جلبت تقلبات الطقس الأخيرة ومخلفاتها من الخسائر، بولاية النعامة، خاصة مدينة عين الصفراء، صورا إنسانية كبيرة وجميلة، عن تلاحم الشعب الجزائري مع المتضررين، والوقوف جنبا إلى جنب لإزالة المخلفات والأوحال، وتقديم المساعدات المادية المختلفة، والغذاء الى إطعام المتضررين، وعابري السبيل.
أسبوع كامل يمر على فيضانات الأحد الثاني من سبتمبر والذي غمر حي كامل بالرمال والأوحال وصلت بعض المنازل 2.5 متر. منذ الساعات الأولى كانت الهبة التضامنية من المواطنين بداية بإنقاذ السكان العالقين والموظفين بالإدارات العمومية بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية.
التضامن الحقيقي كان بعد هذه الفيضانات وما خلفته، من سكان عين الصفراء، ومناطق أخرى، بتجنيد الكبير والصغير في عملية النظافة، وتعززت أكثر مع اليوم الثالث من الفيضانات بوصول قوافل من كل البلديات من عمال مختلف الإدارات ومواطنين عاديين لمساعدة إخوانهم.
عملية التضامن هذه لم تقتصر على شباب بلديات النعامة فقط بل تعدته إلى بلديات أخرى من الولايات المجاورة كتلمسان، سعيدة، البيض، والأبيض سيد الشيخ، قوافل متتالية بعد توفير النقل ووسائل النظافة، إلى جانب إرسال آليات ثقيلة وشاحنات لهذه العملية.
رجال، نساء، كبارا وصغار الكل على قدم وساق لتخطي هذه الأزمة، وتكتمل صورة التكافل أيضا بإطعام هؤلاء المتضررين، والمتطوعين، حيث تم تخصيص نقطتين لتجميع الإطعام بهما، بالتنسيق مع بعض الجمعيات المحلية.
قوافل تضامنية من الولايات
عملية التضامن تمثلت كذلك في القوافل التضامنية من ولايات عديدة، حيث استقبلت ولاية النعامة أول قافلة تضامنية من ولاية قسنطينة تتكون من 11 شاحنة من الوزن الثقيل محملة بالمواد الغذائية الافرشة، وثلاث مركبات محملة بالمواد الصيدلانية، وقافلة أخرى من ولاية غليزان مكونة من شاحنتين من الوزن الثقيل محملة بالمواد الغذائية والفرشة كذلك، وقافلة من ولاية البليدة من طرف الهلال الأحمر الجزائري تتكون من 4 شاحنات من الوزن الثقيل محملة بالمواد الغذائية والأفرشة.
قوافل للآليات.. أيضا
ولم تقتصر القوافل التضامنية لمتضرري فيضانات عين الصفراء على تقديم المساعدة الخاصة بالمواد الغذائية، والأفرشة ، بل تعدتها إلى قوافل أخرى محملة بالشاحنات، وآليات الوزن الثقيل، وصهاريج من أجل المساهمة الفعالة والمساعدة لإزالة الرمال من هذه المدينة، وإعادة الحياة لها، كانت اكبر قافلة من ولاية سيدي بلعباس تتكون من آليات ثقيلة، شاحنات، صهاريج، عربات صغيرة أو حمالات، ووسائل تنظيف أخرى. وبحسب والي النعامة الوناس بوزقزة، هناك قوافل أخرى ستصل المدينة خلال يومين من أجل رفع التحدي وتنظيف المدينة، قبل الدخول المدرسي.