يمثّل كل من المدعوين بوعلام صنصال وكمال داود، ومن يسير على خطاهما، شرذمة من المرتزقة الذين سخروا أقلامهم لبث ونشر أفكار مسمومة ومضللة ترمي لنشر الفوضى كما خططت له الدول التي تبنّتهم. غير أن الجزائريين واعون بمثل هذه الأقلام المأجورة، بحسب ما صرحت به لـ “الشعب”، أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتورة نبيلة بن يحيى، التي دعت النخبة المثقفة في الجزائر إلى الوقوف في وجه هؤلاء العابثين.
تصنف الدكتورة نبيلة بن يحي أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، المدعويْن بوعلام صنصال وكمال داود، ضمن قائمة الكتاب المرتزقة وأن مثل هؤلاء ينتعشون في البيئة التي تكون ضمن تأثر أجنبي، ويبدو ذلك واضحا جدا من خلال العديد من الكتابات وليست هذه المرة الأولى التي يقومون فيها بإشاعة بعض الأفكار التي ليست مرتبطة ارتباطا وثيقا بأصل ومقومات المجتمع الجزائري، وهذا ما فعله صنصال بعد زيارته المشبوهة للكيان الصهيوني وأفكاره التي يعلن عنها بطريقة غير سوية.
في السياق، لفتت المتحدثة في تصريحات لـ “الشعب”، إلى أن الحركية الثقافية أصبحت لها اليوم بناءات مختلفة تماما وتوجهات أكثر نضجا عما هو حاصل لدى بعض المرتزقة من الكتاب الذين يعرف الجميع مساراتهم وأهدافهم، سواء تعلق الأمر بالكتاب الذي أعده داود ولم يكتبه، والذي يعتبر اختراقا إنسانيا وقانونيا، والذي فضح فيه سر مريضة في العشرية السوداء كانت تعالجها طبيبة نفسانية هي زوجة داود، الذي أعاد كتابة القصة بطريقة غير إنسانية.
تعتقد الدكتورة بن يحي أن هؤلاء “المرتزقة”، الذين ينفثون أفكارا مدسوسة ومسمومة، والتي قد يقرأها الأشخاص الذين ليست لديهم المناعة الثقافية والمناعة في إطار منظومة ترتبط بالأعراف والتقاليد، والعقيدة، التي لا يؤمنون بها، وهم يعتقدون أنهم متحررون من كل هذه المنظومة، لكنهم ليسوا أحرارا على حد زعمهم بل مسلوبون فكريا، اجتماعيا وسياسيا، وقد تم تأطيرهم لضرب منظومة القيم السوية والأخلاق التي تؤكد على بناء تكاتفي اجتماعي الذي يسهم في تقويم وتقييم الثقافة الخاصة مع انفتاح ثقافي.وقالت الأستاذة، إنه قد نختلف مع المجتمعات الأخرى فكريا وسياسيا، اقتصاديا واجتماعيا، غير أن هذا الاختلاف لا يمنع من أن نتواصل، لكن أن تكون تلك الثقافات والأفكار المضللة هي المؤطرة لهذا الوعاء القيمي، فإن هذا هو الخلل أو الخطأ الذي يتم من خلاله استدراج بعض من يسمون أنفسهم “كتابا” أو “أدباء” أو “مثقفين”، وهم في الوقع سجناء منظومة أخرى، لا تعيش تحررا، وإنما تعيش الكثير من “الانحلالات”، سواء كانت اجتماعية، فكرية، سياسية أو حتى أمنية، وهذه الأفكار المشبوهة المضللة توجد في الكثير من كتبهم أو ما يسمى “بالمركزية الغربية”، التي تتحدث عن “الغرب والبقية “.
هؤلاء الكتاب -تضيف المتحدثة- ينتمون إلى “البقية”، كما يصفهم بها الغرب، وهم بذلك يمثلون أشياء تافهة لا معنى لها، ليست بمقدار ما يؤمنون به، موضحة أنه لدى الجزائر أدباء ومثقفون وإعلاميون متحررون، لكنهم مقيدون بالمنظومة القيمية والأخلاقية، وعليهم أن يتصدوا ويقفوا في وجه هؤلاء العابثين بهذه الأخيرة، والمسترزقين بفتات قد يدوم لوقت غير طويل، لكن في الأخير أهدافهم ليست من صنعهم، وإنما من صنع منظومة تسعى لإشاعة الفوضى ونشر الاستلاب الفكري كما فعله المستعمر الفرنسي في العديد من الدول الافريقية.
بالنسبة للمذكورين ومن يتبع مسارهما، ترى الدكتورة بن يحي ضرورة وضع الخطوط الحمراء على مثل هؤلاء الذين يتلقون جوائز مشبوهة، والبحث لمن يوجهون إليه هذه الأفكار المنبوذة داخل مجتمعاتهم، وحتى المجتمعات التي تبنتهم واستعملتهم لأغراض معينة.
وأكدت المتحدثة أن الجزائريين واعون جدا بهذه المؤامرات وبالتحديات الفكرية والثقافية الحالية والمقبلة أمام تنوع تقني وخوارزميات وتكنولوجيات أسست منظومة فكرية جديدة، أمثال صنصال وداود، الذين وقعوا في مصائدها ومصائب لم يكونوا يتوقعونها، بقدر ما جرتهم أطماعهم المادية وغير الأخلاقية وجعلتهم يركنون أنفسهم في زوايا ضيقة جدا، وأصبحوا متهمين داخل بلدهم، وأصبح ينظر إليهم بازدراء واحتقار.