أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، اليوم الأربعاء، من نيويورك أن أي جهود لمعاجلة التصعيد الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ينبغي أن تبدأ بوقف الهجوم الوحشي على غزة.
وفي كلمته خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، شدد السفير بن جامع على أن أي جهود لمعاجلة التصعيد في المنطقة ينبغي أن تبدأ بوقف الهجوم الوحشي على قطاع غزة، مؤكدا على حاجة “إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع”.
وأشار في السياق، إلى ضرورة عدم تناسي الجرائم الصهيونية المتواصلة لأزيد من عام في قطاع غزة، في ظل التصعيد الصهيوني الأخير في لبنان، لافتا إلى أن البعض “أصبح غير مبال بمصير الفلسطينيين ومحنتهم”.
وحول ما يحدث في لبنان، أكد ممثل الجزائر لدى الامم المتحدة أن استهداف الكيان الصهيوني لأجهزة الاتصال اللاسلكية، مرورا بالقصف العشوائي، وصولا إلى الاجتياح البري، “يعكس عدم احترامه للحياة البشرية ويعكس انتهاكه الفاضح للقانون الإنساني الدولي”.
وذكر في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقده مجلس الأمن بدعوة من الجزائر على خلفية هذه الاعتداءات، والذي سعت الجزائر من خلاله إلى حمل المجلس على توجيه رسالة واضحة وبسيطة وهي الدعوة إلى تهدئة فورية، لكن للأسف – يقول بن جامع – “فشل المجلس في توجيه هذه الدعوة”، وأعقب قائلا: “نحن بحاجة إلى حلول ملموسة قابلة للتنفيذ والتحقيق”.
وشدد على أن عجز المجلس عن التصرف والتحرك كان له ثمن باهض، لافتا إلى أنه ما بين 17 و20 سبتمبر المنصرم، تسبب الجيش الصهيوني في استشهاد ألف لبناني بما في ذلك 87 طفلا و156 امرأة وتسبب في نزوح مليون شخص في “موجة كبرى من النزوح”.
كما أشار بن جامع إلى أن تقاعس المجلس منح للكيان الصهيوني تفويضا شاملا وضوء أخضرا ليستمر في تدميره لغزة والضفة الغربية وضوء أخضرا لتصعيد الأوضاع في لبنان ولتنفيذ خطته القائمة على القتل والتدمير، مشددا على أن زيادة العنف في المنطقة قد أخرجت الجهود المتعلقة بوقف إطلاق النار عن مسارها، “ما قد يقوض أي آفاق لضمان الهدوء في لبنان والمنطقة بأكملها”.
و شدد السفير بن جامع على أن مجلس الأمن “عليه أن يتصرف وأن يتحرك بعزم وحزم ليتمتع بمصداقيته ويثبت أنه يؤدي دوره، كونه أعلى سلطة مسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين”، مضيفا أنه “من غير المقبول لمجلس الأمن ولقراراته بأن يتم تجاهلها” وأن الكيان الصهيوني “ليس فوق القانون وعلينا أن نخضعه للمسائلة”.
وتساءل قائلا: “إلى متى سيظل المجتمع الدولي عاجزا في وجه تحدي (الكيان الصهيوني)، إلى متى سنفشل في ضمان التنفيذ الكامل للقرار 1701 خاصة الجزء المتعلق بانسحاب (الكيان الصهيوني) من الأراضي اللبنانية وهو شرط أساسي لضمان استقرار لبنان”.
وشدد في الختام على أن “الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى جهود متظافرة منا جميعا للتوصل إلى حلول دائمة ومستدامة للأزمة”، لافتا إلى أن “هذه الحلول من شأنها أن تطالب بإنهاء (الاحتلال الصهيوني) للأراضي العربية في لبنان وسوريا ولابد من إنشاء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما أعرب السفير بن جامع، في سياق كلمته، عن تضامن الجزائر الكامل ودعمها للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد القرار “غير المعقول” الذي صدر عن الكيان الصهيوني بشأن وصفه ب “الشخصية غير المرغوب فيها”، مشيرا إلى أن هذ القرار يعكس عدم احترام الكيان المحتل للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.