح لـ«الشعب”، أن المسابح المرخّصة تتمتع من ناحية الأمان ببيئة سليمة دائمة وأكثر أمانا للسباحة، ومن حيث توفر نظافة المياه بوجود المتابعة والمراقبة التقنية والصيانة المستمرة لها.
كما تقلل من احتمالية حدوث الإصابات، وتحدّ من حالات الغرق، ويتواجد في بعضها رجال الحماية المدنية ومعدات السباحة والسلامة للمبتدئين، بعيدا عن خطر المجازفة بالعوم في المسطحات والمجمعات المائية العشوائية، بحسب قوله.
الأحواض والمسابح الجوارية والنصف أولمبية المنجزة عبر كافة ولايات الجزائر، من شأنها أن تكون ملجأ سليما لمحبي السباحة الصيفية لاسيما فئة الأطفال، وصرفهم عن اللجوء إلى البرك والتجمعات المائية والسدود التي أودت بحياة كثير منهم غرقا فيما مضى من سنوات، والإسهام في إبعادهم عن مغامرات العوم بتلك المسطحات العشوائية نظرا إلى انعدام عوامل الأمان والتدخل السريع فيها أثناء وقوع الحوادث والإصابات.
مسابح العاصمة.. مشاريع سلمت وأخرى قيد الانجاز
تعزّزت المنشآت الرياضية بالعاصمة بحوالي 22 مسبحا شبه أولمبي منها،07 مسابح دخلت حيز الخدمة مطلع الصيف الجاري إضافة إلى 08 مسابح سيتمّ تسليمها عند انتهاء الاشغال بها.
يتعلّق الأمر بستة مسابح دخلت حيز الخدمة مع حلول موسم الاصطياف الحالي، مسبح ببلدية السويدانية – مسبح ببلدية هراوة – مسبح ببلدية عين طاية – مسبح ببلدية سيدي موسى – مسبح عين المالحة ببلدية جسر قسنطينة – مسبح ببلدية الكاليتوس، إضافة الى ثلاثة مسابح ستنطلق الاشغال بها، بعد استكمال الإجراءات الإدارية: مسبح بلدية باش جراح -مسبح بلدية بوروبة – مسبح بلدية برج البحري، وثلاثة مسابح، دراستها طور الانتهاء والمتمثلة في مسبح ببلدية عين البنيان – مسبح بلدية برج الكيفان – مسبح بسيدي عبد الله.
حظيرة المنشآت الرياضية بولاية الجزائر، تهدف الى الوصول وإنجاز مسبح في كل بلدية، فبعد الـ22 مسبحا شبه أولمبي المستغل حاليا، وتطبيقا لتعليمات الوالي، المسداة خلال مختلف الاجتماعات التنفيذية، والخرجات الميدانية، ستتدعم أيضا بـ31 مسبحا شبه أولمبي كاملا، سيتمّ إنجازها لتعزيز الحظيرة الرياضية، وتمكين الشباب والمواطنين من استغلالها بالقرب من مقر سكناهم، حيث تمّ استلام 06 مسابح بكل من بلديات أولاد الشبل، جسر قسنطينة، سيدي موسى، عين طاية، هراوة وسويدانية، فيما سيتمّ استلام 08 مسابح أخرى تتمّ بها الأشغال بوتيرة متسارعة تطبيقا للتعليمات المسداة، بكل من بلديات الأبيار، بني مسوس، بن طلحة ببراقي، بئر مراد رايس، الدار البيضاء، الكاليتوس، الرويبة (المركب الأولمبي) والمرادية، إضافة إلى الـ05 مسابح التي انطلقت بها الأشغال والمتواجدة بكل من بلديات واد قريش، بابا أحسن، المحمدية بلوزداد، والشراقة، فيما يتمّ دراسة مشاريع إنجاز 05 مسابح أخرى تتواجد بكل من بلديات العاشور، الحراش، درارية، دالي ابراهيم وواد السمار.
للمناطق النائية والمدن الداخلية مرافقها الصيفية
حُظيت الولايات الداخلية والجنوب الكبير بعناية خاصة من قبل السلطات العمومية والهيئات المعنية كوزارة الشباب والرياضة، الثقافة والفنون وغيرها من الفعاليات والجمعيات التي تنشط في المجال من خلال اعتماد برامج متنوعة للترفيه والتسلية الخاصة بفصل الصيف ومواعيد العطلة المدرسية لفائدة الأطفال والشباب الذين يجدون صعوبة في التنقل إلى الولايات الساحلية من أجل الراحة والاستجمام والاستمتاع بزرقة البحر، وهذا بعرض بدائل أخرى تتمثل في توسيع مشاريع المسابح الجوارية وفضاءات الألعاب المائية من باب تكافؤ الفرص والحظوظ.
استفاد شباب وأطفال الولايات الجنوبية والداخلية من الوطن من عدة برامج ومقترحات لقضاء عطلة الصيف وكسر الروتين اليومي في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة والأجواء الساخنة التي تتطلّب حلا واحدا تقريبا، أما التوجّه إلى شاطئ البحر بالمدن والولايات الساحلية من أجل السباحة والاستجمام وهي مهمة ليست متاحة لجميع العائلات والأطفال وحتى الشباب بسبب الوضعية الاجتماعية وارتفاع تكاليف السفر والاقامة، أو البحث عن بدائل أخرى توفرها المسابح الجوارية التي استفادت منها البلديات رغم قلتها وحجم الضغط اليومي بسبب الاقبال الكبير، في حين يفضل البقية وأغلبهم من كبار السن بعض الفضاءات العامة من حدائق، واحات وحتى منابع المياه للانتعاش بالأجواء المعتدلة والاسترخاء بعيدا عن ضربات الشمس الحارة.
وبهدف التخفيف من هذه المعاناة الناجمة عن الظروف المناخية الصعبة التي يعيشها أبناء الجنوب والولايات الداخلية خلال موسم الحر ومحاولة ايجاد حلول وسطية بديلة لتنشيط الحياة اليومية وتفعيل برامج الاستجمام والتسلية، عمدت وزارة الشباب والرياضة إلى تفعيل المشاريع الرياضية والترفيهية بتسجيل عدة عمليات لإنجاز مرافق ومنشآت رياضية خاصة ورفع التجميد عن أخرى في أغلب الولايات كان أعلن عنها الوزير عبد الرحمان حماد على رأسها المسابح الجوارية بكل أنواعها وأحجامها بما فيها الأولمبية ونصف الأولمبية وأيضا تخصيص أغلفة مالية لإعادة تهيئة وصيانة مرافق أخرى كانت مغلقة، وهي العملية التي سمحت مجددا بتنشيط المجال الرياضي بهذه المدن وأعادت الحيوية للفرق والنوادي المتخصصة وحتى الشباب والأطفال الذين استفادوا من هذا البرنامج.
إلى جانب هذه المرافق الرياضية والترفيهية الحيوية التي أعادت انتعاش الحياة اليومية والسهرات الليلية بهذه الولايات والبلديات النائية، سطّرت وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الفاعلة منها ديوان مؤسسات الشباب عبر الولايات الساحلية برنامجا خاصا لاستقبال أطفال الجنوب والولايات الداخلية خلال موسم الاصطياف وهذا عبر دفعات طيلة العطلة الصيفية، حيث شهدت بيوت ومخيمات الشباب بولاية بومرداس استقبال عشرات الأطفال خلال هذا الموسم في إطار تشجيع التبادل وتمكين هذه الفئة من فرص للاستجمام والاستمتاع بأجواء خاصة وأنشطة ثقافية وفنية للترويح عن النفس والعودة بأكثر قوة وعزيمة لبداية الموسم الدراسي الجديد.
كما يمكن الاشارة أن هذا البرنامج الخاص من المشاريع الرياضية والترفيهية الذي سطّرته السلطات العمومية ووزارة الشباب والرياضة لم يقتصر فقط على الولايات الجنوبية والداخلية التي حظيت باهتمام خاص لتمكين الأطفال والشباب من حقهم في التسلية والترفيه خلال العطلة الصيفية، بل شمل ايضا أغلب ولايات الوطن بما فيها الشمالية التي تعاني نقصا في هذا المجال منها ولاية بومرداس، حيث استفادت مؤخرا من عدة عمليات لإنجاز مسابح جوارية وتهيئة أخرى ظلت مهملة لعدة سنوات كان أهمها المسبح شبه الأولمبي ببلدية برج منايل الذي كان محل معاينة مؤخرا من قبل وزير القطاع من أجل الاسراع في تسليمه شهر سبتمبر مثلما وعد صاحب المشروع، تهيئة وصيانة مسبح بلديتي يسر والناصرية، تدشين مسبح جديد بخميس الخشنة وعدة مشاريع أخرى مبرمجة للإنجاز ببلديات حمادي، الثنية، بودواو، شعبة العامر وبغلية لفائدة الأطفال والشباب بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين مناطق وبلديات الولاية.
وفرة المسابح تريح سكان ورقلة
تمثل المسابح بولاية ورقلة إحدى الوجهات المفضلة بالنسبة للكثير من الأطفال والعائلات التي لم تسمح لهم الفرصة بالتنقل إلى الولايات الساحلية لقضاء العطلة الصيفية والاستمتاع بأجواء البحر.
تزامنا والعطلة الصيفية، تشهد المسابح عبر الولاية إقبالا كبيرا من طرف مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، ويعتبر الوافدين عبر هذه الفضاءات التي تستقطب بشكل منتظم الأطفال والشباب، أن المسابح المتوفرة بالولاية تعد وجهة للاستمتاع ورياضة معززة للقدرات البدنية والنفسية، حيث أبدى الكثير منهم استحسانهم للتزايد المسجل في تعداد المسابح في ولاية ورقلة، والتي كانت تعرف نقصا في هذه الفضاءات الرياضية التي تعدّ في الوقت ذاته وجهات للترفيه والاستمتاع بالنسبة للكثير من المواطنين، فمن خلالها يتمكن الكثير من الأطفال والشباب من قضاء أوقات ممتعة وملأ أوقات فراغهم بممارسة رياضة السباحة، خاصة خلال أيام العطلة الصيفية.
وفي هذا السياق، يرى الكثير من المواطنين أن هذه المسابح توفر وجهة للأطفال والشباب لقضاء وقت ممتع والاستمتاع بالمياه في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن توفر الأعوان أمر ضروري حسبما أكده الكثير من الأولياء الذين أكدوا أنهم يفضلون التوجّه بأبنائهم نحو المسابح التي يحرص القائمون عليها على توفير الحراسة الضرورية من أجل حماية الأطفال ومنع أي حوادث.
من جهته كشف مدير قطاع الشباب والرياضة بولاية ورقلة عبد الباسط عون أن عدد المسابح الموضوعة حيز الخدمة والموجهة لفائدة الشباب والأطفال خلال العطلة الصيفية، 7 مسابح شبه أولمبية ومسابح جوارية وأحواض سباحة، بالإضافة إلى مسبح مخصص للنساء، مشيرا إلى أن الولاية ستستفيد من 14 مسبحا عبارة عن مشاريع في طور الإنجاز، ليصل بذلك عدد المسابح المنجزة وفي الخدمة بنهاية سنة 2025 إلى 21 مسبحا على مستوى الولاية.
وتعتبر الزيادة في عدد المسابح عبر ولاية ورقلة، هذه الولاية الجنوبية التي تسجل درجات الحرارة فيها معدلات قياسية خلال فصل الصيف إنجازا مهما، ما يسمح لهواة السباحة بممارسة هذه الرياضة بأريحية وفي ظروف جيدة، الأمر الذي يساهم في تمكين الجميع من السباحة ودون تسجيل اكتظاظ عبر هذه الفضاءات.
مشاريع هامة لتهيئة المسابح الجوارية بمعسكر والمحمدية
تستقبل المسابح الأولمبية والشبه أولمبية الـ7 التي تعمل تحت تصرف مديرية الشباب والرياضة، الموزعة عبر بلديات معسكر، سيق، غريس، تيغنيف وسيدي قادة، عددا كبيرا من المنخرطين بالنوادي الرياضية من مختلف الفئات العمرية.
من أجل توفير قسط من الاستجمام والترفيه، لفائدة الشباب والأطفال من ذوي الحاجة المادية، وغير القادرين على تحمل نفقات الاصطياف على الشواطئ، والتنقل إليها عبر مسافات طويلة، أطلقت السلطات العمومية لولاية معسكر، عملية واسعة لتهيئة المسابح الجوارية البلدية، عبر الدوائر الكبرى، على غرار المسبح البلدي بالمحمدية ومرفقين آخرين للسباحة ببلدية معسكر، منها مسبح حديقة باستور الذي وضع حيز الخدمة مؤخرا.
وتعتزم السلطات المحلية لولاية معسكر، إعادة الاعتبار لمرافق السباحة التابعة للمجالس الشعبية البلدية، بهدف تثمين هذه المرافق، حتى تكون مصدرا لمداخيل ميزانية البلديات من جهة، وتتيح مجالا للترفيه والاستجمام للمواطنين من جهة أخرى، الأمر الذي لقي الكثير من الترحيب والاستحسان من طرف سكان بلدية معسكر التي تتوفر على مسبحين عموميين، وسكان بلدية المحمدية التي تتوفر هي الأخرى على مسبح عمومي واحد.وتفطنت السلطات المحلية، إلى إعادة تهيئة المسبح البلدي بحديقة باستور، وتعزيزه بمرافق خدماتية، تمكّن من استعادة نبض هذا المرفق الترفيهي، وبالتالي إعمار حديقة باستور التي تتربع على مساحة 14 هكتارا من الغطاء الغابي والنباتي المتنوع، بتكليف مصالح بلدية معسكر ومؤسسة النظافة، بمهمة تهيئة هذا المرفق الترفيهي، في شكل مبادرة تنموية غير مكلفة ماليا تهدف إلى تثمين هذا المرفق الترفيهي ووضعه في خدمة الجمهور، حيث شملت المبادرة التنموية، تهيئة مسالك الفضاء الترفيهي وترميم المسبح البلدي، في حين توجهت عناية السلطات المحلية، إلى المسبح البلدي الثاني بالشعبة الحمراء بعد أن أغلق قبل ثلاثين سنة، من أجل استعادته هو الآخر وضعه تحت تصرف العائلات – حصريا للنساء والأطفال.وتعتبر المرافق العمومية الخاصة بالسباحة الترفيهية، الجاري تهيئتها بمدينة معسكر والمحمدية، من أهم الفضاءات المستقطبة لاهتمام المواطنين، والتي ظلّت على مدار السنوات الماضية، محل مطلب لإعادة فتحها واستغلالها، في وقت عرفت فيه هذه المدن غيابا شبه تاما للأنشطة والفضاءات الترفيهية، دفع بشريحة من الشباب والأطفال، إلى اللجوء لأحواض السقي الفلاحي نافورات المياه من أجل ممارسة السباحة، أو التوجّه إلى السدود وشواطئ الولايات القريبة في حال توفرت لديهم امكانيات التنقل للحصول على قسط من الاستجمام.
المسبح الخارجي لمركب وهران الأولمبي.. إقبال متزايد
تعتبر عاصمة الغرب الجزائري، وهران، واحدة من أهم الوجهات السياحية على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومن أجل تعزيز مكانتها وتقويتها، تسعى جاهدة لتوفير مزيد من الخيارات الترفيهية لمختلف الشرائح العمرية، ولعلّ أبرزها فتح المسبح الخارجي للمركب الأولمبي أمام السكان المحليين والسياح، وذلك بعد نجاح تجربته الأولى في صائفة 2023.
يشهد المسبح الخارجي للمركب الأولمبي “هدفي ميلود”، الواقع بالقرب من القطب العمراني الجديد لبلقايد ببلدية بئر الجير، إقبالا متزايدا من السكان المحليين والسياح الذين يبحثون عن تجربة ممتعة ومنعشة بالمياه الدافئة والأجواء الرائعة، وكذا بدافع الفضول، والرغبة في استكشاف هذا الصرح الرياضي، رقم واحد بوهران.
وبحسب زيارة ميدانية قادت “الشعب” إلى عين المكان، فإن هذا المسبح المكشوف بالهواء الطلق، يتميز بأسعاره التنافسية، التي تتراوح بين 500 دج للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، و1000 دج بالنسبة للفئة فوق هذا السن، كما يوفر مناطق مظللة للراحة والاسترخاء، بالإضافة إلى نظافته وتنسيقه الجمالي، المنسجم مع البيئة المحيطة، وغيرها من الخصائص التي تعزز جاذبيته كوجهة ترفيهية مفضلة.
وقد أبدى عدد من المواطنين تقديرهم للجهود التي بذلتها السلطات العليا للبلاد والمسؤولين المحليين لتوفير هذا المرفق الحيوي؛ حيث عبر أب لثلاث أطفال قائل: (نحن ممتنون لهذا الاستثمار، الذي يخدم حاضر ومستقبل مدينتتها، ويساهم في تحسين جودة الحياة لسكانها)،
وأعربت أمينة (شابة عشرينية) عن سعادتها بفتح مسبح الهواء الطلق للمركب الأولمبي أمام السكان المحليين وزوار الولاية، متوقعة أن (يكون محركا مهما لتنشيط السياحة الرياضية في المنطقة، باعتباره يوفر للزوار تجربة رياضية وترفيهية كاملة).
جدير بالذكر، أن المركب الأولمبي “هدفي ميلود”، هو واحد من أهم المنشآت الرياضية الحديثة، أشرف على تدشينه السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في جوان 2022، عشية افتتاح الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط.
ويضمّ عدة وحدات، بما في ذلك ملعب لكرة القدم يتسّع
لـ40 ألف متفرج، وآخر لألعاب القوى بطاقة 4200 مقعد، وكذا قاعة متعددة الرياضات، بطاقة تصل إلى 7300 مقعد، ناهيك عن المركز المائي، الذي يضمّ مسبحين داخليين (أولمبي وشبه أولمبي)، ومسبح خارجي (أولمبي)، يستضيف المصطافين والزوار في الصائفة.
وبفضل تعليمات الوالي، سعيد سعيود، وإرساليات وزارة الشباب والرياضة، تمّ فتح المركب للاستغلال، بهدف حشد مداخيل إضافة للمركب، الذي تشرف عليه مؤسسة تسيير تمّ تعيينها بقرار رئاسي، تحت قيادة المدير، السيد منازلي عبد القادر، رفق إدارة تقنية وتجارية ومالية، إضافة إلى الوحدات، المشار إليها سابقا، والتي تسهر على الصيانة والتسيير التجاري.
مسابـح خاصة وعمومية.. خدمـات لفائدة العائـلات القسنطينيـة
استفادت عاصمة الشرق الجزائري من عدد لا بأس به من المشاريع الرياضية التي لطالما انتظرها الشباب والفرق الرياضية عبر كل البلديات، من عديد المسابح التابعة للقطاع العام من بينها المسبح المغطي بمركب الشهيد حملاوي، مسبح بشعبة الرصاص ضمن قطب رياضي بالقرب من القطب الجامعي، إلى جانب المسبح القديم لسيدي مسيد ومسبح ببلدية عين اعبيد، إضافة إلى المسبح نصف أولمبي 25 مترا المتواجد بالمدينة الجديدة علي منجلي الولاية.
تحصي الولاية وعلى مستوى البلديات، أكثر من 13 مسبحا غير مغطى تابع للقطاع العام تمّ منح تسييرها للمجالس البلدية، وتعمل الولاية لافتتاح جزئي للمركب الرياضي سيدي مسيد الواقع وسط مدينة قسنطينة والذي يعتبر معلم سياحي وأثري فريد من نوعه حيث افتتح لأول مرة سنة 1872، والذي كان في الماضي القريب موقعا للاستجمام ووجهة للشباب والعائلات الجزائرية بامتياز أين يحتوي المسبح على ثلاثة أحواض الصغير 50 مترا، المتوسط 33 مترا والمسبح الأولمبي 50 مترا إلى جانب مطعم والذي تحوّل اليوم لبيت شباب، فندق صغير وموقف للسيارات على مساحة تقدر بـ176.284 متر مكعب. المسبح فتح أبوابه بعد غلق دام 4 سنوات، أين استحسن الأطفال عملية إعادة فتحه سيما في ظل نقص المرافق الترفيهية على رأسها المسابح العمومية التي توفر للعائلات البسيطة متنفسا يتماشى والقدرة الشرائية، حيث إن سعر التذكرة لا تتجاوز العشر دنانير فقط بالنسبة للأطفال.
المركب الرياضي وبعد عملية فتحه أمام العائلات التي استحسنت الأمر، يشهد حركة كثيفة للأطفال سيما مع الساعات الأولى من الصباح، حيث تجاوز عددهم حسب المسؤول عن المرفق 900 طفل في اليوم الواحد، حيث تمّ تخصيص يومين في الأسبوع للعائلات القسنطينية بهدف تمكينها من الاستجمام وسط الطبيعة وفي ظروف هادئة وآمنة، كما يتمّ تخصيص كل أسبوع لإحدى بلديات الولاية مع تكفل المجالس الشعبية البلدية بضمان النقل لهؤلاء الزوار بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من العائلات بالظفر برحلة استجماميه لهذا الموقع الذي يحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث المكان وتميز الأحواض والمسابح ذات البعد الأولمبي.
كما تعرض المركب الرياضي لسلسلة عمليات شملت تهيئة جذرية لمكوناته ومرافقه حيث يتكون المسبح من 3 أحواض أحدهم أولمبي، الحوضان المتبقيان تمّ حل إشكال أشغال إعادة الاعتبار، كما تمّ رفع نسبة تدفق مياه النقب من 4 لترات في الثانية إلى 14 لترا في الثانية الواحدة وتعيين مدربين للسباحة بغية توفير ظروف سباحة أفضل للزوار حيث يفتح المرفق أبوابه من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف الليل. كما أكد المكلف بتسييره، أن جهودا تبذل من أجل الحفاظ على هذا المسبح على غرار التنظيف اليومي للمياه وسحب الأتربة وكل الأوساخ التي تتسرب إلى داخل حوضي المسبح وكذا التجديد الأسبوعي للمياه.
من جهة أخرى، تتواجد مركبات سياحية تابعة القطاع الخاص والتي وفرت مسابح ذات معايير عالية وبأسعار مدروسة تتماشى والعائلات الجزائرية، في مقدمتها الشاطئ الاصطناعي “نجم الشرق” ببلدية عين عبيد والذي يعتبر سابقة بالولاية نظرا للتوافد الكبير له ومن كافة الولايات وليس فقط لبلديات ولاية قسنطينة، فضلا عن مسابح المدينة المائية المتواجدة بالمدينة الجديدة علي منجلي والتي ساهمت كثيرا في توفير مكان ترفيهي للعائلات وبأثمان معقولة.
برنامج متنوع للسباحة المجانية بخنشلة
تفعيلا لبنود اتفاقية العمل المبرمة بين ديوان مؤسسات الشباب وديوان المركب المتعدد الرياضات بولاية خنشلة تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة، استفاد مئات الأطفال القاطنين بمختلف بلديات الولاية بالقرى والمداشر البعيدة من البرنامج المجاني للسباحة واللعب عبر المسابح العمومية المسيرة من طرف ديوان المركب المتعدد الرياضات.
يشمل البرنامج المتواصل بصفة مستمرة إلى غاية نهاية فصل الصيف وبداية الدراسة، 04 مسابح عمومية وهي المسبحين النصف أولمبيين ببلديتي قايس وانسيغة والمسبحين الجواريين ببلديتي الحامة وبابار، حسب ما أوضحة مدير ديوان مؤسسات الشباب عبد العزيز بوهلالة لـ«الشعب”.
وتتمّ عملية انتقاء الأطفال الراغبين في قضاء يوم سباحة ولعب على مستوى المسابح المذكورة، عبر التسجيل بدور الشباب الواقعة ببلدياتهم أو التسجيل بأقرب دار شباب بالبلديات التي لا تتواجد بها دار شباب حتى يتمّ منح الفرصة لكافة أطفال القرى والمداشر البعيدة للاستفادة من حصص السباحة المجانية وقضاء يوم ترفيهي بعيدا عن حرارة الشمس.
كما يتواصل في هذا الإطار، حسب ذات المسؤول برنامج المخطط الأزرق لفائدة الأطفال وذلك بتنظيم رحلات صيفية يومية اتجاه الحديقة المائية الكبرى ببلدية عين مليلة بولاية أم البواقي لصنع الفرجة والفرح لأكبر عدد ممكن من الأطفال القادمين من مختلف البلديات والمناطق المعزولة. وتجري هذه الرحلات بالتنسيق مع جمعية رعاية وترقية الطفولة بحيث يتمّ التكفل بكافة مصاريف الرحلة لكل طفل لقضاء يوم ممتع بهذه الحديقة المائية المتميزة بمرافقة مؤطرين تابعين لقطاع الشباب والرياضة لحراسة توجيه الأطفال إلى غاية عودتهم إلى عائلاتهم في نفس اليوم.