أكد متدخلون في ملتقى “التسويق المسؤول كأحد التوجهات الحديثة في ظل تبني المؤسسات الاقتصادية للمسؤولية الاجتماعية” بالمكتبة المركزية لكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بدالي إبراهيم، أن التسويق المسؤول لم يعد خيارا، بل حتمية تفرضها التطورات الاقتصادية ما يحتّم على المؤسسات دمج هذا النوع من التسويق ضمن استراتيجياتها.
أوضحت خديجة إيزيتي، مديرة مخبر رأس المال البشري والأداء لكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، أن المسؤولية الاجتماعية قرار استراتيجي تتبناه المؤسسة ويتم تفعيلها بمجموعة من الأنشطة المختلفة، ومن بين هذه الأنشطة التسويق المسؤول والذي يعتبر من أهم وأكثر الوظائف التي تتم فيها ممارسات المسؤولية الاجتماعية.
وبخصوص المسؤولية الاجتماعية في الجزائر، أوضحت إزيتي أنه تم في سنة 2011 إعداد برنامج وطني في إطار مبادرة إقليمية أطلق عليها مبادرة “RS MENA” – المسؤولية الاجتماعية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وتشمل هذه المبادرة الإقليمية مجموعة من بلدان من بينها الجزائر والتي تشرف عليها المنظمة العالمية للتقييس والمعهد الجزائري للتقييس بالتعاون مع الوكالة السويدية للتنمية الدولية.
وأشارت إيزيتي الى أن مجموعة من المؤسسات الاقتصادية الجزائرية استفادت من هذا المشروع منها سساك، كوندور، إيناك، لافارج، سيتيم وكوسيدار، ويتم في كل سنة اختيار مؤسسات اقتصادية لمرافقتها في البرنامج التدريبي من أجل الحصول على مواصفة ايزو 26000 .
وعن أهداف الملتقى، أكدت المتحدّثة أنها تتمثل في إبراز أهمية العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية والتسويق المسؤول معرفة مدى اهتمام المؤسسات الاقتصادية الجزائرية والأجنبية بالتسويق المسؤول، وتقييم الممارسات التسويقية للمؤسسات الاقتصادية الجزائرية والأجنبية وفقا له، ناهيك عن عرض أهم القرارات والقضايا المتعلقة بالتسويق المسؤول التي تطبق في مختلف عناصر المزيج التسويقي والتحديات التي تواجه المؤسسات الاقتصادية في دمج التسويق المسؤول ضمن استراتيجياتها.
بدورها تطرقت الاستاذة فاطمة سايح إلى دور التسويق المسؤول في الممارسات التسويقية للمؤسسات الاقتصادية، الذي أصبح ضرورة حتمية وليس خيارا لها من خلال تصميم عناصر مزيج تسويقي مسؤول كالمنتج المسؤول والأخلاقي، السياسة التسعيرية توزان بين الأرباح والاعتبارات البيئية والاجتماعية، من خلال التخزين النقل والتوزيع، وترويج منظمات الأعمال لمنتجاتها مع الأخذ بالاعتبارات البيئية والأخلاقية ويراعى فيه العادات والتقاليد أو ما يسمى الترويج الأخضر، كاستعمال المواد المرسكلة، أو الترويج الرقمي للتخفيف من الآثار البيئية.
من جهتها قالت البروفيسور الويزة بوشعير، عضو مجلس إدارة مخبر رأس المال البشري والأداء، أن الملتقى جاء نتيجة ملاحظة بعض الممارسات التسويقية اللأخلاقية في المجتمع من بعض المنتجين للحفاظ على حصتهم السوقية نتيجة حدة المنافسة.
وخلص الملتقى إلى توصيات تفرض ضرورة ألا تنتظر المنظمات حدوث تطور وعي المستهلكين بالاستهلاك المسؤول حتى تقوم بممارسة التسويق المسؤول، بل يجب عليها الاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية البيئية والمبادرة إلى تطوير وعي المستهلكين بالاستهلاك المسؤول وآثاره على المستوى الفردي والاجتماعي.
ويتعين على الإدارات العليا والإدارة التسويقية في المنظمات أن تضع التسويق المسؤول ضمن أولوياتها لتحقيق الميزة التنافسية خلال زيادة مقدار الممارسات المسؤولة بيئيا واجتماعيا وتبني شامل لتلك الممارسات على المدى الطويل والتركيز على تحقيق أرباح سريع قصيرة المدى، إلى جانب التركيز على الجوانب الاجتماعية والبيئية من أجل تحقيق القيمة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز برامج ولاء المستهلكين لدعم الاستهلاك المسؤول.