يشرع الرئيس عبد المجيد تبون، عقب أداء اليمين الدستورية، للعهدة الثانية، في تنفيذ برنامجه الذي يجمع بين ما بدأه في السنوات الخمس الماضي وبين ما يعتزم تحقيقه في الفترة المقبلة، في مجالات اجتماعية، اقتصادية ودبلوماسية.
يدشن الرئيس تبون المنتخب في رئاسيات 7 سبتمبر، عهدته الرئاسية المقبلة، ببرنامج خماسي طموح للغاية، يشمل مختلف مناحي الحياة ويمنح الأولوية لفئات الشباب وذوي الدخل المتوسط والضعيف، وفق ما أكده في تجمعاته الانتخابية.
ويضع رئيس الجمهورية، توفير بيئة ممتصة للبطالة، على رأس التزاماته، إذ ينوي خلق 450 ألف وظيفة، يستفيد منها بالدرجة الأولى خريجي الجامعات، حيث أكد في أزيد من مناسبة أن ما الموارد البشرية التي تنتجها الجامعة الجزائرية سنويا مؤهلة لقيادة نهضة اقتصادية.
ومن أجل استيعاب طالبي الشغل من حملة الشهادات وغيرهم، يركز الرئيس تبون على استحداث 20 ألف مشروع استثماري وإحاطته بالتسهيلات اللازمة، كالعقار الصناعي والقروض البنكية ومراكز التكوين المتخصص.
وإلى جانب ذلك، يعتزم رئيس الجمهورية، مواصلة ترسيخ ثقافة المقاول الذاتية لدى الشباب، وتمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الناشئة وتحويل أفكاره إلى مشاريع خاصة، تتماشى والبيئة الاقتصادية عبر التراب الوطني.
ولن تتخلى الدولة في المرحلة المقبلة، عن دورها في قيادة الاستثمارات العمومية الكبرى، خاصة تلك التي بدأت قبل سنتين، على غرار منجم غارا جبيلات في تندوف، ومنجم الفوسفات ببلاد الحدبة بتبسة، ومنجم الزنك والرصاص بوادي أميزور بجاية.هذه المشاريع، التي ستدخل حيز الخدمة في غضون السنتين المقبلتين، بأقصى طاقة، ستضع البلاد في مقدمة الدول المنتجة لعديد المواد الأولية، ورفع صادرات البلاد خارج قطاع المحروقات إلى حدود 20 مليار دولار سنويا.
وسيعمل الرئيس تبون على مواصلة خطته في تحقيق الأمن المائي، إذ سيدشن 5 محطات لتحلية مياه البحر، بالشريط الساحلي، نهاية السنة الجارية، ما سيقضي نهائيا على شح المياه بعديد الولايات الشمالية، مع مدود خطوط التوزيع إلى المناطق الداخلية، وإطلاق مشروع ضخم للتحويلات الكبرى فيما بين السدود.
وكذلك سيركز رئيس الجمهورية، على استكمال برنامجه الهادف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ورائه الأمن الغذائي، من خلال الزراعات الاستراتيجية وبدء استغلال مشاريع ضخمة، كمشروع “بلدْنا” مع الشريك القطري بقيمة 3.5 ملايير دولار لإنتاج الحليب المجفف واللحوم والأعلاف.
وتعهد الرئيس تبون، بعدم استيراد كليوغرام واحد من القمح الصلب وكذلك الذرة بحلول سنة 2026، وتوسيع المساحات المسقية بأزيد من 1.3 مليون هكتار.
وإلى جانب دعم القدرة الشرائية عن طريق رفع الأجور، سيقوم الرئيس تبون بمراجعة سياسة الضرائب ومكافحة التضخم، وزيادة منح المتقاعدين وذوي الهمم والمرأة الماكثة بالبيت.
على صعيد السياسة الخارجية، سيواصل الرئيس تبون قيادة الجزائر لتقوم بدورها كعامل استقرار في جوارها الإقليمي، وترقى إلى مكانتها الحقيقي في الفضاء المتوسطي، العربي والإفريقي، مع مواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية.