أكد رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل، ان ثورة نوفمبر أعادت بهجة الانتصارات لوجدان الشعوب المستضعفة والمستعمرة، وأعادت ترتيب موازين القوى وفقا لسلم القيم الإنسانية والشرعية الدولية، ودفعت أكثر من خمسة ملايين شهيد من أجل الحرية في ملحمة تاريخية غير مسبوقة.
قال قوجيل، في كلمة قرأها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الأمة، أحمد خرشي، في ندوة ” روح نوفمبر.. إرث الأحيال”، نظمت اليوم الخميس، على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب لعام 2024، “في سبعينية الثورة، نتأكد أن إرثها باق تستحضره الأجيال المتعاقبة بنفس الدهشة والإلهام ونفس المقدار من بهجة النصر”.
واضاف المجاهد الكبير انه “في الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يقرأ الناس ومُعلمهم التاريخ، ينهلون منه الحقائق ويحيلون عليه المعارف ويستقون منه العبر والسير.. سير الأبطال الأولين وشجعان ثورة التحرير الذين فجروا أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، بعد أن وحدوا الشعب تحت راية واحدة وصهروا كل الانتماءات في انتماء واحد للوطن، واختزلوا كل الأهداف التي توزعت على مدى سنوات بين فواعل الحركة الوطنية، إلى هدف وحيد هو الاستقلال”.
وأشاد المجاهد قوجيل، بمعرض الجزائر الدولي للكتاب لعام 2024، قائلا بانه يشكل تقليدا ثقافيا دوليا متجددا، يحتضن بين أروقته ورفوفه جوامع العلوم والفنون والمعارف والمهارات ودور الإبداع الفكري الإنساني، ويشكل كل عام ملتقى حضاريا للكتاب والقراء ودور النشر من مختلف دول العالم.” وأضاف: ” يجتمعون في جزائر العراقة النهضة والانتصارات، ليوثقوا رباط الفكر والثقافة والوعي، ويجددوا التزامهم تجاه قدسية القلم والكلمة والكتب، ويشحذوا هممهم لمواصلة النضال الثقافي والعلمي من الى إعمار الأرض والانتصار على مفاسد الجهل والتخلف وجمود الفكر”.
في هذا الصدد، نوه رئيس مجلس الأمة، بتخصيص محاور للذاكرة الوطنية في برنامجه الثقافي الثري بعنوان: “محور التاريخ والذاكرة، موعد مع التاريخ”، الذي يتماشى والزخم التاريخي الذي تعيشه الجزائر بمناسبة الاحتفال بسبعينية ثورة نوفمبر 1954. وقال: “في الجزائر المنتصرة ماضيا على استعمارها الاستيطاني الشرس وحاضرا على أعدائها وعلى تحدياتها، يقرأ فيها المرء لينتصر على نفسه وعلى كل ما يمنع تطوره وتقدمه في مجالات الحياة، وكل ما يشتته عن طموحاته ويثبط عزيمته ويثنيه عن واجبه تجاه وطنه ومجتمعه.”
وأكد المجاهد قوجيل ان “ثورة الفاتح نوفمبر 54 بالكلمة والعلم، من خلال بيان قرأه ملايين الجرائريات ببصرهم وبصيرتهم، وأدركوا مقاصده وطبقوا تعليماته واتخذوه من يومها منهاجا وخارطة طريق، ليس فقط نحو الاستقلال والتخلص من نير الاستعمار نحو جزائر مستقلة مستقرة قوية مزدهرة ودوما منتصرة”. وتابع: شعار “نقرأ لتنتصر”، الذي يرفع في المعرض اليوم، كان رسالة مفجري الثورة إلى الشعب الذي قرأ أسطر البيان الخالد وانتصر فعلا على قوة استعمارية جبارة لم تقرأ حتمية التاريخ والمآل الحتمي للظلم والاستبداد والإبادة عبر آلاف السنين”.
وأكد المجاهد عيسى قاسمي، ان بيان أول نوفمبر يمثل عبقرية الرجال، ذوي المستوى المحدود، غيروا مجرى التاريخ بوسائل بسيطة وسلاحهم الإيمان بالوطن والشعب.
واضاف قاسمي، ان مضمون البيان يحتوي رسالة قوية، وبشهادة الأمريكان، الذين أكدوا ان البيان وثيقة خالدة صالحة في الحاضر والمستقبل. ودعا الشباب بالتمسك برسالة أول نوفمبر 1954. وقال: ” واجب جيل نوفمبر، الذين ما يزالون على قيد الحياة جمع الشهادات وتاريخ الجزائر وتسليمه للجيل الصاعد”.
وأعرب المجاهد عن افتخاره بالشباب الجزائري المثقف والشباب المتخرج من الجامعات بالآلاف والحاملين لشهادات عليا.
ترجمة قيم الثورة في سلوكها
وفي مداخلة للدكتور صادق بخوش، اكد ان الثورة أفكار وأن عنوان الندوة الثورة روح نوفمبر.. ارث للأجيال، هي مقولات ثلاث تتكامل. وقال: “اذا كان جسد الثورة هو الشعب والطلائع المقاتلة بكل التضحيات التي قدمتها، وعذابات، فإن روح هذه الثورة كانت افكارا، وبفضل هذه الأفكار المؤسسة لمنظومة القيم استطاع الشعب ان يتحصن ويبقى في صموده ويصبر على الأذى بكل ما أوتي إلى أن قهر بضعفه قوة العدو.”
واضاف بخوش: “هذه القيم قيم اخلاقية، روحية، دينية، ثقافية ووطنية، يجب أن نترجمها في مجسدات من خلال الإبداع والأعمال الفنية السمعية البصرية، وفي سلوكنا اليومي والوحدة الوطنية والجبهة الداخلية وفي تماسك هذا الشعب، بحيث ان هذه الثورة لا تبقى حكايات وإنما تصبح مشروع سلوكي، بقيم الثورة تنتفي السرقة، والمؤامرات ونحافظ على سيادتنا الترابية والمعنوية ونحتل مكانا ضمن الأمم وتكون لنا هيبتنا.”
الرابط: https://www.facebook.com/SiladAlger/videos/849537363918563?locale=ar_AR