أكّد جان كاسيا، المدير العام للمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الإفريقي أن المركز حصل على تعهدات بدعم بقيمة إجمالية قدرها 814 مليون دولار لتمويل خطته لمكافحة وباء جدري القردة في القارة.
قال كاسي، في تصريح صحفي في العاصمة السنغالية دكار أمس الجمعة، أنه “سيتم إعادة توزيع هذه الأموال وفقا للمناقشات التي سنجريها مع جميع الشركاء من أجل ضمان استفادة جميع الدول المتضررة والدول عالية المخاطر من الدعم المناسب”.
وأضاف: “سيأتي جزء كبير من هذا التمويل من الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستقدم 500 مليون دولار ومليون جرعة من اللقاحات لخطة الاستجابة لمواجهة جدري القردة”.
وأشار المسؤول الإفريقي إلى أنه بالإضافة إلى التبرع الأمريكي، سيتلقى مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها دعما بحوالي 314 مليون دولار من صندوق جرى إنشاؤه خصيصا لتلقي مساهمات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وشركائها.
وذكر كاسيا أن مؤسسته حصلت كذلك على 4.3 مليون جرعة من اللقاحات من بين أكثر من 10 ملايين جرعة مطلوبة يعتقد الخبراء أنها ضرورية للسيطرة على وباء جدري القردة في إفريقيا.
يذكر أن قارة إفريقيا سجلت أكثر من 32 ألف حالة مشتبه بها بجدري القردة و840 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي، وفقا لبيانات المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ووفقا للمركز، فإن المتحور الجديد من جدري القردة (كليد 1 ب) ينتشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا وأوغندا ورواندا التي بدأت حملة تطعيم ضد جدري القردة كأول دولة في القارة تبدأ هذه العملية، فيما ينتظر أن تبدأ الكونغو الديمقراطية حملة التطعيم ضد الوباء مطلع أكتوبر المقبل.
للإشارة، فإن جدري القردة هو مرض ناتج عن فيروس حيواني المصدر واكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قرود “المكاك” التي كانت تجرى عليها بحوث.
وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادة من 5 إلى 21 يوما أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري خلال الأيام الخمسة الأولى لكنها عادة ما تكون أقل حدة. ويسبب المرض ارتفاع حرارة المصاب وآلام في العضلات، ثم يظهر طفح جلدي على الوجه واليدين والقدمين وبثور وقشور.
وفي معظم الحالات، تختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، لكن عند بعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات ومن ثم إلى الوفاة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأطفال حديثي الولادة والأشخاص المصابين بنقص المناعة معرضون لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة.