صدر مؤخرا بالجزائر العاصمة مؤلفان جديدان في علوم اللغة العربية تحت عنوان “معجم الصواب اللغوي” و”الجملة العربية بين التجريد والتنجيز”، عن منشورات المجمع الجزائري للغة العربية، موجهان لطلبة الجامعات والباحثين والصحفيين.
وجاء الكتاب الأول بعنوان “معجم الصواب اللغوي” لمؤلفه الدكتور محمد خان، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة بسكرة، حيث يتناول بالتحليل في 132 صفحة “إشكالية الفصيح في اللغة العربية ومسألة الصحيح فيها”، كما يدعو فيه المؤلف إلى “تصويب بعض التراكيب والعبارات التي شاعت أخطاؤها في الأوساط الثقافية ودرجت على أقلام الطلبة والباحثين والكتاب”.
وقد اعتمد المؤلف، وهو أيضا عضو بالمجلس الأعلى للغة العربية، في معجمه هذا على الترتيب الألفبائي، فدون الكلمة الأصل مرقمة، ثم كتب تحتها العبارة الصحيحة، مع تدعيمها بأمثلة حية وشرحها شرحا معجميا واصطلاحيا، ومن بعدها إردافها بالعبارة الخطأ لتجنبها، مستشهدا في سياق ذلك بالفصيح من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وكذا الشعر والنثر، ومع الاعتماد بالدرجة الأولى على المعجمات اللغوية وعلى بعض المؤلفات التي تعنى بالفصيح في اللغة، وبالصواب والخطأ في الاستعمال.
كما يراعي هذا العمل البحثي المتخصص ما جد في اللغة العربية من تراكيب وأساليب ومصطلحات فرضتها الحياة المعاصرة، وذلك بالرجوع إلى قرارات المجامع اللغوية العربية ومنهج اللغة العربية في تنمية الألفاظ.
وحمل الكتاب الثاني عنوان “الجملة العربية بين التجريد والتنجيز، مقاربة وظيفية للأنموذج النحوي الواصف”، لمؤلفه أستاذ التعليم العالي بجامعة بسكرة وعضو المجمع، صلاح الدين ملاوي، حيث تم فيه التركيز على دراسة الجملة باعتبارها “الوحدة اللسانية المحورية في النظرية النحوية العربية”، كما انكبت هذه الدراسة على “البنية الدلالية للجملة، سواء أكانت بنية دلالية ساكنة منحدرة إلى التجريد أم بنية دلالية متغيرة متجهة صوب المنجز اللفظي”.
وقد حاولت أيضا هذه الدراسة، في 294 صفحة، “اقتراح معالم كبرى لمنهج دراسي قادر على تفتيق طاقات الجملة الدلالية الاحتمالية والإنجازية معا في آن واحد، زيادة على ما انتهت إليه في النماذج النحوية العربية الواصفة”، وهذا في إطار هدف عام يتمثل في العمل على “تقويم التراث النحوي العربي وإثرائه”.