اضطلعت “الشعب” بواجبها الإعلامي المهني في تغطية ونقل الأحداث الوطنية الكبرى التي رسّمت تقويم مسار الدولة منذ 2020، واستعادة مكانة الجزائر على الساحة الإقليمية والدولية، واعتمدت الجريدة مبدأ “حق المواطن” في المعلومة، لتسليط الضوء على كل ما يخص الشأن العام مع إرفاق ذلك بكافة عناصر التحليل والفهم، بمقالات رأي وأفكار خبراء ومختصين.
في ذكرى تأسيسها 62، تضيف “الشعب” عاما آخر من العمل الإعلامي الوطني الهادف والمكرس للخدمة العمومية، متشبّثة بالتقاليد المتأصّلة للممارسة الصحفية المبنية على قواعد الاحترافية والأخلاقيات التي تحكم المجال.
وبخطّها التحريري الواضح، عايشت الجريدة العريقة مختلف الأحداث التي شهدتها الجزائر منذ 2020، وتعاملت معها بأهمية بالغة ودقّة متناهية، إدراكا منها أن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة في تاريخ البلاد، أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وترتبط بشكل مباشر بتطلّعات الجزائريين.
وإعلاءً للحق في الإعلام المكرس دستوريا والواجب المهني، نقلت “الشعب” كافة الجوانب التي ارتبطت بالتعديل الدستوري العميق قبل 5 سنوات، والذي تميز بإعادة السلطة التأسيسية للشعب الجزائري، حينما عرض عليه للتصويت عبر الاستفتاء، خلافا لما كان عليه حال عندما كان يمرّر عبر العمل النيابي (البرلمان).
كانت تلك بالنسبة للجريدة من أهم ورشات إعادة البناء المؤسساتي التي باشرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبداية استعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وبالتالي فلا مجال لادخار أدنى جهد، ولابد من المعالجة الإعلامية الشاملة والهادفة لضمان اضطلاع القارئ على ما تعيشه بلاده من عملية سياسية تدخل في صميم إعادة تقويم المسار، وهدم كل الممارسات التي أضرّت بالمصلحة العليا للوطن.
«الشعب” سلّطت الضوء، لأيّام بل لأسابيع، على حالة التفاعل بين مختلف المؤسسات والهيئات والقوى الحية للدولة من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية عبر الممارسة الانتخابية النظيفة، ما خلق مؤسسات جديدة غير مطعون في شرعيتها ولا في منابع شاغليها الجدد.
كما رافقت أولى خطوات العودة المشهودة للجزائر على الساحة الإقليمية والدولية، بدءاً بالتنظيم الناجح للقمة العربية لسنة 2022، والتي حرص الرئيس تبون على التحضير الجيد لها وجعل “من لمّ الشمل العربي”، وقبله لمّ الشمل الفلسطيني عنوانا لها، حينما جمع الفرقاء الفلسطينيين في الجزائر، ووقّعوا على ميثاق للمصالحة والوحدة.
ومن خلال التناول الإعلامي لهذا الحدث الكبير، تضمن رسالة “الشعب” كل العناصر لانسجام مواقف الجزائر مع الخيارات الصحيحة، كتغليب الحلول السلمية للأزمات في المنطقة العربية وتبني خيار المصالحة والوحدة، والاستعداد لفترة ما بعد “كوفيد 19”، ورسمت بدقة في مقالات وتحليلات أبعاد تحقيق ذلك، ومخاطر الفشل في التخلص من مسببات التفرقة والشتات على القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
ولم تتوان جريدة “الشعب” عن إبراز مظاهر عودة الدبلوماسية الجزائرية إلى واجهة الأحداث الدولية، حيث أفردت مساحات معتبرة على صفحاتها، وأعدّت ملفات وأوراق خاصة بتحول السياسية الخارجية للبلاد من الموقف إلى الدور، وهو ما توّج بانتخابها وبالأغلبية الساحقة للدول الإفريقية، العربية والإسلامية عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
كان ذلك انتصار آخر للجزائر، أثبت جدارته النشاط المكثف للوفد الجزائري، الذي نجح في صياغة مشاريع قرارات وسن بيانات صحفية، حظيت كلها بالدعم المطلق من الأغلبية الساحقة للمجموعة الدولية، خاصة تلك التي ناصرت بشكل قوي وصريح القضية الفلسطينية.
ويمكن العودة إلى ما كتبته “الشعب” في هذا المجال، للوقوف على لحظات استعادة الجزائر لمكانتها كدولة بارزة لها موقف ورأي، ولها دور ريادي على الصعيدين الإقليمي والقاري.
وعندما تناولت الجريدة مطوّلا مواضيع نجاح الجزائر في أحداث كبرى، ومواقف ذات بعد خارجي، أثبت أنّها الخيار الصحيح لخدمة قضايا الشعوب، وحاجاتها إلى التنمية والسلام والتطور واستغلال مواردها بشكل سيادي.
ومن خلال ما قدّمته “الشعب” من معطيات دقيقة بعيدة كل البعد عن صحافة التأويل أو التهوين أو التهجم المجاني، تكون قد ساهمت بفعالية كبيرة في إسقاط كل مقذوفات الحرب الإعلامية التي شنت على الجزائر وعلى مواقفها، والتي استخدمت منصات التضليل والدعاية الكاذبة.
لقد مارست الجريدة مهمتها الإعلامية، بحس وطني عال، خلدت بموجبه أقوى لحظات الفخر والاعتزاز التي تجسدت في الاستعراض العسكري المخلد لستينية الاستقلال سنة 2022، والاستعراض العسكري المخلد لسبعينية الثورة في نوفمبر الماضي.
وعادت في كل مرة للتعمق في الحدثين بالتعمق في رسائل والدلالات، بما ساعد القارئ على إدراك المغزى والبعد المتمثل في ترسيخ رابطة “جيش-أمة”، وتعزيز أواصر الجبهة الداخلية، وإبراز الوعي بحقيقة الأوضاع.
إنّ الرسالة الإعلامية التي تستمر “الشعب” في إيصالها، تحمل كل التفاصيل الخاصة بتطلع البلاد نحو المستقبل، وإصرارها على النجاح في كل الرهانات، داخل الوطن وخارجه، وهو ما يساهم في رسم الصورة الحقيقية عن الجزائر في الخارج.