الشهيد بوعلام لكحل، الذي أعدمته الإدارة الإستعمارية بسجن سركاجي، وأنشد فيه المجاهد والمطرب الشيخ الباجي، قصيدة بعنوان “المقنين الزين”، المعروفة عند كل الجزائريين.
بوعلام لكحل، المدعو رحال، كان مراهقا هزيل الجسد وضعيف البنية، كان يقطن حي لاقاربيا بالقصبة، انضم إلى مجموعة فدائية، عن طريق جاره المناضل السعيد تواتي، بعدما التمس فيه الشجاعة.
أُلقي القبض على بوعلام لكحل، بعدما زرع قنبلة بملعب الأبيار في 10 فيفري 1957 وزجّ به في سجن سركاجي.
تعرفت الشرطة الفرنسية عليه عن طريق بقايا مِعطف، استعمله بوعلام لإخفاء القنبلة، عثرت عليه شرطة الإحتلال في مقاعد الملعب وكانت بقايا المعطف تحمل قُصاصة صغيرة تحمل رقماً وهو لمحل تنظيف الملابس بحي سوسطارة.
كان الشهيد بوعلام، قد غسل معطفه هناك قبل أيام خصيصا لتنفيذ العملية للظهور بمظهر لائق وعدم إثارة الشكوك حوله بين الفرنسيين، ومن سوء حظه أن شرطة الإحتلال توصلت اليه، مرورا بصاحب المحل الذي أعطاهم إسم صاحب المعطف.
زورت السلطات الفرنسية شهادة ميلاد بوعلام لأن القوانين الدولية تمنع إعدام القصر، وسارعت لإعدامه يوم 20 جوان 1957 على الساعة الثالثة صباحا و27 دقيقة.
كان المجاهد والمطرب الشعبي الكبير محمد دويبي، المعروف بالشيخ الباجي، الذي كان محكوما عليه أيضا بالإعدام، يقاسم الشهيد الزنزانة، تأثر كثيرا بقصته وبكى بحرقة لبراءته وصغر سنه، واصفا اياه بطائر الحسون المسجون في القفص وألّف فيه أغنيته المعروفة لدى كل الجزائريين “يا المقنين الزين” . أهداه الفتى بوعلام الشاشية، التي كان يضعها فوق رأسه كذكرى للباجي والتي كانت تحمل ألوان العلم الجزائري.