26092024
في الميدان
جــهــود مــنــيرة تــعــكــس الالــتــزام بمــكــافــحــة الــتــّصــحــــّر
هـــذه اســــتراتــيــجــيــات حـــمــايــة الــســّهــــوب
^ إنـــشــــاء محــمــيـــات رعــــويــــة وغــــرس الأشــجــار لــوقــف زحـــف الـــرّمــــــال
^ مـــشـــاريـــع واعـــدة لـــتـــحـــقـــيـــق أســـبـــاب الـــتـــّنـــمـــيـــة المـــســـتـــدامـــة
^ المحــــمــيــات الـبـيــئــيـة..دور محـــوري في الحــفــاظ عــلــى الــتــّوازن الــبــيــئــي
تشكّل المحافظة السامية لتطوير السهوب التي يقع مقرها بمدينة الجلفة، مرتكزا أساسيا في حماية وتطوير المناطق السهبية بالجزائر، حيث تمتد جهودها على مساحة تقدّر بـ 32 مليون هكتار، ويقطن هذه المنطقة حوالي 12 مليون نسمة، وتعتمد أنشطتها الأساسية على تربية الأغنام التي تمثل 80 في المائة من عدد رؤوس الأغنام على المستوى الوطني، وفي إطار مواجهة تحديات التصحر وزحف الرمال، تعمل المحافظة على تنفيذ مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، والحفاظ على التوازن البيئي في هذه المنطقة الحيوية.
موسى دباب
منذ عام 1994، أطلقت المحافظة السامية لتطوير السهوب عدة مشاريع لإعادة تأهيل المراعي المتدهورة، بهدف إحياء الغطاء النباتي الذي تضرر نتيجة التغيرات المناخية والعوامل البيئية والبشرية، وتركّز هذه المشاريع على زراعة أصناف نباتية ملائمة للبيئة السهبية، مثل شجيرات القطف ونبات الصبار الذي يلعب دورا حيويا في تثبيت التربة وتعزيز التنوع البيولوجي.
وقال المحافظ الجهوي للسهوب، مروان هدروق: “نعمل على استعادة التوازن البيئي في المنطقة من خلال إعادة تأهيل الأراضي المتضررة”، وأضاف: “نركّز على زراعة النباتات التي تتكيف مع طبيعة السهوب لضمان استدامتها على المدى الطويل”.
حـــــمــــايــــة المــــراعــــي بمــــنـــــــع زحــــف الــــرّمـــــال
تتضمّن الاستراتيجيات المتّبعة لمكافحة التصحر، إنشاء محميات رعوية وغراسة النباتات الرعوية، هذه الإجراءات تهدف إلى وقف زحف الرمال الذي يهدد المناطق الزراعية والمراعي. كما تعتمد كذلك تقنيات لحفظ التربة والمياه، ممّا يسهم في حماية الموارد الطبيعية وتحسين ظروف الحياة للسكان المحليين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على تربية المواشي.
وفي إطار السعي لمواجهة آثار الجفاف والاحتباس الحراري، تنفّذ المحافظة السامية لتطوير السهوب، مشاريع لحفظ المياه السطحية والجوفية واستغلالها بشكل أمثل. هذه المشاريع ليست فقط للحفاظ على الموارد المائية، ولكن أيضا لضمان استدامة الزراعة وتربية الحيوانات التي تعد العمود الفقري لاقتصاد المنطقة.
فـــــوائـــــد لــــلجــــمــــيــــع
ويلمس السكان المحليّون الذين يعتمدون بشكل كبير على النشاط الرعوي، الآثار الإيجابية لهذه المشاريع. فقد أسهمت “جهود المحافظة في تحسين حياتهم اليومية من خلال استعادة الأراضي المخصصة للرعي وحمايتها من التدهور.
وتمثّل المشاريع التي تقوم بها المحافظة السامية لتطوير السهوب خطوات إيجابية نحو تحقيق تنمية مستدامة بالمنطقة، من خلال مواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث سيشكّل نجاح هذه الجهود دفعة قوية للحفاظ على البيئة السهبية، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وتشهد السّهوب الجزائرية تحوّلات مهمة نحو التنمية المستدامة، مع اقتراب انطلاق برنامج 2025، الذي سيمثل خطوة جوهرية في مواجهة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود الحكومة لتعزيز التنمية المستدامة في المناطق السهبية بحلول عام 2030.
مشاريع واسعة..واعدة
كشف المحافظ الجهوي للوسط الغربي، هدروق مروان، لـ “الشعب” عن خطط طموحة تشمل غرس 600 هكتار جديدة، بالإضافة إلى 4586 هكتار من الغراسات الجزئية التي تهدف إلى إعادة إحياء المحيطات القديمة المتدهورة. كما سيتم غرس 30 هكتارا من الأشجار المثمرة، بما في ذلك الزيتون والفواكه الجافة لتعزيز التنمية الفلاحية وتحسين دخل السكان المحليين.
وتشمل خطّة العمل في ولاية الأغواط بغرس 20 هكتارا من الأشجار المثمرة، وتخصيص 1000 هكتار كمحمية طبيعية. وفي ولاية المدية، سيتم غرس 153 هكتار، إلى جانب 15 هكتارا من الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوز والفستق أو “البيستاش”، وهي محاصيل تتميز بها المنطقة وتلعب دورا هاما في تحسين الاقتصاد المحلي.
ويمتد برنامج 2025 ليشمل 13 ولاية سهبية، بما في ذلك تبسة، باتنة، خنشلة، المسيلة، البويرة، الجلفة، الأغواط، المدية، البيض، النعامة، أم البواقي، بسكرة، وسوق أهراس. وتعد هذه المبادرات جزءا من استراتيجية وطنية تهدف إلى استعادة التوازن البيئي، وتقليل آثار التصحر، وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال استغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
ويشمل برنامج 2025 العديد من المحاور، بينها إعادة التشجير، مكافحة التصحر وإنشاء محميات رعوية، ممّا يعزّز فرص استدامة الموارد الطبيعية. كما يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان السهوب من خلال تقديم حلول مبتكرة ومشاريع طويلة الأمد تساهم في تحقيق رؤية الجزائر لعام 2030.
جـــهـــود تـــنـــمـــويـــة مـــتــــواصـــلــــة
يستمر العمل على تعزيز التنمية المستدامة بمنطقة السهوب، حيث استفادت المحافظة السامية لتطوير السهوب من برنامج 2024، الذي يستهدف أربع ولايات سهبية هي مسيلة، خنشلة، النعامة وسطيف. ويعد هذا البرنامج جزءا من الجهود الحكومية المتواصلة لاحتواء التحديات البيئية في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بمكافحة التصحر وتحسين الإنتاج الرعوي.
وفي إطار البرامج التنموية الرامية إلى الحفاظ على التوازن البيئي، انطلق في منتصف عام 2023 مشروع إعادة تهيئة وتوسيع وتطوير السد الأخضر، الذي يغطي ثلاث ولايات رئيسية. وقد تمّ في ولاية الأغواط غراسة 405 هكتار من النباتات الرعوية، إضافة إلى إنشاء 16 ألف هكتار من المحميات الطبيعية بينما شهدت ولاية الجلفة غراسة 128 هكتار، تساهم في تحسين المراعي.
ويهدف هذا المشروع، الذي من المتوقع الانتهاء منه هذا الموسم، إلى دعم السّهوب من خلال عدة مشاريع تنموية، تشمل غراسة رعوية، حفظ المياه والتربة، وإنشاء محميات رعوية جديدة. كما يتضمّن المشروع إنشاء بنية تحتية حيوية مثل السواقي، الآبار، والبرك المائية لتعزيز الموارد المائية وتحسين ظروف التنمية الزراعية في المناطق السهبية.
تـــنـــســــيــــق فــــعـــــال لــــتــــنــــفــــيــــذ بـــرنـــامـــج الـــســـد الأخـــضــــــر
يشكّل التّعاون المؤسّسي أحد أبرز عناصر نجاح برنامج السد الأخضر، حيث تتضافر جهود ثلاث مؤسسات رئيسية هي: المحافظة السامية لتطوير السهوب، المصالح الفلاحية، ومحافظة الغابات. يتم تنفيذ البرنامج في 13 ولاية سهبية بالتنسيق مع مديريات المصالح الفلاحية ومحافظات الغابات، حيث انطلقت المبادرات الأولية في أربع ولايات سهبية كجزء من هذا البرنامج التنموي الطموح.
ويركّز البرنامج على إعادة تأهيل المراعي المتدهورة، في إطار جهود شاملة لمكافحة التصحر والحفاظ على التوازن البيئي. تقدر المساحة المنجزة نحو 2 مليون و65 ألف هكتار محميات رعوية، ممّا يشكّل تحديا كبيرا يتطلب تنفيذ استراتيجيات فعالة. تعتمد هذه الاستراتيجيات على تخصيص محميات رعوية تمنع فيها الأنشطة الزراعية والرعوية والصيد لفترات محددة بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي، وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
وضمن الجهود الرامية إلى استعادة التوازن البيئي، تحدّث هدروق عن تجربة زراعة نباتات جديدة تشمل نحو 400 ألف هكتار من الأصناف المختلفة، مثل القطف الأمريكي والأسترالي والمحلي، بالإضافة إلى الفصة الشجيرية والتين الشوكي.
ولتعزيز الحفاظ على التربة ومواجهة خطر الانجراف المائي، تمّ إنشاء سدود صغيرة وبرك مائية في المناطق المستهدفة، وأكّد المحافظ الجهوي للوسط الغربي، أنّ المحافظة الجهوية تشرف على ست ولايات سهبية تشمل: الجلفة، المدية، تيسمسيلت، تيارت، الأغواط وغرداية. وأضاف أن برنامج السد الأخضر يمثّل استجابة فعالة للتحديات البيئية التي تواجه المنطقة، ويعزّز من جهود الجزائر في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
حـــــفــــاظـــا عـــلــى الــتّــنــوّع الـــبــيــئـــي
تعمل المحافظة السامية لتطوير السهوب على تنفيذ استراتيجيات فعالة للحفاظ على التنوع البيئي في المناطق السهبية الشاسعة الممتدة بين التل والصحراء، حيث تلعب المحميات البيئية دورا محوريا في جهود الحفاظ على التوازن البيئي، ونجحت في استعادة الحياة البرية في العديد من المناطق. ومن أبرز الأنواع التي شهدت عودة ملحوظة هي الأرانب والحجل، ما يعكس نجاح هذه السياسات في دعم التنوع البيولوجي.
وتعتبر المحميات الرعوية جزءا أساسيا من هذه الاستراتيجيات، إذ تعتمد على استعادة الغطاء النباتي من خلال الغراسات الرعوية في المناطق المتدهورة. هذه الغراسات تساعد على تحسين التربة وزيادة قدرتها الإنباتية، ما يعزّز القيمة العلفية للمراعي ويدعم التنوع البيئي.
بــــرامـــج تــــشــــاركــــيـــــة
تنفّذ المحافظة السامية لتطوير السهوب برامج تشاركية تتجاوب مع احتياجات السكان بالتنسيق مع المجالس البلدية. وقد أسهمت الجمعيات المحلية في إنجاح عدة مبادرات، مثل تجربة الحفاظ على شجرة البطم في بلدية سيدي لعجال، بالتعاون مع المنظمة الوطنية للشباب ذوي الكفاءات العلمية، والجمعية الوطنية للعمل التطوعي، وتشارك هذه الجمعيات في زراعة نباتات مثل الشيح والخروب، وهي جهود تسهم في تعزيز الغطاء النباتي.
إلى جانب هذه المبادرات، تولي المحافظة السامية أهمية كبيرة لدعم البحث العلمي، وذلك من خلال شراكات مع الجامعات والمعاهد المحلية، ما ساعد على إجراء العديد من الأبحاث وأطروحات التخرج التي تركز على أهمية المحميات الرعوية، ودورها في مكافحة التصحر.
وتشكّل هذه الاستراتيجيات المتكاملة جزءا من التزام الجزائر بحماية بيئتها وضمان استدامة مواردها الطبيعية، ممّا يجعلها نموذجا يحتذى به في الحفاظ على التنوع البيئي ومواجهة تحديات التصحر.
حــــمــــلات تـــــوعـــــيـــــــة
تقوم المحافظة السامية لتطوير السهوب بتنفيذ حملات توعية شاملة تستهدف النشء في المدارس بهدف نشر الوعي البيئي، وتعليم الأطفال والشباب أهمية المنطقة السهبية وطرق الحفاظ عليها من خطر التصحر. تساهم هذه المبادرات في غرس ثقافة حماية البيئة لدى الأجيال القادمة، وتعزيز فهمهم لدورهم الحيوي في الحفاظ على التنوع البيئي.
إلى جانب استهداف الطلاب، تنفّذ المحافظة حملات توعوية موجهة إلى سكان المناطق السهبية، بهدف رفع وعيهم بأهمية الحفاظ على البيئة والتكاتف لمواجهة التصحر. تشمل هذه الحملات المشاركة في المناسبات الوطنية والدولية، على غرار اليوم الدولي لمكافحة التصحر، ما يسهم في تسليط الضوء على التجربة الجزائرية الرائدة في هذا المجال.
إدارة المــــوارد الـــطّـــبـــيـــعـــيــــــة
ولتعزيز كفاءة التّخطيط والرصد البيئي، تعتمد المحافظة السامية على تقنيات حديثة مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، التي تسهم في تحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتساعد في اتخاذ قرارات دقيقة وفعالة لحماية الأراضي السهبية.
وتستفيد المحافظة السامية من شراكات دولية مع منظمات مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ممّا يعزّز من جهود مكافحة التصحر. يشمل هذا التعاون تنفيذ مشاريع مشتركة، مثل مشروع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (ACSAD) وبرامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).
كل هذه الجهود تعكس التزام الجزائر بمكافحة التصحر وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق السهبية، ممّا يضمن مستقبلاً بيئياً أفضل للأجيال القادمة.
ذاكرة
مقال للعقيد المتقاعد أحمد بوذراع قدّم تفاصيل مبهرة عن عبقرية الثّورة التّحريرية
سلاح الإشارة لجيش التّحري الوطني..التأسيس والتّـفوّق
نشر العقيد المتقاعد أحمد بوذراع مقالا فارها بمجلة الدراسات التاريخية العسكرية، وسمه بعنوان: “نشأة وتطوّر سلاح الإشارة للثورة التحريرية، ودوره في حرب الأمواج الجزائرية – الفرنسية (1956-1962)”، قال فيه إن فكرة اكتساب سلاح الإشارة تعود إلى قادة المنظمة الخاصة، فور دخولهم النشاط السري”، وأضاف أن الحاجة الماسة إلى هذا السلاح “برزت من أجل الاتصال بين مختلف المسؤولين وتنسيق نشاطاتهم”، وأضاف أنّ “المنظمة الخاصة استطاعت الحصول على أول جهاز للإشارة في نهاية 1947، بعد أن أطلع أحد أعضائها النشيطين، امحمد يوسفي، القيادي حسين آيت أحمد على وجود ضابط سابق في البحرية الألمانية يريد بيع جهاز إرسال واستقبال بعيد المدى، وقد تمّ الاتصال به، واشترت المنظّمة هذا الجهاز بعد تجريبه والتأكد من صلاحيته.
توفيق العارف
سجّل العقيد المتقاعد أحمد بوذراع أنّه “لم يكن ليغيب عن قادة جيش التحرير الوطني، بعد اندلاع الثورة التحريرية المباركة، الأهمية الكبرى لهذا السلاح العصري لمواجهة الحصار المضروب من طرف القوات العسكرية الفرنسية على قيادات الثورة لمنعهم عن الاتصال والتنسيق”، ولهذا – يواصل العقيد بوذراع – “حرص الرواد الأوائل على بذل كل الجهود لتوفير المورد البشري المتخصص في المواصلات اللاسلكية، والحصول على وسائل وتجهيزات سلاح الإشارة”، وتمّ إرسال مجموعة من شباب جيش التحرير الوطني، لتلقي تكوين في سلاح الإشارة بمدرسة المواصلات اللاسلكية في العباسية بمصر، تخرجت هذه الدفعة المتكونة من ستة جنود جزائريين في جوان 1956، والتحقوا بمراكز عملهم.
نــــــشــــــــأة ســـــــلاح الإشـــــــارة
وعن البداية الفعلية لسلاح الإشارة، يقول العقيد بوذراع إنها كانت في المنطقة الخامسة، الغرب الوهراني، وأضاف أن القائد العربي بن مهيدي “يعتبر صاحب المبادرة في ميلاد هذا السلاح الاستراتيجي، ليتكفّل خليفته في قيادة الولاية الخامسة، العقيد عبد الحفيظ بوصوف، بـ “التخطيط والتحضير لهذا المشروع الهام، ثم جسّده ميدانيا من خلال تجنيد العنصر البشري المختص، وتوفير الوسائل المادية والتجهيزات الملائمة”.
وسجّل العقيد بوذراع أن النواة البشرية الأولى لسلاح الإشارة ضمّت: علي ثليجي المدعو سي عمار، صدار سنوسي المدعو سي موسى، حساني عبد الكريم المدعو الغوتي، دكار بوعلام المدعو علي، ديب محمد المدعو عبد المومن، وزيدان الألماني، واسمه الحقيقي رينولد إيروين (Erwin Reinhold)، وهو ضابط مختص في سلاح الإشارة، عمل في الجيش الألماني، وفي الجيش الإيطالي، وشارك في الحرب الأهلية الإسبانية، وتجنّد في الجيش الفرنسي حيث شارك في حروب الهند الصينية، وفرّ من ثكنة اللفيف الأجنبي للجيش الفرنسي بسيدي بلعباس، وانضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني.
الــوســائــل المــاديــة والــتّــجــهــيــزات الــــتّــقـــنـــيـــــة الأولى
وقال العقيد أحمد بوذراع، إنّ التجهيزات التقنية الأولى لسلاح الإشارة، تمثّلت في أجهزة الإرسال والاستقبال من نوع 284 SCR، وهي أجهزة أرسلها أحمد بن بلة مع شحنة الأسلحة على متن القارب “دينا” في مارس 1955، وتم الاحتفاظ بها منذ ذلك الحين في انتظار استغلالها، ثم قام الدكتور محمد غنيش المدعو “ادريس”، بطلب من العقيد عبد الحفيظ بوصوف، بالحصول على عشرة أجهزة إرسال واستقبال من صنع أمريكي يستعملها البحارة في الاتصالات اللاسلكية في مراكب النزهة، واليخوت، وتحصّل مسعود زقار – من جهته – على مجموعة من أجهزة الإشارة المتطورة من نوع هامرلوند، وأجهزة استقبال من نوع كولينس، وأجهزة استقبال (FRR388) أمريكية الصنع، اشتراها من قاعدة عسكرية أمريكية، مستغلا في ذلك علاقاته الشخصية، وحنكته ومواهبه في المعاملات التجارية، وحسن معرفته باللغة الانجليزية.
«الشّهيد أحمد زبانة”..أوّل دفعة
في حديثه عن بداية الاشتغال الفعلي على التأسيس لسلاح الإشارة، قال العقيد بوذراع إنّ عملية تكوين عناصر الإشارة لجيش التحرير الوطني، انطلقت في ظروف صعبة، بعد جمع الإطارات المختصة والعتاد اللازم، وأضاف أنّ المجاهد عبد الرحمن بروان المدعو “صفر”، وهو أحد أفراد الدفعة الأولى لسلاح الإشارة، يذكر أنّ عدد المتطوعين لهذا التربص بلغ سبعة وعشرين شابا لديهم مستوى دراسي متفاوت من المتوسط إلى الثانوي والجامعي، خضعوا قبل قبولهم إلى جلسات استجواب واختبارات من طرف قيادة الثورة حول انتماءاتهم السياسية، وعلاقاتهم بالحركة الوطنية وثورة التحرير، في الأخير، لم يواصل متابعة الدفعة الأولى لسلاح الإشارة : تكوين عامل راديو، سوى واحد وعشرين متربصا منهم.وقال العقيد بوذراع إنّ وقائع هذا التربص جرت داخل بيت من طابقين تنازل عنه مناضل جزائري لصالح الثورة، فكانت قاعة الدراسة جد متواضعة يجلس فيها الطلبة على الحصير، حيث لم يكن يتوفر سوى كرسيين أو ثلاثة، مع أدنى الوسائل التقنية، وبعد شهر من التدريب الشاق، وفي ظروف السرية التامة، تخرّجت هذه الدفعة التي أطلق عليها اسم شهيد المقصلة أحمد زبانة”.
وقـــفــــة هــــامّــــــــــة
في سياق الحديث عن الدفعة الأولى لسلاح الإشارة “أحمد زبانة”، توقّف العقيد أحمد بوذراع ليسجّل نقطة غاية في الأهمية، فقد فتح قوسا لينبّه القارئ غير المختص بأنّ “المتعارف عليه في كل جيوش العالم، أن فترة تكوين عامل على جهاز الراديو (Opérateur Radio) لا تقل عن ستة أشهر مع توفر كل الوسائل المادية والبيداغوجية الملائمة، بينما انتهى تربص الدفعة الأولى لعمال راديو جيش التحرير الوطني في فترة شهر واحد، وفي ظروف جد صعبة”، ومع ذلك – يسجل العقيد بوذراع – فقد كان بين المتخرّجين “عناصر يتحكّمون في تقنية المورس، وبإمكانهم قراءة حتى 1200 إشارة في الدقيقة”، ما دعا العقيد بوذراع إلى القول: “هذا الإنجاز – بصراحة – يعتبر معجزة بكل المقاييس”.
وأكّد العقيد بوذراع أنّه سأل – بقصد مزيد من التحري والتوثيق – واحدا من زملائه المختصين في تقنية المورس، وصفه بأنّه “من أبرز العناصر في الميدان، لأنّه يقرأ أكثر من 1400 إشارة في الدقيقة”، فأجاب زميل العقيد بوذراع قائلا: “من الناحية العلمية والمنطقية، يعتبر هذا الأمر شبه مستحيل، لكن بفضل الله، وببركة الثورة التحريرية وإرادة الرجال، فقد تحقّق ذلك فعلا”.
وقال العقيد بوذراع: “تمّ توجيه أغلب المتخرجين إلى مختلف مراكز قيادات المناطق، والنواحي داخل التراب الوطني التابعة للولاية الخامسة، بينما وجّه آخرون إلى مراكز قيادة الشبكات بالخارج، وبقي بعضهم للمشاركة في تدريب القادمة”.
الـــدّفـــعـــة الـــثـــانــــيـــــة..
”الــــعــــربــــــي بن مــــــهــــيــــدي”
مباشرة بعد توجيه عناصر الدفعة الأولى المتخرجة لسلاح الإشارة، مصحوبين بأجهزة الاستقبال والإرسال إلى المناطق الداخلية للوطن – يقول صاحب المقال – بدأت قيادة الولاية الخامسة وإطارات سلاح الإشارة يفكّرون في تجنيد مجموعات أخرى من الشباب المثقف، خاصة بعد التحاق عدد هام من الطلبة المضربين بصفوف الثورة لتكوين دفعات أخرى في الاتصالات اللاسلكية.
وفي بداية سنة 1957 – يواصل العقيد – تمّ إنشاء مركز التدريب التقني للإشارة، بعيدا عن عيون المتطفّلين، وفي موقع يتوفر على ظروف الأمن والحماية، جهّزت إحدى قاعات المركز بطاولات، وضع فوقها خوذات الاستماع، وأدوات الإبراق ليستعمل كل متربص هذه الوسائل الخاصة به، كما ركّب فيها جهاز استقبال من نوع SP 600 يسمح لكل المتربصين بالتقاط وكالات الأنباء، والصحافة التي تبث الأخبار تليغرافيا، مثل وكالة الأنباء الفرنسية وكالة “تاس” السوفياتية، وكالة “رويترز” الأمريكية، وقال إنّ هذا المركز احتضن في شهر فيفري 1957 عناصر الدفعة الثانية من عمال الراديو التي تضم أربعين 40 متربصا، أنّهوا تكوينهم في أواخر ماي 1957، وقد أطلق عليها اسم “دفعة العربي بن مهيدي”.
سلاح الإشارة بالحدود الشّرقية
وعرج العقيد المتقاعد أحمد بوذراع – في مقاله – على المنطقة الشرقية من الوطن، ليؤرّخ لنشأة سلاح الإشارة بها، وذكر أن قائد القاعدة الشرقية العقيد عمارة بوقلاز استغلّ وجود ضابطين مختصين في سلاح الإشارة بالحدود الشرقية، هما: عبد الرحمن الغواطي (سي لعروسي)، ومحمد السعيد حاكم المدعو موح، ليطلق تربصا في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 1957، ضم عشرة عناصر، وبعد نهاية التربص، عين الأفراد المتخرّجين رفقة أجهزة الإرسال والاستقبال التي سلمت لهم في مراكز قيادة الفيالق الثلاثة التابعة للقاعدة الشرقية، وفي مقر قيادة القاعدة الشرقية.
وبعد تعيين العقيد بوصوف عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ في شهر سبتمبر 1957، مع منحه صلاحيات تسيير المواصلات اللاسلكية على المستوى الوطني – يقول العقيد بوذراع – شرع في تطبيق الهيكلة التنظيمية الموجودة بغرب الوطن، على الحدود الشرقية من خلال إنشاء هياكل المخابرات والمواصلات اللاسلكية. كما قرّر بوصوف إنشاء مركز التدريب التقني للإشارة (CITT) في تونس تحت قيادة حجاج مصطفى (المدعو محفوظ)، وهو الذي أشرف في شهر ماي 1958 رفقة مجموعة من المختصين على تكوين الدفعة الخامسة لسلاح الإشارة في الحدود الشرقية. ومع تخرج الدفعة الخامسة، تقرّر أن يكون تدريب عناصر سلاح الإشارة بالتناوب كل سنة بين شرق الجزائر وغربها، ولم يتوقّف تخرّج الدّفعات إلا عشية الاستقلال.
تـــنـــظــيـم ســلاح إشــارة الــثّـــورة
بعد تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أنشئت وزارة مكلفة بالمواصلات اللاسلكية والاتصالات العامة، خلال هذه الفترة أصبحت شبكة الاتصالات اللاسلكية للثورة، منظومة متكاملة تخضع لقيادة مركزية تتحكّم في كل وسائل وشبكات ومحطات الربط للاتصالات الداخلية والخارجية للثورة.
وقال العقيد بوذراع إنّ جيش التحرير الوطني نجح في نسج شبكة اتصالات لاسلكية فاقت كل التوقعات والآمال، بحيث أصبحت تغطي كل الولايات، ومعظم المناطق، ووصلت حتى إلى تغطية بعض النواحي في الولاية الخامسة، أما في الخارج، فإنّ الاتصالات اللاسلكية كانت تتواجد في كل النقاط الحساسة والهامة، وفي البلدان الشقيقة والصديقة.
ويؤكّد العقيد بوذراع أنّ الشبكة كانت أيضا مرتبطة مع الفيالق والكتائب المتمركزة في الحدود، وفي مراكز تكوين سلاح الإشارة والمشاة، ومع راديو البث الاذاعي لإذاعة الجزائر الحرة المكافحة، ومع وكالة التليغراف للأنباء والأخبار التي تصبح فيما بعد وكالة الأنباء الجزائرية، كما كانت تقدّم خدماتها أيضا لمديرية البحث والاستعلام، ومديرية اليقظة ومكافحة الجوسسة، ومديريتي اللوجستيك شرق وغرب، وللأمانة العامة لوزارة التسليح والاتصالات العامة، ولجريدة “المجاهد”، بل أن شبكة الاتصالات اللاسلكية توسّعت وتمدّدت بشكل مذهل، يدقّق فيه العقيد بوذراع بتفاصيله.
للإشارة، فإنّ مقال العقيد المتقاعد أحمد بوذراع، سجّل فتوحات الثورة التحريرية المباركة في التأسيس لسلاح الإشارة بوسائل بسيطة للغاية، تحوّلت – بفضل عزم الرجال – إلى سلاح فتّاك في مقاومة الاحتلال الفرنسي، ولقد بلغ العزم بمجاهدينا الأشاوس، أنّهم توصّلوا إلى تفكيك الشيفرة الفرنسية المعروفة باسم سليداكس (SLYDEX)، وهي رموز تشفير متطوّرة تستعملها جيوش دول الحلف الأطلسي، كثيرا ما كان يتحدث عنها الرائد ثليجي علي وزيدان الألماني المتربصين في سلاح الإشارة، ولقد استغلّ أعوان الشيفرة هذا الاكتشاف الباهر في تحسين، إتقان وتطوير رموز تشفير البرقيات جيش التحرير الوطني، كما استفادت الثورة من هذا الاكتشاف في فك شيفرة كل البرقيات والمراسلات الفرنسية سواء القديمة أو الجديدة.
معالم
تـــتـــحـــدّث عـــن وعـــي مـــعـــرفي أصـــيـــل ومـــهـــارات عـــالـــــيـــة
جسور تلمسان.. شواهـــــد علـــى عبقريــة العمــران
تقع مدينة تلمسان في سفح جبل “لالا ستي” الذي يحيط بها من الناحية الجنبية، وذلك في شكل انسيابي ينطلق من الناحية الجنوبية باتجاه الشمال بنسبة ميلان طفيف مقداره على وجه الدقة والتحديد 3.6 في المائة بالنسبة للمقر الأحدث تاريخيا في المدينة، أي “تاقرارت”، ولذلك فإن فارق الانسياب بين أعلى مستوى في المدينة عند باب الحديد الحالي تحديدا، وباب “زير” في الشمال الشرقي بوصفه أدنى نقطة من “تاقرارت”.
د – الرزقي شرقي
تمتاز تلمسان بأوديتها التي تغنّى بها الشعراء، مثل وادي “مشكانة” الذي انطمست معالمه اليوم بالكامل بفعل الزحف العمراني الذي طال المدينة من تلك الناحية، وربط المدينة التاريخية بالضواحي، قبل أن يصبّ في وادي “الصفصيف” بشرق المدينة، الذي نال حظوة كبيرة في وصف الرحالة والجغرافيين، بل وحتى الأدباء والشعراء من أمثال المقرّي.
جـــِسْـــرا وادي الـــصــفــصــيــف
تم إقامة جسرين متجاورين على ضفاف هذا الوادي، لا يبعدان عن بعضهما سوى بنحو ثلاثة كيلومترات فقط، وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن بناءهما تم في وقت غير متزامن على الرغم من انتسابهما إلى نفس الفترة الثقافية، وإلى ذات المرحلة التاريخية.
الجسر السّفلي: يقع في الناحية الشمالية الشرقية من مدينة تلمسان الحالية، وذلك على بعد نحو ثمانية كيلو مترات منها، وتحديدا في النقطة الفاصلة بين مدينة شتوان، والمجمع شبه حضري المجاور لها اليوم من تلك الناحية المعروف باسم “أوزيدان”، حيث كان في ما مضى مرور الطريق العسكري الرابط بين تلمسان ووهران، قبل تحويل مساره في وقت لاحق على مستوى مدينة “عمير” الحالية من طرف الهندسة العسكرية الفرنسية غداة احتلال مدينة تلمسان عام 1836م.
قوام هذا الجسر الذي ما يزال مستغلاً حتّى اليوم، مثله مثل بقية الجسرين المتبقيين، من قواعد الجسر الأصلي قبل أن تلحق به عملية الترميم، والزيادة في ارتفاعه، دون التوسعة في عرضه من طرف الجيش الفرنسي عام 1846، المكونة من ثلاث مصاطب ضخمة من الطابية، كانت معدة خصيصا لحمل عقدين كبيرين لدعم ممر الجسر الذي يبدو أنه كان مستويا، ومزودا بجدارين جانبيين قصيرين على هيئة جسر المنصورة، وهو القسم الذي هدّمه الجيش الفرنسي عن طواعية، وأعاد تجديده بالحجر المهدب على نسق بقية الجسور الجزائرية المشيدة خلال تلك الفترة، غير أنّ أهم ما يميزه – في هذا المقام – هو تضمنه كتابتين تذكاريتين في منتهى الأهمية حول تاريخ تلمسان وظروف ترميم معالمها الرئيسية قبل عام 1846م (ترميم الجامع الكبير، ومجمع العباد، وتحويل قلعة المشور إلى ثكنة عسكرية كبيرة، وشق الطريق الرابط بين تلمسان وأوزيدان اليوم بدءًا من السجن الذي بأسفل دار الحديث، ومرورا بباب القرمادين في انتظار تمديده إلى وهران لاحقا)، حيث كتبت إحداهما باللغة الفرنسية على لوح مستطيل الشكل، اتخذ من الحجر الرملي الأحمر اللون، والذي ما يزال قائما في مكانه الأصلي حتى اليوم، يُشير من جانبه إلى تاريخ ترميم ذلك الجسر على يد الجيش الفرنسي عام 1846 بشكل مقتضب، في ثلاثة أسطر.
الجسر العلوي: يقع بالناحية الشرقية من مدينة تلمسان الحالية، وذلك على بعد نحو خمسة كيلومترات منها، حيث كان مسار الطريق القديم الرابط بين تلمسان ووهران مرورا ببني سكران وعين تومشنت، وما يزال قائما حتى اليوم، مع تراجع حركة السير فيه إلى أدنى المستويات في ظل حركة تحديث شبكة الطرقات الجارية.
هو في واقع الأمر جسر مُجدّد بالكامل خلال فترة زمنية موالية لفترة ترميم الجسر السفلي الآنف الذكر من طرف الاحتلال الفرنسي دائما، ليس بالوسع تحديدها حاليا في ظل شح المعلومات التوثيقية الخاصة بها، حيث أصبح جسرا متقنا، مبنيا بالحجر المهدب قوامه ثلاثة عقود صغيرة؛ ولم يبق من أصله الأثري دليل سوى الوصف المقتضب الذي خصّه به الراهب الفرنسي “بارجاس” (BARGES) الذي عبر عليه عام 1846م ذهابا وإيابا، ووصل إليه مرتين أثناء إقامته بمدينة تلمسان، كانت الأولى في نزهة مع قائد مدينة تلمسان على ذلك العهد، والثانية برفقة قائد القوات العسكرية الفرنسية بتلمسان لحضور مراسيم حفل، حيث قال بشأنه في موضعين منفصلين عن بعضهما من كتابه الذائع الصيت حول تلمسان: أولهما عندما أشرف من ذلك الموضع على مدينة تلمسان، قادما لزيارتها من وهران لأوّل مرّة، فقال: “نعبر جسرا يقطع واديا يُعرف باسم الصفصاف”، قبل أن ينتقل إلى ما شاهده من حوله من آثار الأضرحة، وأطلال المطاحن الأثرية الدارسة اليوم بكاملها، قائلا: “والجسر المذكور محفوف بأطلال بعض المطاحن، إلى جانب ضريح إسلامي ما يزال قائما على هيئته الأصلية”.
وثانيهما، عندما كان في فسحة مع قائد مدينة تلمسان آنذاك، حيث خَرجًا سويا في إحدى أمسيات خريف عام 1846م من تلمسان متنزهين، وهما يتجاذبان أطراف الحديث سيرا على الأقدام إلى أن بلغا ذلك الجسر، وأشار هناك إلى أن بناء هذا الجسر كان من الحجر.
ومهما كان من أمر، وأمام استحالة ضبط تاريخ إنشاء هذين الجسرين العريقين بدقة، فإن الشيء المؤكد هو تفرّد المستشار الشخصي للسلطان الزياني أبو حمو موسى الثاني، المؤرّخ يحيى بن خلدون، بذكرهما.
جسر المنصورة: يقع هذا قرب مدخل تذكاري ضخم كان يتوسط الجدار الشرقي من السور الكبير الذي يحيط بأطلال مدينة المنصورة، وذلك على بعد بضعة أمتار منه نحو الداخل، حيث تم على مستواه فيما بعد شق الطريق القديم الرابط بين تلمسان ومغنية خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وما زال مستغلا بالصورة التي بني عليها أوّل مرّة.
قوام هذا الجسر المحكم البناء، قبو طويل مبني بالآجر، تعلوه أرضية مستوية سميكة من الطابية، كانت مبلطة إلى غاية نهاية القرن التاسعة عشر ميلادي، ومستهل القرن العشرين على حسب شهادة “مارسيه” (MARÇAIS) الذي تفحصه عن قرب، كما يحيط بطرفيه الجانبيين، جدار من الطابية قصير الارتفاع ما تزال آثارهما باقية على حالتهما الأصلية حتى الآن.
المميّزات الفنية لجسور تلمسان
تُصنّف جسور تلمسان الأثرية مجتمعة ضمن أحد أنواع الجسور الأكثر استخداما في العالم الإسلامي خلال القرون الوسطى، ألا وهو صنف الجسور المعقودة، أو الجسور المقوسة التي أثارت اهتمام الرّحالة والجغرافيين المسلمين في مرحلة جد مبكرة من التاريخ الإسلامي، حيث سحرت ألبابهم بأناقتها، ومتانتها، فلم يتوانوا في اختصاصها بأوصاف دقيقة ضمن مصنفاتهم الجغرافية، وكتب أدب الرحلات على وجه الخصوص، بقطع النظر عن تلاشي تلك الجسور في وقت لاحق، وما أكثرها، أو بقاء آثار بعضها ماثلة للعيان.
ولقد تعدّدت تصاميم جسور تلمسان وتنوّعت، في ضوء طبيعة البنية المرفولوجية الأماكن الذي شُيّدت فيها، والمهام الوظيفية المتوخاة من إنشائها إلى جسور معقودة شاهقة الارتفاع، شأن الجسر السفلي، المشيد على وادي الصفصيف الذي بني على طريق رئيسي كان يربط حاضرة المغرب الأوسط، مدينة تلمسان بعاصمتها الاقتصادية الأولى مدينة وهران، ولقد كانت حركة البضائع بينهما تعتمد على القوافل التي لا يُستبعد أن تكون بعض حيواناتها تجر عربات معدة خصيصا لحمل تلك البضائع، فضلا عن خروج الجيش الملكي منها في اتجاه النواحي الشرقية من البلاد، وبذلك كان هذا الجسر مستويا، ومتسعا لعبور العربات والجيوش في صفوف منتظمة ومتوازية، بل وحتى الآليات الحربية الضخمة كالمنجنيقات.
هذا فيما يخص عرض الجسر الممتد على بضعة أمتار، والذي جاء موافقا للوظيفة المرجوة منه، أما فيما يخص ارتفاعه عن سرير الوادي، فقد جاء موافقا لطبيعة تضاريس الموقع هناك. موقع يتميز بضيق عرض الوادي، ما يجعل منسوب المياه يصعد إلى ارتفاع قد يتجاوز المترين في أوقات الفيضانات الموسمية، وبالتالي قطع الطريق على مستخدميها بلا شك، ومن ثم كان الارتفاع الكلي للجسر يفوق الأربعة، أو خمسة أمتار، كما يمكن أن يُستشف من عرض الجسر، ومتانة قواعده، وطول المسافة الأفقية الفاصلة التي تمثل – في واقع الأمر – طول قطر القوسين المرتكزين عليها.
أما الجسور المعقودة القليلة الارتفاع، مثل “الجسر العلوي” المشيد بدوره على الوادي نفسه، في مكان يتسع فيه سرير الوادي إلى نحو عشرين مترا، مع تراجع معدل الانحدار إلى أخفض النسب، يبدو للواقف على ذلك الجسر، وكأن ماء الوادي، ماء بركة راكدة كبيرة، والمتفرج فيها على ظهر الجسر، يمتطي قارب نزهة في بحيرة سياحية.
الخام المستخدم وتقنيات البناء
تمّ بناء الجسور التلمسانية بمواد خام محلية جد بسيطة، وغير مكلفة تماما في مقابل متانتها، وشدّة مقاومتها لعاديات الزمن، ونعني بذلك “الطابية” أو “التراب المدكوك” (كما يسمى في المشرق)، وقد استخدم خلال القرون الوسطى على نطاق واسع في العمائر المدنية والعسكرية والدينية والجنائزية على حد سواء، والتي ما تزال تقنيتها مستمرة في العمارة التقليدية بنسب متباينة من منطقة إلى أخرى.
وإلى جانب هذه المادة الأساسية المستخدمة على نطاق واسع في بناء الجسور المذكورة، تمّ استخدام آجر محلي الصنع على نطاق محدود، يتوقف عند رسم وتحديد معالم أقواس جسري وادي الصفصيف، وقبو جسر المنصورة، وذلك بدقة متناهية على منوال بناء وزخرفة الأبواب الرئيسية للمدينة تماما.
الـــقـــيـــمـــة الأثـــريـــة
ليس من المبالغة في شيء، إذا قلنا إن هذه الجسور في غاية الأهمية الأثرية من أوجه عدة لعل أبرزها على الاطلاق ما يمكن سرده الآن في شكل نقاط سريعة..أولها أنها الجسور الوحيدة على الصعيد الوطني، التي وصلت إلينا من فترة القرون الوسطى، وما تزال تشتغل إلى يومنا هذا، إذا استثنينا جسر وادي “فرج” شمال شرق قلعة بني حماد بالمعاضيد، الذي يرجح أنه يعود إلى عصر الحماديين، والثاني أن هذه الجسور لعبت أدوارا حاسمة في الوقائع التاريخية التي عرفتها مدينة تلمسان وضواحيها على مر العصور، الموالية لتاريخ إنشائها من دون شك، مع تأكيدها للمستوى الراقي الذي بلغته حركة العمران بمدينة تلمسان خلال فترة القرون الوسطى، حيث لم تقتصر على تشييد قصور الملوك، وبناء المساجد، والأضرحة الفخمة، وتحصينها بالأسوار العملاقة فحسب، كما تصوّرها لنا كتابات وبحوث بعض الدارسين، ولكنها حركة عمرانية متكاملة وشاملة لمختلف مجالات الحياة، كما يمكن أن يستقى بوضوح من هذه المنشآت الفنية، ومنشآت الرّي، وشبكات تزويد الحواضر بالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وغيرها التي ما تزال حقلا بكرا من غير دراسة، رغم غزارة الشواهد الأثرية المتوفرة بشأنها.
هي تدل ضمنا، على وعي أهل تلك الفترة الزمنية البعيدة نسبيا بأهمية الجسور، كما يمكن أن يُستشف بوضوح من تنويع أشكالها وأحجامها، تبعا لاختلاف موقعها، والأغراض المتوخاة من إنشائها، حيث كانت معنا نماذج، كل نموذج منها يعبر عن نوع مستقل بذاته عن بقية أنواع الجسور المعقودة التي عرفها الإنسان على مر الأزمان الغابرة.
إنّ جسور تلمسان تكتنز من المعطيات المعرفية، ما يؤكّد المهارة العالية التي كان يتحلى بها من شيدوها في حقل معرفي يعتبر اليوم قمة ما جادت به قريحة الإنسان في مجال العمارة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم، ألا وهو مجال “المنشآت الفنية”.
فلسطين
إبادة عائلات بأكملها في 4 مجازر بغزة
الجيش الصهيوني يعدم شابا فلسطينيًا في الضفة الغربية
أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و85 مصابا خلال 24 ساعة. وأوضحت أن عدد ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع، ارتفع إلى 41 ألفا و495 شهيدا و960 ألفا و6 مصابين منذ 7 أكتوبر الماضي.
استشهدت امرأة وأولادها الأربعة في قصف للاحتلال الصهيوني لمنزل في بلدة حي النصر شمالي شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر طبية في قطاع غزة، أن حصيلة الشهداء، منذ فجر الثلاثاء، وصلت إلى 53 شهيدا؛ إثر الغارات المتواصلة على عدة مناطق في غزة.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة محمود بصل، في بيان، «إن خمسة شهداء، الأم وأطفالها الأربعة، ارتقوا نتيجة قصف صهيوني على منزل يعود لعائلة أبوجزر في بلدة النصر، شمال شرق مدينة رفح». كما استُشهد 13 فلسطينيا وأُصيب آخرون، في غارتين وسط وشمالي قطاع غزة.
وقال بصل في بيان آخر، «شهيدان وجرحى نتيجة قصف صهيوني على مجموعة من المواطنين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة». وأضاف، «11 شهيدا وجرحى نتيجة قصف على منزل يعود لعائلة الوصيفي في محيط النادي الأهلي بالنصيرات وسط قطاع غزة».
وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، الثلاثاء، استشهاد أحد عناصره في قصف استهدف شقته السكنية شمال غرب قطاع غزة، ما يرفع عدد شهدائه منذ 7 أكتوبر إلى 85، وأشار -في بيانه- إلى «استشهاد أحد منتسبي الدفاع المدني، سائق إطفاء: محمد ماجد حسن أحمد (37 عاما)، في قصف طائرات الاحتلال لشقته السكنية في منطقة التوام شمالي القطاع».
وفي الوقت ذاته، ارتقى 6 شهداء، بينهم سيدة في قصف صهيوني استهدف منزلا في حي التوام شمال غرب قطاع غزة ومنزلا في خانيونس.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة، بأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تمكنت من انتشال جثمان سيدة وعدد من المصابين، في غارة جوية استهدفت منزلا هناك.
وفجر الثلاثاء، نفذ جيش الاحتلال مجزرة بقصف منزل لعائلة «أبوجرغون» في منطقة الشيخ ناصر بمدينة خان يونس، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وعدة جرحى.
وواصل الاحتلال سياسة تدمير المباني، إذ انه نسف بالكامل عدة بنايات في منطقة حي الصبرة جنوب مدينة غزة، كما نسف مباني سكنية في محيط الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة.
الاحتلال يعدم شابا فلسطينيًا جنوب الضفة
في الأثناء، أعدم الجيش الصهيوني شابا فلسطينيا وأصاب 3 آخرين خلال اقتحامه، الثلاثاء، مخيم الفوار بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فجر أمس الأربعاء، بأن الشاب يحيى دانيال عوض (29 عاما) «استُشهد متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال في الصدر خلال اقتحامها مخيم الفوار الثلاثاء»، ونقلت عن مصادر محلية أن عوض يعمل موظفا في بلدية الخليل، وهو متزوج ولديه طفلة عمرها لم يتجاوز العام، وزوجته حامل بطفلة أخرى، وهو موظف في بلدية الخليل.
وكانت قوات الجيش اقتحمت مخيم الفوار في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، حيث داهمت عدة منازل، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت صوب المواطنين. وأدى ذلك، وفق «وفا»، إلى إصابة 4 شبان بالرصاص الحي، بينهم عوض الذي أصيب بجروح خطيرة في الصدر، والآخرون بجروح متوسطة إلى طفيفة في القدم والكتف والظهر.
الحكومـــــــة اللبنانيــــــة دعـــــــت إلى ترشيــــد تخزيــــــن السلــــــع
عــــــــــــــــدد النازحـــــــــــــــين يتجــــــــــــــــاوز نصـــــــــــــــف المليـــــــــــون
أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، أنّ عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الراهن يقترب من نصف مليون نازح. وقال بو حبيب في فعالية بنيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ عدد النازحين في لبنان قبل الغارات الصهيونية الأخيرة بلغ نحو 110 آلاف نازح. وأضاف، «الآن ربّما يقترب عددهم من نصف مليون».
من جهتها، أعلنت الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، عن إجراءات لإيواء 27 ألف نازح من جنوب البلاد وتعليق الدراسة في مؤسسات التعليم حتى نهاية الأسبوع في ضوء استمرار الغارات الصهيونية، فيما دعا وزيرا الاقتصاد والطاقة إلى عدم التهافت والترشيد في تخزين السلع الغذائية والخبز والوقود.
وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ناصر ياسين، إن الغارات الجوية الصهيونية على مناطق لبنانية عدة أدت إلى نزوح عدد كبير من اللبنانيين وتم إيواء 27 ألف نازح من مناطق الجنوب في 252 مركز إيواء. وأضاف ياسين، في مؤتمر صحفي للجنة الطوارئ الوزارية، أن مناطق الجنوب والبقاع بشرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت تتعرض «لأبشع» قصف صهيوني.
وتابع يقول: «فتحنا 252 مدرسة رسمية لتصبح مراكز إيواء، و27 ألف نازح استقروا فيها وبدأنا بتفعيل توزيع المساعدات الأساسية والوجبات الغذائية»، وأضاف: «نحضر لإمكانية بناء جسور إنسانية لتأمين الحاجات، ونقوم بطلب المساعدات المباشرة بالتعاون مع الأمم المتحدة لتتوفر بأسرع وقت».
بدوره، أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي في بيان، تمديد تعليق الدراسة الذي كان أعلن ليومين في البلاد حتى نهاية الأسبوع الجاري وفتح المدارس الرسمية لاستقبال النازحين.
من جهة أخرى، أثار هاجس الأمن الغذائي وفقدان المحروقات ازدحاما للمواطنين من أرباب العائلات في المخازن التجارية ومحطات الوقود، تخوفا وتحسبا من نفاد أو انقطاع السلع الأساسية في ظل أزمة اقتصادية متمادية في البلاد منذ عام 2019.
وأثار هذا التهافت خشية المسؤولين من أن يؤدي ذلك إلى التسبب بتقليص سريع للمخزون الاحتياطي في البلاد.
وفي هذا الصدد، دعا وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، يوم الثلاثاء، مواطني بلاده إلى ترشيد تخزين السلع الغذائية والحيوية في ضوء تهافت شهدته المخازن التجارية والأفران على السلع الغذائية والخبز.
قصف صهيوني عنيف على بلدات لبنانية وحصيلة الشهداء ترتفع
حـــــــــزب اللـــــــه يضرب منشآت استراتيجية للاحتلال
يواصل الجيش الصهيوني عدوانه الغاشم على جبهتي غزة ولبنان، مخلّفا العديد من الشهداء والنازحين والدمار وذلك وسط دعوات دولية لوقف التصعيد ومنع تفاقم المواجهة وتحوّلها إلى حرب شاملة ستحرق المنطقة بكاملها.
تواصل، أمس، القصف الصهيوني على مختلف مناطق القطاع بعدما خلف، الثلاثاء، 50 شهيدا وعشرات الجرحى.
وعلى جبهة لبنان، كثّف جيش الاحتلال غاراته على عدد من المناطق، فيما كثف حزب الله ضرباته الصاروخية وبالمسيرات على قواعد صهيونية، حيث دوت صفارات الإنذار في نتانيا وغوش دان في عاصمة الكيان «تل أبيب».
وشن الطيران الحربي الصهيوني، أمس الأربعاء، سلسلة غارات على بلدات عدة بجنوب وشرق ووسط لبنان، فيما خرق جدار الصوت فوق العاصمة بيروت.. جاء ذلك في اليوم الثالث من العدوان الصهيوني «الأعنف والأوسع والأكثر كثافة» على لبنان منذ بدء المواجهات مع «حزب الله» قبل قرابة العام.
وأفاد مراسلون بأن غارات المقاتلات الصهيونية طالت في الجنوب اللبناني مبان سكنية في مناطق عدة، بينها بلدتا عدلون وكفر حتا ومحيط بلدة العاقبية بقضاء صيدا، وبلدات حداثا وعيتا الجبل وياطر بقضاء بنت جبيل، وأضافوا بأن الغارات الجوية طالت كذلك بلدات ومناطق في قضاء النبطية (جنوب)، تشمل بلدة دير الزهراني، وحرج حميلة (منطقة كثيفة الأشجار) بين بلدتي حومين الفوقا ورومين، ومنطقة الوادي الواقع بين بلدات عين قانا وصربا وكفرفيلا.
فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن مقاتلات الاحتلال شنت غارات على بلدات أخرى جنوبي لبنان، بينها بلدتا عبا وحبوش بقضاء النبطية، وبلدة كوثرية السياد بقضاء صيدا.
وفي شرق لبنان، ذكر شهود أن غارات الطيران الحربي الصهيوني امتدت إلى بلدات بمنطقة البقاع، حيث شملت في قضاء بعلبك بلدتي جنتا والنبي شيت وشعت ونحله ودورس وبريتال والخضر والجمالية.
وفي البقاع كذلك، طالت الغارات الصهيونية محيط بلدتي ميدون وسحمر وسهل مشغره بقضاء البقاع الغربي، وبلدة رياق بقضاء زحلة.
وفي وسط لبنان، شن الطيران الحربي الصهيوني غارة على منطقة الجية الساحلية جنوب بيروت استهدفت ورشة لتصليح السيارات وتحديدا سيارة دخلت إلى الورشة، دون معرفة هوية صاحبها على الفور.
حـــزب الله يقصــــف مقـــــر «الموســــــاد»
بدوره أعلن حزب الله، صباح أمس الأربعاء، قصفه بصاروخ باليستي مقر قيادة جهاز الاستخبارات الصهيوني «الموساد» بضواحي تل أبيب. وقال الحزب في بيان عبر «تلغرام»، إنه «أطلق عند الساعة السادسة والنصف من صباح الأربعاء (صاروخا باليستيا من نوع قادر-1، مستهدفا مقر قيادة الموساد في ضواحي عاصمة الكيان». وأضاف، أن هذا «المقر هو المسؤول عن اغتيال القادة (بالحزب) وعن تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي» بأنحاء لبنان قبل أيام.
ضرب منشأة استراتيجية تابعة لشركة الكهرباء
وقالت سلطات الاحتلال، إن «حزب الله» حاول ضرب منشأة استراتيجية تابعة لشركة الكهرباء، دون تحديد مكانها أو موعد الاستهداف. وكانت سلطات الاحتلال أعربت في الأشهر الماضية عن مخاوف من استهداف حزب الله لمنشآت الكهرباء.
ولفت الحزب إلى هذا الهجوم يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه».
وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت سلطات الاحتلال اغتيال قادة بارزين في «حزب الله»، بينهم إبراهيم قبيسي وإبراهيم عقيل، فيما أسفرت تفجيرات لأجهزة اتصالات لاسلكية بأنحاء لبنان، الأسبوع الماضي، عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، واتهمت بيروت وحزب الله، الكيان الصهيوني بالمسؤولية عن هذا الهجوم رغم الصمت الرسمي للأخيرإزاء ذلك.
عاصمــــــة الكيــــــان في مرمـــــــــى النـــــــــار
في السياق، قال الجيش الصهيوني، في وقت سابق من صباح أمس، إن منطقة تل أبيب الكبرى تعرضت لقصف صاروخي من لبنان للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات مع «حزب الله» في 8 أكتوبر2023.
وأفادت إذاعة الجيش الصهيوني، بأن «قذيفة صاروخية واحدة تم إطلاقها من لبنان على منطقتي غوش دان (تل أبيب الكبرى) وشارون وسط الكيان، وأنه تم اعتراضها». وأضافت، أنه «لأول مرة منذ بداية الحرب، تتعرض غوش دان لإطلاق نار من لبنان»، لافتة إلى أنه سبق اعتراض القذيفة وإطلاق صفارات الإنذار.
استهداف منطقة تل أبيب الكبري يعني أن «حزب الله» وسع مدى هجماته على الكيان إلى أكثر من 100 كم، وكان مدى صواريخ حزب الله في هجماته ضد الأهداف الصهيونية وصل في الأيام الأخيرة إلى مدن صفد وعكا وحيفا التي تبعد عن الحدود اللبنانية بمسافات تتراوح بين 20 و60 كم.
ومنذ صباح الاثنين الماضي، يشن الجيش الصهيوني هجوما هو «الأعنف والأوسع والأكثر كثافة» على لبنان منذ بدء المواجهات مع «حزب الله» في 8 أكتوبر، 2023 ومنذ «حرب تموز» عام 2006؛ مما أسفر عن 558 شهيدا، بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحًا و27 ألف نازح، وفق بيانات السلطات اللبنانية، أمس الأول.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال الكيان قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق «حزب الله» مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات، وتطالب المقاومة بإنهاء الحرب التي تشنها القوات الصهيونية بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
حديــــــــــث عــــــــــــن اجتيـــــــــــاح بــــــــــــري
من ناحية ثانية، التقى وزير الدفاع الصهيوني عساكر يتدربون على شن هجوم بري محتمل في جنوب لبنان، بحسب إعلام صهيوني رسمي، أمس الأربعاء. وذكرت هيئة البث الصهيونية، أن «قوات الاحتلال تستعد لعملية برية محتملة في لبنان، وتستمر التحضيرات لها».
وعادة لا يعلق الجيش الصهيوني رسميا على احتمال شن اجتياح بري في جنوب لبنان.
ومنذ أيام، تتواتر أنباء في الإعلام الصهيوني عن شن عملية برية بزعم تأمين عودة أكثر من 100 ألف إلى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان.
وأمس الأربعاء، حذر متحدث باسم الجيش الصهيوني اللبنانيين من العودة إلى منازلهم، مشددا على أن «غارات الجيش الصهيوني مستمرة».
صوت فلسطين
الإهمال الطبي المتعمد..
إعدام صامت للأسرى
سلسلة جرائم، ارتكبتها سلطات الاحتلال بحقّ الأسير عبد الباسط معطان الذي أفرج عنه في العشرين من ماي الماضي بوضع صحّي صعب بعد أن تعرض لجريمة إهمال طبي وقتل بطيء بحرمانه من الأدوية والعلاج، بعد أن أمضى 22 شهراً رهن الاعتقال الإداري، بلا تهمة، رغم اعتقاله مصاباً بسرطان القولون والغدد.
تقرير: حنين خالد
خرج الأسير يعاني من فقدان وزن شديد، جرّاء سياسة التجويع التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، وكدمات في كافة أنحاء جسده، كجزء من الإجراءات الانتقامية وعمليات التعذيب التي تصاعدت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر، عدا حرمانه من تلقّي العلاج. المحرّر معطان الذي خرج من فم الموت بات شاهداً حياً على الإهمال الطبي المتعمّد بحقّ الأسرى والمنع من الحقّ في العلاج، ليصبح ذلك إعداماً دون مقصلة، وسياسة ممنهجة تهدف إلى إعدام الأسرى أو قتلهم بشكل تدريجي.
ولم تعد سلطات السجون الاحتلالية بحاجة إلى سنّ قوانين تبيح إعدام الأسرى، فما تمارسه بحقّ المعتقلين في سجونها إعدامٌ وقتلٌ مع سبق الإصرار والترصد، أما القانون الذي ناقشته لجنة تابعة للكنيست الصهيوني في نوفمبر من عام 2023، فيعتبر جزءاً من الاتفاقات التي تمَّ توقيعها لإبرام صفقة تشكيل الائتلاف الحكومي برئاسة رئيس حزب “الليكود” بنيامين نتنياهو، ورئيس “قوة يهودية”، إيتمار بن غفير، أواخر عام 2022.
وفي مارس من عام 2023، صادق الكنيست بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يتيح فرض عقوبة الإعدام بحقّ أسرى فلسطينيين “مدانين بقتل صهاينة”، تقدّم به بن غفير وأيده نتنياهو. وينصّ مشروع القانون على “إيقاع عقوبة الموت بحقّ كلّ شخص يتسبب عن قصد أو بسبب اللامبالاة في وفاة صهيوني بدافع عنصري أو كراهية ولإلحاق الضرر بالكيان الاحتلالى، هذا القانون الذي يعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، لم يكن بحاجة إلى مصادقات لتطبيقه، كونه مطبقاً منذ سنوات، حيث استشهد بسببه -حتى قبل إقراره- أربعةٌ وسبعون أسيراً منذ عام 1967، هؤلاء الشهداء من الأسرى هم من بين 257 شهيداً من شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967.
حبة الأكامول.. دواء لكلّ داء
نحو 1500 أسير مريض، خلف قضبان الاحتلال، تتعمّد إدارة معتقلاته انتهاك حقوقهم الطبية باستهدافهم بشكل مقصود ومبرمج من خلال إهمال أوضاعهم الصحية الصعبة وجعل الأمراض تتفشى في أجسادهم لتصبح لا علاج لها، وبالتالي تعريض حياتهم للخطر ودفعهم نحو الموت.
ولا تتوانى سلطات الاحتلال في تعذيب الأسرى صحياً ونفسياً، بتنصّلها من مسؤولياتها إزاء حقوقهم الصحية، والاكتفاء بتقديم الدواء الوحيد المتوفر لديها، وهو حبة “الأكامول” العجيبة كعلاج لكلّ الأمراض، في ظلّ افتقار عيادات السجون والمعتقلات الصهيونية إلى الحدّ الأدنى من الخدمات الصحية، والأدوية اللازمة، والأطباء المختصّين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المختلفة.
الجرائم الطبية.. سياسة ممنهجة
تقرير لمركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” حمل عنوان انتهاكات حقوق الإنسان ضدّ الأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، سلّط فيه الضوء على الأوضاع والانتهاكات الاحتلالية بحقّ الأسرى بعد 7 أكتوبر 2023، من بينها إهمال طبي منهجي، شمل إغلاق عيادات السجون والحرمان من العلاجات الطبية الأساسية، هذا النمط من الإهمال إلى ارتفاع كبير في عدد الأسرى المرضى وتدهور خطير على وضعهم الصحي، لا سيما بين أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تحتاج علاجاً طبياً خاصاً وتدخلاً جراحياً، حسب تقرير “حريات” الذي جاء في اثنتي عشرة صفحة مستنداً فيه على إفادات عدد من الأسرى ومحاميهم.
واعتبر تقرير “حريات” أنّ سياسة الإهمال الطبي التي ترتكب ضدّ الأسرى الفلسطينيين ليست حادثة منعزلة بل هي استراتيجية متعمّدة تهدف إلى إضعاف الأسرى جسدياً ونفسياً، حيث يعاني الأسرى الفلسطينيون من العذاب النفسي وتترك أساليب التعذيب، ندوباً دائمة على السلامة العقلية والعاطفية للأسرى، ما يزيد من تفاقم ظروفهم الصحية العامة.
ويرى مركز حريات في تقريره، أنّ مصطلح الإهمال الطبي لم يعد كافياً لتوضيح حجم الجريمة التي ترتكب بحقّ الأسرى، إنّما الجريمة الطبية هي التعبير الأدقّ عن واقع الأسرى عموماً والمرضى على وجه الخصوص، حيث تفاقم الوضع الصحي للأسرى المرضى، وسط انتشار الأمراض المعدية والجلدية بين أعداد واسعة منهم في مختلف السجون، وانعدام العلاج المقدّم لهم وصولاً إلى الاستشهاد، فقد تعرض 18 أسير من أسرى الضفة إلى التعذيب والتنكيل الوحشي أدّى إلى إحداث كسور ونزيف حادّ، حيث ترك الأسرى على إثره ينزفون حتى الموت دون تقديم أي إسعاف طبي لهم أو نقلهم للمستشفى.
وحسب إفادات عدد من الأسرى، فقد فرضت سلطات الاحتلال قيوداً مشدّدة على نوعية وكمية المواد الغذائية المقدّمة للأسرى كشكل من أشكال العقاب، وعانى العديد منهم من الجوع وسوء التغذية بسبب عدم كفاية الوجبات الغذائية ورداءة نوعية الطعام، وبالمثل، فإنّ الوصول إلى المياه النظيفة محدود، حيث واجه الأسرى مشاكل صحية متعدّدة نتيجة ندرة المياه.
أيضاً وبحسب إفادات الأسرى الذين زارهم محامي مركز حريات في سجن عوفر، فإنّ إدارة سجن عوفر استمرت في سياسة تقليص الغذاء للمعتقلين إلى أقلّ من الحدود الدنيا التي يمكن أن توفر الاستمرار على قيد الحياة دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار الصحية السلبية على صحتهم في المستقبل، وبالنظر إلى قلّة كمية الطعام المقدّمة، ونوعيته- حيث يخلو الغذاء من البروتين (اللحوم) وأيضاً يخلو من أيّ نوع من أنواع الفواكه منذ أكثر من 9 أشهر، الأمر الذي أدّى إلى نزول أوزان كافة المعتقلين وجعلهم معرضين إلى الأمراض المعدية بسبب إضعاف جهاز المناعة، وذكر أحد المعتقلين مثال على ذلك “كمية الأرز التي يحصل عليها المعتقل لا تتعدى الخمس ملاعق من الحجم المتوسط، بالإضافة إلى ملعقتي فاصولياء أو عدس”.
وذكر معتقل آخر في سجن عوفر أنّ أكثر من 30 أسير من أصل 220 في قسم 26 تعرّضوا لأوجاع شديدة في البطن بسبب تناول الفاصولياء والعدس بحالة صلبة نتيجة عدم الطهي الجيد، وأفاد أنّ هذه الأعراض والآلام الحادّة تصيب الأسرى لفترات طويلة، الأمر الذي يشير إلى الضعف العام في الجهاز الهضمي نتيجة قلّة الطعام وعدم التنوّع بالمواد الغذائية. وعلى الرغم من القوانين والاتفاقيات الدولية التي تضمن حقّ الأسرى في العلاج الطبي، فإنّ الأسرى الفلسطينيين حرموا عمداً من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
وتمثلت الجرائم الطبية، بتأخير العلاج، وعدم كفاية الرعاية الصحية، والحرمان من الخدمات الطبية المتخصّصة، وغياب مرافق الرعاية الصحية والعيادات، كما حرم العديد من الأسرى من الحصول على الأدوية والعلاجات اللازمة.
وما بعد أحداث 7 من أكتوبر 2023، تشير إفادات المعتقلين في سجن عوفر إلى أنّ الأوضاع الصحية بشكل عام سيئة جداً بسبب الامتناع عن تقديم العلاج الطبي لهم وكذلك شحّ أصناف الأدوية المسموح بتقديمها للمعتقلين وأيضاً عدم تحويل المعتقلين إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات اللازمة لهم أو تقديم العلاجات المتخصّصة لهم.
وتعاني عيادات السجون من نقص الكادر الوظيفي وسوء التجهيز، وعدم القدرة على تقديم حتى الخدمات الطبية الأساسية، حيث حرم العديد من الأسرى الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة من الحصول على العلاج المتخصّص خارج السجن، ما أدّى إلى تفاقم أمراضهم.
وتعدّ عيادة سجن الرملة الواقع داخل مجمع أمني كبير شيّده الإنجليز عام 1934 بين الرملة واللد من أسوأ سجون الاحتلال صيتاً، يتكوّن من 4 غرفٍ متقابلةٍ فقط تحوي أسرّة حديدية أو اسمنتية لا طبيّة محاطة بسورٍ عالٍ.
في “الرملة” الممرض سجّان والطبيب بزيّ السجّان، الغرف ضيّقة جداً دون تهوية، بعض الأسرى أجبرتهم أمراضهم على الإقامة فيها سنين طويلة ليشهدوا الرحيل المؤلم للعشرات من رفاقهم، ومن يدخله بمرضٍ خرج منه بأمراضٍ خطيرة، وهو “المحطّة الأخيرة التي تسبق الشهادة” في عُرف الأسرى، ينقلون لجحيمه بعد مماطلة لسنوات، وفيه تهمل أوجاعهم ويبدأ مشوار موتهم البطيء، بخطوات مثقلة بالألم والوجع.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون الذين يعانون من حالات طبية مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم تحديات خاصة في الحصول على الرعاية الصحية الكافية، على الرغم من تدهور حالتهم الصحية، يتم حرمانهم من الحصول على العلاج المتخصّص، كما يتعرّضون لتأخير في تلقي العلاج الطبي لأمراضهم وإصاباتهم، ما يؤدّي إلى مضاعفات لا رجعة فيها.
حتى في الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، يجد الأسرى أنفسهم غالباً في مواجهة انتظار طويل قبل أن يحصلوا على العناية اللازمة، ما يزيد من خطر تعرّضهم لأضرار طويلة الأمد.
وبالرغم من الحاجة الملحة إلى الرعاية الطبية الخارجية، يتعرّض الأسرى كثيراً للحرمان من الوصول إلى المستشفيات أو المرافق المتخصّصة خارج السجن، ما يزيد من خطر تعرّضهم للموت. وما يزيد الأمر خطورة، ويؤكّد أنّ ما يحدث في سجون الاحتلال ما هو إلا جريمة ممنهجة، هو عملية نقل الأسرى المرضى من سجن الرملة وتوزيعهم على سجون مختلفة، مع زيادة عزلتهم وعرقلة إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية اللازم، ما يستمر في تفاقم دورة الإهمال والمعاناة الطبية التي يعانون منها.
وفي ذلك السياق، علّق الأسير المحرر س.ز في إفادته عن الوضع الصحي للأسرى وقال، “من بدايات 7 أكتوبر وحتى شهر جانفي 2024 لم تكن إدارة مصلحة السجون تتعاطى مع الأسرى المرضى مطلقاً، وعندما يمرض أسير بشكل مفاجئ ويتم السؤال عن علاجه، كان الردّ من قبل الإدارة “نادوا علينا عندما يموت الأسير”.
ويروي المحرّر عبد الباسط معطان من قرية برقة شرق رام الله، الذي خضع للاعتقال الاداري التعسّفي لمدّة ثمانية أعوام: عندما اكتشف الأطباء إصابتي بسرطان القولون والغدد من الدرجة الثالثة، عام 2019؛ ومنعتني سلطات الاحتلال من العلاج داخل مستشفيات القدس والمستشفيات الصهيونية، رفعتُ دعوى قضائية للسماح لي بالعلاج خارج البلاد.
ويكمل معطان؛ في سياق حديثه: “بعد عودتي من السفر بشهرين تم اعتقالي إدارياً لمدّة ستة شهور بحجة الخطر على أمن الصهاينة، في عام 2021، ورفضت مصلحة السجون الاعتراف بي كأسير مريض بالسرطان بالرغم من التقارير الطبية التي تثبت إصابتي بالمرض.
بعد الضغوط التي مارستها الحركة الأسيرة على إدارة السجن حصل معطان على موافقة للعلاج داخل مستشفيات القدس، بعد أن كشف تشخيص طبي أنّ السرطان يزيد إذا لم يتم إجراء الفحوصات المستمرة والمنتظمة كلّ ثلاثة شهور كفحص الدم وفحص القولون لفحص تطور المرض، تبيّن وقتها أنّ سرطان القولون يحتاج علاجاً فورياً ومنتظماً، مع ضرورة استئصال الزوائد من القولون، وأفرج عنه بعد انتهاء فترة الاعتقال دون التجديد.
ورغم هذا المرض وعدم وجود تهمة، أعيد اعتقال معطان بعد شهرين ونصف الشهر في عام 2022 إدارياً، هذه المرة استمر الاعتقال الإداري ما يقارب السنتين مع رفض إعطائه العلاج اللازم أو التعامل معه كمريض بالسرطان، وبعد ضغوط الحركة الأسيرة والمؤسّسات الحقوقية والوقفات التضامنية والمسيرات، حصل الأسير معطان على موافقة للخضوع للعلاج الجزئي في مستشفى هداسا عين كارم أكثر من مرة، ورغم ذلك تم تمديد الاعتقال الإداري ثلاث مرات متتالية.
ورغم حصوله على قرار من المحكمة بعدم التمديد الإداري، وعندما انتهت المدة الاعتقال في جانفي من عام ألفين وأربعة وعشرين، تفاجأ بتمديد اعتقاله أربعة شهور أخرى كانت الأشدّ إيلاماً، لم يتم عرضه على أيّ طبيب نهائياً، ولم يحصل على أيّ نوع من العلاج أو الدواء.
لم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، فقد تعرض الأسير المصاب بالسرطان للضرب العنيف والمباشر اكثر من إحدى عشرة مرة؛ كان آخرها قبل الإفراج عنه بيوم، ضرب حتى كسرت أضلعه، وأفقده جزءاً من بصره.
ويؤكّد فريق حريات القانوني أنّ الظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، تبتعد كلّ البعد عن المعايير الدنيا لحقوق المحرومين من حريتهم، كما هو منصوص عليها في المعايير القانونية الدولية، ما يشكل تهديداً حقيقياً على حياة الأسرى بشكل عام والمرضى وكبار السنّ منهم بشكل خاص.
مدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الأعرج، أكّد: أنّ السياسة الصهيونية تهدف إلى قتل الأسرى وكسر إرادتهم واستهداف وجودهم، حتى بكلّ الوسائل سواء بسياسة التجويع التي تؤدّي للأمراض ولخطر حقيقي على الصحة والحياة، كما تعمل على تحويل كلّ الأسرى والأسيرات إلى مرضى حقيقيين بسبب الجوع والإهمال الطبي والجرائم الطبية، والبرد والعزل التام عن العالم الخارجي ومنع زيارات الأهل والصليب الأحمر، وعدم تقديم العلاج للأسرى عموماً وللمرضى على وجه الخصوص ومنهم الذين يعانون أمراضاً مزمنة كالسرطان.
ويشير إلى أنّ الأسرى المرضى يتم نقلهم من عيادة سجن الرملة والتي هي بالمفهوم أقلّ من أن تكون “عيادة” إلى السجون، رغم المخاطر التي تحيق بهم.
ويشدّد الأعرج على أنّ سياسة الإهمال الطبي والجوع طالت كلّ الأسرى دون استثناء، وأنّه طالما لم يتدخل المجتمع الدولي بإنقاذهم فإنّ حياتهم بخطر حقيقي.
قضية
الكيـــــان يصعّـــــد ضــــد لبــــــنان ويجـــــرّ المنطقـــــة إلـــــــى شفـــــــــير الهاويـــــــة
كان كثيرون يعتقدون – إلى وقت غير بعيد – أنّ المواجهة بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية لن تحصل بالشكل الواسع الذي تجري أطواره المريعة اليوم، وخلص بعض المتفائلين إلى أنّ ما ظل يسجّل من تبادل للقصف على الحدود بين الجانبين منذ الثامن من أكتوبر الماضي سوف لن يتطور إلى حرب كبيرة، فلا لبنان ولا الكيان يريدان هذه الحرب.
فضيلة دفوس
لكن هذه التّوقّعات سقطت فجأة في الماء محدثة صدمة كبيرة، بعد أن قرّر الكيان الصهيوني فتح جبهة صراع جديدة وفق استراتيجية حربية تجمع بين الحروب الكلاسيكية والسيبرانية التي عكستها عملية “البيجر” و«اللاسلكي”، تلتها عملية اغتيال القيادة العملياتية لفرقة الرضوان والمجلس الجهادي في حزب الله، وتبعهما الهجوم الدموي المتواصل على الجنوب اللبناني منذ الاثنين الماضي، والذي خلّف إلى حدّ الآن مئات الشهداء والمصابين ودمارا كبيرا، على اعتبار أن الجيش الصهيوني استنسخ في عدوانه على لبنان أسلوب عملياته العسكرية التي ينفّذها في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي، حيث يتعمّد قصف الأحياء السكنية بما فيها من منشآت مدنية وبنى تحتية حيوية، ولا يبالي بقتل آلاف المدنيين الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال، فكل همّه هو نسف كلّ شيء في طريقه ليتوهم بذلك أنه حقق النصر، وهو في واقع الأمر لم يحقق غير المآسي ولم يصنع غير المذابح والجرائم التي وضعته في خانة الجيوش الدموية.
شهيّة مفتوحة للإبادة
بعد نحو عام كامل من التقتيل والمجازر والتجويع في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، يبدو بأنّ شهية الكيان الصهيوني لإراقة مزيد من الدماء ولإشعال مزيد من الحرائق والحروب في المنطقة باتت مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، لهذا شدّ جيشه الرحال نحو الشمال لفتح جبهة جديدة. الهدف المعلن منها هو إعادة مستوطنيه إلى منازلهم بعد أن هجّرتهم صواريخ المقاومة اللبنانية، أما الأهداف المستترة فهي كثيرة لعل أهمّها، السعي لإخماد جبهة الإسناد اللبنانية وإسكات مدافع حزب الله وصواريخه ومسيّراته، ودفع مقاتليه إلى مغادرة الجنوب ليصل في النهاية – كما يتوهّم – إلى نزع شوكة المقاومة التي ظلّت تدميه منذ أن تمّ غرسه كالورم السرطاني في فلسطين.
هذه المواجهة المفتوحة التي يتجلى واضحا بأن حزب الله لم يكن يريدها، فرضها نتنياهو من طرف واحد، وهو لا يسعى لأن تكون مجرد عدوان عابر كما جرى في الحروب السابقة، بل كل المؤشرات تؤكد بأنه يخطط لان تكون حربا واسعة بلا ضوابط ولا خطوط حمراء ولا سقوف..حرب تذيق المدنيّين اللبنانيين في بلدات الجنوب والبقاع والضاحية الويلات مثلما يحصل للفلسطينيين في قطاع غزة لتصوّره بأن ذلك هو الطريق الأفضل لإضعاف المقاومة.
غزّة جديدة..الأمر صعب
عزم نتنياهو على خلق غزة جديدة في جنوب لبنان، بدأت تتجلى على أرض الواقع من خلال تسجيل أرقام مروّعة من الشهداء والجرحى، مع إبادة عائلات بأكملها من خلال نسف المنازل على رؤوس سكانها وقتل عدد كبير من الأطفال واستهداف طواقم الإسعاف والهيئات الصحية، وبداية تشكّل أزمة إنسانية بسبب تزايد أعداد النازحين الذين يبحثون عن أماكن أكثر أمانا لا تصلها غارات العدو الغاشم.
الكيان الصهيوني الذي استفاد من تواطؤ الغرب ومن الظروف العالمية الصعبة التي جعلت الدول تنطوي على نفسها وتنشغل بقضاياها وهمومها عمّا يجري في فلسطين ولبنان، أطلق العنان لجيشه ليمارس المزيد من الإجرام، حتى الذي لا يمكن لعقل بشري أن يتصوره مثل تفجيرات أجهزة الاتصالات والاغتيالات، معتقدا بأن حزب الله سيخشى الرد أو لن يقدر عليه، لكن الجواب أعلنته المقاومة اللبنانية في الميدان عندما وجّهت صواريخها إلى عمق الكيان، مستهدفة “كريات شمونة” والمخازن اللوجستية للفرقة 146 في قاعدة “نفتالي”، وفي عمليات أخرى استهدفت مطار “مجيدو” العسكري، غربي العفولة 3 مرات، بصليات من صواريخ “فادي 1” و«فادي 2”، كما استهدفت قاعدة “عاموس” (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ “فادي 1”، ومطار “رامات دافيد” ومصنعاً للمواد المتفجرة في منطقة “زخرون”.
وأقرّت وسائل إعلام صهيونية بسقوط عدد من الجرحى، وعملت عدة فرق إطفاء على إخماد حرائق اندلعت في عدة مواقع في “كريات شمونة” في أعقاب القصف الصاروخي الذي شنّه حزب الله، بحسب ما ذكره إعلام الاحتلال.
ليس هذا فقط، فقد استهدفت المقاومة في لبنان صباح أمس الأربعاء، مقر قيادة الموساد في ضواحي عاصمة الكيان بصاروخ باليستي من نوع “قادر 1”. وأكد بيان المقاومة، أنّ المقر المستهدف هو المسؤول عن تفجيرات “البيجر” وأجهزة اللاسلكي واغتيال القيادة العملياتية لفرقة الرضوان والمجلس الجهادي في حزب الله.
واستعمل حزب الله في هذه الضربة صاروخ “قادر واحد” وهو صاروخ بعيد المدى يستخدم للمرة الأولى في هذه المواجهة، ما يؤكد بأن المقاومة اللبنانية لديها من الإرادة والإمكانيات ما يجعل الكيان الصهيوني يحسب لها ولمغامرته المجنونة ألف حساب.
حزب الله..قدرات
لا يستهان بها
ويدرك الكيان الصهيوني ذاته تمام الادراك، بأن للمقاومة اللبنانية قدرات ضخمة راكمتها منذ 2006 ولم تفعّلها بعد”؛ ولهذا السبب، حذّر متحدث سابق باسم جيش الاحتلال، من الإقدام على شنّ عدوان بري على لبنان، مؤكداً بأنّ الدخول البري هو أكبر حلم للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
وأضاف قائلا: “الاعتقاد الصهيوني بأن يقوم السيد نصر الله بـ«رفع الراية البيضاء” يمثّل “خطأً جوهرياً”، مؤكداً “أنّنا نرى كلّ يوم أموراً لا نتوقّعها من حزب الله”، وأنّ الأحداث “جرت من دون تفكير مسبق”.
نتنياهو وجيشه الدموي مصرّان على نقل حرب إبادتهما إلى جنوب لبنان، وهما لا يخفيان إمكانية الاجتياح البري بالدبّابات والمدرّعات، وبغطاءٍ جوّي على غِرار ما حدث في قطاع غزة، لكن الأمر لن يكون بالبساطة التي يتصورها نتنياهو وجيشه؛ لأن المقاومة في لبنان التي استلهمت دروسا كثيرة من حرب غزة – كما يقول الخبراء – “تختلف كثيرًا عن المقاومة في قطاع غزة، من حيث الخبرة القتاليّة الضّخمة التي اكتسبتها سواءً من حرب التحرير اللبنانيّة عام 2000، أو حرب جويلية عام 2006، مُضافًا إلى ذلك قُدراتها العسكريّة الهائلة من المُسيّرات والصّواريخ (150 ألف صاروخ مُعظمها من النّوع الدّقيق والثّقيل). وخُطوط إمداد مفتوحة على مِصراعيها”.
حاضنة المُقاومة اللبنانيّة – كما يضيف الخبراء – قويّة ومُتماسكة، والوحدة الوطنيّة في ذروتها، ولن تُؤثّر فيها مُطلَقًا الشّائعات، وحمَلات التّضليل، وأبرزها الرّسائل النصيّة التي يُرسلها الجيش الصهيوني مُطالبًا بخُروج اللّبنانيين من منازلهم والابتعاد عن مقرات حزب الله، وقد قُوبلت هذه الحملة بالصّلابة والصّمود والالتِفاف حول المُقاومة.
من هنا يمكننا أن نتصوّر بأن عزم الصهاينة على خلق غزة جديدة في لبنان، كصورة طبق الأصل، سوف لن يكون في المتناول، لكن مع ذلك فإن تواصل التصعيد، وإخفاق العالم في كبح عدوان الاحتلال كما فعل في قطاع غزة، سوف يفتح فصلا مأساويا جديدا وقد يزجّ بالمنطقة في أتون صراع جديد ستكون تداعياته خطيرة ليس على لبنان وفلسطين فقط، بل وعلى الكيان ودول أخرى مجاورة، ما يحتّم بذل مزيد من الجهود لوقف صخب الحرب والدفع باتجاه التهدئة.
على العالم الذي أمضى سنة كاملة دافنا رأسه كالنعام في الرمال حتى لا يرى مذابح غزة ويسمع أنين الفلسطينيين، أن ينتفض في وجه الإجرام الصهيوني ويبادر لوقف أنهار الدماء المتدفقة التي أولّ من ستغرقه هم الدمويون الصهاينة.
عقود من المواجهة
نشير في الأخير، إلى أنّ الصراع بين حزب الله والكيان الصهيوني يمتد لعقود طويلة، حيث اتّسمت العلاقة بين الجانبين منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بجولات من المواجهة العسكرية وتكتيكات ردع متبادلة.
ففي عام 1982 أعلن حزب الله عزمه دحر القوات الصهيونية من لبنان. وبحلول أواخر العام 1990 توسّع دور الحزب سياسيا وعسكريا، وبدأ بشن حرب عصابات ضد الجيش الصهيوني في منطقة الشريط الأمني العازل.
وبعد عشر سنوات أي في عام 2000، اتّخذت سلطات الاحتلال، قرارا بسحب قواتها من جنوب لبنان، منهية بذلك سيطرتها التي دامت هناك ثمانية عشر عاما.
ثم ابتدأ الصراع بينهما على نار هادئة إلى أن أصبح عام 2006 فارقا، فكان التصعيد الأهم فيما عرف بحرب تموز التي استمرت أربعة وثلاثين يوما ولم تنته إلا بالقرار الأممي 1701.
وأدّت حرب 2006 التي اشتملت على حملة جوية وبحرية وبرية من قبل القوات الصهيونية، إلى استشهاد أكثر من 1100 لبناني، بما في ذلك حوالي 250 من مقاتلي حزب الله، بينما قُتل 121 عسكريًا و43 مدنيًا على الجانب الصهيوني بهجمات صاروخية شنها حزب الله.
وتماسكت الهدنة بين لبنان والكيان إلى حد كبير في السنوات التي تلت حرب 2006، حتى بداية الصراع الحدودي في 8 أكتوبر الماضي إثر “طوفان الأقصى”، حيث قرّر حزب الله أن يفتح جبهة إسناد لقطاع غزة.
رياضة
الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى
مواجهــــــــة واعـــــدة بـــــين شبـــــاب بلـــــوزداد ووفـــــاق سطيـــــف
تنطلق، غدا الجمعة، مباريات الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى بإقامة 5 مباريات، أين يدخل بطل الموسم المنصرم فريق مولودية الجزائر المنافسة، حين يستقبل أتليتيك بارادو بالملعب التحفة علي عمار المدعو علي لابوانت، فيما يجري فريق شبيبة القبائل أول مباراة له في ملعب حسين آيت أحمد، بمواجهة الوافد الجديد الى الرابطة المحترفة الأولى أولمبيك أقبو.. كما ستتجه الأنظار بشكل مركز إلى قمة هذه الجولة بين شباب بلوزداد وضيفه وفاق سطيف.
محمد فوزي بقاص
سيكون عشاق كرة القدم الجزائرية، عشية الجمعة، بداية من الساعة الرابعة مساء، مع انطلاق مباريات الجولة الثانية من الرابطة المحترفة، حيث يستقبل حامل لقب النسخة الفارطة فريق مولودية الجزائر ضيفه أتليتيك بارادو، بملعب علي عمار المدعو علي لابوانت دون جمهور.
يسعى أشبال المدرب الفرنسي باتريس بوميل تحقيق انطلاقة جيدة في الرابطة المحترفة الأولى أمام العنيد نادي بارادو، والفوز عليه لتقليل الضغط على اللاعبين، بحثا عن التنافس على اللقب بقوّة هذا الموسم، بهدف الفوز بدرع البطولة للموسم الثاني على التوالي.
يريد زملاء القائد أيوب عبد اللاوي الاستثمار في الفوز الكبير المحقق أمام الاتحاد المنستيري التونسي، في إياب الدور التصفوي الثاني لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا بهدفين نظيفين السبت المنصرم، من أجل دخول المنافسة المحلية بفوز والتحضير الجيد لمواجهة الكلاسيكو أمام شبيبة القبائل، المقرر إقامتها يوم الثلاثاء 01 أكتوبر بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد.
سيستفيد الطاقم الفني للعميد من عودة الثلاثي المصاب (ثابتي، مرزوقي، بوشريط)، بالإضافة إلى الوافد الجديد في خط هجوم الفريق، الدولي الجزائري أندي ديلور، الذي سيكتشف أجواء الرابطة المحترفة لكرة القدم لأول مرة.
في مواجهة أخرى، يستقبل فريق شبيبة القبائل ضيفه أولمبيك أقبو في مباراة تاريخية، كونها افتتاحية للسرح الكروي الجديد “ملعب حسين آيت أحمد” بتيزي وزو، وكونها الأولى بين الفريقين في الرابطة المحترفة الأولى، وهو اللقاء الذي يسعى من خلاله أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة، تحقيق دخول موفق في المنافسة التي يبحث فيها عن التنافس على اللقب.
يواجه رفقاء صخرة الدفاع محمد أمين مداني منافسا عنيدا، يلعب دون مركب نقص في موسمه الأول بالرابطة المحترفة، حيث سيبحث أصحاب الزي الأبيض والأزرق فرض نفسهم، والعودة من تيزي وزو بنتيجة إيجابية، تسمح لهم تأكيد فوز الجولة الأولى أمام فريق نجم مقرة بهدف دون رد.
يتخوّف أنصار الكناري من رد فعل لاعبيهم في أول لقاء رسمي، هم الذين لم يخوضوا مواجهة الجولة الأولى من الرابطة المحترفة أمام مولودية الجزائر، بسبب مشاركة الأخير في منافسة رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، حيث ستكون نتيجة المواجهة بين الفريقين جد مهمة لتعبيد الطريق نحو التنافس على اللقب، والعمل على إعادة هيبة “ الكناري” محليا، وإنهاء الموسم على الأقل في مركز الوصافة المؤهل لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا.
سيفتقد الطاقم الفني للشبيبة لخدمات حارسه الأول غايا مرباح، الذي تعرض لكسر في الكاحل في المواجهة الودية أمام اتحاد بسكرة، سيبعده عن الميادين طيلة مرحلة الذهاب على الأقل، وهو ما قد يشكل صداعا للطاقم الفني، خاصة أن الأخير كان يعول كثيرا على حارس شباب بلوزداد الأسبق من أجل حماية عرين الفريق.
وستتجه الأنظار بشكل مركز، غدا الجمعة إلى ملعب 20 أوت 1955، لمتابعة قمة الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى، التي ستجمع وصيف الموسم المنصرم شباب بلوزداد، بضيفه وفاق سطيف الذي حقق انطلاقة موفقة بفوز على ضيفه مولودية البيض بهدف دون رد.
يدخل زملاء صخرة دفاع الشباب شعيب كداد، المواجهة بمعنويات عالية، بعدما تمكنوا من تحقيق أول أهداف الموسم الكروي (2024 – 2025)، بضمان التأهل إلى دور المجموعات من أعرق منافسة كروية بالقارة السمراء رابطة أبطال إفريقيا، على حساب فريق الجمارك البوركينابي بعصوبة كبيرة بركلات التجريح، في اللقاء الذي احتضنه ملعب ميلود هدفي بوهران.
عودة الشباب إلى التنافس محليا تزامنت مع عودته إلى ملعب 20 أوت 1955، الذي أغلق الموسم المنصرم بسبب أشغال الترميم التي دامت أكثر من سنة، لنزع كل التحفظات التي كانت بالملعب الذي طالما كان فأل خير على الشباب وأنصاره.
سيستفيد الطاقم الفني لفريق شباب بلوزداد في هذا اللقاء من آخر لاعب تم انتدابه خلال سوق التحويلات الصيفية، يتعلق الأمر بالهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، الذي غاب عن المواجهات الأربع للفريق خلال الأدوار التصفوية لرابطة أبطال إفريقيا بسبب عدم تأهيله قاريا.
سيقابل فريق شباب بلوزداد منافسا عنيدا حقق انطلاقة موسم موفقة بالفوز على مولودية البيض، ويبحث عن مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية للفريق في تنقله إلى العاصمة.
تجدر الإشارة أن باقي مباريات الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى تلعب يوم السبت المقبل.
مباريات يوم غد الجمعة:
شباب بلوزداد – وفاق سطيف ( س 16:00 )
مولودية الجزائر – نادي بارادو ( س 16:00 )
مولودية البيض – اتحاد بسكرة ( س 16:00 )
شبيبة القبائل – أولمبيك أقبو ( س 17:45 )
جمعية الشلف – شباب قسنطينة ( س 18:00 )
مدربون ولاعبون سابقون لـ “الشعب”:
الكـــــــــــرّة الجزائريـــــــــة ستعـــــــــود بقـــــــــوّة هـــــــــذا الموســـــــــم
نجحت الأندية الجزائرية في بلوغ دور المجموعات لمنافستي رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف، بعد فوزها جميعها في مباريات إياب الدور التمهيدي الثاني، في انجاز يعد الثاني بالنسبة لكرة القدم الجزائرية منذ سنة 2021، ويتعلق الأمر بكل من فريق مولودية الجزائر، وشباب بلوزداد في منافسة رابطة الأبطال، واتحاد العاصمة وشباب قسنطينة في منافسة كأس الكاف.. وتحدثنا مع بعض المدربين واللاعبين القدامى الذين صرحوا لنا عن هذا المشوار الجيد للأندية الجزائرية.
عزيز ب.
عبد الحكيم سرار: التأهل مستحق والكرة الجزائرية بخير
وصرح عبد الحكيم سرار الرئيس السابق لفريق وفاق سطيف في اتصال هاتفي مع “الشعب”: “أعتقد أن الأندية الجزائرية التي تشارك في المنافسات الإفريقية لم توضع في أفضل الظروف، لأنه لا يمكننا أن ندخل مسابقة قارية دون أن نلعب دقيقة واحدة في البطولة، لكن أرى أن نوعية الاستقدامات هي التي صنعت الفارق والتأهل لدور المجموعات سواء في رابطة الأبطال أو كأس الكاف اعتبره مستحقا، وسيكون موسم الأندية الجزائرية على الصعيد القاري”.
وقال المتحدث: “أتوقع، أن تذهب الأندية الجزائرية بعيدا في المنافسة، سيما فريق اتحاد العاصمة فهو صاحب الكأس ما قبل الماضية وباتت له خبرة قارية وبلوغ المربع الذهبي اعتبره أمرا جيدا للغاية، أما شباب قسنطينة فرغم نقص الخبرة، لكن طموحه بدأ يكبر مع مرور اللقاءات وقد يحدث المفاجأة، المولودية والشباب في رابطة الأبطال، لا خيار لهما سوى الذهاب بعيدا في المنافسة بالنظر للإمكانيات الكبيرة التي منحت لهما هذا الموسم وهذا سيعطي دفعة كبيرة للكرة الجزائرية وعودتها مجددا إلى ساحة الكبار في القارة”.
يونس افتيسان: أتوقّع للاتحاد والمولودية الذهاب بعيدا
من جهته، قال يونس افتيسان المدرب السابق لفريق اتحاد الحراش وشبيبة القبائل في اتصال هاتفي مع “الشعب”: بلوغ دور المجموعات أمر مشجع جدا، هذا شيء يفرحنا كثيرا خاصة على المدى القصير وأمر لم نشاهده في المواسم الماضية ضمن الكؤوس الإفريقية ببلوغ أربعة أندية جزائرية دور المجموعات، ففي رابطة الأبطال المولودية والشباب حققا الأهم، رغم الإمكانيات الكبيرة وكذا نوعية الاستقدامات، وعلى الأقل بلوغ الدور نصف النهائي سيكون شيئا مشرفا، وأتمنى أن لا يتكرر شعار المشاركة من أجل المشاركة، وفي كأس الكاف اتحاد العاصمة تأهل بصعوبة عكس شباب قسنطينة الذي حقق العلامة الكاملة في الدورين التمهيديين وليس من السهل الفوز خارج القواعد، شخصيا أتوقع ذهاب الاتحاد والمولودية بعيدا في المنافسة القارية”.
علي فرقاني: في دور المجموعات يكون المستوى أعلى.. حذار!
بالمقابل، اعتبر علي فرقاني المدرب الوطني السابق في اتصال هاتفي مع “الشعب”: التأهل مهم للغاية لكن لم يكن سهلا بتاتا، لاسيما شباب بلوزداد ومولودية الجزائر في رابطة الأبطال وكذا اتحاد العاصمة في كأس الكاف.. وسأكون سعيدا، حين تتوّج أحد الأندية الجزائرية باللقب القاري في إحدى المنافستين، لكن حذار الأمور الجدية ستنطلق في دور المجموعات بالنظر لقوة الأندية المتأهلة في صورة الترجي التونسي، الأهلي والزمالك المصريين، وكذا صن داونز الجنوب إفريقي ورغم ذلك، أتوقّع ذهاب الأندية الجزائرية بعيدا في المنافسة”.
طارق لعزيزي: 4 فرق في دور المجموعات شيء جيّد للكرة الجزائرية
ويرى المدافع القوّي السابق لفريق مولودية الجزائر والمنتخب الوطني في “كان” 1996 بجنوب إفريقيا، طارق لعزيزي في اتصال هاتفي مع “الشعب: “تأهل أربعة فرق الى دور المجموعات شيء جيّد للكرة الجزائرية بالنظر لنوعية الاستقدامات والإمكانيات المالية الكبيرة المتاحة.. وما حدث شيء منطقي وليس مفاجئ بالنسبة لي، والأندية الأربعة قادرة على تخطي دور المجموعات والذهاب إلى أقصى دور ممكن، وعلى الأقل المربع الذهبي، التأهل جاء في الوقت المناسب وأود أن أوجه شكري للمدرب خير الدين ماضوي بالنظر للعمل الكبير الذي يقوم به في فريق شباب قسنطينة حيث هو الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات منها إثنان خارج الديار.. وكل شيء سيتضح بعد عملية القرعة للوقوف على حظوظ الأندية الجزائرية”.
للإشارة، فإن عملية القرعة الخاصة بمرحلة المجموعات لكل من منافستي رابطة أبطال افريقيا وكأس الكاف ستجرى يوم الاثنين 7 أكتوبر القادم بمقر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقاهرة.
بلغا أوّل أهداف الموسم في منافسة كأس “الكاف”
”أبنــــــاء سوسطــــــارة” و”السنافــــــر” يطمحــــــان إلى مســــــيرة مميّــــــزة
سار ممثلا كرة القدم الجزائرية في منافسة كأس “الكاف”، اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، على نهج فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وتمكنا من حجز تأشيرة العبور إلى دور المجموعات، التي يبحث فيها الاتحاد والشباب على بلوغ أدوار جدّ متقدمة، ولم لا الظفر باللقب القاري؟.
محمد فوزي بقاص
ضمن فريق اتحاد العاصمة التأهل إلى دور المجموعات بشق الأنفس أمام فريق الملعب التونسي في داربي قوي، حيث اقتطع أبناء سوسطارة تأشيرة العبور إلى دور المجموعات، لمنافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية في الأنفاس الأخيرة، من عمر مواجهة إياب الدور التصفوي الثاني التي احتضنها ملعب ميلود هدفي بوهران.
حقق أشبال المدرب التونسي نبيل معلول دخولا موفقا في الموسم الكروي (2024 – 2025)، بالتأهل إلى دور المجموعات من الكونفدرالية الإفريقية، بعدما أعفي أبناء سوسطارة من المشاركة في الدور التصفوي الأول، حيث خسر الاتحاد لقاء الذهاب بملعب حمادي العقربي برادس بهدف دون رد، بالرغم من سيطرته بالطول والعرض على أجواء المواجهة، لكنه استدرك الأمر في لقاء الإياب بملعب ميلود هدفي بوهران.
قدم رفقاء المخضرم سليم بوخنشوش مواجهة قوية في لقاء الإياب على غرار لقاء الذهاب، حيث سيطروا على الكرة، لا سيما في وسط الميدان، حارمين الفريق المنافس من الكرة وشنوا العديد من الهجمات مع التنويع في اللعب، وهو الأمر الذي أثمر بفتح باب التهديف بعد ضغط كبير من أصحاب الزي الأحمر والأسود، عن طريق الوافد الجديد من العملاق الكونغولي تي. بي. مازامبي المدافع المحوري كيفين مونديكو، الذي سجل هدفا بضربة مقصية جميلة في (د 76) داخل منطقة العمليات بعد استغلاله توزيعة محكمة من الظهير الأيمن سعدي رضواني.
رمى رفقاء المتألق إلياس شتي بكامل ثقلهم بعد تسجيل هدف السبق، بحثا عن مضاعفة النتيجة التي تسمح لهم بضمان التأهل مباشرة، وأصروا على تحقيق ذلك قبل التنقل إلى سلسلة ضربات الترجيح، وهو ما حدث بفضل ركنية الوافد الجديد سيد أحمد قناوي، الذي تابعها كيفين مونديكو وأقلق المدافع الذي ارتطمت بقدمه الكرة وتحولت إلى الشباك في (د 90 + 3)، ليمنح التأهل لابناء سوسطارة، وسط فرحة عارمة من الأنصار، الذين قاموا بتنقل كبير إلى مدينة وهران لمساندة فريقهم المحبوب.عكس كل الأندية الجزائرية التي ضمنت تأهلها إلى دور المجموعات في المنافستين القاريتين، ضمن شباب قسنطينة تأشيرة العبور إلى دور “الكبار” بتحقيق الفوز ذهابا وإيابا أمام فريق نسواتريمان الغاني، محققا بذلك تأهلا بالنتيجة والأداء جعل جميع المتتبعين يرشحون “السنافر”، لبلوغ أدوار جدّ متقدمة في المنافسة القارية بعد المستوى القوّي الذين ظهروا به.
مثلما كان عليه الأمر في لقاء الذهاب بملعب أكرا سبور بالعاصمة الغانية، سيطر أشبال المدرب خير الدين ماضوي بالطول والعرض على منافسهم في إياب الدور التصفوي الثاني لمنافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وفاز على ضيفه بهدف دون رد من توقيع المهاجم زكريا بن شاعة في (د20).
عرفت انطلاقة المنافسة القارية تألق ابن مدينة الباهية وهران، الذي رسّم نفسه هدافا للفريق في المنافسة القارية برصيد أربعة أهداف، حيث سجل هدفا في ملعب كيغالي بيلي ستاديوم بإياب الدور التصفوي الأول أمام فريق الشرطة الرواندي، ووقع هدفين في لقاء الذهاب الدور التصفوي الثاني أمام فريق نسواتريمان بطريقة رائعة، أكد بها امكانياته الهجومية الكبيرة، بالإضافة إلى هدف الفوز أمام ذات الفريق بلقاء الإياب الذي احتضنه، السبت المنصرم، ملعب الشهيد محمد حملاوي بقسنطينة.
أضحى خريج مدرسة مولودية وهران هداف منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم برصيد 4 أهداف، مناصفة مع مهاجم فريق كارا الطوغولي بِلاَلِي أكورو بنفس عدد الأهداف، وهو الأمر الذي سيعطيه ثقة كبيرة لاستعادة كامل امكانياته هذا الموسم محليا وقاريا، وقيادة الفريق نحو تحقيق موسم استثنائي بألوان شباب قسنطينة، بعدما عرفت مسيرته الكروية بعض التذبذب من أكتوبر 2021 إلى غاية التحاقه بفريق شباب قسنطينة شهر جويلية 2023، أين استعاد امكانيته الموسم المنصرم وتألق هذا الموسم مع انطلاق المنافسة القارية.
يبحث ممثلا الكرة الجزائرية عن الذهاب إلى أبعد دور ممكن في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ويمكنهم التحضير جيدا لدخول دور المجموعات بقوة، بعد التقدم في منافسة الرابطة المحترفة لكرة القدم، عكس البداية التي كانت صعبة في ظل نقص المنافسة الرسمية على اللاعبين، والأطقم الفنية الجديدة التي تعرفت على لاعبيها خلال مباريات المنافسة القارية مباشرة.أكد مدرب اتحاد االعاصمة، نبيل معلول أن الفرق الجزائرية عانت بعض الشيء في المنافسة القارية، كونها خاضت مبارياتها الأولى في الموسم الكروي (2024 – 2025) بكأس الكونفدرالية الإفريقية، عكس الفرق المشاركة في ذات المنافسة التي لعبت على الأقل مواجهة واحدة في بطولاتها.
سيخدم تأجيل انطلاق الجولة الأولى من دور المجموعات للمنافسة القارية إلى غاية تاريخ 26 أو 27 نوفمبر المقبل، بسبب انطلاق المباريات التصفوية للبطولة الإفريقية للأمم “شان”، شهر أكتوبر المقبل بنفس التاريخ الذي حدد لانطلاق دور المجموعات لكأسي رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وهو ما سيخدم فريقا اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، حتى يتمكن اللاعبون من كسب أكبر عدد ممكن من المباريات الرسمية بالرابطة المحترفة الاولى، ورفع الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد، خصوصا بعد الانتدابات الكبيرة التي قام بها الفريقان خلال سوق التحويلات الصيفية المنصرم.
يطمحان إلى تحقيق نتائج جيّدة في دور المجموعات
المولوديــــــــة والشبـــــــاب يتحدّيـــــــان كبـــــــار القـــــــارّة السمـــــــراء في رابطـــــــة الأبطـــــــال
نجح فريقا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في بلوغ دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، ورغم صعوبة المأمورية بعد خسارتهما ذهابا، إلا أنهما نجحا في التعويض خلال مواجهتّي العودة، وكان الظفر بتأشيرة التأهل بمثابة حدث مهم بالنسبة لهما خاصّة أن المنافسة القارية من أهدافهما الرئيسية هذا الموسم، رغم أن المولودية غابت عن المشاركة منذ فترة، عكس الشباب الذي يشارك للمرّة الخامسة على التوالي.
عمار حميسي
حقّق كل من مولودية الجزائر وشباب بلوزداد الهدف المنشود خلال بداية الموسم، وهو بلوغ دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، الذي كان هدفا رئيسيا لكل فريق، ولم تكن القرعة رحيمة بهما خلال الدور التمهيدي الثاني والأخير، حيث واجها فريقين لهما مستوى جيدا كانا ندا صعبا خلال هذا الدور.
حضّر كل فريق جيدا للأدوار التمهيدية من خلال إجراء تربصات داخل وخارج الوطن، وكان من الضروري تجهيز اللاعبين جيدا تحسبا لهذا الدور المهم، خاصّة أن مستقبل مشاركة كل فريق في المنافسة كان مرتبط بمباراة ذهاب وإياب، وفي حال الفشل كان سيؤثر كثيرا على مسيرة كل فريق خلال الموسم.
تحضير اللاّعبين نفسيا كان مهما، خاصة أن مباراتي الذهاب والإياب كانتا بمثابة نهائي والخسارة فيه معناه خسارة بطولة، وجبهة كان يمكن المراهنة عليها خلال الموسم الكروي الجديد، وهذا بالنظر إلى أهميتها الكبيرة وكلما تقدّم الفريق في الأدوار تزيد أهمية المشاركة في هذه المنافسة.
الآمال كبيرة ومعلقة على فريقا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد من أجل تشريف الكرة الجزائرية قاريا، خاصة أنهما يمتلكان الإمكانيات الفنية والمادية من أجل بلوغ ربع النهائي على الأقل، علما أن عملية القرعة ستجري في السابع من أكتوبر المقبل بالقاهرة، وحينها سيتعرف كل فريق على المجموعة التي سيتواجد فيها.
المنافسة في رابطة أبطال إفريقيا لن تكون سهلة في ظل تواجد أكبر الأندية في القارة السمراء، على غرار حامل اللقب الأهلي المصري والترجي التونسي، إضافة إلى صاندوانز الجنوب إفريقي وتي بي مازمبي الكونغولي، وهي أندية التصنيف الأوّل التي ستواجه فريقا مولودية الجزائر أو شباب بلوزداد أحدها خلال دور المجموعات.
لمسة بوميل حاضرة
كان فريق مولودية الجزائر أكثر إقناعا خلال مواجهة العودة أمام الإتحاد المنستيري التونسي، وكان من الواضح أن لاعبيه أخذوا المباراة بجدّية واعتبروها نهائي يجب الفوز به، ولا يوجد بديلا عن الانتصار عكس الشباب، الذي لم يقدّم مستوى كبيرا أمام فريق منظم جيدا إلا أنه ليس بالفريق الصعب.
اللّمسة الفنية للمدرب بوميل كانت حاضرة خلال مواجهة المولودية والإتحاد المنستيري، حيث كان بمثابة “المايسترو” الذي يسير فرقته الموسيقية باقتدار وتركيز كبير، ورغم فشل الفريق في التسجيل خلال الشوط الأوّل، إلاّ أنه ظهر بمستوى أفضل وكان أكثر قوّة خلال الشوط الثاني، الذي نجح فيه في تسجيل هدفين عن جدارة واستحقاق.
التغييرات التي قام بها بوميل كانت مدروسة وفي وقتها، حيث نجح في تقديم الإضافة اللاّزمة من خلال الرفع من المستوى الفني للفريق، بفضل التغييرات التي قام بها كما أنه كان واضحا أنه درس المنافس جيّدا، وكان يدرك أن تسجيل هدف واحد كفيل بتسهيل الأمور على الفريق.
على العكس من ذلك لم تظهر اللمسة الفنية للمدرب مارتينس مع شباب بلوزداد، ولم يجد التقني الفرنسي حلولا خلال المباراة، وهو يشاهد فريقه غير قادر على تسجيل الهدف المنتظر الذي سيؤهله إلى الدور المقبل، حيث نجح المنافس في تسيير المباراة كما ينبغي رغم تلقي شباكه لهدف، ونجح في الوصول إلى المرحلة التي يريدها وهي ركلات الترجيح.
كان الشباب قاب قوسين أو أدنى من الخروج، ومغادرة المنافسة القارية من الأدوار التمهيدية لولا براعة الحارس زغبة، الذي كان مضطرا لتوظيف كامل خبرته القارية من أجل مساعدة الفريق على تحقيق الهدف المنشود، وهو بلوغ دور المجموعات والجميع أدرك أن البطل خلال تلك المباراة كان زغبة.
العامل البدني.. تأثير على الفريقين
تأثر فريقا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد بالعامل البدني، خاصة أنهما دخلا الأدوار التمهيدية دون لعب أي مواجهة رسمية، بحكم أن البطولة انطلقت منذ أسبوع فقط، والفريقان كان معفيان من جولتها الأولى، وهو ما حرمهما من لعب أي مباراة رسمية قبل خوض غمار المنافسة القارية.
التأثر البدني كان واضحا على الفريقين، خاصة على لاعبي شباب بلوزداد الذين أنهوا المباراة أمام نادي الجمارك البوركينابي بصعوبة كبيرة، وكان بعضهم غير قادر على الوقوف بسبب المعاناة البدنية، وهو الأمر الذي كاد يحرم الفريق من تأشيرة التأهل، بعد بلوغ الركلات الترجيحية التي كان فيها الحارس زغبة حاضرا.
الانتعاش البدني كان حاضرا من جانب المولودية أكثر من الشباب، إلا أن الأكيد أن مستوى الفريقين كان سيكون أفضل بكثير، لو لعبوا مباريات رسمية في البطولة قبل خوض غمار المنافسة القارية، لأن هذا الأمر كان سيمنح اللاعبين القوّة البدنية اللازمة، التي تسمح لهم بتقديم أفضل ما لديهم من الناحية الفنية.
تسيير دور المجموعات بذكاء المستوى الفني في دور المجموعات سيكون أعلى بكثير من الأدوار التمهيدية، كما أن الفريقين سيواجهان لا محالة أحد أندية التصنيف الأول، وهو ما سيجعل المأمورية في غاية الصعوبة، إلا أن بلوغ ربع النهائي يبقى ممكنا في حال نجح كل فريق في تسيير دور المجموعات بذكاء.
أهم ما يمكن القيام به في دور المجموعات هو الفوز في المباريات الثلاث التي ستجري داخل الديار، والتفريط في أي نقطة سيقلل كثيرا من حظوظ كل فريق في بلوغ ربع النهائي، لأن العودة بالنقاط من خارج الديار يبقى أمرا في غاية الصعوبة، وليس من السهل الفوز أو التعادل خارج الديار.
التحضير الجيد للمباريات من خلال استمرارية النتائج الإيجابية في البطولة أمر مهم لكل فريق، لأن العامل النفسي مهم وتحقيق نتائج بعيدة عن التطلعات في البطولة، سينعكس سلبا على مستوى اللاعبين في المنافسة القارية، وهو ما يجعلهم غير قادرين على تجاوز دور المجموعات.
امتلاك شخصية قوية أمر مهم خاصة أن الشباب والمولودية مقبلان على مباريات صعبة خاصة خارج الديار، وفيها ضغط كبير ولا يمكن تحقيق نتائج إيجابية فيها، دون امتلاك شخصية قوية تسمح للفريق الخروج بأخف الأضرار، من أجل الحفاظ على الحظوظ كاملة في بلوغ ربع النهائي.
صفحة ٢٤
مدرسة الجمارك «الشهيد العقيد محمد عموري»
الدفعة 18 لأعوان الرقابة تدعم صفوف حماة الحدود
تخرجت الدفعة 18 لأعوان الرقابة لموسم 2023-2024 من مدرسة الجمارك «الشهيد العقيد محمد عموري» الكائنة ببلدية «وادي الشعبة» بباتنة، خلال حفل نظم، أمس الأربعاء، بإشراف المدير العام للجمارك الجزائرية اللواء عبد الحفيظ بخوش مرفقا بوالي الولاية محمد بن مالك.
ضمت الدفعة المتخرجة 390 طالبا تلقوا، بحسب ما أكده بالمناسبة، مدير المدرسة المراقب العام حشاني الحاج، تكوينا متخصصا لمدة 9 أشهر، شمل برنامجا نظريا وتدريبا شبه عسكري بالمدرسة، إلى جانب فترة تربص تطبيقي لمدة 70 يوما على مستوى المصالح الخارجية الجمركية من أجل تعزيز معارفهم النظرية التي تلقوها طيلة فترة التكوين.
وأفاد المتحدث، بأن هذه الدفعة ستدعم صفوف الجمارك بما يتماشى مع تحسين أداء المصالح الميدانية والعملياتية التابعة لها خدمة للاقتصاد الوطني، في ظل تطبيق سليم للقوانين والأنظمة بما يسمح بتحقيق التوازن بين فعالية المراقبة الجمركية وتسهيل الإجراءات في إطار الاستغلال الأمثل للتكنولوجيات الحديثة ورقمنة القطاع.
وحملت الدفعة اسم الجمركي المتوفي بشير محلبي، الذي وافته المنية في أوت 2021 عن عمر ناهز 50 سنة بعد مسار مهني مشرف كرسه لخدمة المؤسسة الجمركية، تقلد خلاله عدة مناصب قيادية، كان آخرها مدير فرعي للمنازعات الجمركية والتحصيل بالمديرية الجهوية للجمارك بالبليدة، وفق ذات المصدر.
وتضمن حفل التخرج استعراضات ونشاطات أطرها الطاقم البيداغوجي، الذي حرص على تلقين الطلبة طيلة فترة التكوين كافة المكتسبات التي تساعد على انخراطهم في المؤسسة الجمركية وتعزيز انتمائهم لصفوفها، إلى جانب تسليم الشهادات وتقليد الرتب للطلبة المتفوقين، ناهيك عن تكريم عائلة الجمركي الذي حملت الدفعة اسمه.
الجيش الوطني الشعبي يضيّق الخناق على فلول الإرهاب
تحييد إرهابيين وتوقيف 12 عنصر دعم للجماعات الإرهابية في أسبوع
تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي، في الفترة ما بين 18 و24 سبتمبر الجاري، من القضاء على إرهابيين اثنين وتوقيف 12 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، بحسب حصيلة عملياتية أوردتها، أمس الأربعاء، وزارة الدفاع الوطني.
أوضح المصدر ذاته، أنه «في سياق الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، نفذت وحدات ومفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 24 سبتمبر 2024، عديد العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني».
ففي إطار مكافحة الإرهاب، «تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي من القضاء على إرهابيين اثنين واسترجاع بندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وأغراض أخرى، وهذا خلال عملية نوعية بتبسة».
في نفس السياق، وبفضل جهود وحدات الجيش الوطني الشعبي، سلم الإرهابي أولاد البكاي محمد، المكنى «هما»، نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار وبحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى. فيما أوقفت مفارز أخرى 12 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، يضيف نفس المصدر.
وفي إطار «محاربة الجريمة المنظمة ومواصلة للجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات ببلادنا، أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال عمليات متفرقة عبر النواحي العسكرية، 30 تاجر مخدرات وأحبطت محاولات إدخال 11 قنطارا من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب، فيما تم ضبط 13,21 كيلوغراما من مادة الكوكايين و398 862 قرص مهلوس».
وبكل من تمنراست وبرج باجي مختار وإن صالح وتندوف، «أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 237 شخصا وضبطت 17 مركبة و92 مولدا كهربائيا و49 مطرقة ضغط، بالإضافة إلى كميات من خليط خام الذهب والحجارة والمتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، في حين تم توقيف 15 شخصا آخر وضبط مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف و5 مسدسات آلية و10 بنادق صيد و76730 لتر من الوقود و68 قنطارا من مادة التبغ، بالإضافة إلى 386 طن من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة، وهذا خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني».
من جهة أخرى، تمكن حراس السواحل من «إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية لـ176 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، فيما تم توقيف 288 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر التراب الوطني»، مثلما أشارت إليه ذات الحصيلة.
-*——–
المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تؤكد:
مديرا «وكالة الأنباء» و«مؤسسة البث» يمارسان مهامهما بصفة عادية
أكدت المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية، أمس الأربعاء، في بيان لها، أن المديرين العامين لوكالة الأنباء الجزائرية ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي لايزالان يمارسان مهامهما بصفة عادية وعلى نحو مقبول.
وجاء في البيان: «توضح المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية، أن المديرين العامين لوكالة الأنباء الجزائرية (APS) ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي (TDA) لايزالان يمارسان المهام المنوطة بهما بصفة عادية، وعلى نحو مقبول».
في الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية
إطلاق مسابقة لمؤسسات السمعي- البصري
أعلنت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أمس الأربعاء، عن إطلاق مسابقة وطنية لإنجاز أعمال سمعية بصرية تاريخية لفائدة المؤسسات المتخصصة، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
تخص المسابقة، بحسب ما كشفت عنها الوزارة عبر موقعها الرسمي، الأفلام الوثائقية الطويلة التي تحتوي على مشاهد تمثيلية، إلى جانب الأفلام التاريخية القصيرة والسلاسل والكبسولات وسلاسل «موشن غرافيك» التاريخية.
وفي هذا المجال، دعت الوزارة المؤسسات المختصة الى «تقديم مشاريعها التي تحمل على الأقل إحدى الرؤى والأفكار التي تعالج فترة المقاومة الشعبية أو الحركة الوطنية أو الثورة التحريرية، الى المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر في أجل أقصاه 15 يوميا».
كما شددت على أهمية أن يتضمن المشروع «مقاربة ورؤية جديدة عن الثورة التحريرية في دلالاتها الرمزية واستراتيجيتها السياسية والعسكرية وتعبئتها الشعبية والجماهيرية ونشاطها الإعلامي والديبلوماسي»، بالإضافة إلى «القيم الإنسانية السامية التي قامت من أجلها الثورة التحريرية وبعدها العالمي».
وتتم المشاركة في المسابقة عن طريق تحميل برنامج ونظام المسابقة والاطلاع على الشروط الفنية والإدارية عبر الموقع الإلكتروني:
www.m-moudjahidine.dz
وتعرض الأعمال المؤهلة على لجنة تحكيم مختصة.
صفحة ٤ – ٥
خــــبراء فـــي السياســـة وعلـــــم الاجتمــــاع والقانـــــون لـــــ “الشعــــب”:
عهـــد جديــــد لتحقيـــق المزيــد مــن المكاســـب الاجتماعيـــة
تميز الدخول الاجتماعي لهذه السنة بالنجاح وبالكثافة، بحسب ما صرح به لـ “الشعب” أساتذة وخبراء في السياسة وعلم الاجتماعي والقانون الدستوري، مبرزين أن كل الجهود مركزة على حماية الجبهة الاجتماعية، سواء ما تعلق بقانون المالية لسنة 2025، أو قوانين مكافحة المضاربة والمرسوم قيد الإعداد حول معاقبة مختلقي الندرة من التجار المضاربين.
حياة.ك
يأتي الدخول الاجتماعي، وفق ما أكد للدكتور موسى بودهان، أستاذ القانون الدستوري، في ظل تكفل الدولة بانشغالات العمال والموظفين والمتقاعدين والبطالين والنساء والطلبة والمواطنين عموما، من حيث تحسين القدرة الشرائية عن طريق الرفع من الرواتب والأجور والعلاوات والمنح ومحاربة الندرة والمضاربة غير المشروعة والتضخم والمنافسة غير النزيهة.
فيما يتعلق بافتتاح دورة البرلمان والقوانين التي سيناقشها ويصادق عليها خلال هذه الدورة البرلمانية، قال بودهان في تصريح لـ«الشعب”، إن الأولوية المطلقة ستكون لمشروع قانون المالية والميزانية لسنة 2025، على أن تتبعه مشاريع قوانين أخرى.
وذكر بخصوص مشروع قانون المالية لسنة 2025، أنه أمام البرلمان مدة أقصاها 75 يوما من تاريخ إيداعه، طبقا لما أشارت إليه المادة 146 من الدستور، من أجل مناقشته وإثرائه والمصادقة عليه. كما يناقش البرلمان مشروع قانون تسوية الميزانية، وبيان السياسة العامة للحكومة وفق ما ينص عليه الدستور، لاسيما في مواده 111، 160، 161 و162. وكذا ما نص عليه القانون 16-12 المعدل والمتمم المتعلق بتنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملهما والعلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة.
من جهة أخرى، يؤكد الدكتور نعيم بوعموشة أستاذ علم الاجتماع بجامعة تمنغست، في تصريح لـ«الشعب”، أن الدخول الاجتماعي يأتي في ظروف حسنة، لاسيما بعد اتخاذ إجراءات استعجالية لحماية القدرة الشرائية للمواطن من خلال ضبط السوق، الذي تأثر بشكل كبير بفعل الندرة الناتجة عن المضاربة، كما عمدت السلطات العمومية إلى تكثيف الجانب الرقابي.
من جهة أخرى، تم تنظيم تظاهرات تجارية، وخلق فضاءات لبيع الأدوات المدرسية بأسعار معقولة ومضبوطة، تكون متنفسا للعائلات محدودة الدخل، وهو ما يسمح للمواطن شراء المستلزمات المدرسية لأبنائه.
واستدل الأستاذ بوعموشة، بأن الدخول المدرسي لهذه السنة اتسم بالتحضير الجيد من كل الجوانب. وحرصت الوزارة الوصية على توفير كل الظروف المادية والبشرية لإنجاحه، فعلى مستوى الهياكل التربوية تدعمت العديد من ولايات الوطن بمؤسسات تربوية جديدة في الأطوار الثلاثة، بالإضافة لصيانة وترميم بعض المؤسسات التربوية ضمانا لالتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة في أحسن الظروف، بالإضافة لتقديم وجبات غذائية للمتمدرسين على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية وتوفير النقل المدرسي، وكذا تقديم الإعانات للتلاميذ المعوزين أو المنتمين للأسر محدودة الدخل.
ذكر بوعموشة، أن الجبهة الاجتماعية تمثل بالنسبة للرئيس أولوية من الأولويات، لافتا إلى أن إعادة التوازن للقدرة الشرائية للمواطن والحفاظ عليها، أحد أهم المكاسب التي حققها المواطن الجزائري خلال العهدة الرئاسية الأولى، بعد قرار السيد رئيس الجمهورية القاضي برفع الأجور وتحسين معاش المتقاعدين، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والتقليص من حدة الأزمة الاجتماعية.
ويؤكد المتحدث، أن المواطن الجزائري اليوم ينتظر تجسيد التعهدات ذات الطابع الاجتماعي التي تضمنها البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أرض الواقع، لتحسين الوضع الاجتماعي والتصدي لكافة الممارسات غير المشروعة التي تهدف للتلاعب بقوت الجزائريين خلال الأزمات وافتعال الندرة، وتعزيز المكاسب المحققة سابقا في إطار سياسة الدعم الاجتماعي.
كما تطرق المتحدث كذلك في الشق الاجتماعي، إلى نقطة يراها هامة والمتمثلة في سعي رئيس الجمهورية الحثيث لأخلقة الحياة العامة ومكافحة الفساد ومحاربة مختلف الآفات الاجتماعية، التي تستهدف الشباب.
خــــــبراء ومختصـــــــون في التربية يؤكــدون لــ “الشعــب”:
الدخول المدرسي.. نجــاح تنظيمــــي وبيداغوجــــــي
^ رقمنة التسيير لضمان الشفافية والسرعة في معالجة الملفـات
^ تعميـــم التحضــيري تجــاوز 95٪ بأغلـب المؤسســات التربويـة
ثمّن خبراء ومختصون في التربية الإجراءات التنظيمية التي قامت بها وزارة التربية الوطنية لضمان دخول مدرسي ناجح وآمن على مستوى المدارس الابتدائية عبر ربوع الوطن، بعد إدراج تحسينات على الشقين الإداري والبيداغوجي، لاسيما ما تعلق برقمنة عملية التسجيل والتحويلات التي أحدثت طفرة في تنظيم القوائم المدرسية.
خالدة بن تركي
أوضح مختصون في الشأن التربوي، أن الوزارة تعكف على إدخال حزمة من التغيرات التي من شأنها تحسين المنظومة التعليمية وتحقيق جودة التعليم، حيث تعمل كل موسم دراسي على إصدار مجموعة من التغيرات تصب في مجملها في صالح التلميذ والمعلم، وهذا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أكد على جودة الخدمات المدرسية.
حزمــــــــــــــــة مــــــــــــــــــــن الإجـــــــــــــــــــــراءات
ثمّن الأمين الوطني لاتحاد أساتذة التعليم الابتدائي الأستاذ بلال تلمساني، في تصريح لـ«الشعب”، الإجراءات البيداغوجية التي اتخذتها الوزارة لضمان جودة التعليم، على غرار إعادة هيكلة مواد ومواقيت في الطور الأول من التعليم الابتدائي (السنتان الأولى والثانية) بهدف ترجمة مسعى تخفيف البرنامج الدراسي لفائدة النشاطات الثقافية والرياضية والفنية بغرض تنمية قدرات ومواهب التلاميذ في هذه المواد.
وأوضح الأستاذ، أن “رفع الحجم الساعي في مادة التربية البدنية والأنشطة الرياضية والفنية في الطور الأول من التعليم الابتدائي من 7 إلى 20٪ أمر إيجابي، يسمح بالترفيه من جهة وتنمية قدرات ومواهب التلاميذ في هذه المواد، التي تشكل اهتمام كبير لتلاميذ المراحل التعليمية الثلاث”.
وأشاد الاتحاد بحرص الوزارة الوصية على استلام كافة الهياكل المدرسية المبرمج استلامها قبل الدخول المدرسي، قصد تخفيف الضغط الذي قد تعرفه بعض المناطق والتأكد من جاهزيتها وتوفر كل المتطلبات الأساسية بما فيها التدفئة المدرسية وبصفة منتظمة ودائمة وآمنة، خاصة مع ضمان الإطعام المدرسي منذ اليوم الأول من الدراسة للتخفيف عن التلاميذ عناء التنقل.
إنجــــازات ملموســــــة في مجـــــــــال الرقمنــــــــــة
فيما يخص الرقمنة، قال الأستاذ إن تسيير العمليات البيداغوجية أمر إيجابي، خاصة ما تعلق بالتحويل والنقل وعملية التسجيلات. كما سهلت التواصل بين المؤسسات والأولياء، لأنها تتم عبر فضاءات الأولياء التي وضعتها الوزارة خصيصا لتحويل التلاميذ، وهي العملية التي تمت في وقت وظرف قياسي لربح الوقت وعدم تضييع ساعات التمدرس في التحويلات.
وكان وزير التربية الوطنية قد أكد خلال ندوة تقييم التحول الرقمي في قطاع التربية، أن رقمنة القطاع تشهد تطورا ملحوظا، خاصة في رقمنة مختلف عمليات التسيير البيداغوجي والإداري اليومي على المستويين المحلي والمركزي، مما عزز الشفافية والسرعة في معالجة الملفات واتخاذ القرارات بناءً على البيانات الدقيقة التي يوفرها النظام المعلوماتي لقطاع التربية الوطنية، مذكرا باستراتيجية الوزارة المرتكزة على الاعتماد على كفاءات القطاع والتسيير الرشيد للموارد المادية والمالية المتاحة للتقدم أكثر.
العملية تأتي لتوفير مختلف الخدمات العمومية، حيث تمت رقمنة مختلف إجراءات الحياة المدرسية والمهنية للأستاذ، ما أسهم في تحقيق المساواة بين الجميع، وتحسين إدارة الموارد وترشيد النفقات وتقليص الآجال الزمنية بشكل فعال وهو ما يتلخص في لامادية الإجراءات.
مستجـــــدات لتحســـــــين مستـــــــــــوى التعليـــــم
من جهته، قال الخبير التربوي كمال نواري، في تصريح لـ«الشعب”، إن الدخول المدرسي ناجح، مثمنا توفير المقاعد البيداغوجية والتأطير للتلاميذ بكل المؤسسات التربوية، مع توفير الكتاب المدرسي وصب المنحة المدرسية قبل نهاية شهر جويلية، بعد التنظيم الجيد من طرف وزارة التربية الوطنية من خلال اللقاءات الدورية مع مديري التربية منذ شهر نوفمبر 2023، وتحديد الإجراءات العملياتية بتواريخ محددة زمنيا وفق المنشور الإطار للدخول المدرسي الذي أشار إلى كل الملفات المالية والبشرية والإدارية والتربوية. ولعل ما ساهم في نجاح انطلاق السنة الدراسية الجديدة، هو وقوف الأسرة التربوية، أساتذة، مديرين ومفتشين، على تسهيل العمل ونجاحه، وهذا استنادا لتوجيهات رئيس الجمهورية، خاصة الوعود التي تعهد بمتابعتها، كالقانون الأساسي وفصل المدارس الابتدائية عن البلديات.
كما تميزت هذه السنة، بحسبه، بمستجدات عديدة ساعدت على تحسين صورة التربية الوطنية، كاعتماد اللغة الإنجليزية في السنة الخامسة ابتدائي وتخفيف البرامج في السنتين الأولى والثانية ابتدائي وتوسيع الحجم الساعي لمادة التربية البدنية والرياضية في السنتين الأولى والثانية ابتدائي وزيادة حجم النشاط الثقافي والفني والكثير من التعديلات المحسنة للقطاع.وقال نواري، عندما أمر رئيس الجمهورية بتعميم استعمال الألواح الإلكترونية، يعني تحضير التلميذ مبكرا للعالم الرقمي الذي فرض نفسه في كل المجالات.لذا طلب الرئيس من وزير القطاع أن ينشئ اللجنة لضبط آليات تجسيد قرار اعتماد وتعميم الألواح الإلكترونية في المدارس الابتدائية بنسبة لا تقل عن 50٪ عند انتهاء الموسم الدراسي الحالي.
استراتجيـــــــــــــــــــــــة مدروســــــــــــــــــــة
من جهته، قال المختص في التربية سليماني موسى، إن وزارة التربية الوطنية اعتمدت استراتجية مدروسة لتحسين مستوى التعليم، لاسيما ما تعلق بتخفيض المناهج، استعمال الرقمنة وتعميم التحضيري، موضحا أن هذا الإجراء بلغ ما نسبته 95٪ بأغلب المدارس، إلا أنه ليس معمما في أغلبها بسبب نقص المقاعد الدراسية.
وصرح، تعميم التحضيري أمر إيجابي، لكنه قد يؤدي في المناطق التي تفتقر إلى هياكل تربوية، إلى الرجوع لنظام الدوامين، وهذا أمر ترفضه وزارة التربية وتعمل على القضاء عليه تدريجيا. لكن عموما القرار يخدم التلاميذ ويحسن مستواهم قبل الالتحاق الفعلي بأقسام الدراسة. أما في مسألة الرقمنة، أفاد الخبير التربوي بأن الرقمنة تخدم قطاع التربية وعملية تسيير الإجراءات البياغوجية، خاصة معالجة الملفات. لكنها مازالت تعتبر إشكالا للعائلات التي لا تحسن استعمالها، وبذلك فجعلها اختياريا أمرا لابد منه، إلى حين التأكد من إتقان استعمالها من طرف الجميع.
وعليه، فالمتتبع للشأن التربوي يلمس التغيرات والمستجدات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية منذ مجيئ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يحرص على متابعة ملف التربية ملفا ملفا، وجعل المعلم في المكانة الذي تليق به، وهذا من خلال سهره شخصيا على تحسين مضمون القانون الأساسي والنظام التعويضي ليكون قانونا يليق بالمعلم وليس الموظف.
الرئيس تبون يدشن عهدته الرئاسية الجديدة
قطاع التربية.. إصلاحات ومشاريع نحو التجسيد
❊ تكويــــــن أجيــــال مواكبـــة لعصـــــر التكنولوجـيــــا والرقمنـــــة
❊ تحسين الوضــع الاجتماعــــي والاقتصــادي للأساتــذة والمعلمـــين
تمحور أول اجتماع لمجلس الوزراء في العهدة الرئاسية الجديدة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حول الدخول الاجتماعي الجديد، لاسيما الدخول المدرسي والجامعي. ومكنت توجيهات الرئيس تبون، فيما تعلق بقطاعي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وعديد القطاعات الأخرى، من تسجيل دخول مدرسي وجامعي هادئ، حيث تعهد بتحسين ظروف التمدرس في الأطوار الثلاثة الأولى والرقي بالمدرسة الجزائرية والرفع من نوعية التعليم، لضمان تكوين أجيال مواكبة لعصر التكنولوجيا والرقمنة، دون أن يغفل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأساتذة والمعلمين.
من أجل تجسيد وعوده تلك، أسدى الرئيس تعليمات بهذا الشأن خلال اجتماع مجلس الوزراء، باحترام التزامه المتعلق بإصدار القانون الأساسي لقطاع التربية قبل نهاية السنة.
وكشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، في وقت سابق، عن الخطوط العريضة للقانون. وقال، إنه يحمل العديد من الإجراءات لفائدة الأستاذ، خاصة ما تعلق بالتصنيف وتقليص الحجم الساعي لأساتذة الأطوار التعليمية الثلاثة وإعفائهم من الأشغال غير البيداغوجية والعمل على إرجاع السلطة البيداغوجية للأستاذ، إلى جانب فتح إجراءات الترقية في إطار مشروع القانون الأساسي الخاص بموظفي الأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، حيث يفتح المجال للأساتذة لولوج رتبة قيادة المؤسسات التعليمية واستحداث رتبة أستاذ باحث في المراحل التعليمية الثلاث وإمكانية الترقية إلى المناصب العليا ذات الطابع البيداغوجي.
تحســــــــــــــــــــــين ظــــــــــــــــــــــــــروف التمــــــــــــــــــــــدرس
إلى جانب ذلك، واهتماما منه بأجيال المستقبل، أمر السيد رئيس الجمهورية وزير التربية باعتماد وتعميم الألواح الإلكترونية بدل المحافظ المدرسية، بنسبة لا تقل عن 50٪ عند انتهاء الموسم الدراسي الحالي. وشدد على أهمية مواصلة الجهود للتكفل بالتلاميذ المُعيدين ومنحهم فرص الإدماج مجدَّدا قدر الإمكان، لتقليص التسرّب المدرسي، وإعادة تنظيم الرياضة المدرسية ومقررات التربية البدنية، مما يسمح بإنتاج نخبة رياضية وخلق منافسة، مع ضرورة إطلاق البطولة الوطنية المدرسية للرياضات الجماعية، ابتداء من جانفي 2025.
الرقـــــــــــي بالجامعـــــــــة لمصــــــــــــــاف العالميـــــــــــــة
حققت الجامعة الجزائرية في الآونة الأخيرة إنجازات مشرفة على المستوى العالمي، كان آخرها القائمة التي نشرتها جامعة ستانفورد الأمريكية، لأفضل 2 ٪ من الباحثين والعلماء الأكثر تميزا في العالم لسنة 2024، وتضمنت 68 أستاذا من جامعات جزائرية. وذلك بفضل جهود الدولة المبذولة في تحسين قطاع التعليم العالي.
وعليه، تعهد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بجعل الجامعة إطارا للتعليم والتنمية والإبداع، من خلال تطوير أقطاب الامتياز في تخصصات معينة، وتحسين أداء نظام التعليم العالي، إضافة إلى تعزيز حصة التكوين التدريبي والمهني، وزيادة معدل استغلال المنح الجامعية في الخارج، وكذا ضرورة تثمين مهنة الأستاذ الجامعي والباحث، وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي، إضافة إلى إنشاء المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات، وإعادة تنظيم الخدمات الجامعية.
وقد أمر السيد الرئيس في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، أسرة قطاع التعليم العالي ككل، بالمحافظة على الاستقرار، وإيلاء الأهمية الكبرى لتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية، والارتقاء بالرياضة الجامعية، والتفكير في استحداث تنظيم جديد يخص منح طلبة مدارس الامتياز العليا، وشروط العمل عقب انتهاء تكوين خريجيها.
آسيا قبلي
البرلمان يفتتح دورته الجديدة ومشاريع قوانين هامة في الأفق
قانـــون الماليـــة لسنــة 2025.. بدايــــــة العهــــــــدة الاقتصاديـــــــــة
نجاح الرئاسيات المُسبقة نقطة انطلاق مرحلة جديدة في مسار البناء والتشييد
يأتي الدخول الاجتماعي للعام 2024/ 2025 غداة تنظيم انتخابات رئاسية مُسبقة، التي جرت وسط أجواء ديمقراطية، واتّسمت بالهدوء والرزانة في كل مراحلها، حيث طغت عليها المنافسة الشريفة وخطاب سياسي راقٍ من المرشّحين ومختلف التيارات السياسية المشاركة في الحملة الانتخابية.
علي مجالدي/ علي عويش
نجاح الانتخابات الرئاسية المُسبقة في الجزائر، شكّل نقطة انطلاق مرحلة جديدة في مسار البناء والتشييد، وإيذاناً ببروز تحوّل جذري في المشهد العام للبلاد، حيث سينعكس نجاح الانتخابات الرئاسية المُسبقة على مختلف القطاعات، ويسوق معه نجاحات أخرى أحدثت نوعاً من الاستقرار المُجتمعي وقدرا كبيرا من التفاؤل بين المواطنين.
ضمن هذا السياق، يأتي افتتاح البرلمان بغرفتيه، مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، يوم الاثنين، دورته العادية لسنة 2024/ 2025، التي تعتبر إحدى المحطات الهامة في المسار التشريعي للبلاد في السنوات الأخيرة، لتزامنها مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي منح فيها الشعب الجزائري ثقته للرئيس تبون لولاية رئاسية ثانية، إذ ينتظر من النواب عمل مكثف للمراقبة والمصادقة على أكثر من 32 مشروع قانون تمس مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.
أولويـــــــــــــــــــة قصــــــــــــــــــوى
يعد قانون المالية لسنة 2025 من بين أبرز القوانين التي ستطرح للنقاش خلال هذه الدورة، نظراً لما يحمله من أهمية استراتيجية للاقتصاد الوطني.
وقد أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أن هذا القانون يحمل طابعاً سياسياً لارتباطه المباشر بالتزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتعهداته الانتخابية. فمن المتوقع أن يتضمن القانون تدابير جديدة تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، ودعم برامج الاستثمار الكبرى التي تطمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات حيوية، مثل الأمن الغذائي والطاقات المتجددة.
إضافة إلى ذلك، ينتظر أن يركز قانون المالية على تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، كما يسعى إلى تحفيز القطاعات الإنتاجية الحيوية، مثل الزراعة والصناعة، لدعم الاقتصاد الوطني والمنتوج المحلي وتخفيف الاعتماد على الواردات، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد.
إلى جانب قانون المالية، ينتظر البرلمان مراجعة قانون الأحزاب السياسية، الذي لم يشهد تعديلات كبيرة منذ فترة طويلة. هذه المراجعة، بحسب بعض المتابعين، تعتبر ضرورية في ظل التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية الجزائرية منذ سنة 2019.
ويسعى المشرعون إلى وضع قواعد أكثر وضوحاً وشفافية لتنظيم عمل الأحزاب، بما يضمن التعددية السياسية والحفاظ على الاستقرار السياسي في البلاد، لاسيما وأن رئيس الجمهورية قد أكد خلال مراسم اليمين الدستورية، أن الديمقراطية التشاركية الحقة تعد من الركائز الأساسية للحكم في الجزائر، متعهدا بفتح حوار وطني شامل لتعزيز هذا المسار أكثر.
إعادة التقسيم الإداري لتعزيز التنمية
بالإضافة إلى مراجعة قانون الأحزاب، من المتوقع أن يشهد البرلمان مناقشة قانون البلدية والولاية، الذي يهدف إلى تحسين الأداء الإداري والخدماتي على المستوى المحلي.
وقد أشار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في وقت سابق، إلى أن التقسيم الإداري الحالي قد يشهد بعض التعديلات، بما في ذلك استحداث ولايات جديدة أو تحويل بعض الدوائر إلى ولايات منتدبة، خاصة في المناطق الجنوبية.
الجنوب الجزائري، بما يحتويه من موارد طبيعية واستراتيجية، يشكل أولوية قصوى في خطط الرئيس لتعزيز التنمية، وتقريب الإدارة من المواطنين وتحسين تقديم الخدمات، مثل الصحة والتعليم والنقل، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة في تلك المناطق ويخفف من الفوارق التنموية بين مختلف مناطق الوطن.
كذلك، ولايات الهضاب العليا مرشحة للاستفادة من إعادة التقسيم الإداري، ما يضمن توزيعا أكثر فعالية للموارد وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
مشاريع قوانين أخرى على الطاولة
إلى جانب قانون المالية وقانون الأحزاب، هناك العديد من القوانين الأخرى المنتظرة للنقاش، من بينها قوانين تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، مثل قوانين تشجيع الاستثمار، وتحسين مناخ الأعمال في الجزائر، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتسعى الجزائر من خلال هذه القوانين، إلى تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني وجعله أكثر تنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
*-*-*-*———
امتثالا لأوامر رئيس الجمهورية.. مندوب المخاطر الكبرى بالداخلية:
الشـــــــروع في تعويـــــــض المتضرريـــــــن مـــــــن الفيضانـــــــات الأخـــــــيرة
^ نحـــــــــــــو تفعيـــــــــــــل صنـــــــــــــدوق التضامـــــــــــــن ضـــــــــــــد الكـــــــــــــوارث الفلاحيـــــــــــــة
تعهد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال حملته الانتخابية، بالتكفل بجميع انشغالات المواطنين، وأوفى بوعده وظهر ذلك بشكل جلي مع بداية عهدته الانتخابية الجديدة، إذ وجّه الوزير الأول نذير العرباوي باتخاذ كل التدابير اللازمة للتكفل بالمتضررين من الأمطار الأخيرة بعدة ولايات منها بشار والنعامة.
أكد مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، الدكتور عبد الحميد عفرة، أنه تم الشروع في إجراءات تعويض المتضررين من الفيضانات التي شهدتها عدة ولايات في الآونة الأخيرة. وذلك امتثالا لأوامر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي شدد على ضرورة الإسراع في تقديم الدعم للمتضررين. مشيرا إلى أن ولاة الجمهورية شرعوا في 10 سبتمبر الجاري، في تفعيل اللجان الولائية المختصة لإحصاء جميع المتضررين بدقة تمهيدًا لتعويضهم.
وأفاد عفرة، خلال نزوله ضيفا على برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أمس الأربعاء، أن “عدد المتضررين من الفيضانات الأخيرة تجاوز الألف شخص، مشيرًا إلى أن الأضرار شملت أساسًا القطاع الزراعي، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمنازل والأثاث والأجهزة المنزلية”.
وأوضح، أن “الأحداث المناخية التي شهدتها الجزائر بين 7 و9 سبتمبر الجاري تعد من بين الأحداث القصوى والاستثنائية”.
ففي ولاية بشار وحدها، سجل تساقط 120 ملم من الأمطار في ثلاث ساعات فقط، وهي كمية كانت تُسجل عادة على مدار عام كامل”.
وأشار عفرة، إلى أن “الأضرار التي لحقت بالمنازل المؤمَّنة، خاصة في ولايتي بشار والنعامة، سيتم تعويضها بنسبة 100٪ بعد تصنيف هذه المناطق كمنكوبة”. وأوضح، أن “قرارًا مشتركًا بين وزارتي الداخلية والمالية بصدد الإعداد لتحديد المناطق المتضررة”.
أما بالنسبة للمواطنين الذين لم يؤمّنوا منازلهم ضد الأضرار، فسيحصلون على إعانات مالية تتراوح بين 300 ألف دج و700 ألف دج، حسب درجة الضرر التي تحددها الهيئة التقنية لمراقبة البناء.
وفيما يتعلق بتعويضات الأثاث والأجهزة المنزلية، أكد عفرة أنه “سيتم صرف التعويضات من صندوق الكوارث الذي تم تفعيله من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية، دون الحاجة إلى إعلان المناطق المتضررة كمناطق منكوبة”.
أما عن الأضرار الزراعية، فقد أشار ضيف الصباح إلى أن “الفيضانات تسببت في تلف العديد من البساتين وأشجار النخيل والمواشي، وسيتم تفعيل صندوق التضامن ضد الكوارث الفلاحية لتعويض المزارعين، ويتطلب ذلك إصدار قرار وزاري مشترك بين وزارات الداخلية والفلاحة والمالية لتصنيف المناطق المتضررة كمناطق منكوبة”.
الصفحة ٢
بسبب نشرها أخبار كاذبة
الجزائر تودع شكوى في باريس ضد نائبة أوروبية
أودعت الدولة الجزائرية شكوى أمام القضاء بباريس ضد النائب الأوروبية سارة نافو من حزب «روكونكات».
النائب الأوروبية سارة نافو، هي رفيقة المدان عدة مرات بتهم الكراهية العنصرية إريك زيمور، المعروف بمواقفه المعادية للهجرة وللجزائر على وجه الخصوص.
تضحيات الشهداء مصدر العزيمة والتماسك والتلاحم..وزير المجاهدين:
ذاكرتنا الوطنية..محطة لإدراك عبقرية الثوار ومرجعية للتضحية والوفاء
نظم المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، ندوة تاريخية بعنوان «محطات خالدة لذاكرة وطنية رائدة».
تتعلق المحطات بمعركة «سيدي إبراهيم» (22 سبتمبر 1845)، ومعركة «الجرف»(22 سبتمبر 1955)، وكذا إحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز زيغود يوسف (23 سبتمبر 1956) وتعداد بطولاته ومناقبه وخصاله.
وبهذه بالمناسبة، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة، أن التضحيات الخالدة لشهداء الجزائر تمنحنا دوما «العزيمة والإصرار والقوة والتماسك والتلاحم»، مثلما يؤكده باستمرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في خطاباته.
وأضاف الوزير، أن هذه التضحيات تستدعي منا «التجند والوفاء لعهد ورسالة الشهداء» من أجل الحفاظ على وحدة الوطن حتى تبقى الجزائر «متحفزة بطموحاتها ومؤمنة بمستقبلها وسيدة في قرارها». وبخصوص موضوع الندوة، أكد الوزير أن معركة «سيدي إبراهيم» في السواحيلية بتلمسان، شكلت «محطة لإدراك العبقرية والفلسفة الخاصة والاستثنائية للأمير عبد القادر» في مقاومته ضد الاستعمار الفرنسي. في حين كانت معركة «الجرف» محطة ثورية «أظهر من خلالها رجال الأوراس الأشم، بشير شيحاني، عباس لغرر، عاجل عجول، لزهر شريط وآخرون بطولاتهم وإيمانهم بالقضية الوطنية».
كما تطرق الوزير إلى ذكرى استشهاد البطل زيغود يوسف، مبرزا أنه كان من طينة الرجال «ثابتي العزم، في أفعالهم وأقوالهم»، وشكل «مرجعية في الوطنية ووعاء في حسن التخطيط والتنظيم والتعبئة».
وتميزت هذه الندوة -التي حضرها عدد من المجاهدات والمجاهدين وممثلي الأسلاك الأمنية والمجتمع المدني-، بتقديم مداخلات حول هذه المحطات، مع إبراز أن تاريخ الجزائر المعاصر زاخر بالوقائع والأحداث التاريخية المجيدة وبالشخصيات الوطنية الفريدة التي سكنت الذاكرة الوطنية وأضحت شواهدَ ومعالمَ للرصيد الحضاري للجزائر.
وضع إستراتجية لدفع نشاط المناولة ورفع نسب الإدماج
تعاون جزائري- إفريقي لتطوير تصنيع السيارات
وقعت كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، بالتعاون مع الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات، اتفاقية- الإطار، الأولى من نوعها، للتعاون والشراكة في مجال تصنيع السيارات على المستوى الإفريقي. وقد تم هذا التوقيع بحضور متعاملين اقتصاديين في مجال تصنيع السيارات، ما يعكس أهمية هذه الشراكة في تطوير المجال ودفع نشاط المناولة.
خالدة بن تركي
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الكنفدرالية والجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات لأجل مرافقة المصنعين وإعطاء ديناميكية أكبر لهذه الشعبة، خاصة على المستوى الإفريقي. كما تعمل على وضع قاعدة للمناولة والتي من شأنها أن تكون وسيلة هامة لتطوير الشعب الصناعية، حيث تشمل المناولة كل المكونات والمنتجات المصنعة.
قال رئيس فدرالية الصناعة والخدمات بكنفدرالية الصناعية والمنتجين الجزائريين رزاق هبلة، خلال ندوة نشطها على هامش المؤتمر الوطني حول صناعة السيارات، المنظم بفندق غولدن توليب بالعاصمة، إن الهدف من هذا الاتفاق توحيد الجهود الإفريقية لتطوير شعبة تصنيع السيارات والمناولة، خاصة وأن إفريقيا سوق واعدة لتصنيع السيارات، كما يجب العمل من أجل الوصول لنسيج صناعي قوي يلبي الطلب الإفريقي. بدوره المصنّع في الميكانيك الدقيقة عادل بن ساسي، ثمن في مداخلة له، الاتفاق الذي سيسمح بتطوير هذه الشعبة، خاصة وأن الجزائر بصدد بناء نظام بيئي صناعي حول السيارات، بما في ذلك شراكات مع الشركات المصنعة للمعدات الدولية، وبرامج تدريب للمهندسين المحليين واتفاقيات نقل التكنولوجيا، وهذا ما يسمح بتطوير صناعة محلية قادرة على إنتاج المركبات مع تعزيز القدرات التقنية والبشرية.
وتشمل المناولة -بحسبه- مجالات متعددة، مثل الأجزاء البلاستيكية «المكونات البلاستيكية» لوحة القيادة وواقيات أبواب، ويتراوح الاستثمار في هذا المجال بين 5 و10 ملايين يورو، أنظمة المكابح والعادم، حيث يمثل إنتاج المكابح والعادم والمجموعات الفرعية الميكانيكية الأخرى فرصة أخرى للاستثمار بقيمة تتراوح بين 10 و20 مليون يورو، كذلك الأسلاك والأدوات الكهربائية التي يزداد الطلب على المكونات الكهربائية، وكذلك الأدوات الكهربائية، وهي مجال رئيسي، باستثمارات تتراوح بين 7 و15 مليون دولار، البطاريات ومكونات السيارات الكهربائية أيضا.
واقترح في ختام المؤتمر مجموعة من الحلول لتطوير المناولة، مع وضع استراتجية فعالة لتحقيق الأهداف المرجوة، تتمثل في تعزيز وسائل التواصل الفعالة لضمان تدفق المعلومات، تطوير المنتوج من خلال تبادل الخبرات بين الشركاء وكذا تشجيع نشاط المناولة من خلال تحفيز الأعضاء على التعاون لبناء نسيج صناعي قوي.
في الذكرى الـ 60 لانتخاب أول مجلس وطني
خبراء ينـــــــاقشون بناء مؤسسات الدولة للجزائر المستقلة
شكل موضوع «بناء مؤسسات الدولة للجزائر المستقلة: المجلس الوطني نموذجا»، محور ندوة تاريخية نظمت بالجزائر العاصمة بمناسبة إحياء الذكرى 60 لانتخاب أول مجلس وطني.
خلال الندوة التي احتضنها منتدى جريدة المجاهد، بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»، تطرق المشاركون الى الظروف السياسية التي أحاطت بانتخاب أول مجلس وطني بعد الاستقلال، مبرزين بطولات رئيسه المجاهد الراحل الحاج بن علا وحنكته السياسية والعسكرية ومساهمته في لمّ شمل القوى الوطنية الفاعلة.
في هذا الصدد، أكد المجاهد والباحث عيسى قاسمي، أن الحاج بن علا كان من» الشخصيات الوطنية المعروفة بحنكتها السياسية وبطولاتها العسكرية»، مشيرا إلى أنه من بين الرجال الذين «أخلصوا للوطن قبل وبعد الاستقلال».
وذكر بأن الحاج بن علا كان من «الأعضاء البارزين في الحركة الوطنية، حيث ناضل في صفوف حزب الشعب الجزائري وكان عضوا في المنظمة السرية قبل أن يلتحق بالكفاح المسلح بعد اندلاع الثورة التحريرية على مستوى الولاية الخامسة التاريخية».
كما استعرض «أبرز محطات حياته وكفاحه وصولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، حيث تولى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي بالنيابة بعد استقالة فرحات عباس في سنة 1963 قبل انتخابه على رأس المجلس الوطني سنة 1964».
من جانبه، تطرق الأستاذ الباحث عامر رخيلة، إلى ظروف تأسيس أول مجلس وطني منتخب بعد الاستقلال، والذي جاء بعد دستور 1963، مبرزا حرص القادة آنذاك على «بناء دولة القانون والديمقراطية التي تعبر عن سيادة الشعب».
وبالمناسبة، أكد ممثل المجلس الشعبي الوطني، النائب هشام صفر، أن إحياء هذه الذكرى يشكل «فرصة لاستذكار تاريخنا المجيد ونقله إلى الأجيال المتعاقبة لربطها بالذاكرة الوطنية من خلال شحن حسها واعتزازها الدائم بوطنها».
وشهدت الندوة تكريم عائلة المجاهد المرحوم الحاج بن علا الذي توفي سنة 2009.
مجلس الأمة يشارك في لقاء تشاوري بغينيا الاستوائية
تعزيز العمل البرلماني لمواجهة الرهانات التنموية والتحديات البيئية
يشارك وفد برلماني عن مجلس الأمة، يومي 26 و27 سبتمبر، بعاصمة جمهورية غينيا الاستوائية مالابو، في اللقاء التشاوري 11 لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، حسب ما جاء، أمس الأربعاء، في بيان للمجلس.
أوضح البيان، أنه «بتكليف من رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، يشارك وفد برلماني عن مجلس الأمة، يومي 26 و27 سبتمبر 2024 بعاصمة جمهورية غينيا الاستوائية مالابو، في اللقاء التشاوري الحادي عشر لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، وذلك برئاسة نائب رئيس المجلس أحمد خرشي، ممثلا عن صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة». ويتمحور هذا اللقاء حول «تعزيز العمل البرلماني المشترك لدول الجنوب، من أجل مواجهة الرهانات التنموية والتحديات البيئية». ويتضمن جدول أعماله ثلاث جلسات لدراسة ومناقشة المسائل المتعلقة بـ»الشراكات والمبادرات البين-إقليمية: فرص للاندماج والتنمية» و»دول الجنوب والذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص» وكذا «تعزيز وترقية وسائل مكافحة التصحر وتآكل التربة».
للإشارة، يتشكل هذا الوفد من نائب رئيس مجلس الأمة أحمد خرشي (رئيس الوفد) وعضو مجلس الأمة رضوان بوغلابة.
+–+——
المنطقة تتعرّض لحرب همجية غير مسبوقة.. بوغالي:
لا بديل عن توحيد الجهود لمواجهة التحديات العربية
^ يجب إدراج بند طارئ لوقف الحرب في غزة خلال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المقبل
دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، المشاركين في الدورة الاستثنائية ال35 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، المنعقدة أمس الأربعاء بالقاهرة، إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات الصعبة التي يمر بها العالم العربي.
أوضح بيان للمجلس الشعبي الوطني، أن بوغالي ألقى كلمة خلال أشغال هذه الدورة، بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي، «ندد فيها بالحرب الهمجية غير المسبوقة التي تتعرض لها المنطقة، داعيا إلى «التحلي بإرادة موحدة ومسؤولية عالية لمواجهة التحديات الصعبة التي يمر بها العالم العربي». وذكر بوغالي بأهمية هذه الدورة التي «تتزامن مع تصاعد العدوان الصهيوني وتوسعه إلى لبنان الشقيق»، مؤكدا على أهمية «بحث سبل التنسيق لإدراج بند طارئ يتعلق بوقف الحرب في غزة خلال الجمعية العامة الـ149 للاتحاد البرلماني الدولي المزمع عقدها في جنيف من 13 إلى 17 أكتوبر المقبل».
وفي ذات السياق، أعرب بوغالي عن «أسفه لعدم تمكن اللجنة من تمرير هذا البند في محطتين سابقتين»، مشددا على ضرورة «التفكير في الأسباب التي أدت إلى ذلك والعمل على إيجاد حلول فعالة لتفادي تكرارها».
وأشار إلى أن «العلاقات الوثيقة التي تجمع برلمانات آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تؤهلها لتشكيل الكتلة العددية الأكبر في الاتحاد البرلماني الدولي»، حاثا أعضاء اللجنة التنفيذية على «تقديم مقترحات عملية تعزز الحضور على الساحة الدولية وحشد الدعم من الحلفاء وأصحاب الضمائر الحية حول العالم لمساندة القضية الفلسطينية».وبالمناسبة، أعرب السيد بوغالي عن «ارتياحه لتنامي الوعي العالمي بعدالة القضية الفلسطينية»، معربا عن «تفاؤله بعد صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب بإنهاء الوجود الصهيوني في الأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرا»، وهو ما يعتبر –مثلما قال– «خطوة هامة نحو تحقيق العدالة وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة».
واختتم بوغالي كلمته بإبراز أهمية «استثمار فرصة الاجتماع لتعزيز التضامن العربي وبناء مستقبل يسوده السلام والعدالة لكل شعوب المنطقة»، مثنيا على «جهود أعضاء اللجنة ومبادراتهم في تصويب بوصلة العمل البرلماني العربي والدولي نحو القضية الفلسطينية».
الحكومة تدرس مشاريع مراسيم تنفيذية لعدة قطاعات حيوية
حماية الاقتصاد الوطني..وضبط شروط نشاط المدارس الخاصة
^ تحديد إجراءات اعتماد المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم وسيرها ومراقبتها
تكريس القانون التوجيهي للتربية الوطنية كمرجعية أساسية للمدارس الخاصة
ضبــــــط الواردات والصـــــــــادرات وتعزيــــــز التوازنــــــــــات الاقتصادية تفـــــاديــــــا لأي اختــــلال للســـوق
مشـــــــــروع مرسوم تنفيذي يحدد كيفيـــــــــــات شــــــراء السكـــــن الترقـــــــــوي العمومــــــــــــي
ترأس الوزير الأول نذير العرباوي، أمس الأربعاء، اجتماعا للحكومة، خصص لمتابعة الدخول المدرسي والجامعي، وكذا دراسة مشاريع مراسيم تنفيذية وعروض تتعلق بعدة قطاعات، حسب ما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول، فيما يلي نصه الكامل:
«ترأس الوزير الأول السيد نذير العرباوي، يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024، اجتماعا للحكومة، خصص لمتابعة الدخول المدرسي والجامعي ودراسة مشروع مرسوم تنفيذي يحدد شروط وإجراءات اعتماد المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم وسيرها ومراقبتها، الهادف إلى تحسين نوعية التعليم وظروف التمدرس وترقية المعايير التقنية والبيداغوجية التي يخضع لها الاستثمار الخاص في المجال التربوي وضمان التكامل مع القطاع العام عبر تكريس القانون التوجيهي للتربية الوطنية كمرجعية أساسية لنشاط هذه المؤسسات.
وتنفيذا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية المتعلقة بتنظيم التجارة الخارجية، تناولت الحكومة بالدراسة والبحث، سبل تعزيز الإطار التنظيمي المتعلق بحماية الاقتصاد الوطني وتعزيزه، من خلال ضبط الواردات والصادرات وتعزيز التوازنات الاقتصادية تفاديا لأي اختلال للسوق الوطنية.
وفي نفس الإطار، استكملت الحكومة دراسة مشروع مرسوم تنفيذي يتعلق بالأشخاص المؤهلين للتصريح المفصل للبضائع، الهادف إلى تطوير الإطار التنظيمي لممارسة مهنة الوكيل المعتمد لدى الجمارك وتعزيز مساهمته في جهود تطوير الخدمات الجمركية.
أخيرا، تدارست الحكومة مشروع مرسوم تنفيذي يحدد شروط وكيفيات شراء السكن الترقوي العمومي».
زووم
قرابـــــــة 12 مليـــــون تلميـــــذ التحقــــــوا بمقاعـــــــد الدراســــــــــة..
دخــــــــــــــول مدرســــــــــــي وجامعــــــــــــــي.. ناجـــــــــــــــح
التحق قرابة 12 مليون تلميذ في المراحل التعليمية الثلاث (ابتدائي – متوسط – ثانوي)، صباح الأحد، بمقاعد الدراسة عبر كامل التراب الوطني، فيما التحق أزيد من مليون و800 ألف طالب الثلاثاء، بمقاعدهم البيداغوجية على مستوى مختلف المؤسسات الجامعية، تحسبا للسنة الجامعية 2025/2024.
أشرف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، الأحد، على إعطاء إشارة انطلاق السنة الدراسية 2025/2024 من المدرسة الابتدائية صالح ولد عودية ببلدية بن عكنون بالجزائر العاصمة، وحضر الدرس الافتتاحي للموسم الدراسي، والذي اختير له بالمناسبة موضوع “السلامة المرورية”، وهذا بالنظر للدور الجوهري الذي تلعبه المدرسة في عملية التحسيس والتوعية بالمخاطر المرتبطة بحوادث المرور.
وتحسبا للموعد، اتخذت وزارة التربية الوطنية العديد من الإجراءات البيداغوجية، على غرار إعادة هيكلة مواد ومواقيت في الطور الأول من التعليم الابتدائي (السنتان الأولى والثانية) بهدف ترجمة مسعى تخفيف البرنامج الدراسي لفائدة النشاطات الثقافية والرياضية والفنية بغرض تنمية قدرات ومواهب التلاميذ في هذه المواد.
وترتكز هذه العملية على تلقين التلاميذ، التعليمات الأساسية المتمثلة في المهارات اللّغوية، وتلك المتعلقة بمادة الرياضيات وكذا المهارات اليدوية والبدنية والفنية، التي يحتاجونها، إلى جانب تدعيم تشبعهم بالقيم الدينية والخلقية وممارسة التربية البدنية.
وفي هذا الشأن، كان وزير التربية الوطنية قد أكد أنه سيتم رفع الحجم الساعي المخصص للأنشطة الرياضية والفنية في الطور الأول من التعليم الابتدائي من 7 إلى 20 بالمائة، وذلك بإضافة ساعة واحدة للتربية الرياضية ليصبح توقيتها ساعتين في الأسبوع مع تثمين التربية الفنية بإضافة 45 دقيقة لمدة تدريس المادة لتصبح ساعة ونصف أسبوعيا، إلى جانب تعزيز تعلم الرياضيات بإضافة 30 دقيقة أسبوعيا.
وبالنظر إلى هذه المعطيات، يكون قطاع التربية الوطنية قد حدد الشبكة الجديدة لمواد ومواقيت الطور الأول بـ 21 ساعة أسبوعيا وذلك بتخصيص 11 ساعة لمادة اللغة العربية، 5 ساعات لمادة الرياضيات وساعة ونصف للتربية الإسلامية وساعة ونصف للتربية الفنية وساعتين للتربية البدنية والرياضية.
كما ستشهد السنة الدراسية الجديدة تزويد 1700 مدرسة ابتدائية باللوحات الرقمية ليرتفع عدد المدارس المجهزة بهذه اللوحات إلى 5 آلاف مدرسة ابتدائية على المستوى الوطني، علاوة على استكمال تنصيب منهاج اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي بإدراج هذه المادة في السنة الخامسة ابتدائي وتعميم التربية التحضيرية، وغيرها من الاجراءات البيداغوجية.
استــلام قرابـة 30 ألـف مقعد بيداغوجي
من جهة أخرى، أوضح مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الجبار داودي. في تصريح لـ«وأج”، أن إجمالي عدد الطلبة للموسم الجامعي الجاري بلغ 1812656 طالبا، موزعين على 54 جامعة، 40 مدرسة عليا، 13 مدرسة عليا للأساتذة و13 مركزا جامعيا، فضلا عن جامعة التكوين المتواصل.
وبالمناسبة، أكد المسؤول ذاته، أن مصالح قطاع التعليم العالي “استكملت جميع الترتيبات المتعلقة بالدخول الجامعي”، خاصة أن التحضير للموسم الجامعي كان قد انطلق “بداية من 6 جويلية الماضي، حيث تم التركيز على تأهيل كل الجوانب، سيما البيداغوجية والخدماتية”.
كما سيتم تدعيم هذه السنة الجامعية — يضيف المتحدث— بـ«استلام قرابة 30 ألف مقعد بيداغوجي ليرتفع عدد المقاعد البيداغوجية المسلمة خلال 5 سنوات الأخيرة إلى 160 ألف مقعد بيداغوجي”.
وتتميز هذه السنة بـ«نقل 23 مؤسسة جامعية من جامعة كلاسيكية إلى جامعة من الجيل الرابع، موزعة على 15 جامعة و8 مدارس وطنية عليا، تقدم خدمات رقمية لمختلف منتسبي القطاع”.
الجزائر ورشة مفتوحة لتحقيق النهوض الاقتصادي
العهــدة الثانيـة لرئيـس الجمهورية.. بدايــــــــة إنجــــــــــــــــــــازات جديـــــــــــــــــــــدة
افتتح البرلمان بغرفتيه الاثنين بالجزائر العاصمة، دورته البرلمانية العادية 2024-2025، وذلك في جلستين علنيتين ترأسهما رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي.
بالمناسبة، أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن عهدة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للسنوات الخمس القادمة تشكل بداية لإنجازات جديدة.
وبالمناسبة، ذكر رئيس مجلس الأمة، بـ«ما حققته الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية، بحيث تمكنت من استرجاع مكانتها الحقيقية في المحافل الدولية ودورها في القضايا الهامة”، مبرزا “تمسك الجزائر بمبدأ عدم الانحياز وحرصها على التعامل مع جميع الدول وفق الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وشدّد في هذا الصدد، أن الجزائر “لا تقبل دروسا من أي طرف كان ولا يزايد عليها أحد فيما يخصّ حقوق الإنسان والتعبير وغيرها، وترفض أي املاءات فيما يتعلق بتسيير شؤون البلاد”، كما “أنها لا تعاني من المديونية مما يجعلها حرة وسيدة في قراراتها”.
وأكد قوجيل أن “الجزائر تعيش حاليا مرحلة دقيقة تحتاج إلى وعي كبير بالمسؤولية وتكامل بين جميع الفاعلين”، مبرزا “أهمية تجنّد البرلمان بغرفتيه للقيام بدوره في المراقبة والمتابعة والتنسيق مع الحكومة حول مجمل القضايا التي تهم الوطن”.
ورشـــــــــــــــــة مفتوحـــــــــــــــــة
من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية العادية 2024-2025، أن الجزائر أضحت “ورشة مفتوحة” لتحقيق النهوض الاقتصادي المنشود بالاعتماد على الذات، مبرزا أن المرحلة الراهنة تتطلب “المثابرة في تعزيز الانسجام والتكامل بين الجميع”.
وأشار بوغالي إلى أن هذه الدورة سيكون لها “برنامجا مكثفا” نظرا “للوضع الاستثنائي – بكل المعايير – الذي تعيشه البلاد التي أضحت ورشة مفتوحة لتحقيق النهوض الاقتصادي وتقليص الاتكال على مداخيل المحروقات”.
وأكد في السياق، أن “الإصلاحات المتعددة التي باشرتها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أسهمت في استيفاء البلاد الشروط الكفيلة بترسيخ ديمقراطية تعددية حقة وعدالة اجتماعية من خلال التوزيع العادل للثروة”.
كما استطاعت الجزائر – يضيف بوغالي – أن “تؤمن الصرح المؤسساتي المتكامل القائم على مبدأ المواطنة والديمقراطية التشاركية في كنف دولة الحق والقانون”، داعيا النواب “على اختلاف ألوانهم السياسية إلى استكمال هذا النهج والحرص على إنجاح الدورة البرلمانية”، خاصة وأن المرحلة الراهنة تتطلب “المثابرة في تعزيز الانسجام والتكامل بين الجميع، سواء في الجانب التشريعي أو الرقابي أو تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية في مختلف الأطر والمناسبات وذلك وفقا لمبادئ وأهداف السياسة الخارجية للبلاد”.
وذكر في هذا الصدد الجميع بـ«حرص رئيس الجمهورية على تكريس تقليد الالتقاء بأعضاء غرفتي البرلمان وهو برهان آخر على مدى تقديره للمؤسسات الدستورية واحترامه لممثلي الشعب الذين كان لهم الأثر الواضح في الدفاع عن قيم الجمهورية ومؤسسات الدولة”.
كما أشار إلى أن بداية دورة البرلمان جاءت بـ«التزامن مع الحدث الهام والكبير، الذي كان موعدا ديمقراطيا، وكان الشعب الجزائري بطله بامتياز”، مضيفا أنه “تم تسجيل بارتياح كبير الجوّ المفعم بالهدوء والطمأنينة والشفافية في إدارة الحملة الانتخابية”.
كما أشاد بالبرنامج الطموح الذي أبرز رئيس الجمهورية خطوطه العريضة بمناسبة تأدية اليمين الدستورية خاصة، مباشرة حوار وطني مفتوح يشمل مختلف مكونات المجتمع الجزائري.
وفي سياق آخر، وجه بوغالي “تحية إكبار وإجلال إلى الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي يبقى دائما الدرع الواقي والوفي للأمة”، مبرزا دوره في حماية حدود البلاد الشاسعة ومجابهة كل “المخاطر والتهديدات المحدقة بأمننا القومي في ظل التحدّيات المختلفة والمستجدة منها، وارتفاع منسوب الاضطرابات وعدم الاستقرار العالمي”.
وأبلى الجيش الوطني الشعبي في ذلك – يضيف – “البلاء الحسن، كما أسهم في حماية المجتمع من مختلف الآفات الاجتماعية مثل محاربة المخدرات والتهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وما يتصل بمحاربة الجرائم الإلكترونية ذات الصلة بالأمن السيبيراني”، موجها بالمناسبة “العرفان لهذه المؤسسة الشامخة أفرادا وضباطا وقيادة وتحية موصولة إلى مختلف أعوان الدولة ومصالح الأمن الذين يسهرون على أمن المواطن”.
٩٩——–
رئيس الجمهورية يترأس أوّل اجتماع مجلس الوزراء بعد إعادة انتخابه
التربيــــــــــــة.. التعليم العالي وتعويض المتضرّرين أهم النقاط
ترأس رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقواّت المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، الأحد، اجتماعا لمجلس الوزراء تناول عرضا مشتركا حول مخلفات الاضطرابات الجوّية الأخيرة وعروض تخصّّ الدخول المدرسي والجامعي والاجتماعي، بحسب ما أورد بيان لرئاسة الجمهورية.
وخلال الاجتماع، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بضرورة عودة الخدمات الحيوية والأساسية بأقصى سرعة لفائدة المواطنين بالولايات المتضررة من مخلفات الاضطرابات الجوّية الأخيرة والشروع في تعويض المتضرّرين في أقرب وقت.
وأوضح بيان لمجلس الوزراء أنه “بخصوص مخلفات الاضطرابات الجوّية الأخيرة، وبعد أن وجّه السيد رئيس الجمهورية خالص شكره وامتنانه لكل المواطنين المتطوّعين والإطارات والهيئات المختلفة للدولة الذين شاركوا في الهبة التضامنية بالمناطق التي مسّتها الفيضانات بجنوبنا، أمر بضرورة عودة الخدمات الحيوية والأساسية لفائدة المواطنين بكل الولايات المتضررة في أقصى سرعة، بما فيها النقل والشروع في تعويض المتضررين في أقرب وقت ممكن”.
كما أمر رئيس الجمهورية بـ«تأهيل جسور وخطوط السكك الحديدية فورا، على ألا تتجاوز مدّة التأهيل شهرا واحدا”، بالإضافة إلى “إعادة توجيه الأودية بالطرق التقنية المناسبة، تفاديا لأضرار مماثلة واعتماد أساليب الجاهزية والاستباقية لهذه الكوارث الطبيعية، رغم أن هذه الفيضانات غير موسمية ودورتها خمسينية”.
من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، على أهمية مواصلة الجهود للتكفل بالتلاميذ المعيدين ومنحهم فرص الإدماج مجددا قدر الإمكان لتقليص التسرّب المدرسي.
وسجل رئيس الجمهورية بالمناسبة ارتياحه للظروف العادية التي طبعت الدخول المدرسي، متوجّها بشكره إلى الأساتذة والمعلمين والهيئات التربوية والولاة والمسؤولين المحليين الذين “كانوا في الموعد من خلال التزامهم بآجال استغلال الهياكل التربوية الجديدة”، وفقا لما أورده بيان لمجلس الوزراء.
وفي السياق، أمر السيد رئيس الجمهورية وزير التربية بـ«اعتماد وتعميم الألواح الإلكترونية بدل المحافظ المدرسية بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة عند انتهاء الموسم الدراسي الحالي”، مشددا – في الوقت نفسه – على “أهمية مواصلة الجهود للتكفل بالتلاميذ المعيدين ومنحهم فرص الإدماج مجددا قدر الإمكان لتقليص التسرب المدرسي”، كما أمر السيد الرئيس بـ«احترام التزامه المتعلق بإصدار القانون الأساسي لقطاع التربية قبل نهاية السنة.
تحديث وعصرنة الخدمات الجامعية
وأمر رئيس الجمهورية أسرة قطاع التعليم العالي بالمحافظة على الاستقرار وإيلاء الأهمية الكبرى، لتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية، بحسب ما أفاد بيان لمجلس الوزراء.
وأوضح المصدر ذاته أن رئيس الجمهورية “أسدى جميل الشكر لكل الإرادات الخيرة في التعليم العالي، على تحقيقها الرقي بالقطاع إقليميا ودوليا، حيث أصبح تقدمه ملموسا ومسجلا في التصنيفات العالمية”، كما أمر وزير القطاع بـ«مزيد من الارتقاء بالرياضة الجامعية”.
وفي السياق ذاته، أمر رئيس الجمهورية أيضا “أسرة قطاع التعليم العالي ككل بالمحافظة على الاستقرار وإيلاء الأهمية الكبرى، لتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية”.
وأمر السيد رئيس الجمهورية بـ«التفكير في استحداث تنظيم جديد يخص منح طلبة مدارس الامتياز العليا، وشروط العمل عقب انتهاء تكوين خريجيها”.
للإشارة، شدّد الرئيس تبون “مرّة أخرى، على الحكومة بأنه لا يسمح أبدا باختلاق الندرة مهما كانت أسبابها، آمرا بمزيد من اليقظة على مستوى وزارة التجارة لمحاربة لوبيات الاستيراد التي تحاول ابتزاز الدولة، وذلك بسحب تراخيصهم وسجلاتهم التجارية فور إثبات تورطهم.”
صفحة ٣
خمسة محاور يجـــــب الارتكاز عليها لتحقيق الهـــــــــدف..عطاف:
الجزائــــــر تدعو إلى إعـــــــــادة الاعتبـــــار لدور مجلس الأمـــــــن والأمـــــــــــم المتحـــــدة
^ ضرورة تصحيح الظلــــم التاريخـــــــــي المسلط على القـــــارة الإفريقيــــــــــــة
دعت الجزائر، أمس الأربعاء، بنيويورك، إلى حشد الجهود من أجل إعادة الاعتبار لدور مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، مؤكدة على ضرورة تصحيح الظلم التاريخي المسلط على القارة الإفريقية التي تظل الغائب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة والأقل تمثيلا في المقاعد غير الدائمة.
قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، في كلمة خلال مناقشة مفتوحة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن حول «القيادة من أجل السلام»، في إطار بند جدول الأعمال «الحفاظ على السلام والأمن الدوليين»، أن الجزائر تدعو الى «حشد الجهود ومضاعفتها من أجل إعادة الاعتبار لدور مجلس الأمن بشكل خاص ولدور المنظمة الأممية»، مبرزا خمسة محاور يجب، حسبه، الارتكاز عليها من أجل تحقيق ذلك.
أكد الوزير على ضرورة «الإسراع في تجاوز منطق الاستقطاب وتحسين مناخ العمل في مجلس الأمن، عبر فتح مجال أكبر وخلق مساحة أوسع لمجموعة الدول المنتخبة (E-10)»، مبينا أن هذه المجموعة «قد أثبتت قدرتها على تقريب وجهات النظر ومد جسور التواصل والتفاهم بين الدول دائمة العضوية بالمجلس بهدف بلورة حلول توافقية ترضي الجميع وتعلي راية الصالح العام وتخدم السلم والأمن الدوليين».
كما شدد عطاف على ضرورة متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحاسبة الأطراف التي يثبت تحديها لهذه القرارات وتجاهلها لإرادة المجموعة الدولية، منبها إلى أن «الطابع الإلزامي يبقى لصيقا بجميع قرارات مجلس الأمن، على غرار تلك التي تم تبنيها بخصوص القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن الحرص على تفعيلها ونفاذها على أرض الواقع يظل من صلب اختصاصات مجلسنا هذا».
ولتحسين التنسيق بين مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص المسائل المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين، اعتبر عطاف «تحرك الجمعية العامة في مواقف عجز مجلس الأمن، يجب تشجيعه وتثمينه لبناء علاقة تكاملية، لا تصادمية، بين هذين الجهازين الرئيسيين للأمم المتحدة».
كما تتضمن ركائز دعوة الجزائر لإصلاح مجلس الأمن والمنظمة الأممية، جانبا يتعلق بالمهام والمسؤوليات المنوطة بالأمين العام للأمم المتحدة بصفته المشرف الأول على المنظمة الأممية هذه والمسؤول الأول عن أدائها، حيث أوضح الوزير أن «الأمين العام يجب أن تكون له الحرية الكاملة والمطلقة في المبادرة بأي مسعى دبلوماسي يصب في خدمة السلم والأمن الدوليين، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون تحركاته مقيدة بتوافق مسبق يستحيل في أغلب الأحيان تحقيقه على مستوى مجلس الأمن».
ولدى تطرقه إلى إصلاح مجلس الأمن، أكد أن ذلك يكون «عبر دمقرطة أساليب عمله وتوسيع العضوية فيه عبر تركيبة أوسع تكون أكثر تمثيلا للمجموعة الدولية في المرحلة الراهنة»، مشيرا إلى أن «الأولى ثم الأولى بالنسبة لنا في مسعى كهذا، هو تصحيح الظلم التاريخي المسلط على قارتنا الإفريقية التي تظل الغائب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة والأقل تمثيلا في فئة المقاعد غير الدائمة».
وعلى هذا الأساس، أكد عطاف على أن «الأزمة الحادة التي تطال العمل الدولي متعدد الأطراف، تعد الأخطر والأشد في تاريخ المنظمة الدولية، بالنظر لجسامة تجلياتها على مختلف المستويات وعلى أصعدة عدة»، مستدلا بتصاعد منطق «توازن القوى» وعودة النزعة الأحادية والفردية والانطواء على الذات على حساب نهج تعددية الأطراف الذي تجسده وتكرسه المنظمة الأممية التي بعثت أصلا لبناء وتنويع الترابطات بين أعضائها.
كما تأسف الوزير لـ «تزايد وتفاقم وتراكم الأزمات والنزاعات والحروب بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر للعلاقات الدولية، في ظل تراجع متنامٍ للتقيد بمنظومة القانون الدولية واحترامها بكل مراجعها وثوابتها وضوابطها»، مسجلا «بكل حسرة شح وعقم المبادرات الدولية الرامية لحل هذه الأزمات والنزاعات والحروب في ظل الإضعاف اللافت لمنظمتنا الأممية في المشهد الدبلوماسي العالمي».
وبعد أن نبه إلى أن «مجلس الأمن صار اليوم يسجل تتابع الأزمات وتراكمها كبنود قارة ودائمة على جدول أعماله، دون أن يكون له أي قرار حاسم أو أي دور بارز أو أي قول فصل في تحديد معالم الحلول المنشودة وفرضها كما يخول له ذلك ميثاق الأمم المتحدة». وشدد عطاف على أن ذلك شكل «ضوءاً أخضرَ بالنسبة لمفتعلي الأزمات والساعين لتغذيتها وإطالة أمدها وبالنسبة لمن كانوا ولا يزالون يرون في الشرعية الدولية وفي ميثاق منظمتنا الأممية حاجزا يحول أمام تحقيق أهدافهم ومخططاتهم».
واستدل، في هذا المقام، باستمرار حرب الإبادة الجماعية المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة، دون أن يلقى الاحتلال الصهيوني الاستيطاني أي وازع وأدنى رادع للكف عن ممارساته الإجرامية وانتهاكاته اللاّأخلاقية واللاإنسانية.
عطــــاف يترأس اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة «+A3»
الحفاظ على الآليــــــة التشــــــاورية وجعلـها أكثر قوة وفعاليــــــة
ترأس وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بنيويورك، اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة «+A3» بمجلس الأمن الدولي، والذي عقد بمبادرة من الجزائر، حسب ما أفاد، أمس الأربعاء، بيان للوزارة.
تضم مجموعة «+A3» الدول الإفريقية الثلاث التي تحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي (الجزائر، سيراليون وموزمبيق)، بالإضافة إلى جمهورية غيانا من منطقة البحر الكاريبي، التي تربطها علاقات تضامن تاريخية بالقارة الإفريقية. وشاركت الصومال كذلك في الاجتماع تحسبا لشروعها في عضويتها بمجلس الأمن بداية من الفاتح يناير 2025 خلفا لموزمبيق.
«وقد سمح هذا الاجتماع، الذي عقد بمبادرة من الجزائر، التي تتولى مهمة تنسيق المجموعة، بتجديد الالتزام بمواصلة التشاور المنتظم والتنسيق الوثيق حول مختلف القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، وكذا مناقشة السبل الكفيلة بالحفاظ على هذه الآلية التشاورية وجعلها أكثر قوة وفعالية واتساقا».
كما يندرج اللقاء كذلك، «في إطار التحضير للطبعة المقبلة لندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، المقرر عقدها بداية شهر ديسمبر، لاسيما وأن قرار إنشاء مجموعة A3 يمثل أحد أهم المكاسب التي حققها «مسار وهران» منذ إطلاقه قبل أكثر من عشر سنوات».
المســــــار ينبغي له أن يهدف لتحقيق حل سياسي وسلمي للصراع
إطلاق مسار تفاوضي يفضي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا
دعت الجزائر، مساء الثلاثاء، من نيويورك، إلى تكثيف الجهود ومضاعفتِها من أجل إطلاق مسار تفاوضي شامل وبناء يفضي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك في كلمة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، خلال اجتماع لمجلس الأمن الأممي حول موضوع «حفظ السلم والأمن بأوكرانيا».
وقد أبرز الوزير، في هذا الصدد، بأن المسار المنشود ينبغي له أن يهدف لتحقيق حل سياسي وسلمي للصراع، وأن ينأى بطرفي النزاع عن منطق الغالب والمغلوب، وأن يرتكز على المبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى شرعية القانون الدولي، لأن هذه المبادئ وهذه الشرعية هي الحكم الفصل بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
كما أضاف بأن المسار التفاوضي يجب أن يضع نصب أولوياتِه معالجةَ الأسباب الجذرية للصراع برمته وإحاطةَ الشواغل الأمنية للطرفين بالعناية اللازمة، لأن هذا النهج يظل وحده الكفيل بتوفير مقومات استدامة وثبات الحل المطلوب.
في ذات السياق، ذكر عطاف بالاعتبارات التي شكلت بواعث المبادرةِ التي تقدم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للوساطة بين طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا، موضحا بأن القصد من ذلك كان ولا يزال البناء على ما يجمع الجزائر بهذين البلدين الصديقين من علاقات متميزة من أجل تقريب وجهات النظر والعمل على تجاوز الصراع بالطرق السلمية.
كما تأسف وزير الشؤون الخارجية لشح المبادرات الدولية الجامعة وعقم التحركات الدبلوماسية الهادفة لتغليب لغة الحوار، بالرغم من جسامة تداعيات ومخلفات هذا النزاع. مؤكدا على قناعة الجزائر الراسخة بأن إنهاء الحرب لايزال في مقدور المجموعة الدولية إذا ما تم توفير المناخ المناسب لنجاح أي مبادرة دبلوماسية تسعى لتحقيق تسويةٍ تنال قبول طرفي النزاع والتزامهما بتجسيدها.
عطاف يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه
تطوير علاقات التعاون.. واستعراض العدوان الصهيوني على غزة ولبنان
أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بنيويورك، محادثات مع عدد من نظرائه من الدول الشقيقة والصديقة، وذلك مواصلة للقاءاته الثنائية على هامش أشغال النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب ما أفاد بيان للوزارة، أمس الأربعاء.
فقد تباحث عطاف مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود -حسب البيان- «مستجدات الأوضاع بالشرق الأوسط في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة وامتداده إلى لبنان في إطار النهج التصعيدي المتزايد للقوة القائمة بالاحتلال».
كما ناقش عطاف مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي «آفاق تعزيز العلاقات الثنائية واتفق معه على تعزيز التشاور والتنسيق في أفق استعداد دولة الصومال للشروع في عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، إلى جانب الجزائر بداية من الفاتح جانفي 2025».
أما المحادثات مع وزير خارجية نيكاراغوا فالدراك لودفيج جانتشكي ويتاكر، فقد سمحت بـ»استعراض وتثمين الحركية الإيجابية التي تعرفها العلاقات الثنائية في سياق قيام الطرفين بفتح سفارتين بكل من ماناغوا والجزائر خلال الأشهر الماضية، تجسيدا لقرار رئيسي البلدين القاضي برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي البيني إلى مصاف سفيرين مقيمين».
وثمن عطاف، خلال لقائه مع وزير خارجية سلوفاكيا يوراي بلانار، «قرار هذا البلد الصديق فتح سفارة بالجزائر خلال الأشهر المقبلة واتفق معه على اتخاذ تدابير ملموسة لإضفاء حيوية إضافية على العلاقات الثنائية، بما يتماشى مع الإرث التاريخي المشترك، لاسيما من خلال تفعيل آليات التعاون الثنائي وتعزيز التنسيق والدعم المتبادل بالمحافل الدولية».
وفي الختام، بحث وزير الخارجية مع نظيره الإستوني مارغوس تساهكنا، آفاق توطيد التعاون الثنائي، وتبادل معه الرؤى حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
نصّبه الفريق أول شنڤريحة خلفا للواء جبار مهنى
العميد موساوي مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي
^ إسداء تعليمات لمواصلة بذل المزيد من الجهود في خدمة الجزائر وحماية مصالحها العليا
أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بإسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أمس الأربعاء، على التنصيب الرسمي للعميد موساوي رشدي فتحي، مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي، خلفا للواء جبار مهنى، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وجاء في البيان: «بإسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 19 سبتمبر 2024، أنصب رسميا العميد موساوي رشدي فتحي، مديرا عاما للوثائق والأمن الخارجي، خلفا للواء جبار مهنى. وعليه، فإني آمركم جميعا بالعمل تحت سلطته وطاعة أوامره وتنفيذ تعليماته بما يمليه صالح الخدمة، تجسيدا للقواعد والنظم العسكرية السارية وقوانين الجمهورية ووفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار وتخليدا لقيم ثورتنا المجيدة».
وقد كانت هذه المناسبة -يضيف البيان- «سانحة للسيد الفريق أول أسدي خلالها لإطارات هذه المديرية جملة من التعليمات والتوجيهات بغية مواصلة بذل المزيد من الجهود في خدمة الجزائر وحماية لمصالحها العليا»، حاثا إياهم على «الالتفاف حول قائدهم الجديد ومساندته ودعمه في أداء مهامه من خلال التزامهم الكامل والوافي بالقيام بالمهام المنوطة بكل الصرامة اللازمة والمثابرة الضرورية».
وفي ذات الإطار، أشاد الفريق أول السعيد شنقريحة بخصال اللواء جبار مهنى وبـ»الأدوار الريادية التي أداها في المؤسسة العسكرية، باعتباره ممن كرسوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عن الجمهورية، حيث تحمل العديد من المسؤوليات بكل نجاح واقتدار وبرهن طيلة مساره المهني النير على كفاءة مهنية واحترافية أكيدة وقدرة عالية على المعالجة الدقيقة لمختلف الملفات والقضايا».
وعقب ذلك، أشرف السيد الفريق أول على مراسم التصديق على محضر تسليم واستلام المهام، وفقا لبيان وزارة الدفاع الوطني.
قادة العالم يواصلون تهنئة الرئيس تبون على فوزه بعهدة ثانية:
فوزكم شهادة بليغــــــــة على ثقــــــــــة الشعب الجزائري في شخصكـــــــــــم
^ مقتنعون بتعميق الصداقة والشراكة ومستعدون لتعميق العلاقات الثنائية
هنأ، أمس، رئيس جمهورية رومانيا السيد كلاوس يوهانيس، وملك الدنمارك فريدريك هنريك أندريه كريستيان، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية السيد فيليكس أونطوان تشيسيكدي، والمستشار الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية السيد أولاف شولتز، رئيس الجمهورية بمناسبة انتخابه لعهدة رئاسية ثانية.
رئيس رومانيا: علاقات التعاون والصداقة ستواصل تطورها
بعث رئيس جمهورية رومانيا، السيد كلاوس يوهانيس، رسالة إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هنأه فيها على انتخابه لعهدة ثانية، حسب ما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس الأربعاء.
وجاء في البيان: «بعث رئيس جمهورية رومانيا السيد كلاوس يوهانيس، رسالة تهنئة، إلى السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة جديدة، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 7 سبتمبر 2024».
وأضاف البيان أن «الرئيس الروماني أكد للسيد الرئيس، قناعته بأن علاقات التعاون والصداقة التي تربط البلدين ستواصل تطورها، بما يخدم الشعبين، متمنيا للسيد الرئيس والشعب الجزائري، كل الخير».
ملك الدانمارك: تفضـلــــــوا بقبـــــــــــول أسمــــى عبـــــــارات التهــــــــــاني
هنأ ملك الدنمارك فريدريك هنريك أندريه كريستيان، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية، حسب ما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية، الأربعاء.
وجاء في رسالة التهنئة : «فخامة الرئيس. تفضلوا بقبول أسمى عبارات التهاني بمناسبة إعادة انتخابكم في منصب رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية».
وواصل ملك الدنمارك قائلا : «أعبر لكم سيادة الرئيس عن سعادتي للمستوى الإيجابي الذي بلغته العلاقات الثنائية بين البلدين واستعدادي للعمل على ضمان ديمومتها. تمنياتي لكم وللشعب الجزائري مزيدا من الرقي والرفاه».
رئيس الكونغو الديمقراطية: تعزيز روابط الصداقة والتعاون
هنأ رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، السيد فيليكس أونطوان تشيسيكدي، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون على انتخابه لعهدة ثانية، معبرا عن إرادة حكومته في تعزيز روابط الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين، حسب ما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس الأربعاء.
وجاء في البيان: «هنأ رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، السيد فيليكس أونطوان تشيسيكدي، باسم الشعب الكونغولي وباسمه الخاص، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لانتخابه مجددا، رئيسا للجزائر، معتبرا ذلك شهادة بليغة على ثقة الشعب الجزائري في شخصه».
وبهذه المناسبة، عبر الرئيس الكونغولي عن «إرادة حكومته في تعزيز روابط الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين، متمنيا للسيد الرئيس موفور الصحة وكل النجاح في مهامه».
المستشار الألماني: تعميق العلاقات الثنائيــــــــــــة بين البلديـــــــن
بعث السيد أولاف شولتز، المستشار الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، برسالة تهنئة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة انتخابه لعهدة رئاسية ثانية، حسب ما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس الأربعاء.
وجاء في البيان : «هنأ السيد أولاف شولتز، المستشار الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على انتخابه لعهدة جديدة، رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مؤكدا أن الحكومة الألمانية على استعداد لتعميق العلاقات الثنائية بين الجزائر وألمانيا».