تنوعت كتب العارضين في “سيلا 2024″، من أدب وتاريخ، وفلسفة وقانون وإقتصاد وتجارة، لتمس كل الإختصاصات ورغبات الجمهور.
اقتربت “الشعب أونلاين”، من دار النشر ” برو سيبل ProCible”، المختصة في القانون الإجتماعي وقانون العمل وعالم الشغل وتسيير الموارد البشرية لمديرها والمؤلف زهير بطاش، الذي أصدر 14 كتابا جديدا في هذه الطبعة يتعلق بالعلاقات الفردية والجماعية في العمل، الأجور، العطل المرضية، التقاعد بكل أصنافه وفي كل القطاعات، الصحة المهنية، وأدخل عليها اجتهادات قضائية كي تكون في متناول الجميع.
يقول زهير بطاش: ” هذه السنة أصدرنا 14 كتاب في سيلا 2024، وهو أمر فريد من نوعه، لنبرز ان الإنسان الجزائري قادر على الإبداع في أي ميدان شريطة توفر الظروف المواتية، هذا المجال لم يكتب فيه الكثير في الجزائر، لاحظنا أن أكثرية الأشخاص الذين كانوا سباقين في هذا الميدان توفوا”.
ويضيف: “أصدرنا هذه الكتب ليعرف العامل حقوقه وواجباته وصاحب المؤسسة أيضا، في مجال التسيير، وضعنا الوسائل المناسبة لتحفيز السلطات العمومية لتقديم إضافات أو تحسين بعض القوانين، ومن الصدف أنه هذا العام أصدرت السلطات العليا قانون جديد حول الحق النقابي والحق في الاضراب”.
في هذا الصدد، يشير محدثنا الى أن فكرة الخوض في قانون العمل ومرافقة المؤسسات، هو النقص في وسائل العمل المساعدة على تطوير العلاقات المهنية داخل المؤسسة، والتي تضم ثلاثية أطراف الإنتاج في المؤسسات وهم أرباب العمل، الحكومة، والعمال ممثلين بالنقابات، وأيضا بسبب جهل العامل وبعض مسيري المؤسسات سواء العمومية أو الخاصة بالحقوق والواجبات المتعلقة بالعمل.
ويوضح زهير بطاش، أن الكتاب الصادر حول التقاعد بكل أصنافه يتحدث فيه عن مجال ما بين التوظيف و التقاعد وهو مجال واسع جدا، بما فيه التقاعد في الجيش الوطني الشعبي، تقاعد اطارات الأمة، التقاعد في الوظيف العمومي، في القطاع الإقتصادي العمومي أو الخاص، وكل القطاعات، وهذه الأمور يجهلها الكثير من المواطنيين.
ويؤكد محدثنا، أن الهدف من اصدار هذه الكتب هو تجنيب الإدارة خسائر مادية، لأن المسير الذي يعرف جيدا القوانين التي تربط العمل، يقلل من الصعوبات على شبابيك وهيئات الضمان الاجتماعي، مفتشية العمل، ووزارة العمل، لتحسين نوعية الفرد الجزائري ليعرف كيف يقدم شكواه ويسهل على الإدارة تسوية المشكلة. ويوضح ” لدينا علاقات فردية وجماعية في العمل قمنا بتقسيمها، حيث تطرقنا إلى العلاقات الجماعية مشاركة العمال، التفاوض الجماعي، الحق في الإضراب، الحق في النقابة، الحق في التمثيلية النقابية، تمثيلية العمال، نحن اردنا التوسط بين ثلاثية الانتاج أرباب العمل والحكومة والعمال، كي تكون لديهم وسيلة تزيح عنهم الغموض.”
وفيما يخص العلاقات الفردية في العمل، أصدرت دار “برو سيبل” للنشر كتاب حول عقود العمل والمدة التجريبية، ثم القانون الداخلي للمؤسسات فيما يخص التنظيم الداخلي للمؤسسات، الصحة والسلامة المهنية وأيضا حول الإنضباط في العمل، لأن هذا يؤثر على المردود الفردي والجماعي وعلى مردودية المؤسسات، ومن ثم على مردودية الإقتصاد الوطني، رأينا أن كل المشاكل تبدأ من علاقة العمل، يقول زهير بطاش.
وهناك كتاب آخر عن الأجور، وكل العطل القانونية الموجودة في الجزائر كي يتسنى في إطار تعليق علاقة العمل، ما هي الحقوق والواجبات وكيف يمكن الحصول على العطلة والعودة.
وفي هذه النقطة، يوضح بطاش: ” هناك عاملين أساسيين وهما مجال الضمان الإجتماعي بما فيه التأمينات الإجتماعية وسط العمل ، الوفاة وسط العمل، حالات الأمومة، العجز، وكل ما يتعلق بحوادث العمل والأمراض المهنية، وضعنا سؤال وجواب حتى يتسنى للقارئ والمؤسسات أن تأخذ بجدية هذه الحالات حتى نفيد أولا المؤسسة وثانيا السلطات العمومية كي لا تنفق اموالا باهظة”.
ويشير محدثنا، إلى أن هناك نفقات كبيرة تصرف في مجال التأمينات خاصة في الشهادة الطبية للمجاملة، ويكشف عن إصدار كتاب آخر قريبا يتطرق فيه للجانب الثالث من القانون الإجتماعي وهو الصحة والسلامة المهنية وهو جانب لا يستهان به، يضيف بطاش.
مركز تدريب لتكوين الموارد البشرية
تتوفر دار النشر “بروسيبل” على مركز تكوين مختص في تكوين الموارد البشرية، ويقول مدير الدار إنه لاحظ أن أغلب التدريبات المقدمة تتعلق بمعلومات مأخوذة من الأنترنيت أو من القانون الفرنسي أو الكندي، ولا تعبر عن الواقع والقانون الجزائري، وهذا ما يؤدي بصاحب المؤسسة إلى ارتكاب اخطاء في التسيير. يقول: ” التكوين الذي يقدمه هذا المركز هو تكوين جزائري يعبر عن الواقع الإجتماعي للجزائر، لأن القانون الجزائري قانون اجتماعي وقانون لا ضرر ولا ضرار، يتوسط بين صاحب العمل والعمال، ومن هنا جاءت الفكرة.”
واشار مدير “بروسيبل” للنشر، الى ان نوعية التكوين في الجزائر تتحدث عن الأطر العامة وفي اغلب الأحيان لا يقدمون التفاصيل اللازمة في هذا المجال، إضافة إلى نقص الكفاءة. ويضيف: ” أخذنا قرار بعدم القيام بالتدريب حتى نصدر كتاب يسمح لنا بالتعمق في القضية وتكون لدينا وجهات نظر مختلفة، لدينا خبرة فريدة من نوعها، المورد البشري هو الأهم والثروة سواء كان فرديا أو جماعيا داخل وخارج المؤسسة حتى أن الدولة، اذا مكنت المورد البشري من تقوية مهاراته، سيكون هناك تطوير البلد وترقية المؤسسة”. ويؤكد: “من يبحث عن هذا المجال يقصدنا لان لدينا الخبرة والكفاءة لأننا طورنا أنفسنا في هذا المجال، وفي كل مرة نصدر كتاب يضم امور جديدة تخص قانون العمل وعلاقة العامل بالمسير”.
أنشأت دار النشر”برو سيبل” في 2023، وشرعت في العمل في 2024، فتحت المجال للذين يكتبون في تسيير الموارد البشرية، وتطوير الإختصاص، وأنشأت مدرسة ذكية في تسيير الموارد البشرية. أدخلت هذه المدرسة بدواودة الذكاء الإصطناعي، والتكوين يرتكز على استخدام الكتب في الإختصاص وبالقانون الجزائري، لتخريج مستقبلا مستشارين في ميدان المرافقة وايضا مؤطرين.
وعن نسبة الإقبال أبرز محدثنا، أن الإقبال ليس مثل الطبعات الأخرى بحكم أن تنظيمه لم يكن في العطلة، كي يتسنى للمواطنين زيارة المعرض. وقال ” بالنسبة لجناحي فقد زاره اختصاصيون منهم ممثلو العمال ومسيري الموارد البشرية، كان اقبال كبير لأنني الوحيد المختص في هذا المجال، وضعنا لهم 14 كتاب محين ومكيف بكل التفاصيل”.