دعت الجزائر، بطلب من لبنان، إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لدراسة التطورات الخطيرة في هذا البلد، وخاصة التفجيرات عن طريق هجمات سيبرانية واسعة النطاق.
ويأتي تحرك الجزائر بعد تعرض لبنان إلى تفجيرات تعتمد على برمجة سيبرانية من قبل الكيان الصهيوني، أمس واليوم، أوقعت شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، الأمر الذي اعتبرته الحكومة اللبنانية “خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية وإجراما موصوفا بكل المقاييس”.
وكان وزير الإعلام زياد المكاري قد أعلن عن أن الحكومة “باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي”، في وقت أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية “بشدة” الهجوم السيبراني الذي قام به الكيان الصهيوني في العديد من المناطق اللبنانية، مشيرة الى أنها باشرت بتحضير شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص.
وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، قد أجرى اليوم الاربعاء، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بوحبيب، أعرب خلاله عن تعازي الجزائر على إثر الهجوم السيبراني من قبل الكيان الصهيوني الذي تعرض له لبنان والذي خلف العديد من الضحايا.
وخلال هذه المكالمة، عبر السيد عطاف عن “تضامن الجزائر التام مع لبنان الشقيق ووقوفها إلى جانبه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها من جراء لاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة على أمنه و استقراره”.
وأكد السيد عطاف لنظيره اللبناني أن الجزائر “ستواصل، من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، جهودها ومساعيها الرامية للدفاع عن مواقف لبنان وسيادته ومصالحه الحيوية في وجه التصعيد الإسرائيلي الممنهج على أكثر من صعيد وعلى أكثر من وجهة في المنطقة”.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قد أكد أمس الثلاثاء أن التطورات في لبنان تبعث على القلق الشديد في ظل الوضع شديد التقلب، معربا عن أسف المنظمة الدولية لسقوط ضحايا من المدنيين.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، عن استشهاد 9 أشخاص و اصابة أكثر من 300 أخرين، في سلسلة تفجيرات جديدة لأجهزة لاسلكية في عدة مناطق بالبلاد.
وتعد هذه التفجيرات الثانية من نوعها التي يشهدها لبنان في ظرف 24 ساعة، حيث استشهد 12 شخصا وأصيب أزيد من 2800 آخرين أمس الثلاثاء جراء تفجيرات مماثلة، متزامنة لعدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية ” بيجر” المحمولة باليد، في عدد من المناطق اللبنانية، نتيجة اختراقها من قبل الكيان الصهيوني، وفق حصيلة أعلنها وزير الصحة اللبناني، فراس الابيض.