أكد الأمين العام للأممى المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية الحاجة إلى تعددية أكثر شمولا وفعالية، بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية، وهو ما يعني تمثيلا وصوتا أكبر للدول النامية.
جاء ذلك أثناء افتتاح غوتيريش ثاني يومي العمل اللذين يسبقان “قمة المستقبل” التي تعقد رسميا يومي 22 و23 سبتمبر الجاري، حيث حث المجتمع الدولي على تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها “قمة المستقبل” إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
وتعد “قمة المستقبل” حدث رفيع المستوى يجتمع فيه قادة العالم للتوصل إلى توافق دولي جديد في الآراء بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل على نحو يكفل أيضا حماية المستقبل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، شمل التحضير لـ”قمة المستقبل”، المقررة اليوم الأحد، أكبر عملية تشاورية قامت بها الأمم المتحدة خلال 4 سنوات، شارك فيها1.5 مليون شخص من جميع الدول الأعضاء بالمنظمة، وساهمت مئات جماعات المجتمع المدني في صياغة الاتفاقات الثلاثة التي ستصدرها القمة وهي: “ميثاق المستقبل”، “الميثاق الرقمي العالمي” و”إعلان الأجيال المقبلة”.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الإجتماع التحضيري للقمة أمس، أن فكرة عقد “قمة المستقبل” نبعت من المشاكل التي يواجهها العالم، بما في ذلك الصراعات وانعدام المساواة و الفوضى المناخية والتكنولوجيات غير الخاضعة للقواعد، داعيا إلى تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها القمة إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.
وأضاف أن أهداف التنمية المستدامة، التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030، في خطر، إذ أن الكثير من الدول ترزح تحت أعباء الديون وأزمة تكاليف المعيشة، كما أن المؤسسات متعددة الأطراف غير قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة، فضلا عن تحديات الغد.
وأكد، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة، أن كل هذه المشاكل كانت دافعا لبدء “رحلة الإصلاح” من أجل تحديث النظام الدولي ليصبح صالحا لليوم والغد.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى تعددية أكثر شمولا وفعالية، بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية، ويعني هذا تمثيلا أكبر للدول النامية، وصوتا أكبر لكم جميعا”.
بدورها، ذكرت المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، شارون بيرش، أنه وبعد التشاور والاجتماع مع الدول الأعضاء خلال الأيام الماضية، قدم “ميثاق المستقبل” إلى الجمعية العامة.
وحث رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانج، جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على اعتماد الميثاق وملحقاته، بالإجماع خلال قمة المستقبل. وقالت المتحدثة أنها ستكون لحظة تاريخية لإعادة الالتزام بإيجاد مستقبل أفضل للجميع في كل مكان.
وتنطلق ظهر اليوم الأحد أعمال “قمة المستقبل” التي تنظمها الأمم المتحدة على مدى يومين، بمشاركة عدد من قادة العالم في إطار الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة. وتأتي ضمن جهود المنظمة الدولية لتحديث وتفعيل عمل مؤسساتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة، وتحديات القرن الحادي والعشرين.
وتمت دعوة الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة إلى المشاركة في “رسم مستقبل أفضل” للبشرية التي تعاني من الحروب والفقر وتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، على أن تتبنى ميثاقا بتطلعات كبيرة تحوم الشكوك حول إمكانية بلوغها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أطلق في العام 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قدمت على أنها “فرصة فريدة” لتغيير مسار تاريخ البشرية.
وكمقدمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء، يتوقع أن يتبنى العشرات من رؤساء الدول والحكومات “ميثاق المستقبل” اليوم الأحد.