تابع الجزائريون، اليوم الجمعة، استعراضا عسكريا ضخما بمناسبة سبعينية ثورة التحرير المجيدة، يؤكد هذا الحدث الوطني ويظهر سيادة جزائر الاستقلال وجاهزية الجيش على كافة الأصعدة.
في استعراض عسكري انطلق على الساعة 10 و30 دقيقة، جابت المدرعات، الدبابات والشاحنات العسكرية الطريق السيار، وحلقت في سمائه طائرات حربية بكل أنواعها مع ظهور غواصات وفرقاطات زينت خليج الجزائر.
وافتتح رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد المجيد تبون، الاستعراض العسكري، المحاط بخيالة من الحرس الجمهوري، بتفتيش المربعات المتراصة التي تقوم بالاستعراض العسكري على وقع 70 طلقة مدفعية، ٱذنت بانطلاق الاستعراض الضخم ومنسجمة مع ذكرى سبعينية ثورة التحرير.
وتحت أنغام النشيد الوطني وقف الرئيس تبون ومن معه من ضيوف الجزائر وإطارات وطنية احتراما، لتحلق بعدها طائرات عسكرية تنفث وراءها ألوانا تشكل العلم الوطني زينة بسماء خليج الجزائر.
وواصلت أسراب طائرات بمختلف أنواعها التحليق فوق العاصمة مدة، تتبعها صيحات الحضور الجماهيري الذين حيّوا أفراد الجيش الوطني الشعبي، لتتناغم مع زغاريد حرائر الجزائر التي رسمت صورا وفيديوهات مخلدة لثورة نوفمبر التي أذاق فيها المجاهدون الويلات لمستعمر غاشم أحرق الأخضر واليابس.
ووسط تنظيم محكم يتماشى مع أهمية الحدث الوطني، توافد المواطنون على موقع الاستعراض العسكري، من مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر والولايات المجاورة، الذين تبادلوا التحايا مع أفراد الجيش الوطني الشعبي طيلة فترة الاستعراض العسكري.
وفي الاستعراض الذي أحيا ماضي الجزائر التليد، ذكرت فرقة خيالة للحرس الجمهورية الحضور من رسميين ومواطنين بمقاومة الشعب الجزائري للمستعمر الفرنسي طيلة 132 سنة.
ثم فسح المجال بعدها لاستعراضات شاركت تشكيلات عسكرية، تحت أنغام مربع الفرقة الموسيقية، تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية، إضافة إلى مربعات الدرك الوطني، المديرية العامة للأمن الوطني، المديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للحماية المدنية.
ومع كل هذا، حلق سرب من الطائرات العسكرية فوق المربعات المشاركة في الاستعراض مشكلة رقم 70 الذي يخلد سبعينية الثورة المجيدة تحت صيحات المواطنين الذين لم يتوقفوا طيلة فترة الاستعراض وهم يرددون “جيش شعب خاوة خاوة”.
وبعد انتهاء عرض التشكيلات المهيب، تبعه مباشرة دخول دبابات حربية جزائرية معصرنة شارك البعض منها في الحرب العربية ضد الكيان الصهيوني، في حين شكلت مروحيات تابعة للجيش والدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية تناسقا جميلا مع العرض في البر.
ومع تقدم الٱليات المشاركة في العرض، كان المواطنون يلقون التحية على أفراد سليل جيش التحرير الوطني، الذين بادلوهم التحية العسكرية مع صيحات تمجد تاريخ الجزائر منبعثة من المواطنين المصطفين على جوانب الطريق الوطني رقم 11.
وفي ظهور نادر، استعرض الجيش الوطني الشعبي في هذا اليوم التاريخي منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى أس 300 التي جابت الطريق السريع مع عربات المشاة الميكانيكية والآلية، المدفعية والمدفعية الصاروخية بمختلف أنواعها، منظومات متنوعة للمدفعية المضادة للطائرات، عربات خفيفة التدريع وعربات الاستطلاع والتدخل. تشكيل الدراجات النارية التابعة لقيادة الدرك الوطني.
وبعيدا عن البر، زينت فخر قوات البحرية الجزائرية السفينة الشراعية مدرسة الملاح ذات 29 شراعا مياه خليج الجزائر التي كانت محمية بغواصات الجزائر “الونشريس”، “جرجرة” و”الهقار”، مع تقدم الفرقاطات متعددة المهام التي بدت وكأنها قلاع حماية عائمة تحمي الجزائر من أي عدوان.
وظهرت غرابات الجزائر المهيبة في عرض البحر المتوسط مرت معها هيبة الجزائر، وتبعتها شموخ الجزائريين عبر التاريخ، وبرزت سفن الغرابات “الظافر”،” الزاجر” و” الفاتح” مع نزول مظلي القوات الخاصة على الساحة المقابلة لجامع الجزائر من علو 8 ٱلاف متر.
وقبيل انتهاء الاستعراض العسكري ألقت القوات البحرية التحية الشرفية على رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد المجيد تبون، مع مرور طائرات حربية تحمي الطائرة الرئاسية المجهزة بأحدث التجهيزات مع تحليق طائرات السوخوي التي جسدت قوة الردع وحماية حدود الجزائر.
واختتم العرض الجوي بلوحة فنية خالدة جسدها سرب طائرة نفثت ألوان الراية الوطنية وتزامن ذلك مع مرور طائرات سوخوي أظهرت الرقم 70 المخلد لسبعينية ثورة التحرير المجيدة.