يعتبر المواطن الجزائري محمد خيرت جرانت وهو سليل واحدة من أقدم العائلات الجزائرية المتواجدة بمصر منذ قرابة القرن ونصف، أن الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية يتعدى مجرد القيام بواجب وطني إلى كونه رمزا للانتماء إلى هذا الوطن العظيم ووفاء لتضحيات من منحوه أرواحهم.
رغم صعوبة وصوله إلى مكتب الاقتراع المخصص لأفراد الجالية الوطنية المقيمة بمصر في مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة، وذلك بسبب وضعه الصحي وسنه الذي قارب الثمانين، إلا أن السيد جرانت دخل المكتب بابتسامة عريضة لم تفارقه طيلة عملية الاقتراع وبشعور بالفخر والاعتزاز وبالروح الوطنية العالية التي قال إن عائلته تتناقلها جيلا بعد جيل.
ويعتبر السيد محمد خيرت أن عائلة جرانت المنحدرة من ولاية مستغانم هي «رمز للارتباط الروحي وعلاقة الأخوة التي تربط بين الشعبين الجزائري والمصري والتي لا يكدر صفوها عارض ولا ينقص قدرها مغرض».
وأوضح أن جده عبد الكريم جرانت الذي رحل إلى مصر سنة 1884 خلال فترة سياسة الأرض المحروقة التي طبقها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، عمل كواحد من أوائل المهندسين الذين أشرفوا على سير عمل قناة السويس المصرية سنوات قليلة بعد تأسيسها (1869)، وأن والده عبد التواب جرانت واصل رسالة الجد واشتغل كمهندس أيضا في هيئة تسيير قناة السويس.
ورغم أنه ولد بمصر، إلا أن السيد محمد خيرت جرانت الذي يعمل كمهندس استشاري في مجال الفندقة وتنظيم القرى السياحية، متسمك بأصوله الجزائرية وقام لأجل ذلك بالاقتران بسيدة جزائرية من ولاية وهران حتى يرتبط أولاده وأحفاده بوطنهم الأم.
وأشار في هذا الصدد، إلى أنه يحرص في كل مرة على تنظيم زيارات عائلية إلى مسقط رأس جده بمستغانم وكذا إلى باقي الولايات، وعبر بتأثر كبير عن سعادته واعتزازه بما لاحظه في الزيارة الأخيرة إلى الجزائر من تطور كبير وإنجازات معتبرة في كافة المجالات، معربا عن أمله في مستقبل أكثر ازدهارا ونماء للبلاد.
وبنبرة أبوية عطوفة، حذر محمد خيرت جرانت وبصره شاخص في الراية الوطنية وهو ممسك بجواز سفره الأخضر، من «المناورات والمؤامرات» التي يحاول أصحابها تعطيل مسار التنمية الذي تشهده الجزائر.
وقال إن الأوضاع في المنطقة تشهد «توترا غير مسبوق وضغوطا تمارسها قوى الشر في العالم، تستدعي التجند التام للشعب الجزائري وباقي الشعوب العربية من أجل الالتفاف حول المؤسسات السيادية والمشاركة في صنع القرار والحرص على دعم الاستقرار من خلال الانخراط في العمل السياسي وفي تسيير الشأن العام، بدءا باختيار الأفضل لقيادة البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة عبر صندوق الاقتراع».
ووجه بالمناسبة رسالة للشباب حثهم فيها على ضرورة «التكاتف للحفاظ على الوطن وعدم السماح للمتآمرين في الداخل والخارج بنزع الأمل في غد أفضل»، مشيرا إلى أن أول سلاح يستعمله أعداء الجزائر هو»زرع الشك واليأس في نفوس أبنائها ومحاولة إيجاد منافذ للتفرقة بينهم وتشتيت صفوفهم».
وفي سياق ذي صلة، أعرب محمد خيرت عن افتخار أفراد الجالية الوطنية في مصر بالأدوار المشرفة التي تقوم بها الدبلوماسية الجزائرية في نصرة القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن «الشارع المصري يشيد بجهود الدولتين الجزائرية والمصرية في سبيل الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني».
وأضاف أن المصريين يستحسنون أيضا التطور الحاصل في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين في السنوات الأخيرة ويتطلعون إلى مستويات أعلى من التعاون والتنسيق ويثقون في مستقبل أفضل للبلدين نظرا لآفاق التعاون الواعدة ولعلاقات الأخوة والتضامن الضاربة في التاريخ.