اعتبر الدكتور محمد ملهاق، مختص وباحث في علم الفيروسات، بيان وزارة الصحة بشأن فيروس جذري القردة بأنه مطمئن، وأكد لـ”الشعب أونلاين” عدم تسجيل أي حالة لهذا الفيروس في الجزائر.
أوضح الدكتور ملهاق أن بيان وزارة الصحة حول الوضعية الوبائية العالمية والإقليمية وطرق انتقال المرض، يندرج في اطار الإجراءات الإستباقية، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت أعلى تحذير، كي تتخذ الدول الإحتياطات لمواجهة هذا الفيروس في حالة انتشاره. وأضاف “في الجزائر لم نسجل أي حالة عدوى، لأن الفيروس غير موجود في الجزائر حاليا، وهذا أمر مطمئن، ولكن هذا الإرتياح يجب أن يؤخذ بحذر لأننا في جائحة ووباء عالمي، نتأثر سلبا وإيجابا بما هو خارج الحدود”.
ويرى الدكتور ملهاق أن الاجراءات التي تتخذها وزارة الصحة مع السلطات الصحية جاءت في وقتها تحسبا لكل الطوارئ.
وأوضح المتحدث أن الإجراءات الوقائية تتخذها السلطات العمومية، التي تتوفر على الوسائل على مستوى المنافذ، أي الحدود البرية والبحرية والجوية، وتوجد فرق طبية تقوم بالمعاينة في المطارات، تضم اكلينكيين، وأي شخص تظهر عليه أعراض أو يكون قادما من بؤرة مشبوهة، يتوجه مباشرة للفحص، بنوعيه: فحص إكلينيكي ومخبري.
في هذا الصدد، طمأن الدكتور ملهاق، الأشخاص الذين أبدوا قلقهم وذعرهم في شبكات التواصل الإجتماعي، من أن هذا الفيروس يختلف عن فيروس كورونا، والفيروسات التنفسية من حيث طرق العدوى. وأوضح أن فيروس جذري القردة ينتقل عن طريق الإحتكاك والمخالطة الوثيقة، وملامسة الأماكن الملوثة والشخص المصاب أو الحيوان المصاب، هو من الفيروسات الجذرية معروفة في طريقة العدوى. وأضاف: ” على الناس ان لا يفزعوا. اللقاح معروف وموجود، هناك بعض الشركات تنتجه، لهذا نطمئن لا داعي للقلق، لكن لابد من الحيطة والحذر”.
وأشار المختص في علم الفيروسات،إلى “أن فيروس جذري القردة اكتشف لأول مرة في القردة سنة 1958، وأول عدوى للبشر مكتشفة كانت في 1970، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهذا الفيروس عاود الظهور وانتج وباء في 2022، واليوم عاد للظهور بصيغة أخرى بمتحور جديد”. وشرح: ” مثلما هو معلوم أن الفيروسات تتطور وتخلق طفرات، ليست لدينا دراسات موثقة عن الفيروس، المعلومات الأولية تفيد ان هذا النوع الجديد سريع الانتشار ونسبة الوفاة فيه كبيرة، الاجراءات التي تتخذ حاليا هي اجراءات وقائية”.
علينا الإستعداد لفيروسات أخرى مستقبلا
وفي رد عن سؤال حول امكانية ظهور فيروسات أخرى في السنوات المقبلة، أكد الباحث في علم الفيروسات، أنه نبه لهذه المسألة ودعا للإستعداد للفيروسات في مؤتمر علمي عربي. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، كانت نبهت لهذا المرحلة، وقالت إن هناك مجموعة من الفيروسات التي يجب مراقبتها، والجائحة العالمية واقع لا محالة. وأضاف ملهاق: ” قدمت توصية في القمة العربية العلمية حول الأمن الشامل والأمن الصحي، وقلنا على الدول العربية الإستعداد للجوائح المقبلة”.