تطرق باحثون، إلى العمران والتراث لدى الأمير عبد القادر، وشخصيته، في منتدى الذاكرة، بعنوان “الامير عبد القادر في بلاد الشام”، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الاربعاء، بمناسبة الذكرى الـ192 لمبايعة الأمير عبد القادر،
قالت ريم محسن غبرة، ممثلة السفارة السورية بالجزائر، أن الأمير عبد القادر، لم يكن جزائريا فقط بل سوريا، بعد نفيه إلى اسطنبول اختار العيش في دمشق .وأضافت أن اختياره للعيش في سوريا، كان صائبا عومل كسياسي وزعيم في دمشق، بما في ذلك أحفاده فيما بعد ، وأكدت أن الشعبين السوري والجزائري شعب واحد. يفصل بينهما 4 الاف كلم، وقالت “نحن لا نعترف بهذه الحدود، والأمير عبد القادر له مكانته لدى السوريين”.
وأضافت ” لا ننسى درأه الفتنة وحمايته للطائفة المسيحية في دمشق، عندما فتح أبواب بيوته للمسيحين لحمايتهم.
وأكدت ممثلة السفارة السورية بالجزائر، بأنه لحد الآن في عيد الاستقلال ما تزال المدارس السورية تنشد نشيد قسما.
الأمير كرس أركان الدولة الجزائرية المعاصرة
تطرقت زاتير أميرة، باحثة في العمران، ومستشارة للتراث لدى مؤسسة الثقافة والتراث بدمشق، إلى العمران والتراث أدى الأمير، وهذا الجانب أغفله الكثير من المؤرخين.
وأوضحت أن الأمير عمل على تكريس أركان الدولة الجزائرية المعاصرة، من تنظيم الجيش وصك العملة، وتشيد العديد من المدن الدفاعية التحصينية، لصد توغل الاحتلال الفرنسي، ومدن مدنية فيها كل احتياجات السكان. وعلى رأسها الزمالة المدينة المتنقلة، التي لم يسبقها اليه احد.و أشارت إلى الاستعمار الفرنسي منذ أن وطأت أقدامه الجزائر عمل على طمس وهدم كل المعالم المعمارية والهوية الحضارية.
وأكدت الباحثة، أن الأمير عبد القادر، كان رجل تخطيط حربي بامتياز، وله نظرة ثاقبة للتراث المعماري الجزائري عبر التاريخ، أراد إنشاء جامعة بتيهرت، وعاصمة تاقدمت، التي كان يعول عليها كعاصمة للجزائر، حيث كان النمط المعماري الذي اعتمده الأمير عبد القادر، امتداد للأسلاف، ونقله إلى دمشق عندما نفي.
وأشارت الدكتورة زاتير، إلى أن الأمير عبد القادر، عندما نفي إلى دمشق اختار أعرق الحارات بها الموجودة في زقاق النقيب وراء المسجد الأموي، واشترى بيوتا أعاد بناتها وفق تخطيط عمراني مغاربي جزائري.
وطالبت المحاضرة، بإعادة فتح ورشات وتنقيبات على مدن الأمير عبد القادر، لتكريس هذا النمط المعماري.
واكد الدكتور بوجمعة هيشور، باحث في التاريخ المعاصر والوزير السابق، ان الجزائر كانت موجودة بكل أبعادها، كأمة وبلد بمؤسساتها، وكامتداد عميق في تاريخ المعمورة، وأشار إلى أن الحملة الشرسة على الجزائر وتاريخها وراءه الصهاينة والمخزن، الذين يريدون تدنيس تاريخنا وهويتنا وأصولنا وتشويهه من خلال الطعن في شخصية الأمير عبد القادر.
مبايعة الأمير قمة الديمقراطية
وقال هيشور إن الجزائر لها مرجعية في مواجهة ادعاءات الاستعمار القديم.
وأكد الوزير السابق، أن الأمير عبد القادر، كان مجاهدا كبيرا و رجل الفكر والتاريخ فيما يخص الجانب المتعلق بحياته وحياة والده في انتماء للزاوية القادرية، حيث أن محيطه جعله يتعلم الكثير من التصوف، وكل العالم يعترف بنظرته الثاقبة وإنسانيته في التعامل مع أسرى الحرب، وتجنيب الفتنة بين المسيحيين والمسلمين في سوريا.
وأضاف هيشور، أن الأمير عبد القادر، كان رجل دولة وله الأنسنة وكوريث في جانب التصوف. الصديق والعدو يعترف له بذلك.و قال : ” من لا يعرف تاريخه يجد نفسه أمام تساؤلات، تاريخنا معروف والأرشيف يؤكد ذلك”.
وابرز الباحث، أن مبايعة الأمير عبد القادر هي قمة الديمقراطية، ولها جانب قانوني، ومؤسساتي وروحي.