أفادت الأمم المتحدة أن الجفاف يكلف العالم نحو 300 مليار أورو سنويا داعية إلى استثمارات عاجلة في الحلول القائمة على الطبيعة مثل إعادة التشجير.
أوضح تقرير نشر اليوم الثلاثاء خلال اليوم الثاني لمؤتمر الأطراف الـ16 بشأن التصحر المقام حاليا في مدينة الرياض (السعودية)، بعنوان “اقتصاديات الجفاف: الاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة لتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف”، إنه من المتوقع أن يؤثر الجفاف، الذي يغذيه تغير المناخ والإدارة غير المستدامة لموارد المياه والأراضي، على 75 بالمائة من سكان العالم بحلول سنة 2050 .
وفي هذا السياق، فصل التقرير كيف يمكن لهذه الحلول القائمة على الطبيعة مثل إعادة التشجير و إدارة الرعي أن تقلل من الخسائر وتزيد الدخل الزراعي مع توفير فوائد مناخية وبيئية.
وخلصت دراسة أجريت سنة 2020 ، نشرت في المجلة العلمية جلوبال تشينج بيولوجي” (مجلة بيولوجيا التنوع العالمي) إلى أن “التدخلات القائمة على الطبيعة غالبا ما تكون فعالة أو حتى أكثر فعالية في اغلب حالات التدخلات لمكافحة اثار تغير المناخ”.
وشهد عام 2024، الذي سيكون بالتأكيد الأكثر حرارة على الإطلاق على وجه الأرض، العديد من حالات الجفاف المدمرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط و العديد من الدول منها على وجه الخصوص الإكوادور والبرازيل وناميبيا وملاوي، ما تسبب في حرائق ونقص في المياه والغذاء.
وفي هذا الصدد أكد مدير معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، كافيه مدني، والمؤلف المشارك للتقرير أن تكلفتها “تتجاوز الخسائر الزراعية المباشرة وتؤثر على سلاسل التوريد بأكملها وتقلل من الناتج المحلي الإجمالي وتؤثر على سبل العيش وتؤدي إلى مشاكل طويلة الأجل مثل الجوع والبطالة والهجرة”.
وصرحت، بدورها، أندريا ميزا، نائبة الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن “إدارة موارد الأراضي والمياه لدينا بشكل مستدام أمر ضروري لتعزيز النمو الاقتصادي وبناء قدرة المجتمعات المحلية التي تعاني من دورات الجفاف”.
وفي هذا السياق قالت “بينما تجري المناقشات من أجل اتخاذ قرار تاريخي بشأن الجفاف، يدعو التقرير قادة العالم إلى الاعتراف بالتكاليف المفرطة التي يمكن تجنبها للجفاف واستخدام حلول استباقية قائمة على الطبيعة لتأمين التنمية البشرية في حدود الكوكب”.
ويذكر أن أعمال الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) قد انطلقت أمس الاثنين حيث دعت إلى تكثيف الجهود العالمية لاستصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف، وتستمر أشغال المؤتمر الى غاية 13 ديسمبر الجاري تحت شعار “أرضنا مستقبلنا”.