يعتقد البعض أن ريادة الأعمال واستحداث مؤسسات ناشئة في إطار القرار الوزاري 12 – 75 الهادف إلى انفتاح الجامعة الجزائرية على متطلبات سوق الشغل، يبقى حكرا على تخصصات جامعية دون غيرها مثل علوم الإعلام والاتصال، وهو ما تتحدث عنه الأستاذة الجامعية وممثل حاضنة أعمال جامعة الجزائر 03، الدكتورة ايمان بنعجة.
تقول الأستاذة المحاضرة بكلية علوم الإعلام والاتصال، على هامش تنظيم يوم تكويني:” بناء المنتجات الرقمية” بمدرج زهير احدادن، الأربعاء، ل “الشعب أونلاين”، إن تخصصات ميدان الإعلام والاتصال تتقاطع بشدة مع الفكر المقاولاتي وريادة الأعمال، ازاء تحولات وتحديات تواجه وسائل الإعلام في البيئة الرقمية بفعل متغيرات تكنولوجية.
وضع الممارسة الإعلامية في البيئة الرقمية، حسب عضو لجنة انتقاء المشاريع بحاضنة جامعة الجزائر 03، بحاجة إلى تكييف ومواكبة للتحولات الجارية، لاسميا ما تعلق بتقديم محتويات رقمية تلبي حاجة الجمهور ومتطالباته.
وتشير بن نعجة إلى أن ما فرضته المتغيرات التكنولوجية من تحديات تتيح لطلبة علوم الإعلام والاتصال فرصة تقديم أفكار وحلول رقمية، وهو جانب يتقاطع مع مفهوم ريادة الأعمال من حيث تشخيص مشكلات وتقديم حلول مبتكرة.
وفي إطار فعالية الأسبوع العالمي للمقاولاتية، يهدف هذا اليوم التكويني، حسب المتحدثة، إلى تحسيس الطلبة بالأهمية الاجتماعية والاقتصادية لريادة الأعمال وغرس ثقافة المقاولاتية لديهم :” التوجه نحو انشاء مؤسسات بدل البحث عن وظيفة وبالتالي المساهمة أيضا في التنمية الاقتصادية.”
اقبال متزايد
وعن تجربة طلبة كلية علوم الإعلام والاتصال، تشير بن نعجة إلى أنه مقارنة مع السنوات الماضية هناك إقبالا متزايدا من الطلبة نحو تقديم أفكار والتوجه إلى إنشاء مؤسسات مبتكرة “يوجد طلبة لديهم أفكار مشاريع ذات علاقة بالتخصص وأخرى خارج التخصص.. نسعى إلى غرس ثقافة التوجه أكثر نحو ريادة الأعمال.”
وتضيف بقولها:” طلبة هذا الجيل يمتلكون من المهارة ما يؤهلهم لترك بصمة في ريادة الأعمال من خلال مؤسسات ناشئة مختصة في صناعة محتويات رقمية مبتكرة.”
بدورها، ركزت الأستاذة بكلية علوم الإعلام والاتصال، ممثل حاضنة جامعة الجزائر 3، البروفيسور وهيبة بوزيفي، في افتتاح اليوم التكويني، على أهمية استغلال الطلبة فرصة ولوج ريادة الأعمال في حضن الجامعة، بالنظر إلى ما يتاح لهم تسهيلات وتذليل عقبات وفرص تدريب وتكوين وورشات، غير متاحة خارج الجامعة مجانا.
ويهدف من وراء تنظيم نشاط “بناء المنتجات الرقمية”، بكلية علوم الإعلام والاتصال، توعية الطلبة وتحفيزهم على ممارسة ريادة الأعمال الجامعية وتعريفهم بمجالات المهن العصرية.
ومن هذه المهن منتجات رقمية مثل: كيفية انشاء تطبيق رقمي أو بودكاست أو أي خدمة رقمية يتطلبها سوق العمل، إلى جانب كيفية التسويق لها وبيعها الى العملاء.
وقدم المدرب ياسين قواسي، وهو صاحب مؤسسة ناشئة، في مستهل اليوم التكويني يهدف إلى تعريف الطلبة بأساسيات بناء الخدمات الرقمية، معطيات وأرقام تخص ريادة الأعمال في العالم.
ويترواح معدل نمو سوق الخدمات الرقمية بين 10 إلى 20 % في العالم، بينما تتصدر الصحة الرقمية، الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الإدارة بورصة هذا السوق.
واستعرض قواسي حوصلة تجارب عديدة في ريادة أعمال واستحداث مؤسسات ناشئة بأمثلة ونماذج حية، انطلاقا من مرحلة بناء المنتج الرقمي وما يرافق الخطوة من تحديد للمشكل ودراسة السوق، وصولا إلى تطوير الفكرة وأدوات الشروع في تنفيذها وتسويقها.
ويعتمد ميدان المنتجات الرقمية على الإبتكار في تقديم أفكار وتصميم أدوات وتطويرها لتلبية احتياجات مستخدمين وحل مشكلات، ويجمع بين مزيج من مهارات تقنية وريادة أعمال.
منها تطوير البرمجيات والتطبيقات، تصميم تجربة المستخدم وواجهة المستخدم (UX/UI Design)، تحليل البيانات (Data Analysis)، إدارة المنتجات الرقمية (Product Management).
إضافة إلى التسويق الرقمي (Digital Marketing)، الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة (AI & Machine Learning)، الأمن السيبراني (Cybersecurity)، التجارة الإلكترونية (E-commerce)، وإنتاج المحتوى الرقمي.. الخ.