يشكل موضوع استخدام التقنيات الرقمية في الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري محور الملتقى الدولي الأول “حول دور التقنيات الرقمية في ترويج التراث الثقافي وبعث التنمية السياحية”، الذي افتتح اليوم الأحد بوهران بمبادرة لجامعة وهران 1 “احمد بن بلة”، بالتعاون مع جامعة صفاقس التونسية.
وشدد رئيس الملتقى الدكتور بوخنون ميلود في كلمة له على “ضرورة التعجيل بتصوير ومسح كافة التراث الثقافي الجزائري لحمايته من كل أنواع التهديدات طبيعية كانت أم بشرية”, معتبرا أن “وجود نسخة رقمية للتراث الثقافي الجزائري هي خطوة كبيرة و هامة للحفاظ عليه من جهة و الترويج للسياحة الوطنية و تنمية هذا القطاع الذي يعد جالبا للثروة”.
وأكد في ذات الصدد على أهمية التعاون بين مختلف القطاعات “خاصة السياحة و التعليم العالي و الثقافة و قطاع المؤسسات الناشئة و اقتصاد المعرفة من اجل رقمنة التراث المادي أو غير المادي.
أما ابتسام رايس علي مديرة المخبر المنظم للتظاهرة فصرحت أن موضوع حماية التراث الثقافي الجزائري يعد موضوعا راهنا يجب إيلاؤه الأهمية اللازمة أكاديميا وجامعيا و مرافقة الجهود التي تقوم بها الدولة لحمايته من الضياع و السرقة خاصة في ظل التسارع التكنولوجي الكبير الذي يميز هذا العصر الحالي.
وأشارت إلى ان هذا الملتقى يجمع مختصين من قطاعات التعليم العالي و السياحة و الثقافة والشباب المبتكر حول موضوع رقمنة التراث وإيجاد طرق حديثة وسريعة عبر تطبيقات وأرضيات رقمية للحفاظ على هذا التراث المتنوع و المتناهي القدم.
ومن جانبه تطرق مدير السياحة و الصناعات التقليدية لولاية وهران باقل صالح الى المجهودات التي قامت بها الدولة في مجال تنشيط السياحة و حماية التراث وترقية صناعة المنتوج السياحي.
وبالنظر لما يكتسيه قطاع السياحة من أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية اتخذت الدولة -كما جاء على لسانه- مجموعة من الإجراءات عبر المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لآفاق 2023 خاصة منها ما تعلق بالرقمنة حيث يتم إنشاء وكالات السياحة والأسفار عبر المنصة الإلكترونية الرسمية للوزارة التي أنشأت أيضا المنصة الرقمية “إدارتي” من شأنها تسهيل اجراءات الحصول على التأشيرة خصوصا لفائدة السياح المتوافدين على جنوب البلاد وذلك تشجيعا للموسم الصحراوي وجعله وجهة دولية.
كما وضعت الوزارة الوصية -يضيف المتحدث- منصة رقمية خاصة بالراغبين في الاستثمار في قطاع السياحة و الصناعات التقليدية حيث من خلال الولوج إلى المنصة يستطيع المستثمر التعرف على العقارات المتاحة والممنوحة للإستثمار خصوصيتها وطبيعة النشاط المقترح.
علاوة على ذلك تم إنشاء بوهران تطبيق إلكتروني ” Visit Oran” الذي يعرف بكافة المقومات التي تزخر بها الولاية من معالم سياحية ثقافية وتاريخية وغيرها بالإضافة الى المؤسسات الفندقية ووكالات السياحة والمطاعم المصنفة و المسارات السياحية المتوفرة والفنون والصناعة التقليدية المحلية يضيف السيد بقال.
أما السيد رمزي التركي مسؤول فرقة بحث بمخبر اللغة و المعالجة الآلية بجامعة صفاقس فأكد على أهمية التعاون بين الباحثين في الجامعتين في مجال حماية التراث الثقافي كون هذا الأخير في البلدين يتميز بالعديد من الجوانب المشتركة.
وتم خلال فعاليات اليوم الأول من هذا الملتقى الذي يدوم يومين تنشيط عديد المحاضرات على غرار ” التراث الثقافي كمحرك للسياحة المستدامة” و”دور مواقع التواصل الإجتماعي في حماية التراث” و”الترويج الثقافي وصياغة الخطط الإقناعية عبر شبكات التواصل الإجتماعي” و غيرها.
وتنظم هذه التظاهرة العلمية, التي تحضرها أكثر من 12 جامعة جزائرية و جامعات تونسية و يمنية و مصرية وغيرها, من طرف مختبر البحث تحليل وتصميم النماذج الإعلامية في التاريخ و الاقتصاد و الاجتماع و السياسة التابع لقسم الإعلام و الإتصال بجامعة وهران 1 بالتعاون مع المعهد العالي للإعلامية والملتيميديا بجامعة صفاقس (تونس) حيث يأتي في إطار تعزيز التعاون بين المؤسستين الجامعيتين.