أكد الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كلابر جاتيت، ضرورة أن يلعب الشباب الإفريقي دورا مركزيا في تشكيل مستقبل القارة.
جاء ذلك خلال اجتماع حول “تحويل إفريقيا من خلال حلول يقودها الشباب” في نيويورك، السبت، دعا إلى جهود مشتركة لإطلاق إمكانيات الشباب الإفريقي لتحقيق نمو مستدام، حسب ما جاء على الموقع الرسمي للجنة الاقتصادية لإفريقيا السبت.
وقال المسؤول الأممي: “شباب إفريقيا ليسوا فقط مستقبلنا، بل هم القوة الدافعة الحالية لقارتنا، ويجب أن يكون لهم دور حاسم في تشكيل اتفاقنا من أجل المستقبل”.
ومع توقع أن يمثل شباب إفريقيا 42% من إجمالي عدد الشباب العالمي بحلول 2030، أشار جاتيت إلى أن نجاح القارة ونجاح العالم مرتبطان بشكل عميق بمساهمات الشباب. ورغم هذه الميزة الديموغرافية، اعترف جاتيت بالتحديات الكبيرة التي تواجه الشباب الإفريقي، خاصة في الوصول إلى فرص العمل.
ولفت إلى ارتفاع معدلات البطالة، ونظام التعليم غير المتوافق مع احتياجات سوق العمل، ونقص الاستثمار في تطوير المهارات.
وحذر قائلا “الواقع صارخ: دون استثمارات عاجلة في التعليم وتطوير المهارات، خاصة القدرات الرقمية، قد يكافح الشباب الإفريقي للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة”.
وركز جاتيت على القوة التحويلية للتحول الرقمي، موضحا أن الاقتصاد الرقمي في إفريقيا من المتوقع أن يصل إلى 75 مليار دولار بحلول 2025، مع توقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 1.2 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا بحلول 2030. لكنه حذر من أن فتح هذه الفرص يتطلب استثمارات كبيرة.
وأكد على ضرورة استغلال الفرص التي يقدمها “الميثاق الرقمي العالمي”، مشددا على الحاجة الملحة لجسر الفجوة الرقمية في إفريقيا، حيث يتمتع 37% فقط من سكان القارة بالوصول إلى الإنترنت، مع تأثير الفجوة بشكل غير متناسب على النساء.
وسلط جاتيت الضوء على منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) كمحفز رئيسي للنمو الاقتصادي وتمكين الشباب. وأكد على أهمية استغلال المزايا التنافسية لإفريقيا عبر القطاعات مثل الزراعة والصناعة والخدمات لإنشاء سلاسل قيمة إقليمية.
وقال جاتيت: “لا يمكننا أن نبالغ في التأكيد على الفرص غير المسبوقة في التكامل الإقليمي والتحول الرقمي وتطوير الطاقة الخضراء”، مشيرا إلى (AfCFTA) كمحفز لخلق الوظائف وتحقيق التحول الاقتصادي.
فيما يتعلق بالتعليم، حث الحكومات وصناع القرار على جعل الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والتدريب المهني أولوية. “إن الاستثمار في STEM والتعليم الفني والتقني أمر غير قابل للتفاوض لبناء القدرات الإنتاجية للشباب وضمان تنافسية دولنا”.
وأكد جاتيت أن تجهيز الشباب بالمهارات الصحيحة ضروري لضمان نجاحهم في سوق العمل الحديث.
في حين يجري الاحتفال بمرونة وابتكار شباب إفريقيا، حذر من أن عدم التحرك قد يقوض إمكاناتهم. وقال: “سيكون من غير المقبول إذا تم إهمالهم بسبب عدم اتخاذنا للإجراءات اللازمة اليوم”، وأعاد التأكيد على التزام اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بدعم شباب إفريقيا في سعيهم نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
وختم بالقول: “معا، يمكننا تشكيل مستقبل يقود فيه شباب إفريقيا القارة نحو عالم أفضل وأكثر عدالة”.