يشارك العديد من الروائيين الجزائريين في المعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ27، بما فيهم من يقدمون جديدا في الرواية التاريخية..
“هروب رجل مهمش” جديد بوزيان بن عاشور
صدرت رواية جديدة للكاتب والمسرحي والصحفي بوزيان بن عاشور، بعنوان ” هروب رجل مهمش”، عن دار الكلمة للنشر، بيعت بالتوقيع أول أمس.
تتحدث رواية “هروب رجل مهمش” الإصدار الـ13 للروائي بوزيان بن عاشور، عن رجل بسيط متقاعد كان يعمل ساعي بريد، يعيش في شبه عزلة هوايته الكبيرة هي الحصول على بطاقة مجاهد، وفي أحد الأيام يطلب منه إرجاعها لأنها لم تكن موجهة لأبيه وانما كانت موجهة لشخص آخر، ويدخل في صراع، بحسب ما أوضحه الكاتب لـ”الشعب أونلاين”.
وأضاف بوزيان بن عاشور أنه يحاول من خلال هذه الرواية الأقرب للواقع الحديث عن المجتمع، الذي نعيش فيه، والقارئ هو من يحكم، انا اكتب في مسرحياتي ورواياتي عن الأشخاص البسطاء.
وعن مشاركته في الصالون الدولي للكتاب، قال: ” نمجد مثل هذه اللقاءات الأدبية الفكرية في زمن انتشار وسائط التواصل الإجتماعي، هذه المعارض تشكل فرصة للإلتقاء بين الأدباء والكتاب وتبادل الآراء وتسمح لنا ببيع كتبنا وأن يتعرف الجمهور على إصدارتنا”.
وبالنسبة للمقروئية، أكد محدثنا أنها موجودة لدى فئة معينة، وخاصة في الأدب وليست مخصصة لجميع الأشخاص، وقال “هناك من يحب قراءة الكتب كهواية مثل من يحبون هواية الصيد، وهوايات اخرى”. وأضاف: ” أكثر من عشرين سنة وأنا أصدر كتبا، أتفاجئ بأن أشخاص قرأوا روايتي أو سمعوا عنها، خاصة في المدن الداخلية. المشكل علاقاتنا مع دور النشر، التي تتلقى صعوبات كثيرة لأن الورق أصبح باهظا وهو مستورد، كما أن كل ما له صلة بالأنترنيت اثر على دور النشر، رغم ذلك ابقى متفائلا، مكانة الكتاب تبقى لأنه وثيقة، يحتاجها الشخص”.
ويرى بوزيان بن عاشور أن شعار الصالون الدولي للكتاب “نقرأ لننتصر” ، جميل وموفق، لأن القراءة هي المعرفة، وشعب بدون معرفة لا يمكنه أن ينتصر، وقال أنه ينبغي العودة الى العلم لأنه هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى النجاح والإنتصار على كل المخلفات الإقتصادية والدينية والأخلاقية، فالقراءة هي مفتاح الإنتصار.
وأشار الروائي، إلى أن أول اصدار له كان حول المسرح الجزائري، وأربع اصدارات عن دار النظر للنشر بوهران، وهو كاتب مسرحي ألّف أكثر من عشرين مسرحية باللغتين العربية والفرنسية، كلها عرضت في مسارح جهوية وبفرق مسرحية والجمعيات المسرحية الوطنية.
وقال بن عاشور: ” عام أكتب رواية، وعام أكتب مسرحية، هذا هو برنامجي، خاصة بعدما تقاعدت تفرغت للكتابة، المسرحيات التي اكتبها اقدمها للمخرجين، كان لي الحظ ان مسرحياتي عرضت في المسرح الجهوي لوهران، عنابة وقسنطينة وتيزي وزو، آخر عمل قبل وفاة الممثلة صونيا، المسرحيات تختار من قبل المخرجين مثل منصوري لخضر، خالد الحاج، جمال بن صابر، مع صونيا، والكثير من المخرجين”.
الروائية قويدري: الرواية شكل من أشكال إعادة الكتابة
هاجر قويدري روائية متخصصة في التاريخ العثماني، جديدها لهذه الطبعة الـ27 للصالون الدولي للكتاب، هو رواية بعنوان “خط رمل”، وهي الرواية الثالثة لها.
في هذا الصدد، أوضحت قويدري، لـ”الشعب أونلاين”، أنها في الرواية تحافظ دائما على نفس السياق الذي بدأت الكتابة فيه وهو الفترة العثمانية في الجزائر، ولكن تتجه الى أزمنة حديثة مثل الثورة الجزائرية وما بعد الثورة الجزائرية، بعد كتابي “نورس باشا” ورواية “الرايس”، الآن أقدم رواية “خط رمل”.
وأوضحت الكاتبة أن “هذه الرواية تحاول معالجة تجربة انسانية للبطلة ماجدة، في العصر الحديث، في 2015، تحاول ماجدة ان تصحح علاقتها مع والدتها لأن والدتها كانت زوجة إرهابي، تركت ماجدة أمها وسافرت إلى فرنسا للدراسة”. وأضافت: ” لكن فجأة ماجدة تعود الى بلدها الجزائر، لأنها تتعرض الى صدمة عاطفية كبيرة، حيث ان صديقها تخلى عنها، ولكن بعد وفاته من دون علمها ترك لها اموالا وحيوانات منوية في بنك أمريكي، رفضت ماجدة فكرة على انها تنجب من رجل ميت، وحاولت تصحيح كل حياتها، لأنها انتبهت الى ان هناك أخطاء، وإرث عائلي لابد أن تتجه اليه، فإتجهت الى والدتها”,
تتحدث الرواية عن أن ماجدة صححت علاقتها مع والدتها، التي كانت مدمنة عقاقير حبوب تنويم، صعب عليها ان تعيش في تلك الظروف، التي تركها فيها زوجها الأول الذي توفي في سجن رقان في 1992، وفي تلك الأثناء تنتبه ماجدة الى البيت والإرث العائلي فتجد مذكرات والدها، الذي كان مختبئا أيام العشرية السوداء في مزار، هذا الأخير موجود في رجاس وهي مدينة موجودة بولاية ميلة، تقول هاجر قويدري. وأضافت: ” هذا المزار ملك ليمينة بنت حوطة، هذه الأخيرة هي الحكاية التاريخية التي أعود من خلالها الى الموضوع الأساسي، الذي أكتب فيه وهو الحقبة العثمانية، يمينة بنت حوطة هي زوجة البودالي، هذا الأخير هو البودالي ابن الأحرش، الذي خاض الثورة ضد الباي الأعور بقسنطينة، فأعود الى التاريخ من خلال هذه التوليفة بين الأجيال، الأحداث كانت في البداية في زمن العهد العثماني ولكن تطورت فالأحداث مترابطة”.
وعن سبب اختيار عنوان “خط رمل”، أجابت الروائية “أنه من خلال القصة عندما عادت ماجدة بصدمتها العاطقية الى البيت، انتبهت الى ان هذا الخط غير مكتمل فشاهدت حياة امها وجدتها خط غير مكتمل، ثم حياتها، فكل هذه الخطوط غير مكتملة، ومتحركة.
لكن السبب الرئيسي، الذي تعدى الكتابة- تقول محدثتنا- شخصي وأنه عندما كانت تكتب رواية “خط الرمل”، والذي تصادف مع جائحة كوفيد، بلغها خبر وفاة جارها وهو صغير السن، تاركا وراءه أشياء لم يكملها، وهذا ما شاهدته عندما دخلت الى بيته اثناء العزاء، ما أثر في نفسيتها، فإنتبهت الى أنه في الحياة هناك دائما مصائر مفتوحة فأنهت روايتها بهذا العنوان”.
“أهل الحال” قريبا..
وعن مشاريعها الروائية، كشفت هاجر قويدري، عن مشروع تحضير رواية رابعة بعنوان ” أهل الحال”، تعالج فيها موضوع ما بعد الثورة الجزائرية ومسألة الألغام الموجودة بالحدود، وهي بصدد كتابتها تحاول أن تجسد فيها مشروعها التاريخي، لأنها تعشق الرواية التاريخية.
في هذا الصدد، قالت: ” أعتقد ان الرواية عندما تستند الى التاريخ والتوثيق وتملأ الفراغات الوجدانية والخاصة بالتجربة الإنسانية، تستند على الاقل الى واقع تاريخي محدد يضمن لها الهيكل العام”.
وفيما يخص مشاركتها في الصالون الدولي للكتاب لهذا العام، ترى الروائية الشابة أنه محطة مهمة وتقول “في الجزائر نحتفي بالكتاب فقط في هذه المحطة الهامة”.
وأشارت إلى أن وجودها بالمعرض يعطيها فرصة الإلتقاء مع الجمهور والقراء، والأدباء، ولاحظت أن:” نسبة المقروئية منخفضة مقارنة بالتوجه الى قراءات اخرى، لكن هذا لا يمنع ان هذا هو المكان الحقيقي للكاتب”.
ووجهت رسالة للأدباء والكتاب، بالاستناد الى التاريخ وأنه على الكاتب ان يكون له مشروع معين يشتغل عليه، وأوضحت أنه كلما كان التراكم كلما كان التأكيد مستشهدة بفترة الطاهر وطار، الذي هو مشروع خاص ما بعد الثورة، والثورة الثقافية، الريفية الإشتراكية. ودعت إلى إعادة قرءاة تاريخ الثورة بمنظار ثاني، بحكم أننا أحرار أكثر من ناحية الإيديولوجيات، وإعادة كتابته بأشكال اخرى، عن طريق المسرح، السينما، والرواية.
وأكدت هاجر قويدري، أن الرواية من أهم اشكال اعادة الكتابة لأنها لا تهمل الجانب النفسي، الوجداني، والتجارب. وأضافت “انه في الرواية يمكن ان تكتب عن حسيبة بن بوعلي، وعن عواطفها، عندما يكون التوثيق التاريخي قد يتجاهل هذا الأمر، ولكن انا لا أبحث في التاريخ عن هذه النقاط، يمكن لهذه النقاط ان تترك للمتخيلة.”
ميلود: ترجمة كتب الأمير عبد القادر من الروسية إلى العربية أول تجربة لي
شارك الأستاذ محمد العربي ميلود، استاذ محاضر قسم “أ” بجامعة الجزائر، في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ27، بثلاث كتب مترجمة من اللغة الروسية إلى العربية تتحدث عن سيرة الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة .
وفي تصريح لـ”الشعب أونلاين”، قال محمد ميلود: ” رغم أن الترجمة ليست من اختصاصي، قمت أولا بتوطين هذه المعرفة وهو الهدف الرئيس في طريقنا نحو الحضارة، وبتوطين هذه الكتب جلبنا رؤية مغايرة لكل ما قيل عن شخصية الامير عبد القادر من مغالطات”.
الكتاب الأول يروي سيرة الأمير عبد القادر من بداية حياته الى نهايتها، والكتاب الثاني مهتم بدولة الأمير، والكتاب الثالث مخصص للعبقرية العسكرية للأمير عبد القادر.
وفي هذا الصدد، كشف المؤلف عن توطين أول رحلة روسية الى الجزائر موثقة، وقال: “وثقنا هذه الرحلة من منطلق شوفيني (التعصب للوطن)، لأن هناك عيب في شخصيتي التي تنطوي على الشوفينية المفرطة، وهي أنني لا أحبذ أن يترجم تاريخ الجزائر من طرف أجانب، فنحن أولى بتجربة تاريخ عظمائنا”.
وأشار محدثنا، إلى ترجمة الاخوة السوريين العديد من المؤلفات عن الأمير عبد القادر عبر اللغة الفرنسية، وليس عن اللغة الأصلية مباشرة.
ويرى الأكاديمي، أنه حان الوقت أن يترجم الجزائري تاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وترجمة الكتاب مباشرة من اللغة الأصلية أي الروسية.
وأضاف أنه يكتب باللغتين الروسية والفرنسية، وأنها أول تجربة له في الترجمة إلى اللغة العربية، حيث لمس أصداء طيبة من القراء، وقال: ” من هذا المنبر أتوجه إلى الشخص، الذي أتى خصيصا من عنابة لشراء كتبي الخمسة، سأهديه هذه الكتب مجانا، لأنه تكبد عناء التنقل من بعيد لإقتناء كتبي”.
وتجدر الإشارة، إلى أن المؤلف لديه مجموعة اصدارات، بين معاجم وكتب في مجالات نانو تكنولوجيا والحوسبة والمعاجم من نوعية خاصة، أصدرت باللغتين الفرنسية والروسية.
وكتاب آخر معتمد في جامعة فلاديمير الحكومية في روسيا، كواحد من الكتب الرئيسية في الماجيستر.
وفي رد عن سؤالنا حول مشاريعه المستقبلية في هذا المجال، أكد الأستاذ ميلود، أنه في مجال توطين المعرفة وتقنيات العلوم لديه مشاريع كتب، قائلا:” إننا أحوج ما نكون الى هذا”. وقال أنه لأول مرة يشارك في هذا الصالون الدولي ، رغم الإغراءات من طرف دور النشر الأجنبية، إلا أننا أردنا التوطين الكامل لهذه الإصدارات حتى رقم الإيداع القانوني لها. وأضاف:” أردنا أن تصدر مؤلفات الأمير عبد القادر، وبقية المؤلفات في الجزائر لأنه أمر محزن ان تحتل بلادنا المراتب الأخيرة في فهرسة اليونسكو للترجمة”.