يؤكد الروائي والقاص سليم عبادو، أن كتابه الجديد “لا مكان تحت الشمس”، يتضمّن ترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية للمتاح من نصوص المناضل الجزائري محمّد بوديّة من شِعر، قصص، مسرح ومقالات.
الكتاب تكريم لما قدم محمد بودية للمشهد الثقافي والسياسي، ويأمل أن يكون حضوره في سيلا 2024 إضاءة لافتة لمسيرة الراحل وأعماله وفرصة لتتعرف الأجيال عليه و تأخذ من فِكره وتقتدي به.
يقول عبادو لـ”الشعب” إن الكتاب من إصدارات بيت الشعر الجزائري، عن دار سامي للطباعة والنشر والتوزيع، 212 صفحة ويتألف من 05 فصول، تناول فيها أعمال الراحل (أشعار، قصص، نصين لمسرحية “الزيتونة” و”الميلاد”، مقالات، حوارات صحفية أجريت مع الشهيد)، إلى جانب فصل للتشكرات (يحمل توقيع ثلاثة شخوص ثقافية وطنية) .
وأفاد عبادو أن اشتغاله على هذا الإصدار جاء بدافع رد الاعتبار للشهيد البطل، الذي اغتاله “الموساد” بتاريخ 28 جوان 1973، والتعريف به، ويوضح بقوله: “إلقاء مزيد من الإمضاءات على محمد بودية الشهيد، المناضل، الشاعر، الكاتب، المسرحي تمثيلا وكتابة هاجس شخصي، فأنا أحس بدين في رقبتي تجاه هذا البطل الشهيد الرمز والفنان الذي لم يأخذ حقه كاملا”.
وعن سبب اختيار عنوان المنجز الذي كتب مقدمته الدكتور بوداود عمير، أوضح الروائي عبادو “أن هذا العنوان معارضة لعنوان كتاب السفاح رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو، الذي أصدره سنة 2021، وكان قد عنونه مكان تحت الشمس، معارضة تتجسد في فكر المناضل محمد بودية الإنساني التحرري المناهض للفكر العنصري الاحتلالي”، ويأمل أن يكون بمثابة إطلالة على مسيرة الشهيد وانجازاته وأن يحظى بالاهتمام خلال سيلا 2024.
ويلفت المتحدث إلى مضمون فصل التشكرات، وذكر أنه يحمل كلمات جياشة في حق الراحل، وقعها نجل الشّهيد مراد بوديّة، ورئيس بيت الشّعر الجزائري سليمان جوّادي، ورئيس الاتّحادية الجزائرية للثقافة والفنون عبد العالي مزغيش.
وكتب نجل الشّهيد مراد بوديّة، في فصل التشكرات، ” أشكر الدكتور سليم عبادو على الجهد المضني الذي بذله وما زال يبذله في تقفّي مسيرة والدي الشّهيد محمّد بوديّة، الحياتية والفكرية، أشكره جزيل الشّكر على ترجمة نصوصه الإبداعية إلى العربية لتكون متاحة للجمهور العريض من القرّاء الجزائريين والعرب. ويكون بذلك الرّوائي سليم عبادو قد ساهم في تحقيق إحدى رغبات والدي رحمه الله، وهي أن يكتب بالعربية، حيث كانت تُراوده فكرة الذهاب إلى سورية ودراسة هذه اللّغة، التي كان يدافع عنها بشراسة ويصفها باللّغة الشّعرية الرّائعة رغم تكوينه الذي كان حصرا بلغة موليير”.
ومما كتبه رئيس بيت الشّعر الجزائري سليمان جوّادي، الآتي: “ها هو الرّوائي سليم عبادو الذي حفر بعيدا في الذاكرة بتُحفته “قلبٌ في أقصى اليسار” التي تعقَّب فيها سيرة محمد بوديّة ليُعيده إلى المشهد النّضالي والثّقافي، قلت ها هو في هذا العمل يُبرز لنا الجانب الإبداعي في حياة هذا المناضل الرّمز، فيقوم بترجمة ما جمعه من نُصوص إلى العربية، حتّى تكون في متناول الدّارسين والباحثين وعشّاق الكلمة الشّاعرية الجميلة” .
وثمن رئيس الاتّحادية الجزائرية للثقافة والفنون عبد العالي مزغيش الكتاب، وسجل بقلمه “هو خطوة غير مسبوقة في درب رجل قدّم روحه في سبيل القضية الفلسطينية باسم الجزائريين، وحروف ضوءٍ جديدة تكشف جزءا من سيرة ومسار هذا المناضل الفذّ، الذي ظلّ تاريخُه بعيدا عن الدّارسين خصوصا ما تعلّق بموهبته الأدبية والفنّية”، مضيفا، “إنّ ترجمة هذه النّصوص من لغتها الأم، ليتمكن قرّاء العربية من الاطلاع عليها، فِعل لا يقوم به إلّا مترجم مجتهد وباحث نبيلٌ يتحمّل – مخلصا – مسؤولية إنارة العُتمة المحيطة بمسيرة محمد بوديّة، بصفته مناضلا ميدانيا وكاتبا مثقّفا وفنّانا مرهفا، وهي صفات من النّادر أن تجتمع في القادة المؤثّرين، وهو ما يستدعي منّا تثمين مبادرة الدكتور سليم عبادو، باعتبارها واجبا وطنيا يُؤدَّى تجاه السيد بوديّة بعد مرور أكثر من نصف قرن على استشهاده”.