تنطلق أشغال الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة “ناباك”، اليوم، بمركز المؤتمرات «محمد بن أحمد» بالباهية وهران، تحت شعار «تحقيق التوازن بين المحروقات والطاقات النظيفة: نحو مزيج طاقوي فعال»، بمشاركة أكبر الشركات العالمية الناشطة في قطاعي النفط والغاز، إلى جانب كل من موردي منتجات وخدمات المحروقات والطاقة.
الجزائر اليوم محط أنظار أسواق الطاقة العالمية وقبلة للمنتجين والمستثمرين، مرة أخرى، باحتضانها للطبعة 12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين «ناباك 2024»، وتعد تظاهرة طاقوية كبرى ومهمة على عدة أصعدة، سواء طاقوية أو اقتصادية وكذلك في إطار التحول الطاقوي العالمي اللافت والتوجه القائم من أجل شق الطريق نحو ضخ موارد طاقوية نظيفة ومستدامة.
يرتقب أن يوفر «ناباك 2024» إطارا مهمّا من خلال هذا الحدث الاستثنائي، بفضل مشاركة الفاعلين في مجال الطاقة والمحروقات والهيدروجين في جميع أنحاء العالم، ويعتبر فرصة ثمينة للخبراء وصناع القرار في قطاع الطاقة للتقارب، لفتح نقاش معمق ومستفيض بهدف إيجاد الحلول وتحديد الاستراتيجيات التي سترسم ملامح مستقبل طاقة آمن وهادئ، بالإضافة إلى سعي المشاركين من خلال طرح الأفكار الجديدة بهدف ضمان التوازن وتكريس فعالية التحول بين الطاقة الأحفورية التقليدية والطاقة النظيفة.
تعد الجزائر في منطقة إفريقيا والبحر المتوسط، أهم بلد طاقوي منتج وممون للسوق العالمي، وفوق ذلك يمتلك تجربة رائدة في الإنتاج والاستثمار والاستكشاف، بفضل العملاق الطاقوي الإقليمي سوناطراك، ومازالت تعد وجهة استراتجية مفضلة للمستهلكين والمستثمرين، بفضل ما تكتنزه من موارد ضخمة، سواء من الغاز أو المحروقات وكذا الطاقات المتجددة. ويمثل الإطار التشريعي الجزائري المناسب، مفتاحا جاذبا لتدفق أكبر الشركات المستثمرة في العالم.
تنظم هذه التظاهرة في ظرف يتسم بحاجة العالم المتزايدة للطاقة، وفي الوقت الذي يفرض فيه تحول الطاقة تحديات جديدة، توفر الجزائر فرصا ذهبية ولا تفوت للاستثمار في الطاقة التقليدية وكذا الطاقات النظيفة المتجددة. وهذا ما يجعل الإقبال على الجزائر كبيرا من طرف شركات الطاقة العملاقة في العالم، سواء أوروبية أو أمريكية.
ومن المقرر أن يتم على هامش فعاليات هذه التظاهرة الطاقوية، التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون وشراكة، تشمل قطاع المحروقات والطاقات الجديدة والمتجددة، على غرار الهيدروجين الأخضر، وكذا العمل المناخي والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبالموازاة مع ذلك، سيسلط الضوء في هذا المؤتمر على سبل وآليات تحفيز التحول الطاقوي العالمي واستشراف مستقبل الطاقة، بالإضافة إلى تفعيل فرص التعاون الطاقوي الدولي ومناقشة دور الطاقات الأحفورية التقليدية في مزيج الطاقة المستقبلي، ويتصدرها الغاز.
وينظر إلى المعرض والمؤتمر، كمنصة دولية رفيعة المستوى، يلتقي من خلالها المتخصصون في قطاع الطاقة والمحروقات وأهم مهندسي صناعة الطاقة في العالم، لتبادل الأفكار وإبرام الاتفاقات وتعزيز التعاون وتكثيفه، خاصة ما تعلق باكتشاف وعرض أحدث التقنيات والحلول التكنولوجية، في وقت الجميع لا يخفي حماسه من أجل إقامة شراكات استراتيجية دائمة وخلق ديناميكيات اقتصادية جديدة في هذا القطاع الاستراتيجي الذي يعد قاطرة حيوية للاقتصاد.
يعول على المؤتمر والحضور القوي للفاعلين بالقطاع، في تعزيز الدور المركزي للجزائر في تحول الطاقة العالمي، ويفتح آفاقا جديدة لتعاون أكبر وأعمق يكون مثمرا لجميع الأطراف. علما أن الاهتمام المتجدد بالسوق الجزائرية، لا يتوقف بفضل إمكاناتها الاستراتيجية، وقدرتها على جذب الاستثمارات الأكثر طموحا، وهذا ما يقود إلى ضمان مستقبل طاقة مستدام ومزدهر.
يذكر، أن الطبعة الجديدة من معرض ومؤتمر إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين، سيتناول سلسلة من المواضيع المهمة والرئيسية، من أجل تحفيز التحول العالمي في مجال الطاقة، وتشريح التحديات والفرص المرتبطة بتحول الطاقة، مع تسليط الضوء على دور الوقود الأحفوري في مشهد الطاقة المستقبلي، سيتم تنظيم العديد من الأحداث واسعة النطاق بالتوازي مع NAPEC 2024، إلى جانب الإعلان عن شراكات إستراتيجية كبرى وإبرام اتفاقيات تعاون دولية ثنائية ومتعددة الأطراف.
ويتوقع أن تشكل التظاهرة مراحل حاسمة وتاريخية لمستقبل قطاع الطاقة، سواء في الجزائر أو على المستوى العالمي، لأن الدور المتنامي للهيدروجين، باعتباره ناقلا رئيسيًا لهذا التحول، سيكون في قلب النقاش والشراكات الدولية، كون هذا العنصر الجوهري في تحول الطاقة يستقطب اهتماما متزايدا من الفاعلين والرواد العالميين، مما يفتح الطريق أمام التعاون الاستراتيجي وفرص الاستثمار الجديدة، والجزائر توفر فرصا استثمارية مهمة وغير مسبوقة لأنها غنية بالموارد الطبيعية ولديها مشاريع طموحة.
الخبير الطاقوي نورالدين مسموس: “ناباك” فضاء لتسريع مبـادرات الانتقـال الطاقوي
قال الخبير في الطاقة نورالدين مسموس، في تصريح لـ»الشعب»، إن «ناباك» يمثل فرصة لمناقشة كيفية تسريع التحول الطاقوي وتقليل انبعاثات الكربون، ما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ، كما يمثل المعرض منصة مثالية لعرض أحدث التقنيات والمنتجات من قبل رواد صناعة الطاقة.
لفت المتحدث إلى أن هذا الفضاء يوفر منصة دولية لمحترفي الطاقة للالتقاء، وإنشاء شبكات لتبادل الخبرة فيما بينهم، إضافة الى تطوير فرص الأعمال وتبادل مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا.
ويعتبر الخبير، أن المعرض فرصة فريدة لعرض تقنيات المنتجات الجديدة في مجال الإنتاج والخدمات، حيث يسمح بنسج علاقات بين المهنيين الدوليين الذين لديهم تأثير على عالم المحروقات. كما يسمح هذا الفضاء بإقامة شراكة مستقبلية على أساس قاعدة «رابح- رابح»، ناهيك عن الندوات التي ينشطها خبراء يقومون من خلالها بعرض التجارب والخبرة، وتبادل الأفكار واكتشاف حلول جديدة لتعزيز انتقال الطاقة وكذا لمكافحة تغير المناخ.