أكد مجاهدون، على الدور الفعال للجالية الجزائرية ابان ثورة التحرير، وفي بناء الجزائر، اليوم، وذلك في ندوة تاريخية، اليوم الأحد، بمنتدى الذاكرة بيومية المجاهد.
أبرز المجاهد محمد قاسمي، في الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، بمناسبة الذكرى ال66 لنقل الثورة الى ارض العدو، دور الجالية الجزائرية في المهجر منذ 1926، وأكد ان هذه الجالية جعلت من قطار الحركة الوطنية ينطلق بمناضلين لا يملكون شهادات عليا، لكنهم وطنيون.
وأشار المجاهد قاسمي، إلى أن نقل الثورة إلى أرض العدو هي فكرة عبان رمضان، والعربي بن مهيدي، قبل معركة الجزائر، لكن تطبيقها كان يتطلب جبهة نضال قوية في الداخل، كي تتمكن من التدخل حيث تريد.
واضاف قاسمي، ” أنه لأول مرة في تاريخ الحركات التحررية ينقل رجال ثورة وكفاح مسلح إلى أرض العدو.
وقال ايضا، ان عبان رمضان عين المناضل عمر بوداود، على رأس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وكلفه بالتحضير لنقل الثورة الى عقر دار العدو، حيث اختير يوم 25 أوت 1958، لإطلاق عمليات فدائية تستهدف مراكز الشرطة و الجيش الفرنسي وتخريب مصفاة النفط، حيث تواصلت العمليات إلى غاية ال27سبتمبر 1958.
وقدم المحاضر، تصريح المجاهد المرحوم، عمر بوداود، أيام قبل انطلاق العمليات الفدائية، قائلا: “صيف 1958، كنا على استعداد السلاح موجود والرجال مدربين، والمعنويات في أعلى مستوياتها”.
وأكد قاسمي، ان العملية جند لها 500 مسبل متطوع، ينتمون إلى المنظمة الخاصة، نفذوا 242 هجوما جريئا ضد 181 هدفا، وبخاصة على المراكز الأمنية، و50 عملية تخريب.
وأشار إلى أن أكثر العمليات وقعا، هي مصفاة التكرير ومستودعات البنزين في مارسيليا وروان، إضافة إلى مراكز الشرطة وهياكل تابعة للمصالح الأمنية، وتجنب مناضلو جبهة التحرير استهداف المدنيين تنفيذا لنعليمات جبهة التحرير الوطني.
وخلفت العمليات، حسب شهادة المجاهد قاسمي، 82 قتيلا منهم رجال الشرطة، وعناصر تابعة للجيش و190 جريحا، في حين العملية الثانية استهدفت جاك سوستيل، وزير الإعلام الفرنسي انذاك في حكومة الجنرال شارل ديغول، لكنه نجا بأغجوبة.
وأكد المحاضر، ان العمليات حققت ثلاث أهداف رئيسية وهي إثبات قوة الثورة وانه يمكن مواصلة الكفاح في الجزائر وثانيا إرغام الجيش الفرنسي على سحب قواته من الجزائر، وبالتالي تخفيف الضغط على الثوار، وثالثا تبليغ رسالة للرأي العام الفرنسي والعالمي بأن الجزائريون يحترقون بالداخل ويذبحون.
وقدمت المجاهدة وعضو الأمانة الوطنية للمجاهدين، فريال فرمية، شهادتها حول نضال المناضلين الجزائريين بالمهجر، وأشادت بعبقرية قادة الثورة في نقل الكفاح المسلح إلى عقر دار العدو.
وقالت
” جبهة التحرير الوطني كانت قوية، كافحت على جبهتين ونظمت الطلبة والعمال والفلاحين، والتجار وبفضل اشتراكات الجالية نجحت الثورة”.
وأكدت المجاهدة قرمية، ان المجاهد في المهجر أدى نفس الدور الذي قام به المجاهد في الجبال.
وقال المجاهد عبد السلام، ان نقل العمل المسلح داخل فرنسا، فرض على العدو التفاوض مع الطرف الجزائري، ودعا الفلسطينيين وشعب الصحراء الغربية إلى نقل العمل المسلح لعقر دار العدو.
دور الجالية مهم في الإستحقاق الوطني
من جهته، أبرز محرز العماري، مناضل في حقوق الإنسان، دور الجالية في الاستحقاق الوطني، والذاكرة، واكد في تدخله على دور رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في ملف الذاكرة واشراك الجالية الجزائرية في ذاكرة الجزائر، وجعل ملف الذاكرة أساس العلاقات مع فرنسا، كما جعل من يوم الثامن ماي يوم الذاكرة وإنشاء قناة للذاكرة، وتسمية الشوارع والمؤسسات بأسماء الشهداء والمجاهدين، وجعل من الشبيبة الركيزة، اضاف العماري، وأكد ان فيه تواصل الأجيال.
واعطى الحقوقي، النموذح بما حدث في الألعاب الألمبية، ورفع شباب جزائريون الأعلام الوطنية، مثلما خرج اجدادهم في 17 اكتوبر 1961، داعيا الجزائريين إلى الاقتراع لاعطاء صوتهم من أجل بناء جزائر قوية.
وأبرز مقراني يوغرطة، مكلف بالجالية وممثل عن يوسف أوشيش، رئيس حزب جبهة القوى الإشتراكية، الأهمية التي يوليها الحزب في برنامجه للأسرة الثورية والجالية.
واكد يوغرطة، ان الجالية الجزائرية بالمهجر هي متعلمة وفعالة ويمكن ان تكون جسر حقيقي بين الجزائر وفرنسا، وتستثمر في بلدها لتقوية اقتصاد الجزائر ، والمساهمة في بناء جزائر جديدة حرة و ديمقراطية.
وفي هذا الصدد، ذكر ممثل الأفافاس، بنضال الجالية الجزائرية أثناء الثورة، ودعا الجالية الجزائرية للمشاركة بقوة في رئاسيات 2024.