ستؤدي محاولات البشرية في التنافس مع التكنولوجيات الحديثة إلى نتائج عكسية. وسعيا إلى الكمال يحتاج البشر إلى المقارنة بأنفسهم وبأسلافهم فقط، وليس بالذكاء الاصطناعي.
أعلنت ذلك تاتيانا تشيرنيغوفسكايا مديرة معهد البحوث المعرفية والأستاذة في جامعة بطرسبورغ والعضو في أكاديمية التعليم الروسية في كلمة ألقتها اليوم في منتدى مهرجان “مدينة المستقبل موسكو 2030″.
ومضت قائلة:” إذا أردنا التنافس، فلا يجب أن نتنافس مع السيارات الرياضية وأجهزة الكمبيوتر العملاقة الأسرع منا. هذا النهج غير مثمر. يجب أن نتنافس مع أنفسنا، ومع أولئك الذين سبقونا، لأن المبدعين الرئيسيين لحضارتنا موجودون بالفعل”.
مع ذلك فإن تاتيانا تشيرنيغوفسكايا قالت إنه لا ينبغي للبشرية أن تتنافس مع الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن محاولة حل نفس المشاكل بشكل أسرع أو أفضل، لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي علينا تفويض الكثير من المهام إلى الذكاء الاصطناعي والتي ينشغل الناس بحلها اليوم. والذكاء الاصطناعي جيد ومفيد للغاية، لكنه يحتاج إلى قص أجنحته، ولا ينبغي أن يتدخل في كل مكان.
إذا لم يتم ذلك، فإن البشرية جمعاء ستكون على الأقل مهددة ببداية “حضارة الكسل”. وفي نهاية المطاف، إذا كان كل شيء ينفذ على يد آلات حصريا، فماذا سيفعل الناس؟ – غالبا ما يجيبون على هذا السؤال قائلين إن الناس سيميلون إلى مزاولة نمط إبداعي للحياة. بينما من الصعب الموافقة على أن الملايين من الناس الذين يسعون إلى المال حتى لا يموتوا من الجوع سيبدؤون في العزف على العود وتأليف القصائد.
وقالت الأستاذة:” لدي سيناريو مختلف تماما”. مشيرة إلى أنه في رأيها، يجدر التفكير بجدية في مسألة ما إذا كانت البشرية تخطط لمواصلة العيش على هذا الكوكب باعتبارها نوعا بيولوجيا مهيمنا أو أنها تفضل شيئا آخر.
وأضافت: “هذه الآلات، تستولي على أراضينا. يجب على الناس أن يتذكروا أشياء بشرية بسيطة، وبالطبع نحن بحاجة إلى قواعد ومهارات التعامل مع العالم الرقمي، ولكننا بحاجة في الوقت نفسه إلى أن نبقى بشرا. وسنحتاج في المستقبل إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، والشيء الرئيسي هو إيجاد التوازن الصحيح بينهما”.