تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي لداء السكري يوم 14 نوفمبر من كل عام، حيث اختير لهذا العام شعار “كسر الحواجز وسد الفجوات”، لرفع الوعي حول هذا المرض بإعتباره قضية صحية عالمية، وضمان حصول جميع المصابين بالسكري على الرعاية الشاملة والعلاج بتكلفة معقولة.
في هذا الصدد، نظمت مخابر “روش الجزائر”، أمس الثلاثاء بفندق السوفيتال، دورة اعلامية تكوينية لفائدة الصحافيين، بإعتبارهم القناة الأساسية لنقل المعلومة الصحيحة للمواطن والتحسيس والتوعية حول الوقاية من المرض وتشخيصه وتجنب عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالسكري خاصة السمنة المفرطة.
شدد البروفيسور عمار طبايبية، رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الإستشفائية بئر طرارية بالأبيار، ورئيس الجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة وامراض الإيض، في مداخلة بعنوان “الجانب العيادي وأهمية المتابعة البيولوجية”، على أهمية الوقاية والتكفل الشامل بمرضى السكري، الذي تنجم عنه تعقيدات صحية، تصيب بعض أعضاء الجسم.
وأشار رئيس مصلحة الطب الداخلي ببئر طرارية، إلى أن ما قبل السكري معناه اننا مستعدين للاصابة بالسكري، وأنه كل ثلاثين ثانية يبتر ساق مريض السكري في العالم وحسبه فإنه يمكن الوقاية من السكري ومنعه بفضل طرق يجب على المريض اتباعها وهي التغذية الصحية والنشاط الرياضي، لكن هناك مرضى تتطلب حالتهم تناول الأدوية الذي يساعدهم على التحكم في المرض.
وقال:” نعمل على الحد من انتشار هذا المرض، الذي يشكل عبئا ثقيلا على الخزينة العمومية”.
وأكد البروفيسور، أن 14 بالمئة من الجزائريين الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 و70 مصابون بالسكري، وهو رقم كبير مقارنة ببعض دول العالم، ويرجع ذلك إلى الأكل غير صحي، الوراثة، الضغط الدموي والنفسي.
السمنة المفرطة أحد عوامل الإصابة بالسكري
ودق طبايبية، ناقوس الخطر بأن السمنة المفرطة هي أحد عوامل الإصابة بالسكري، ويمكن أن تتطور الحالة وتؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان أو الفشل الكلوي، أمراض القلب، وقال أنه للأسف يوميا نشاهد أشخاص بدينين وهذه السمنة هي مؤشر للإصابة بأمراض مختلفة مستقبلا.
وأضاف رئيس مصلحة الطب الداخلي بمؤسسة بئر طرارية، أنه في بعض الدول الأوروبية اتخذت قرارات مهمة لتخفيض نسبة الإصابة بالسمنة، على عكس في الجزائر حالات الإصابة بالسمنة ترتفع بنسبة 22 بالمائة على عكس فرنسا النسبة حوالي 14،4 بالمائة.
وأبرز أن 14 بالمائة من الرجال مصابون بالسمنة، نسبة 30 بالمائة لدى النساء، و8،5 بالمائة لدى الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة، خاصة الأطفال الذين أصيبوا بالسمنة في سن مبكرة، وهي مقدمة ليصابوا مستقبلا بامراض مزمنة.
وأكد رئيس الجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة وأمراض الأيض، أن البدانة تتسبب في ظهور العديد من الأمراض كالسرطان، ارتفاع الضغط الدموي، أمراض القلب، والسكري، الفشل الكلوي.
ودعا الى ضرورة تكوين الطاقم الشبه طبي لمساعدة المختص في متابعة علاج نرضى السكري، وذكر طبايبية بمطالبة الجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة وأمراض الأيض، من السلطات وضع دليل لمكافحة والتكفل بمرضى السمنة مع مرافقة مخطط وطني لمكافحة هذه الظاهرة.
وتجدر الإشارة، فإنه عام 2022 أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية خمسة أهداف عالمية لتغطية مرض السكري بحلول 2030.
الليزر يجنب فقدان البصر
تطرقت البروفيسور أسماء أشلي، طبيبة عيون ورئيسة قسم طب العيون بالمركز الإستشفائي الجامعي البليدة، إلى إصابة وذمة العين (التي يطلق عليها في المجتمع الجزائري مومو العين) حيث تظهر يقعة صفراء تؤثر على الرؤية لدى مرضى السكري، كما تحدثت عن الأساليب العلاجية والإبتكارات للتكفل بوذمة البقعة الصفراء السكري، والتي تستخدمها لمعالجة مرضاها.
وتناولت البروفيسور أشلي، بالشرح كيفية تصوير الأوعية لتشخيص وعلاج أمراض العين، واستئصال العدسة لعلاج الجلوكوما، حيث أكدت على أهمية استخدام تقنية الليزر لعلاج العين وتفادي فقدان البصر، وقالت أنه للأسف هناك مرضى يخافون من استخدام الليزر بسبب جهلهم والمعلومة المغلوطة التي يتلقونها من أشخاص أخرين بأن هذه الأخيرة ستفقدهم بصرهم في حالة استخدامها.
وأكدت الطبيبة المختصة في طب العيون، على أهمية التنسيق بين الأطباء العياديين والبيولوجيين للتحكم في علاج السكري، وأشارت إلى أن عدم التنسيق والتشخيص المبكر لمرضى السكري يؤدي إلى ضعف بصرهم وأحيانا يفقدونه إذا لم يتم التكفل بهم في الوقت المناسب.
وتحدث البروفيسور إلياس يرقي، مختص في علم الأحاء السريري، ورئيس قسم المخبر المركزي للكيمياء الحيوية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، إلى عوامل الخطر للإصابة بداء السكري نوع 02، والمعيار الدولي لمراقبة نسبة الجلوكوز في الدم والتي حددت ب1،26 غرام عوض 1،40 غرام, وأشار إلى ارتفاع إصابة الأطفال بمرض السكري.