أكد باحثون على ضرورة جعل من ماضينا الثوري مرجعية لتعزيز الوحدة الوطنية، التي لا تزول بزوال الرجال، وذلك في ندوة تاريخية علمية، نظمها مخبر البحوث والدراسات السياسية بجامعة الجزائر 03، اليوم الإثنيين، بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد، بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، برلمانيين، ومثقفين ومجاهدين.
قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، :” الفاتح نوفمبر 1954 ، كان حدثا مفجرا لأعظم ثورة قيم وعناصر في التاريخ، لازالت تثير فينا بقيمنا النخوة والشهامة، لنرسخ من خلالها المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم في فؤادنا وضمائرنا، بما يعطي معنى لوجودنا ولأعمالنا في كنف الوفاء للمبادئ التي سطرتها أدبيات وخيارات ثورة نوفمبر 1954 المجيدة”.
وأكد ربيقة ان ثورة نوفمبر كانت ثمرة طيبة لنضال السلف وكفاحه الذي تواصل لأزيد من 132 سنة.
وأضاف الوزير ان ثورة نوفمبر استلهمت منها شعوب المعمورة في قارات العالم أجمع قيم النضال والكفاح والجزائر اليوم، عرفت كيف تحافظ على قيم نوفمبر، بالتزامها إزاء القضايا العادلة في العالم قاطبة، فالمبادئ التي جاء بها بيان أول نوفمبر 1954 ، مبادئ أجمع العالم على أنها تدخل أجمعت المعمورةضمن نطاق عام لنضالات الشعوب التي لازالت ترزح تحت نير الاستعمار، بما أسهم في دعم الحركة العالمية لتصفية الإستعمار. وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها .
واشار وزير المجاهدين، إلى إن الاحتفالات التخليدية التي شهدها شهر نوفمبر بسبعينية عيد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، في كافة المجالات، تعد بمثابة قوة دفع متجددة، للعمل والسهر على استكمال مسيرة الانتصارات بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتحقيق طموحات الشعب الجزائري الكريم في حاضره المشرق، ومستقبله الواعد في كنف الأمن والاستقرار والتنمية الذي تتزايد.
وذكر ربيقة، بإن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، من منطلق التزامات بنرنامج رئيس الجمهورية، ورؤيته لملف الذاكرة الوطنية بمفهومه الواسع، تسهر على ضمان تلقین و ترسيخ قيم ومبادئ نوفمبر للناشئة، والحفاظ على المكتسبات والإنجازات المحققة، ومواصلة السيرة البناء التي حلم بها الشهداء الأبرار ودافع عنها المجاهدون الأخيار .
وقال الوزير :” الحفاظ على ذاكرة الشهداء واجب مقدس، يلزمنا جميعا وعلى الدوام صوته وحفظه وتذكره وجعله حيا في العقول والوجدان، ضمن معالم الهوية الوطنية وثقافة المواطنة الخلافة، بما يسهم في تقوية مقومات الانتماء والاعتزاز بالخصوصية التاريخية والحضارية لأمتنا وتأمين شروط مناعة أفضل للأجيال إزاء ما يدخل مع رياح العولمة من غبار التطويع والاستلاب والتنميط والقولبة بقيم بديلة تضر ولا تنفع.”
قوجيل يثمّن إحياء الذاكرة في اوساط الشباب
ثمن رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، مبادرات الندوات التاريخية احياء للذاكرة الوطنية لاسيما في اوساط الشباب.
قال قوجيل في كلمة القاه نيابة عنه المجاهد عضو مجلس الأمة يوسف مسار، :” بقدر ما يتعمق الفكر القومي في اوساط الجزائريين بقدر ما يترسم الأمن والأمان والإستقرار وبذلك بتحصين الوطن من كل أعداء الجزائر”.
وتطرق المجاهد يوسف مسار ، إلى بعض جوانب العقيدة العسكرية في صفوف جيش التحرير الوطني المستلهمة من الإيمان والفطرة التي لم تكتسب من الجامعات، فقد استلهمت من الزوايا والكتاتيب والحياة اليومية للمجاهدين، اضاف عضو مجلس الأمة.
واكد المجاهد مسار، ان الشعب هو الزعيم الأول في الثورة، وتحدث عن شجاعة مجموعة من المناضلين المخلصين المتشبعين بالروح الوطنية خاصة في المنظمة الخاصة، الذين فجروا أعظم ثورة في العالم.
اعراج: ثورة نوفمبر أورثتنا منظومة قيم متأصلة
أبرز عميد كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية سليمان أعراج، انخراط الجامعة في الإحتفال بالذكرى السبعين لثورة التحرير المجيدة، التي ألهمت البشرية وكانت نموذجا لكل المجتمعات التي تناشد الحرية وتدعيم الشعوب لتقرير مصيرها.
واكد البروفيسور اعراج، ان الجامعة هي حاضنة ومنتجة للفكر المتأصل ومحافظة على القيم الوطنية، وقال :” ثورة نوفمبر أورثتنا منظومة قيم متأصلة والحفاظ على الذاكرة الوطنية يأتي في صلب اهتمامات الجامعة الجزائرية، هذه الأخيرة مرافق وداعم لحاضنات التاريخ من أجل إنتاج فكر معتدل للرد على الأطروحات والأفكار المضللة”.
جعل ماضينا مرجعية لتعزيز الوحدة الوطنية
واشار مدير مخبر البحوث والدراسات السياسية بجامعة ابراهيم سلطان شيبوط، بين عكنون البروفيسور أحمد شاطر باش، إلى ان تاريخ الجزائر حافل بالأحداث والمنجزات العظيمة سواء على الصعيد السياسي او العسكري، وان ما انتجته ثورة التحرير كان ولايزال نبراسا لكل الشعوب التواقة للحرية.
واكد ان كل فئات الشعب الجزائري ساهمت في ثورة التحرير منهم من ساهم بالمال وهناك من ساهم بالقلم والفن، ومنعم من ضحى بنفسه من اجل حرية بلده.
وتأسف مدير مخبر البحوث والدراسات السياسية، لان الكثير من شباب اليوم لا يفقه شيئا فيما تحمله هذه الدلالات التاريخية، وحث على ضرورة الحفاظ على رمزية نوفمبر لجعلها مقوما تاريخيا لتمتين ترابط الأجيال.، وجعل ماضينا مرجعية لتعزيز الحصانة الوطنية التي لا تزول بزوال الرجال، وتذكير الشباب بقيم الثورة وغرس الروح الوطنية من أجل وطنية جامعة، مسترسلا : “نوفمبر هو الذي يجمعنا حينما يبعثرنا الخلاف”.
واكد باحثون ان النظم الاستعمارية هي نظم ارهابية، وما فعله الإستعمار الفرنسي في الجزائر أكبر دليل والٱن ما يحدث في فلسطين. وتطرق إلى طبيعة الإستعمار الاستيطاني في الجزائر ومظاهره وخلفيته التاريخية، واسلوبه العنصري القائم على التهجير القسري. والابادة الجماعية.