تشهد مكانة المرأة في المجال الاقتصادي والمقاولاتي بالجزائر تطورا مستمرا خلال السنوات الاخيرة، وهو ما تترجمه حصة النساء اللاتي تمتهن التجارة، إذ يمثلن نسبة هامةمن العدد الإجمالي للتجار المسجلين في السجل التجاري، حسبما جاء في اليومية الوطنية المختصة “إي-بورس”.
وأوضحت الصحيفة الاقتصادية أن “مكانة المرأة في الجزائر سيما في المجال الاقتصادي سجلت تطورا معتبرا خلال السنوات الأخيرة, فيما لم يكن النساء يمثلن في سنة 2007 إلا 28 بالمائة من التجار المسجلين في السجل التجاري, وما فتئت حصتهن في الارتفاع لتبلغ 41 بالمائة في سنة 2023”, مشيرة الى أن “هذا التطور ينم عن التحرر الاقتصادي المتنامي للنساء الجزائريات ورغبتهن المتزايدة لاقتحام مجال المقاولاتية”.
كما ذكرت ذات الوسيلة الإعلامية معتمدة على معطيات الديوان الوطني للإحصائيات, أن الأمر يتعلق بتطور يندرج ضمن سياق سياسات عمومية ترمي الى تشجيع المقاولاتية النسوية, بما أن السلطات العمومية قد اتخذت منذ سنوات “اجراءات لدعم انشاء المؤسسات لفائدة النساء, سيما عبر برامج تمويل ومرافقة وتكوين”.
وتمت الإشارة في ذات السياق, الى ان هذه الجهود قد سمحت تدريجيا برفع العراقيل الاجتماعية والثقافية والصور النمطية التي تعيق ولوج النساء للمقاولاتية.
كما تؤكد الصحيفة تفصيلا في الأرقام المتعلقة بالمرأة التاجرة, أن التوزيع القطاعي لهذه الفئة يشير الى أنهن حاضرات بشكل كبير في بعض المجالات مثل التجارة بالتجزئة (52 بالمائة من التجار في سن 2023) و الإيواء والطعام (50 بالمائة) الى جانب الخدمات الادارية و الدعم.
اما من حيث الفئة العمرية, تضيف ذات الوسيلة الاعلامية, فان 61 بالمائة من النساء التاجرات تتراوح اعمارهن ما بين 30 و 49 سنة, مما يعكس المشاركة القوية للنساء في سن العمل, بالإضافة إلى ذلك, فإن حصة النساء أكبر في الفئات العمرية الاصغر سنا, مما يدل على تحسن اندماج النساء الشابات في سوق العمل خلال السنوات الأخيرة.
ومع ذلك, “فان التحديات لا زالت قائمة من اجل ضمان تكافؤ حقيقي في الفرص بين الرجال والنساء في مجال التجارة”, حسب ذات الصحيفة المختصة, معتبرة أن جهودا إضافية ضرورية لرفع آخر العراقيل الاجتماعية والثقافية, و تحسين حصول النساء على التمويل وتعزيز تكوينهن في مجال المقاولاتية.
وتابع المصدر ذاته, “أن المقاربة الإرادية والمستدامة وحدها هي التي ستمكن من تعزيز مكانة المرأة في الاقتصاد الجزائري و أن تطور المقاولاتية النسوية في قطاع التجارة في الجزائر يعد ظاهرة مشجعة تعكس تطورا إيجابيا للعقليات والسياسات العمومية”.
ومع ذلك, فإن “بعض الفوارق لا زالت موجودة حسب قطاعات النشاط والفئات العمرية”, حسب ذات المصدر, مضيفا أن “مواصلة الجهود لتحقيق تكافؤ الفرص والتمكين الاقتصادي للنساء الجزائريات يشكل رهانا كبيرا خلال السنوات المقبلة”.