اعتبر أساتذة في العلوم السياسية والاقتصاد الخطاب الذي ألقاه المترشح الحر عبد المجيد تبون بوهران، وقبلها قسنطينة، في إطار الحملة الانتخابية، ذا أهمية كبيرة بالنسبة للجزائريين من مختلف الفئات، خاصة وأنه تعهد أمامهم بتحقيق مزيد من المكتسبات، بنظرة واضحة وأهداف محددة ترمي لتحسين القدرة الشرائية والمستوى المعيشي بشكل عام وفتح المجال للشباب لولوج الحياة السياسية من بابها الواسع.
يرى الدكتور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريحات لـ «الشعب»، أن المترشح الحر في خطابه من وهران، قد ركز على جزئية هامة جدا، تتعلق بالشباب وخاصة المكاسب التي تم تحقيقها.
تحدث كذلك عن الإنجازات التي تجسدت لصالح هذه الفئة من المجتمع، في وقت يختلف تماما عما كان عليه ما قبل سنة 2019. وقد عرج على هذه المسألة بإسهاب وتبيان، مشيرا إلى أن الشباب أخذ جانبا كبيرا من اهتمامه خلال تقلده منصب الرئاسة، وقد تعهد بمواصلة المسار نفسه في حال تزكيته لعهدة ثانية من قبل الشعب.
في هذا الإطار، أكد المترشح الحر أن الشباب قد أصبح فاعلا في الميدان، بعد أن صارت له هيئة دستورية تتولى قضاياه. كما تحدث بإسهاب على مسألة فتح المجال لولوج الشباب إلى المؤسسات السياسية، من خلال تمكينهم من المجالس المنتخبة ليكونوا رؤساء بلديات ورؤساء مجالس منتخبة. وقد اعتبر الأستاذ لعروسي في تصريح لـ «الشعب»، أن ذلك مهم جدا، يعطي أملا كبيرا لهذه الشريحة التي تعد مستقبل البلد.
يرى المتحدث، أن هذا المقترح يمكن أن يدخل في فترة قادمة ضمن مقترحات تعديل قانون الانتخابات القادم، حيث من الممكن -بحسبه- أن يتم تحديد عمر المسؤولين المحليين والمنتخبين في الغرف البرلمانية في إطار التشبيب، كما يمكن كذلك أن تحظى هذه الفئة بحصة الأسد في القوائم الانتخابية القادمة في الانتخابات المحلية القادمة.
وأضاف الأستاذ لعروسي، في السياق، أن المترشح الحر عبد المجيد تبون، قد تحدث عن المشاريع التي تتعلق بالمقاول الذاتي والمؤسسات الناشئة، حيث أصبحت الجامعة الخزان الحقيقي لترجمة وتحويل الأفكار إلى مشاريع في إطار الصناديق المخصصة لذلك، والمرافقة التي توليها الدولة للشباب المبتكر.
ولفت الأستاذ إلى أن المترشح الحر ركز كثيرا على أهمية الشباب، الذي يمثل خزان الأمة في المستقبل، وفتح له المجال لكي يلج عالم السياسة، من خلال تبوإ مناصب سياسية تمكنه من المساهمة في صناعة القرار على كل المستويات. ويؤكد الخطاب على ضرورة انخراط الشاب في الشأن العام، وكذا الخدمة العمومية وكل ما يخص مؤسسات الدولة، وقد تعهد بمواصلة دعمه لهذه الفئة في حال انتخابه لعهدة ثانية.
ويمثل هذا الخطاب بالنسبة للمحلل السياسي لعروسي، جرعة أمل كبيرة أعطاها المترشح الحر للشباب، وقد عكس ذلك الحضور في قاعة ممتلئة عن آخرها الأمل للتمسك بهذا المترشح لمواصلة إنجازاته والتزاماته 54.
أما الخبير في الاقتصاد عبد الرحمان هادف، فقد اعتبر في تصريح لـ»الشعب»، أن خطاب المترشح الحر عبد المجيد تبون من وهران كان اجتماعيا محضا، حيث أكد على الأهمية الكبرى التي يوليها للجبهة الاجتماعية بكل أطيافها، من خلال نظرة وأهداف واضحة، لتعزيز وتحسين الإطار المعيشي للمواطن في كل الجوانب، سواء تعلق الأمر بالقدرة الشرائية أو من ناحية الظروف المعيشية والصحية.
;لفت الخبير الاقتصادي إلى أن المترشح الحر عبد المجيد تبون، ينطلق من التجربة والخبرة التي لديه، ومن خلال الإلمام بكل الملفات الاجتماعية. ويرى المتحدث، أن هناك تحكم دقيق في ملف الجبهة الاجتماعية، بعد الذي حققه من إنجازات خلال عهدته الرئاسية. لذلك، فإن هذا المترشح يرى أنه لابد من مواصلة المسار الذي بدأه، لتحقيق مكتسبات اجتماعية أخرى. وقد تعهد في هذا الإطار، باستحداث 450 ألف منصب شغل جديد من خلال المشاريع الكبرى.
من خلال قراءته لمضمون الخطاب، قال هادف إن المترشح عبد المجيد تبون قد ربط التنمية الاجتماعية بالتنمية الاقتصادية من خلال المشاريع المهيكلة في مجالات استراتيجية، التي سيكون لها دور كبير في القطاع المنجمي وفي مجال إنجاز المنشآت القاعدية ومجالات أخرى… ستسمح بخلق عدد كبير من مناصب الشغل في مختلف مناطق الوطن، تجسيدا لالتزامه بالعمل على تحقيق التوازن الجهوي وتوفير فرص العمل للجميع.
بالنسبة للمتحدث، فإن المترشح الحر تبون يؤمن أن تعزيز مكتسبات الجبهة الاجتماعية، سيكون من خلال دعم فئة الشباب. وقد حظيت هذه الفئة ببرامج خاصة، منها منحة البطالة التي تعتبر بوابة الإدماج المهني، وتهدف كذلك لصون كرامة الشباب، وهي الفئة التي ترتكز عليها الجزائر من خلال قدرتها الإبداعية الابتكارية، وكفاءاتها من خلال المشوار التكويني والتعليمي.
ولم يغفل المترشح الحر تبون في خطابه، عن الحديث عن الفئات الاجتماعية الأخرى، منها المعوزة والمتقاعدين والنساء الماكثات في البيت. ويرى هادف أن هناك تأكيد من قبل المترشح على صون كرامة المواطن، من خلال تحسين الإطار المعيشي والقدرة الشرائية، وذلك بالرفع من الأجور وغيرها من الآليات التي سيلجأ إليها في حال نيله ثقة الشعب مرة أخرى.
من خلال الخطاب، يرى هادف أن لهذا المترشح رؤية لجعل الجبهة الاجتماعية عنصرا فعالا في مسار التحول الاقتصادي الاجتماعي، الذي يعتبر اليوم مشروعا مجتمعيا بالنسبة للجزائر. وقد أعطى عدة دلالات لمباشرة هذا المشروع وجعل بلادنا قوة إقليمية لها مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي.
يعتقد المتحدث، أن المترشح الحر تبون يريد أن يجعل من الجبهة الاجتماعية إحدى ركائز تعزيز السيادة الوطنية ومكانة الجزائر بين الدول، وكل ذلك موجود في البرنامج الانتخابي للعهدة القادمة في حال اعتلائه سدة الحكم، كما سيكون له مشاريع وورشات كبرى في مجال تحسين الخدمة العمومية في جميع المجالات التي لها أثر مباشر على حياة المواطن.