يرى الخبير الأمني أحمد ميزاب، أن هناك حالة من الانكشاف للوضع العالمي بالغ الدقة والخطورة أمام محطة مفصلية في النظام العالمي، وكذلك في مفهوم الاستقرار على المستوى الدولي. مؤكدا في تصريح لـ”الشعب” أن ما يحدث بفلسطين ولبنان، يشكل تهديدا مباشر لمفهوم السلم والأمن الدوليين.
قال ميزاب، إن وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، رمى الكرة في مرمى المجتمع الدولي، حيث حمّله المسؤولية عن تداعيات الإرهاب الذي ينشره الكيان الصهيوني، باعتدائه على القانون الدولي وضرب المواثيق الدولية عرض الحائط، برعاية وحماية ودعم وتمويل وإشراف قوى تتحكم في مفاصل القرار بالساحة الدولية.
واعتبر ميزاب، أن الوضع الخطير الذي تعيشه فلسطين منذ سنة، والخراب الذي حل بلبنان من خلال آلة الدمار الشامل، يشكل تهديدا لمفهوم السلم العالمي. وأضاف، أن هناك خيارين لا ثالث لهما، أولهما: أن تكون هناك قناعة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنيب العالم ويلات وانعكاسات هذا الجنون الذي يمارس ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، أو الدخول في هذا النفق المظلم، وبالتالي فإن انفجار الوضع بالشرق الأوسط ليس مستبعدا، وستكون له امتدادات وارتدادات في إطار صراع عالمي.
بحسب ميزاب، لابد من قراءة المسائل على المديين المتوسط والبعيد وليس على المستوى المنظور، فالأوضاع في البلدين -يقول محدثنا- تسير نحو الانفلات والانهيار، وقد تتطور محدثة كارثة كبرى بالمنطقة كلها، وبالتالي فإن الجزائر دقت ناقوس الخطر لتفادي انعكاسات غير محمودة العواقب وقد تؤدي إلى مآلات وخيمة.
بخصوص الملف الليبي والقضايا المتعلقة بمنطقة الساحل، قال ميزاب إن الجزائر تعد صانعا رئيسيا للاستقرار والأمن بالمنطقة، ولا يمكن لأحد أن يحيّدها عن هذا الدور.
ويرى ميزاب، أن بلادنا لها مقاربات واضحة وتصورات عقلانية في إطار معالجة الأزمات بالمنطقة، ويمكن لها أن تسهم بشكل عميق في إخراج الملفين من حالة التعقد والتأزم، إلى الانفراج، مستدلا بكون الطرح الجزائري ينطلق دائما من مسلمات واضحة، يتفق عليها الجميع.
ويتضمن الطرح الجزائري شقين -وفق ميزاب- يتمثل الأول، في أن ترفع الأطراف الخارجية يدها عن هذه الملفات حتى يتوفر المناخ الإيجابي لإيجاد الحلول التي تبنى على المسارات السياسية والسلمية، وليس استخدام القوة والعنف لتأجيج الأزمات.
أما الشق الثاني، فهو يتعلق بـ»الحوار» بما هو المؤسس الفعلي للحلول، إذ لا يمكن الحديث عن استقرار بالمنطقة باستخدام لغة السلاح والقوة.
ويؤكد المتحدث، أن الطرح الجزائري قوي في هذا المجال، وهو الذي سوف يعود إليه أطراف النزاع والمجتمع الدولي في نهاية المطاف. وأضاف، أن كل محاولات التشويش من خلال تقديم صورة سوداوية، ومحاولة تحريف المشهد، هو في الواقع محاولة التوجه نحو الفوضى الإقليمية الشاملة، والجزائر تستوعب ذلك تماما وتتحرك بخطوات ثابتة. وفي آخر المطاف يدرك الجميع أن مفاتيح صناعة القرار بيد الجزائر بحكم دورها وموقعها ومقارباتها وكذا مصداقيتها وموثوقيتها.