لقي خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي ألقاه بمناسبة أدائه اليمين الدستورية تجاوبا كبيرا من قبل المتابعين والخبراء في المجالين السياسي والاقتصادي بالنظر الى أهمية النقاط والمحاور التي أشار إليها وبالأرقام، مع التركيز أكثر على النقطة المتعلقة بالتحضير لفتح حوار وطني شامل مع كل الفاعلين والشركاء من أجل المساهمة في تجسيد الأهداف الكبرى لبرنامجه الانتخابي، والمساهمة في بناء أسس الجزائر الجديدة.
ثمّنت الباحثة والناشطة السياسية البروفيسور نصيرة يحياوي مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي دعا في خطابه للأمة بمناسبة أدائه اليمين الدستورية الى التحضير والاستعداد بفتح حوار وطني شامل مع الشركاء والفاعلين في المجتمع.
وقالت يحياوي في هذا الخصوص «لاحظنا أنّ هناك إرادة وإصرار من قبل رئيس الجمهورية لتوسيع دائرة الحوار والنقاش الوطني العالم على مختلف الملفات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية قبل هذا التاريخ أي خلال العهدة السابقة وأثناءها، وهي الخطوة التي جدّد التأكيد عليها أمس الأول بمناسبة تنصيبه الرسمي كرئيس للجمهورية، خاصة وأنه ليس مجبرا لذلك باعتباره حائزا على الأغلبية المطلقة، وهذا في محاولة جادة لإشراك الكفاءات الوطنية في رسم السياسة المستقبلية للدولة من أجل تحقيق النهضة الشاملة».
وأكّدت يحياوي أنّ «مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها رئيس الجمهورية جاءت في وقتها المناسب بالنظر الى حجم التحديات الكبرى التي تعيشها الجزائر خصوصا في المرحلة القادمة سواء في الشق الاقتصادي والاجتماعي، أو السياسي والعلاقات الجيوسياسية المحيطة بالجزائر التي تتطلب تجندا وتكاتف لكل الجهود والإرادات الصادقة والوعي بالأمور الدقيقة، خاصة وأنّ الجميع متفق أن هذا النقاش الوطني لا يمس المسلمات والثوابت الوطنية، وما عدا ذلك فإنّ كل الملفات قابلة للنقاش والإثراء ضمن هذه الورشات المفتوحة من قبل الخبراء والأكاديميين بهدف الوصول إلى توافق وطني، وأرضية عمل مشتركة تقود الجزائر مستقبلا».
وعن طبيعة الحوار الوطني وأهدافه وآليات تجسيده، وكيف تنظر له النخبة السياسية وخبراء الشأن الاقتصادي والاجتماعي، اعتبرت الباحثة يحياوي أن «مبادرة الحوار الوطني كانت منتظرة من أجل المساهمة في إثرائه بمقترحات وحلول لمختلف القضايا والملفات الكبرى التي يتطلع إليها الشعب الجزائري وتحتاج إليها الجزائر في هذه المرحلة بالذات، وهذا حتى يصبح الجميع مسؤول ومشارك في مسيرة البناء خاصة وأن بلادنا تملك من الكفاءات العلمية العالية التي بإمكانها تقديم إضافات ملموسة وحلولا ممكنة لكل القضايا المطروحة للنقاش».
وشدّدت يحياوي في تحليلها وقراءاتها لمبادرة الحوار الوطني التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عن «ترتيب الأولويات في النقاش ومعالجة الملفات المعروضة ضمن محاور محددة وعناوين فرعية يتم تحديدها من قبل اللجان المختصة من أجل الوصول إلى تطبيق الأهداف الكبرى لبرنامج الرئيس، مع أهمية ربط الحوار بغايات واضحة ووضعه في السكة الصحيحة بدلا من المجالات المفتوحة التي قد تتشعب فيها الآراء، وتتعقد للوصول الى التوافق وأرضية عمل يتفق عليها الجميع، خاصة وأنّ هذه المبادرة قد سبقتها تجربة الانتخابات الرئاسية التي استطاع فيها المتسابقون تقديم حلول وتصورات مختلفة لمعالجة القضايا المحورية في المجتمع، لكنها بأهداف مشتركة تسعى كلّها إلى خدمة الوطن والمواطن».