يشرح مهماه بوزيان، الخبير في الشأن الطاقوي، تداعيات القرار الجزائري “التاريخي” لمساعدة لبنان على تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي، من خلال إغاثة لبنان بشحنات من الفيول وبشكل فوري عن طريق البواخر، بعد إصدار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قراره بالوقوف بجانب بيروت في هذه الظروف العصيبة.
الجزائر صدّرت أكثر من 4 مليون طن “فيول”
بعد أن قامت الجهات اللبنانية السامية بالتجاوب سريعا مع هذه المبادرة الجزائرية، والعمل على ضبط الترتيبات اللازمة لوصول شحنات الوقود المقررة إلى بيروت في أقرب وقت، والتي تتعلق، بحسب تصريح الجانب اللبناني المخوّل، باستيراد الديزل الأحمر “الغاز أويل” وزيت الوقود الثقيل، بدلًا من النفط الخام، نظرًا لعدم امتلاك لبنان مصافي لتكرير النفط الخام، يجيب الخبير الطاقوي عن تساؤلات الشارع من خلال “الشعب”، حول مادة “الفيول” وكيفية تزويد بيروت بها.
هذا هو الـ”فيول”
يقول بوزيان إن “الفيول”، أو “الفيول أويل”، هو زيت وقود ثقيل، في بعض الدول يتم إطلاق تسمية “المازوت” عليه ببساطة، لكن عندنا في الجزائر ليس الحال كذلك.
في لبنان تُطلق تسمية “الغاز أويل” على الديزل الأحمر، و”الفيول أويل” على زيت الوقود الثقيل “HFO Heavy fuel oil” من حيث التسميات، فأصل العبارة “الفيول” دخيل على اللغة الفرنسية، لأنه يعود إلى اللغة الإنجليزية، لكنها في بساطة معناها الإنجليزي تُفيد كل أنواع الوقود، أما عبارة “مازوت” فأصل الكلمة مشتق من اللغة الروسية”. وأضاف ” في واقع التعامل، نحن نطلق عبارتي “المازوت” و”الديزل”، على نفس المنتوج الذي نحصل عليه من تكرير النفط”.
من خلال المرسوم التنفيذي رقم 21-320 المؤرخ في 5 محرم عام 1443 الموافق 14 أوت 2021، المحدد لقواعد وشروط ممارسة نشاطات تـكرير وتـحويل المـحروقات، “زيت الوقود (Fuel-oil): كل وقود سائل مشتق من البترول، ما عدا المازوت المعرف أدناه، وما عدا الوقود البحري المعرف أعلاه، المستعمل كوقود والذي يتوافق مع تعريف زيوت الوقود رقم 04 ورقم 05 للمعيار ج ا ا م د 396. المازوت (Gas-oil): الناتج عن عمليات التكرير والتحويل، المستعمل أساسا كوقود في المحركات التي تشتعل بالضغط، ماعدا المحركات المستعملة في النقل البحري، باستثناء السفن التي تتمون من نقاط البيع على أرصفة الموانئ، وفقا للمواصفات أو المعايير الجزائرية”.
ومنه، يقول مهماه، “الفيول أو الفيول أويل” وقود موجه للتدفئة، ويُخصص لتشغيل المراجل، أمّا “المازوت” فهو وقود مُعَد لتشغيل محركات المركبات. على الرغم من أن الفيول والمازوت متطابقان تقريبًا من حيث التركيبة الكيميائية، إلا أن درجة تكريرهما تتفاوت”.
وتطرق المختص في الشأن الطاقوي إلى قدرات الجزائر في إنتاج زيت الوقود (Fuel-oil)، وأكد أنه في سنة 2022، أنتجت الجزائر (5,8 مليون طن) من الفيول (زيت الوقود)، بما شكّل (20,4%) من إجمال إنتاج المواد الطاقوية المكررة، كما شكّل زيت الوقود (الفيول أويل) والمازوت (الغاز أويل) معا ما نسبته (54,7%).
وعن الصادرات الجزائر من الفيول، كشف محدثنا أن “الجزائر صدّرت (5,554 مليون طن) من شحنات الفيول، بما مثّل (38,5% من مجمل المواد البترولية المصدّرة)، مع التذكير بأن المنتجات البترولية المصدّرة مثّلت (53%) من إجمالي صادرات الطاقة الجزائرية”.
وفي السياق، شرح الخبير الطاقوي، بطريقة تقنية مبسطة طريقة اشتغال محطات الطاقة الحرارية بالفيول في محطات الطاقة الحرارية لإنتاج الكهرباء، حيث “يتم توفير الطاقة الأولية لها عن طريق الوقود الأحفوري: الفيول، أو الغاز، أو الفحم. في حين يتم استخدام الغاز دون تحويل، لكن بالنسبة لمصدري الطاقة الآخرين ليس هذا هو الحال، حيث يجب أولاً معالجة الفيول، والفحم فينبغي سحقه، قبل إدخالهما في تنورة الإحتراق. يستخدم الاحتراق لإنتاج البخار الذي يدفع التوربينات التي تعمل بدورها على تشغيل مولد التيار الكهربائي.”
لذلك، يقول مهماه إن طريقة عمل محطات الطاقة الحرارية التي تشتغل بـ”الفيول”، تعتمد على إستخدامه كوقود، حيث يقوم بتشغيل المرجل (غلاية بخارية)، الذي بدوره يعمل على تشغيل التوربينات، وهذا ما يؤدي إلى تنشيط المولد الذي ينتج الكهرباء. وبفضل الطاقة الميكانيكية التي تطلقها دورة (الحرارة-البخار- التوربينات- المولد) يتم إنتاج الكهرباء من مادة الفيول.
وتطرق في السياق الى إنتاج الكهرباء في لبنان، وقال انه ” وفقًا للمعلومات التي تفيد بها “مؤسسة كهرباء لبنان”، فإن محطات الطاقة الحرارية لإنتاج الكهرباء في لبنان، وهي تلك المحطات الحرارية التي تستخدم المحروقات مثل وقود الفيول (أويل) والديزل أو الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية، يوجد منها سبعة (7) محطات بقدرة إجمالية تصل (2764 ميغاوات)”.
وتحدث الخبير عن الطاقات المتجددة في لبنان، وأشار الى ” تسارع نمو سوق الطاقة الشمسية في لبنان منذ منتصف سنة 2020، إذ وصل عدد المشروعات إلى قرابة 1000 مشروع، بقدرة إجمالية تصل إلى 100 ميغاواط، وفي 2021 أُضيفت 100 ميغاواط أخرى. ومع نهاية عام 2022، ارتفعت سعة مشروعات الطاقة الشمسية في لبنان إلى 870 ميغاواط، وخلال النصف الأول من سنة 2023، دخلت 663 ميغاواط إضافية على الشّبكة، في حين يستهدف لبنان زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 30% بحلول عام 2030″.