يُسدل رواق الفنون “هلا” الستار، غدا الخميس على الطبعة الرابعة من المعرض الجماعي لفن التدوير الموسوم بـ”عندما تصبح النفايات تحفة فنية”.
أوضح مدير رواق “هلا” الفني” علي جري “، في تصريح لـ” الشعب”، أن معرض فن التدوير هو خامس معرض لهذا الرواق، نُظم في ظرف وجيز استجابة للتطلعات الفنية للمجتمع، خاصة وأنه ذي طابع موضوعاتي يجمع بين الثقافة الفنية والوعي البيئي من خلال استغلال مقتنيات ولوازم يومية، في تشكيل إبداع فني من وحي الإلهام الذاتي.
وأشار جري إلى مشاركة نوعية في هذا معرض التدوير الفني في طبعته الرابعة، من حيث نوعية ابتكار تصاميم بأنامل سبعة عشر فنانا، كل بصمة إستطاعت أن تبتكر شيئا من لا شيء، في أشكال تجريدية أو سريالية. وأضاف: ” هذا المعرض يحتوي أزيد من 70 عملاً تشمل لوحات فنية وتراكيب وتصاميم مختلفة الأحجام والأشكال. من يصدق أن تلك المجسمات واللوحات كانت في يوم ما عبارة عن مخلفات الإستهلاك مثل علب البلاستيك والحطب وحتى كبسولات قهوة، استفيد منها في صنع حلي، ولوحات فنية بدلالات عميقة تعبر عن الوجدان”.
وعن مشاركته في المعرض، الذي سيختتم غدا 17 أكتوبر الجاري، أضاف جري أنه وضع بصمته في أروقة المعرض في شكل لوحة كونية مصممة على خلفية خشبية سوداء اللون، تضم عملات نقدية تصف تجربته وخبرته التي سافرت معه لعدة بلدان في العالم، محاولا إسقاط توجهه التجريدي فيها باعتباره من الذين تستهويهم الحرية الفكرية والفنية لنسج إبداعات نوعية.
وصرحت الفنانة ناريمان سادات شرفاوي أنها تشارك بـ07 لوحات استعملت فيها بقايا قماش، دونتيل، خيش، بأحجام وألوان متنوعة، وعبرت من خلال التصاميم المتداخلة، عن السلام وعن التآلف والمساواة.
بينما يقدم الفنان المخضرم الكسوري سيد علي تشكيلة من التحف خاصة بديكور المنازل مزودة بدارات كهربائية تستخدم كفوانيس لإضاءة زوايا الغرف مصممة على شكل حوامل، منها جاء مصنوع على آلات موسيقية قديمة مثل الڤيثارة، البندير، الساكسافون إلى جانب أجهزة هاتف ثابت تعود إلى الستينيات.
ومن بين التحف التي استعرضها الكسوري، تحفة نادرة موشحة بكوفية فلسطين تصدرت الرواق ولاقت اهتماما من الزوار أين أخذوا صور فردية وجماعية بجانبها، وهي في الأصل عبارة عن آلة ساكسافون عملاقة نحاسية اللون، ارتفاعها نحو 01 متر ونصف منتهية بمصباح بيضوي على شكل قبة.
وبحسبه هي من الآلات الموسيقية التي كانت في إحدى مراكز لتعليم الموسيقي بمدينة غزة، وفق ما وجده في بطاقة تعريفها في معرض أقيم منذ ما يقارب 10 سنوات في مصر أين اقتناها.
لم يفكر في إدخال تصاميم على هذه التحفة، ولكن بعد العدوان المتواصل على غزة، وجد أن الفوانيس التي زينت فوهتها تكون وجه آخر للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و”فأل خير لمستقبل إخوتنا هناك إن شاء الله”.
للتذكير، شارك في هذه الدورة 17 فنانا، قدموا أعمالا فنية في غاية الدقة والجمال جمعت بين نفايات منزلية وبقايا معادن.