تميزت الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للهيدروجين والطاقة “ناباك”، بمداخلات ثرية، نشطها خبراء ومختصون، إلى جانب إبرام اتفاقيات مهمة وثرية، تسمح باقتحام الجزائر مجال إنتاج الهدروجين الأخضر.
قالت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فازية دحلب، في كلمة ألقتها بالمناسبة، إن الاتفاقيات التي أبرمتها الجزائر، تعد خطوة مهمة نحو ترسيم الانتقال إلى بصمة كربونية منخفضة، وتندرج ضمن التزامات الجزائر في الاتفاقيات الدولية في الفقرة 19 من المادة 40.
وذكرت دحلب، أنه بهدف تلبية الحاجيات الوطنية المتزايدة في الطاقة وتحقيق التوازن من خلال الانتقال إلى اقتصاد أخضر، تم اعتماد استراتجية أكثر استدامة. وتحدثت عن الانتهاء من الجرد الوطني للاحتباس الحراري من عام 1999 إلى غاية عام 2020.
وجددت الوزيرة دحلب التأكيد، أن الجزائر ستقدم تقرير الشفافية الأول في شهر ديسمبر المقبل، كاشفة أن وزارة البيئة تسهر على إعداد المساهمة الثانية المحددة وطنيا، وتخص إجراءات جديدة للتخفيف من الاحتباس الحراري لتبادل الأساليب والتكنولوجيات الأكثر فعالية.
من جهته، أكد رشيد حشيشي الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، أهمية معرض ومؤتمر شمال إفريقيا وحوض الأبيض المتوسط للهيدروجين والطاقة (NAPEC)، الذي التأم مجددا هذا العام بمركز المؤتمرات في مدينة وهران الباهية.
وقال حشيشي، إن التظاهرة تناولت مسألة جوهرية، تتمثل في مستقبل الطاقة العالمي وكيفية تحقيق التوازن بين المحروقات والطاقات النظيفة، على اعتبار أن الهدف المسطر يكمن في الوصول إلى تحقيق مزيج طاقوي فعال ومستدام، في آن واحد، في الوقت الذي يتجه فيه العالم بشكل متزايد نحو الطاقات المتجددة. وشدد على حتمية تطوير حلول متناسقة ومتناغمة تستجيب للطلب المتزايد على الطاقة، من جهة، وتحترم المتطلبات البيئية، من جهة أخرى.
وقدم الرئيس المدير العام شرحا وافيا حول المزيج الطاقوي المتوازن المرتكز على تنويع مصادر الطاقة، بما يسمح بتقليل الاعتماد على مصدر واحد من الطاقة، إلى جانب التكيف بشكل أفضل مع التقلبات التي تشهدها السوق العالمية.
وأشار المتحدث، إلى أن هذه المقاربة العملية والواقعية، تستند إلى فكرة الإقرار بأن الانتقال نحو طاقات أكثر نظافة، لا يعد بالأمر الهين ولا يمكن بلوغه بين عشية وضحاها، إذ يتطلب ذلك من مجمل الفاعلين تبني هذا الطرح بصفة متأنية وتدريجية. وألح حشيشي على ضرورة تطوير تكنولوجيات أكثر نظافة في مجالات الاستكشاف والإنتاج ونقل المحروقات واستخدامها، بهدف التقليل من أثرها البيئي.
واقترح الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك، اعتماد تكنولوجيات ملائمة، على غرار التقاط الكربون وتخزينه (CSC)، وتقنيات الاستخراج الأكثر كفاءة، إلى جانب تقليص تسربات الميثان، لأنه يمكن أن تساهم في جعل المحروقات أكثر احتراما للبيئة، وكذا استمرار دورها لضمان الإمدادات الطاقوية العالمية.
وبما أن الجزائر أحد المنتجين الرئيسيين للمحروقات، يعتقد الرئيس المدير العام أنه يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في مجال الانتقال الطاقوي، خاصة في ظل توفر موارد طبيعية هائلة ومتنوعة، وصار من الضروري استغلال جميع القدرات من الطاقات المتجددة، في وقت تمتلك الجزائر فرصة ثمينة، بفضل توفر الطاقة الشمسية، إلى جانب أن الغاز الطبيعي يلعب دورا حاسما في الانتقال نحو مستقبل طاقوي منخفض الكربون.
وقال حشيشي: “إن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، وبروز الطاقات المتجددة، والحاجة إلى تقليص بصمتنا الكربونية، تفرض على الجزائر خيارات صعبة لكنها ضرورية، على خلفية أن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، وبروز الطاقات المتجددة، والحاجة إلى تقليص بصمتنا الكربونية، تفرض علينا خيارات صعبة لكنها ضرورية”.
وأشاد المسؤول الأول في مجمع سوناطراك، بالتقدم الملحوظ المحقق، من خلال بعث مشاريع تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الطاقوية، واستقطاب استثمارات أجنبية في قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة. ودعا في نفس السياق، إلى أهمية قطع أشواط جديدة في هذا الشأن، عبر وضع إطار تنظيمي أكثر تحفيزا من أجل تطوير الطاقات النظيفة، إلى جانب تكوين أيدي عاملة مؤهلة، وإبرام شراكات دولية بهدف نقل التكنولوجيا، إذ يعدان بمثابة أولويات ملحة.