حث الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير سعيد أبو علي، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية على تحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني على المسيرة التعليمية في فلسطين.
شدد السفير سعيد أبو علي، في كلمته في ختام اجتماع لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها الـ 108 بمقر الجامعة العربية، على أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.
وأردف في هذا السياق قائلا: “إن قطاع التعليم وكل مكوناته كان في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاستهداف التدميري، ما أسفر عن كارثة كبيرة بحجم الخسائر البشرية والمادية التي طالت مكونات التعليم كافة، فهناك أكثر من 30 ألف طفل وطفلة ما بين شهيد وجريح، وسط تدمير 93% من أبنية القطاع التعليمي، فيما تعرضت 70% من مدارس الأونروا ال200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية، كما حرم أكثر من 750 ألف طالب وطالبة من حقهم في مواصلة تعليمهم بمدارسهم وجامعاتهم”.
وأضاف أنه منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني، توقفت العملية التعليمية بكافة المستويات في الجامعات والمدارس والمراكز التعليمية والتدريبية، وتحول عمل المدارس من أماكن تعليمية إلى مراكز إيواء يستخدمها السكان النازحين الذين هجروا من منازلهم قسرا، ومع ذلك لم تتوان قوات الاحتلال الصهيوني عن استهداف هذه المدارس والمنشآت وهي مكتظة بالنازحين، لتوقع المئات من الشهداء والمصابين، حتى وإن كانت المدرسة أو المنشأة تابعة لهيئة دولية كالأمم المتحدة وترفع علمها.
وتابع السفير أبو علي أنه بينما تتجه كل الأنظار لقطاع غزة، فإنه بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، تعطلت إمكانية الحصول على التعليم فيهما وسط تصاعد العنف في الأشهر الأخيرة، فقد تأثر أكثر من 780 ألف طالب بالقيود المفروضة على الحركة وتزايد العنف والخوف من مضايقات المستوطنين والقوات الصهيونية منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه ما زال واقع حال التعليم في القدس تحت وطأة “سياسات الأسرلة والتهويد” ومحاربة المناهج الفلسطينية وتحريفها، في معركة مستمرة ومتجددة مع بداية كل عام دراسي جديد، لفرض مناهج الاحتلال الصهيوني.
وطالب كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الحرب التي يشنها الاحتلال على المسيرة التعليمية في فلسطين، والتي تستوجب من كل المعنيين من دول وهيئات ومنظمات رسمية، الالتفات لمدى التحريض والعنف ومستوى مضامين العنصرية بالمناهج الصهيونية، التي تشكل انتهاكا جسيما للمواثيق الحقوقية الدولية وانتهاكا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في الأراضي المحتلة.
وأكد أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية في فلسطين، بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين، مشيرا إلى أن هذه الممارسات والانتهاكات الصهيونية شكلت حافزا لمضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير العملية التعليمية وحمايتها، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.
وعقدت لجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها الـ 108، اجتماعاتها على مدى 4 أيام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة وكيل مساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية أيوب عليان، ومشاركة ممثلي اتحاد إذاعات الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، بالإضافة إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”.