كشفت دراسة جديدة قدمت في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في أورلاندو، بولاية فلوريدا الأميركية أن الرضع الذين يتغذون حصريا على حليب الأم خلال فترة إقامتهم في المستشفى مباشرة بعد الولادة كانوا أقل عرضة للإصابة بالربو بنسبة 22% مقارنة بأقرانهم الذين لم يحظوا بنفس الفرصة.
وأوضح الباحثون أن هذه النسبة ظلت ثابتة حتى بعد تعديل العوامل مثل العرق والتأمين الصحي وجنس الرضيع وطول مدة الإقامة في المستشفى.
وأشار الباحثون إلى أن المستشفيات يجب أن تبذل جهودا أكبر لتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية مباشرة بعد الولادة.
وقالت لورا بلاك وارد، المشاركة في إدارة مركز طب الرضاعة في مستشفى سينسيناتي للأطفال بأمريكا إن “فترة الإقامة في المستشفى عند الولادة، رغم قصر مدتها، تعد أساسا حاسما لبدء الرضاعة الطبيعية، والتي يمكن أن تؤثر على نتائج صحية مثل الربو في الطفولة”.
وأضافت في بيان صحفي صدر عن الاجتماع: “تؤكد دراستنا على أهمية الممارسات التي تحدث داخل المستشفى في دعم الرضاعة الطبيعية الحصرية، حيث أن هذه التجارب المبكرة قد تؤثر على الصحة على المدى الطويل”.
وعلى الرغم من أن فترات الرضاعة الطبيعية الحصرية الأطول معروفة بأنها تقلل من خطر الإصابة بالربو، إلا أن فوائد الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد الولادة وقبل مغادرة الأم والرضيع للمستشفى تحتاج تركيز أكثر.
وقال الباحثون: “يعد حليب الأم هو التغذية المثلى للمواليد، والرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم خطر أقل للإصابة بالعديد من الأمراض في الطفولة، بما في ذلك الربو.
وقد أظهرت الدراسات أن فترات الرضاعة الطبيعية الحصرية الأطول توفر حماية أكبر ضد الربو، ولكن قليل من الدراسات قامت بتقييم تأثير أنماط التغذية في المستشفى عند الولادة على الربو في الطفولة”.
وذكرت الدراسة أن 81% من الـ 9649 مولودا تلقوا بعض حليب الأم أثناء إقامتهم في المستشفى، بينما تلقى 31% حليب الأم فقط وفي المجموع، تم تشخيص 5% منهم بالربو في فترة سابقة.
وكان لدى الرضع الذين حصلوا على حليب الأم فقط معدل أقل لتشخيص الربو مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا أي حليب أم أو الذين لم يتلقوا حليب الأم فقط في تلك الأيام الأولى. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الرضع الذين كانت أول وجبة لهم هي حليب الأم معدل أقل للإصابة بالربو مقارنة بأولئك الذين لم تكن أول وجبة لهم هي حليب الأم.
وقالت وارد: “تسلط هذه النتيجة الضوء على الحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأيام الأولى من الحياة. من خلال التركيز على هذه الأيام الأولى الحاسمة، قد نؤثر على صحة الأطفال ونقلل بشكل محتمل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو”.