أبرز مشاركون في الطبعة الثالثة للمؤتمر الافريقي للمؤسسات الناشئة اليوم الجمعة الزخم الذي اكتسبه هذا الحدث الافريقي في مجال ريادة الاعمال واقتصاد المعرفة، مؤكدين أن المشاركة في المؤتمر تعد فرصة تسمح بتبادل الخبرات وإيجاد الحلول الكفيلة لبناء تصور جديد للمؤسسات الناشئة الافريقية، لا سيما من خلال الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.
وفي تصريحات للصحافة على هامش المؤتمر، أشاد الخبراء بالأهمية المتزايدة التي يعرفها هذا الحدث القاري، خصوصا من خلال استقطاب عدد معتبر من الفاعلين في المجال سواء كانوا خبراء أو متعاملين اقتصاديين، صناع القرار أو مؤسسات ناشئة.
وفي هذا الاطار، أبرز المدير التنفيذي لمركز التكنولوجيا التابع للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و الاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” والمنسق العام للقمة العربية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، كريم حسن، أهمية هذا المؤتمر قصد الوقوف على مختلف التجارب التي تشهدها الدول الافريقية.
وأوضح في هذا السياق بالقول: “لقد وقفنا على تجارب ناجحة من كل الدول الافريقية تقريبا، وهذا يدل على ان القارة الافريقية تزخر بالمواهب وبالأنشطة الناجحة في القطاعات المختلفة وخاصة في مجال التكنولوجيا”.
ولفت المتحدث الى أن التطبيقات الرقمية ترتبط بعناصر التنمية الأساسية في افريقيا، على غرار الزراعة وعليه فإن التطبيقات التكنولوجية واستخدام الذكاء الاصطناعي هي “جزء متأصل حاليا في العملية التنموية، وجب التحرك بسرعة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة”.
أما المدير التنفيذي لمؤسسة التكنولوجيا من أجل البشرية (Technology for humanity) آلان دوليوم ، فأوضح بأن التواجد في هذا الحدث القاري هو أمر “بالغ الأهمية” بالنظر ل “حاجة إفريقيا لسوقها الرقمي الخاص، و لكي تستفيد من مناخ أعمال ملائم وسيادة على البيانات، وهما ركيزتان لتطوير الذكاء الاصطناعي وتم التماسهم في مؤتمر الجزائر العاصمة”.
من جهته، أكد محمد أمين العوني، مدير تنفيذي لمؤسسة ناشئة تونسية، أن هذا اللقاء يعد فرصة مواتية لرواد الأعمال ذوي الخبرة لمشاركة تجاربهم في المجال، لاسيما في كيفية تقديم المشاريع بهدف الحصول على التمويل اللازم لافتا الى انه ينتظر من مشاركته الثانية في هذه التظاهرة أن تثمر بفرص استثمارية جديدة والاحتكاك بتجارب الأخرين.
واعتبر الخبير الجزائري فريد أعراب بدوره أن التظاهرة أصبحت تتمتع بسمعة كبيرة بإمكانها استقطاب أهم الخبراء في الميدان، مشيرا الى أهمية اشراك “كل الافارقة في مسار التحول الرقمي القائم على الذكاء الاصطناعي”.
ويرى ذات المتحدث ان القيمة المضافة لنسخة هذه السنة “تكمن في ارتفاع عدد المشاركين من 50 خبيرا في الطبعة الأولى ثم نحو 100 في النسخة الثانية، وصولا الى أزيد من 250 خبيرا هذه السنة”.
أما فريدي بلنا (عضو من وفد جمهورية الكونغو الديمقراطية)، فقال أن مشاركة وفد بلاده في الطبعة الثالثة للمؤتمر ب5 مؤسسات ناشئة يعد “أمرا إيجابيا يسمح للمشاركين بتبادل الخبرات والأفكار مع نظرائهم الجزائريين والأفارقة والبحث عن الحلول الرقمية للمشاكل المشتركة”.
وينظم هذه التظاهرة المقامة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كل من وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة والمسرع العمومي “ألجيريا فنتشر”، حيث تشهد حضور أكثر من 25 ألف زائر، و45 وزيرا من دول القارة، إلى جانب أزيد من 500 شركة ناشئة و100 مستثمر من 50 دولة إفريقية.
وستتواصل فعاليات المؤتمر الى غاية هذا السبت تتخللها محاضرات وندوات وورشات ولقاءات عمل بين كل الفاعلين في المجال.