قال وزير السكن و العمران والمدينة، طارق بلعريبي، إن الإسكان في الجزائر ليس مجرد توفير مأوى فقط، بل هو مشروع وطني استراتيجي يحمل في طياته أبعادا اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية، وانسانية تهدف إلى رفع مستوى معيشة المواطن.
أوضح بلعريبي، في كلمة خلال المؤتمر الثامن للإسكان العربي، المنظم اليوم الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرا، عبد اللطيف رحال، أنه من “هنا احتلت مسألة الإسكان مكانة محورية في السياسات التنموية العمومية، ليصبح واحدا من الرسائل الأساسية في مخطط عمل الحكومة، وتم ذلك عبر تعبئة شاملة لموارد الدولة سواء كانت تنظيمية، تقنية، مالية، أو عقارية، بهدف توفير السكن اللائق الآمن”.
الاكتفاء الذاتي في مواد البناء
وأكد بلعريبي، أن الجزائر حققت الاكتفاء الذاتي في مواد البناء، ب 6 مليون طن من الحديد والخرسانة، وحسبه فإن قطاع السكن ساهم ب 12.9 بالمئة من الناتج الداحلي الخام .
وذكر وزير السكن والعمران، بالبرنامج الخماسي عدل 03، لتشييد مليوني وحدة سكنية، وإنشاء اقطاب حضارية جديدة تجمع بين الحداثة والأصالة، توفر خدمات راقية، لتحسين جودة الحياة.
واعرب عن شكره للوفود العربية من جامعة الدول العربية، وعلى رأسهم الامين العام للجامعة الدكتور أحمد ابو الغيث، الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب قاهرة على المشاركة في هذه الدورة.
وقال :”إن حضوركم اليوم يعكس الروابط المشتركة، التي تجمع شعوبنا وعزمكم على تعزيز الروابط نحو العمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة في بلداننا، انه لشرف عظيم ان تحتضن الجزائر اشغال الدورة ال41 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، اول مجلس وزاري متخصص أنشئ من طرف جامعة الدول العربية، والذي يعمل منذ نشأته على تثمين العلاقات بين الدول العربية في مجال البناء، والتعمير والإسكان، وتحقيق الأهداف النبيلة المنصوص عليها في النظام الأساسي لهذا المجلس الموقر”.
وأضاف :” يعد امتداد لإلتزام دولنا لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف رقم 11، بجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود، وهو ما نسعى اليه من خلال جلسات هذا المؤتمر الثامن”.
وأشار طارق بلعريبي، إلى أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على العمران المستدام، السكن اللائق والآمن، الميسور التكلفة، والمدن المستدامة، وجودة الحياة، ومواد البناء الصديقة للبيئة.
وقال :” هذا اللقاء فرصة مميزة للتعرف على ما حققته الجزائر في مجال العمران والبناء المستدام، بما ينسجم وهويتنا الثقافية وتطلعاتنا التنموية، آملا ان تحمل هذه التجربة صورة مشرقة لما تقدمه الجزائر في مجال العمران”.
وأضاف الوزير، ان العالم العربي يشهد تسارعا ملحوظا في النمو السكني، حيث بلغ عدد السكان حوالي 468 مليون نسمة عام 2023، ومن المتوقع ان يصل إلى 521 مليون نسمة عام 2030، وحوالي 676 مليون نسمة في 2050، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.
قال ان هذا الواقع يفرض تحديات كبيرة في البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل السكن، الطاقة، المياه، التعليم و الصحة، بما يتماشى مع متطلبات الحياة الحديثة وتطورها التكنولوجي خاصة وان 70 بالمائة من سكان الدول العربية يعيشون في مناطق حضرية، وهو ما يتطلب خلق مدن واقطاب حضارية مستدامة توفر بيئة صالحة للعيش.
أهمية التخطيط العمراني
وشدد بلعريبي، على ضرورة إيلاء الأهمية للتخطيط العمراني القائم على أسس الاستدامة، الذي يعمل على تطوير وخلق مناطق حضارية، قائلا :’ لهذا الغرض فقد اضحت التكنولوجيات الحديثة والذكاء الإصطناعي ركيزتين اساسيتين لتطوير مناطق حضارية تواكب العصر، هي رؤية مستقبلية تتطلب مواكبتها مع كل ما تحمله من ايجابيات.”
وأضاف:” انطلاقا من الرؤية الحكيمة والطموحة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتنفيذا لتعهده بجعل السكن حقا اساسيا واولوية مطلقة في مسار تحقيق العدالة الاجتماعية، استطاعت الجزائر احراز تقدما كبيرا في تلبية احتياجات مواطنيها في مجال السكن”.
وابرز طارق بلعريبي، ان هذه الجهود تعكس التزامات الدولة الدستورية وبتوفير ظروف معيشية كريمة للمجتمع ومبدأ التنمية المستدامة والمتوازنة بين مختلف فئات المجتمع وميسور التكلفة للجميع”.
وذكر وزير السكن، ان الجزائر تمكنت خلال الفترة المنتدة ما بين 2020_2024، من تحقيق انجاز بارز في قطاع السكن من خلال توزيع 1.7 مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ، ضمن مدن واقطاب حضارية مزودة بمختلف الشبكات والتجهيزات العمومية، والتي بلغ عددها الف و 1924 تجهيزا عموميا، حيث رصدت الاعتمادات العمومية مقدرة ب35 مليار دولار، وهذا في إطار أنسنة المدينة، مما ساهم بشكل مباشر في تقليص معدل شغل السكن، الذي انخفض من 4.40 سنة 2019، إلى 4.18 هذه السنة، والذي يعتبر مؤشر رفاه وتمكين المستفيدين من تمليك سكناتهم، قال بلعريبي.
وابرز مرافقة الدولة الجزائرية انجاز هذا البرنامج الضخم من السكنات برامج اخرى، أين بلغت معدلات الربط بالمياه 100 بالمائة، حيث بادر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باسداء تعليمات تقضي بإنجاز خط خمس محطات تحلية مياه البحر، وهذا ضمن المخطط التنموي 2022-2024، ليصل بذلك عدد محطات التحلية إلى 19 محطة على طول الشريط الساحلي.
محطات تحلية مياه البحر تضمن 65 بالمئة من احتياجات المواطنين من الماء الشروب
وأشار إلى أن هذه المحطات من شأنها ضمان إنتاج 65 بالمائة من احتياجات المواطنين في مجال التزويد بالمياه الصالح للشرب في افاق 2025.
وأكد الوزير ان انجازات قطاع السكن لم تقتصر على تشييد السكنات فحسب بل، تعدتها لتشمل المنشآت الكبرى في صور المستشفيات الجامعية بسعة 500 سرير موزعة عبر مختلف مناطق الوطن، وهذا حرصا على توفير الخدمة الصحية المجانية للمواطنين.
ونوه في هذا الصدد بجهود الدولة في المنشآت الرياضية الكبرى لاسيما الملاعب الأربعة المسلمة مؤخرا منها ثلاثة بسعة 40 الف مقعد، وملعب اخر يتسع ل50 الف مقعد، مصمم حسب المعايير الدولية، كما شرع في انجاز مشروعين حيوين في الجنوب الكبير يتمثلان في مركبين رياضيين بسعة 25 الف مقعد سيسمحان بخلق التوازن الإقليمي.
اما فيما يخص تعزيز شبكة الطرقات وتحسين الحركية، وربط مختلف المدن الجزائرية فقد عرف قطاع السكة الحديدية طفرة نوعية.
جوائز لأحسن انجاز سكني ترقوي
وعلى هامش المؤتمر الثامن للإسكان العربي، سلمت الجامعة العربية ثلاث جوائز الجائزة الاولى منج شهادة تقديرية وميدالية، و20 الف دولار لمشروع مسكن ترقوي مع خدمات مدمجة بتيبازة.
في حين منحت الجائزة الثانية، التي هي عبارة عن شهادة تقديرية و15 الف دولار، أمريكي لمشروع اسكان منطقة تل العقارب بجمهورية مصر العربية، والجائزة الثالثة قدرها 10 الاف دولار أمريكي، منحت مناصفة بين مشروعين مشروع بوفارديا سيتي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ومشروع السويحان بالإمارات العربية المتحدة.
وقررت جامعة الدول العربية منح جوائز تقديرية لمبنى الميار للاردن، منزل الكولوناد للجزائر، مشروع الإسكان البديل روضة اكتوبر لجمهورية مصر العربية.