تستمر قوات الاحتلال الصهيوني في حربها على قطاع التعليم في الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث استشهد أكثر من 10 آلاف طالب مدرسي وجامعي والاف المعلمين ولأساتذة الجامعين والعلماء ودمرت البنى التحتية التعليمية بما يفوق عن 90 % لحرمان أجيال قادمة من حقها في التعليم.
بينما يستعد التلاميذ والطلاب حول العالم للعودة إلى مدارسهم وجامعاتهم مع بدء العام الدراسي الجديد, لا يزال تلاميذ وطلبة قطاع غزة يعيشون وطأة الة الدمار بعيدا عن مقاعد الدراسة والجامعات حيث يتم حرمانهم للعام الثاني من الدراسة, بعد أن كان التعليم من أولويات الفلسطينيين ومعدل الالمام بالقراءة والكتابة في غزة يبلغ 98 % تقريبا, وفق تقارير تعليمية متخصصة.
وأصبح أطفال وطلبة قطاع غزة وأماكن تعليمهم أهدافا مباشرة للجرائم والانتهاكات الصهيونية, في اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات, والذي يدعو الى وجوب جعل أماكن التعليم ملاذا آمنا للأطفال والطلبة والعاملين في التعليم, واذ تؤكد المنظمة الاممية في هذه المناسبة السنوية على وقف الصراعات المسلحة لإتاحة الحق في التعليم, فان الاحتلال يتعمد استهداف أكثر من 10 آلاف طالب مدرسي وجامعي واغتيال مئات العلماء و الأساتذة الجامعيين بدرجة بروفيسور والدكاترة وتدمير المكتبات العمومية لانهاك المنظومة التعليمية الفلسطينية.
خبراء أمميون حذروا في وقت سابق من “إبادة تعليمية متعمدة” في غزة وأكدوا أن الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في القطاع لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم.
وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن تدمير المدارس هو عدوان ممنهج على مستقبل جيل كامل من الأطفال وأن أكثر من 630 ألف طفل فلسطيني بغزة فقدوا الأمل في التعليم من بينهم 88 ألفا من طلاب جامعات, موضحة أن الهجمات الصهيونية تستهدف محو الهوية الفلسطينية وزرع الجهل بين الشباب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية, صادق الخضور, أن العدوان دمر بنية التكنولوجيا والاتصالات وشبكة الكهرباء التي تؤثر على التعليم.
وحرم العدوان الصهيوني على غزة 800 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم, وفقا لمكتب الإعلامي الفلسطيني، في وقت دمر أكثر من 90 % من مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة, وأصبحت الغالبية منها ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يمكن استخدامها للتعليم, وفقا لتقرير منظمة التعليم العالمية وهي مجموعة من منظمات الاغاثة بقيادة يونيسيف.
وقال خبراء أن العملية التعليمية في غزة لن تعود كما كانت و الامر يحتاج إلى جهود كبيرة بسبب حجم الدمار والتخريب الذي لحق بالمؤسسات التربوية التي تعمد الاحتلال تخريبها وتدميرها, مؤكدين أن عدوان الاحتلال يمثل نمطًا ممنهجا من العنف لتفكيك أسس المجتمع الفلسطيني واطالة أمد التعافي الاجتماعي و الاقتصادي.
في غضون ذلك, حذرت المنظمات الانسانية من أن حرمان الاطفال في غزة من التعليم لفترة طويلة قد يتسبب في أضرار دائمة.
وقال المتحدثة باسم اليونيسيف, تيس أنغرام, أنه كلما طال بقاء الطفل خارج المدرسة زادت احتمالات عدم عودته الى الدراسة بشكل دائم.