أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الإثنين، أن لا مساومة على حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني من أجل إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والعيش حياة حرة كريمة بلا حصار ولا قصف ولا تهديد ولا وصاية كباقي شعوب العالم.
قالت الحركة، في بيان صحفي: “لقد كان السابع من أكتوبر المجيد محطة تاريخية في مشروعنا النضالي، شكلت استجابة طبيعية لما يحاك من مخططات صهيونية تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية، وإحكام السيطرة على أرضنا ومقدساتنا وتهويدها وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك والتنكيل بالأسرى ومواصلة حصار غزة..”. وأشارت إلى أنه: “منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وعلى مدار عام كامل، ارتكب هذا العدو النازي ولا يزال أبشع الجرائم والمجازر، وشن على شعبنا أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ المعاصر”.
وأكدت “حماس” على أن “صمود الشعب الفلسطيني العظيم في قطاع غزة وثباته على أرضه وتقديمه التضحيات الجسام والتفافه حول مقاومته واحتضانه لها. وهو صابر مرابط محتسب، على مدار عام كامل لهو الصخرة التي تحطمت فوقها كل مخططات الاحتلال في التهجير والنيل من حقوقه وتصفية قضيته”.
وشددت على أن جرائم الاغتيال الجبانة، التي ينفذها الاحتلال الفاشي ضد قادة ورموز وطواقم قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وضد قادة المقاومة في جبهات الإسناد، “لن تزيد الحركة إلا قوة وصلابة وإصرارا على مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، حتى دحره وزواله”.
وعبرت الحركة عن اعتزازها بـ”الملحمة الأسطورية” التي سطرها الشعب الفلسطيني العظيم في قطاع غزة وكتبوا خلالها تاريخا مجيدا بدمائهم وآلامهم وجوعهم وعطشهم وهم مستمرون في الدفاع عن كرامتهم وحريتهم واستقلالهم”. وعبرت عن فخرها بـ”بطولات المقاومة الباسلة، الذين هشموا أسطورة الاحتلال الزائفة، وقربوا الاحتلال البغيض إلى نهايته الحتمية وزواله عن أرضنا، وقدموا في سبيل ذلك الشهداء من القادة والجند”.
وأشادت بـ”بطولات الشباب الثائر ورجال المقاومة في الضفة الغربية الأبية، الذين يشتبكون مع جيش الاحتلال، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم أمام جرائم العدو، واقتحاماته العدوانية للمدن والمخيمات، وعربدة مستوطنيه المتطرفين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك”.
وقالت: “بذلت الحركة، ولا تزال، جهودا كبيرة لوقف العدوان وإنهاء معاناة شعبنا، وتعاطت بكل إيجابية مع كافة المبادرات، مع تمسكها الراسخ بوقف دائم للعدوان والانسحاب الكامل، والتمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدمائه وتضحياته”.
وأشارت إلى أن “كل الأكاذيب تهاوت والدعاية السوداء التي سوقها الاحتلال وحكومته الفاشية، ضد شعبنا ومقاومتنا، وتبين زيفها وبطلانها، كما فشلت كل الإشاعات والحرب النفسية في زعزعة الحاضنة الشعبية للمقاومة”، محملة “الإدارة الأمريكية، الشريكة في هذا العدوان، المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم والإبادة الجماعية” ودعتها “للكف عن سياسة الانحياز والدعم للاحتلال والعمل فورا لوقف هذه الإبادة الوحشية”.
وتابعت الحركة: إن “توسيع العدو الصهيوني دائرة عدوانه ليشمل دولا عربية وإسلامية في لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران يثبت مجددا أنه يشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار المنطقة وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأن الحاجة الآن أصبحت ماسة لردع هذا الكيان المارق وعزله ومقاطعته وإغلاق كل محاولات دمجه في جسم أمتنا أو تطبيع العلاقات معه”.
وأعربت الحركة عن تقديرها وشكرها لجمهورية جنوب إفريقيا لرفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الصهيوني ولكل الدول التي انضمت إليها في هذه الدعوى وثمنت كل المواقف الرسمية والشعبية والحزبية والمبادرات والفعاليات في العالم العربي والإسلامي وفي كل أقطار العالم، مشيدة بالحراك الجماهيري لكل الشعوب الحرة وأصحاب الضمائر الحية في كل العواصم والتحركات النقابية والشعبية والاحتجاجات الطلابية في الجامعات المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، داعية لتصعيد الفعاليات التضامنية في كافة الميادين والساحات، وتعزيز مقاطعة الاحتلال، والتنديد بجرائمه، والضغط على الدول والكيانات والشركات والمنظمات الداعمة للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وجددت “حماس” دعوتها للدول العربية و الإسلامية “لاتخاذ خطوات عاجلة تقود إلى وقف العدوان والإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والتحرك الجاد لكسر الحصار وإدخال المساعدات والإغاثة لقطاع غزة وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني”.