يحلّ المنتخب الوطني اليوم ضيفا على نظيره الليبيري، في إطار مباريات الجولة الثانية لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 .. فبعد بداية موفقة عقب الانتصار على منتخب غينيا الإستوائية، سيكون أشبال بيتكوفيتش مطالبين بالعودة بنتيجة إيجابية من مونروفيا، من أجل الحفاظ على صدارة المجموعة، رغم هاجس الغيابات بسبب إصابة بعض اللاعبين المهمين والذين غادروا التربص.
يسعى المنتخب الوطني لتحقيق الانتصار الثاني على التوالي في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، من خلال الفوز على منتخب ليبيريا مساء اليوم، وهو الأمر الذي يبدو أنه في متناول أشبال بيتكوفيتش، رغم غياب بعض اللاعبين الأساسيين في صورة عوار ومحرز، إلا أن العناصر الموجودة كفيلة بترجيح الكفة لـ “الخضر”. وعرف تربص المنتخب الوطني غياب لاعبين لهم وزنهم في التشكيلة، على غرار المدافع الأيسر آيت نوري إضافة إلى عمورة، دون نسيان فيما بعد تعرض محرز وعوار إضافة إلى بن ناصر للإصابة.
مدرب المنتخب الوطني عمل مع اللاعبين كثيرا من الناحية الفنية، خاصة أنه كان في كل مرّة يبحث عن البديل الجاهز لتعويض اللاعب المصاب، وهو الأمر الذي جعله يعيد حساباته حول الخطة المعتمدة أمام منتخب ليبيريا.. وكان بيتكوفيتش قد عاين الفريق المنافس من خلال مواجهة الجولة الأولى التي تعادل فيها أمام منتخب الطوغو.
التغييرات لن تكون كثيرة على تشكيلة المنتخب الوطني، حيث سيكتفي بيتكوفيتش بتعويض اللاعبين الغائبين فقط، وهذا حتى يحافظ على الانسجام بين اللاعبين والتكامل الفني الذي بدأ ينمو ويتطوّر، من الشوط الثاني المميز الذي قدّموه خلال مباراة الجولة الأولى أمام غينيا الإستوائية، وهو ما جعل المدرب يستثمر في هذا الأمر.
تثبيت عناصر الدّفاع
دفاع المنتخب الوطني كان في المستوى خلال الجولة الأولى أمام غينيا الإستوائية، ونجح في الحفاظ على نظافة الشباك لأوّل مرّة منذ التحاق المدرب بيتكوفيتش بالعارضة الفنية، وهو الأمر الذي سيجعل هذا الأخير يجدّد الثقة فيه، لأنه يدرك أن الأهم هو الحفاظ على نظافة الشباك خاصة خلال المباريات التي تجري خارج الديار.
ولن تعرف حراسة المرمى تغييرا من خلال تجديد الثقة مرة أخرى في الحارس ماندريا الذي كان في المستوى خلال الجولة الأولى، ويتجه ليكون الحارس الأول دون منازع، حيث فضل بيتكوفيتش الدفع به مرة أخرى، رغم أن الجميع تكهّن ان أوكيجدة هو من سيكون في حراسة المرمى بعد عودته من قرار الاعتزال.
ماندي وحجام سيشغلان منصبي الظهير الأيمن والأيسر خلال مواجهة اليوم، وهذا بعد أن لعبا الجولة الأولى أمام غينيا الإستوائية، ويرتقب أن يكون كل من بن سبعيني وتوغاي في المحور، بما أن التفاهم بينهما كان كبيرا ولم تكن هناك الكثير من الكرات الضائعة.
وسيكون وسط الميدان معضلة حقيقية بالنسبة للناخب الوطني، خاصة أنه سيعرف خلال مواجهة ليبيريا اليوم غياب عنصرين أساسيين، شاركا خلال المواجهة الأولى أمام غينيا الإستوائية، ويتعلق الأمر بكل من عوار وبن ناصر وسيكون على بيتكوفيتش تعويضهما بأفضل طريقة ممكنة.
يتجه الناخب الوطني لمنح الفرصة لكل من سعيود وزرقان خلال مواجهة اليوم، مع تجديد الثقة في رامز زروقي الذي سيكون أساسيا مرة أخرى.. وستكون العناصر الثلاثة مطالبة بتقديم مجهودات كبيرة من أجل تقديم الإضافة اللازمة.
من حسن حظ الناخب الوطني أن المنافس لا يملك لاعبين مميزين في الوسط، وهو الأمر الذي ربما يجعل الكفة تميل لصالح المنتخب الوطني، بما أن كل من زرقان وسعيود يمتلكان مستوى فنيا مميزا، ولهما من القدرة ما يسمح لهما بالتقدم بالكرة ومنح الإضافة للخط الأمامي.
الناحية الدفاعية ستكون مهمة بالنسبة للعناصر الثلاثة، خاصة من جانب التغطية حين تضيع الكرة، وهو ما يجعلهم يبذلون مجهودا بدنيا كبيرا مما يعني أنهم مطالبون بتسيير المباراة بذكاء، من أجل تفادي التراجع البدني.
خطّ الهجوم مطالب بفعّالية أكبر
يعرف خط هجوم المنتخب الوطني غياب اللاعب رياض محرز بسبب الإصابة، وتعويضه سيكون على عاتق الناخب الوطني، الذي سيضع ثقته في اللاعب حاج موسى رغم أن هذا الأخير لا يمتلك الكثير من الخبرة، إلا أن غياب البدائل وضعه في الواجهة.
هجوم المنتخب الوطني ظهر بمستوى مميز خلال مواجهة غينيا الإستوائية، إلا أن الإشكال الحقيقي كان تضييع الفرص السانحة للتهديف، وكان بالإمكان إنهاء المباراة بفارق أربعة أهداف، لو نجح كل من بن رحمة وبن زية في ترجمة الفرصتين اللتان أتيحت لهما خلال المباراة.
بن رحمة كان من العناصر المميزة ونجح في كسب الكثير من النقاط، ومشاركته أمام ليبيريا أمر منتظر بحكم أنه قدّم الإضافة، رغم أنه ضيّع فرصتين لكنه لاعب مهم في الهجوم، ومواجهة اليوم فرصة له من أجل التأكيد أنه لاعب مهم في المنتخب ومشاركته كأساسي أمر لابد منه.
منصب رأس الحربة سيكون في المزاد بسبب تراجع مستوى بونجاح، الذي لم ينجح في التسجيل مرّة أخرى، وتعود آخر مرّة سجل فيها بونجاح مع المنتخب إلى مواجهة بوركينافاسو في الدور الأول لكأس إفريقيا الأخيرة، التي جرت بكوت ديفوار.
دخول غويري الموفق ونجاحه في تسجيل أوّل فرصة تتاح له، جعل أسهمه ترتفع لدى مدرب المنتخب الذي يفكر بجدية في الاعتماد عليه كلاعب أساسي اليوم، خاصة أنه يمر بفترة ممتازة مع ناديه ران، ونجح في التأكيد خلال مواجهة غينيا الإستوائية على قوته من خلال تسجيل الهدف الثاني.