خصص صالون الجزائر الدولي الـ27 للكتاب، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، ندوة حول الثورة الجزائرية وحضورها في الكتابات العربية والعالمية وإلهامها للكتاب والمؤرخين والمثقفين من مختلف دول العالم.
اعتبر الباحث في التاريخ، جمال يحياوي، في تدخل له في هذه الندوة التاريخية المنظمة بقاعة المحاضرات الكبرى بقصر المعارض الصنوبر البحري، أن الثورة الجزائرية هي “الثورة الوحيدة التي حافظت على عقيدتها ووصلت إلى العالمية بفضل عدالتها وتمسك شعبها بحقه في الحرية والاستقلال”، لافتا إلى “الكم الهائل من الكتب والمجلات والمقالات والدراسات” التي تناولت هذه الثورة و”مساهمة أصحابها في تعميق البحث في أحداثها المأساوية المقترفة من قبل المستعمر الفرنسي”.
وأضاف يحياوي أن “الذين كتبوا عن الثورة هم مجموعة معتبرة من الكتاب عبر العالم العربي ومن العالم أجمع جاؤوا من عوالم مختلفة سواء أدبية أو سياسية أو فكرية أو ثقافية وإعلامية، بعد أن ذاع صيت كفاح الشعب الجزائري في أقاصي العالم”، مذكرا بشخصيات سياسية كان لها تأثير في التعريف بالثورة الجزائرية على غرار “التونسي حسين التريكي الذي استطاع أن يقنع الكثير من الشخصيات السياسية العالمية بعدالة القضية الجزائرية”.
وذكر المتحدث في هذا السياق أيضا بمواقف روبيرتو مونيز المدعو “محمود الأرجينتيني” والتزامه أيضا بالقضية الجزائرية وارتباطه بالجزائر، إلى جانب خطاب الرئيس الأمريكي جون كيندي، وأقلام صحفية وأدبية عربية من قامة سهيل إدريس وزوجته عابدة مطرجي من خلال مجلة “آداب” وكذا كتابات يوسف إدريس وأحمد الخطيب وغيرهم.
وبدوره، قدم الباحث عبد القادر بوجلة من جامعة تلمسان، عينات مما كتب عن الثورة الجزائرية خلال القرنين الـ 19 والـ 20 قائلا إن ثمة “سيل” من الكتابات التاريخية والدراسات والمقالات حول ثورة الفاتح نوفمبر 1954 موجودة في محركات البحث الكبرى.
واعتبر بوجلة، في سياق ذي صلة، “أن هناك جيل جديد من الكتاب الفرنسيين يكتبون بوعي جزائري وسيضعون فرنسا أمام أزمة ضمير لكون كتاباتهم تنتج من عمق المجتمع الفرنسي” كما قال، مضيفا أيضا أن هناك كتاب شباب يكتبون عن قناعة عن تاريخ الجزائر الثوري قدموا من مجالات مختلفة مثل الصحافة الاستقصائية وهم ينشطون عبر عواصم أوروبية عديدة.
أما الباحث التونسي حبيب حسن اللولب وهو أيضا رئيس جمعية البحوث والدراسات في المغرب العربي، فقد عرج على المجلات والصحف التونسية والعربية التي تناولت القضية الجزائرية بالتزام صريح وكبير، مثلما هو الحال مع مجلة “الفكر” التونسية التي كانت منبرا لأقلام وشخصيات ثقافية وفكرية مناصرة للجزائر على غرار بشير بن سلامة وحسين التريكي والحبيب عابد والباهي لدغم وأحمد دليلي ..”.
ويحصي كذلك سجل المقالات الصحفية والكتابات الأدبية حول الثورة الجزائرية، يقول المتحدث، “أعدادا هائلة” من الكتابات في دول عربية مثل مصر وليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول التي عبر مثقفوها عن مساندتهم للجزائر من خلال قصائد تمدح جيش التحرير الوطني وتناصر صمود الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.