اختتمت، اليوم الخميس، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أشغال المؤتمر الثامن للإسكان العربي، بتنظيم مشترك بين وزارة السكن والعمران والمدينة، برعاية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وجامعة الدول العربية، بعنوان “العمران والبناء المستدام: تحديات وآمال واعدة”، بتوصيات أهمها تطبيق العمران المستدام.
خلصت المناقشات المستفيضة وتبادل الخبرات والآراء حول موضوعات محورية متعلقة بالعمران المستدام والسكن والمدينة بين مختلف خبراء الوفود العربية، على مدار ثلاثة أيام إلى توصيات أهمها: إيلاء اهمية للعمران المستدام فكرا وممارسة لتحقيق مدن مرنة قادرة على الصمود والإستدامة تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، توحيد المفاهيم والمصطلحات والمعايير المتعلقة بالسكن اللائق والميسور التكلفة في البلدان العربية، مع العمل على توفير قاعدة بيانات للعمران والبناء والمدينة، بما يراعي خصوصيات كل بلد عربي ضمن التصور العام للعمل العربي المشترك.
تعزيز السكن ميسور التكلفة
خلص المؤتمر إلى ضرورة تبادل الخبرات والتجارب وتعليق التواصل بين البلدان العربية في الميادين المتعلقة بالعمران والبناء المستدام، وكودات المباني الخضراء ومواد صديقة للبيئة، اضافة الى وضع سياسات حكومية لتعزيز السكن الاجتماعي والسكن ميسور التكلفة، بالتعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني خلال العمل التشاركي في تمويل السكن اللائق.
كما تم الاتفاق على اتباع سياسة العمران والبناء الذكي لتوفير استهلاك الطاقة وترشيدها والتكيف مع التغيرات المناخية،ا ستعمال التقنيات الذكية في النقل الحضري والمواصلات للتخفيف من الازدحام والانبعثات الغازية من أجل مدن مستدامة وآمنة، والتأكيد على أهمية استعمال مواد البناء الطبيعية المحلية الصديقة للبيئة لخفض تكاليف الإنجاز من جهة، ولأثرها البيئي والصحي من جهة أخرى.
واتفق المشاركون في المؤتمر إلى العمل على تسهيل تمويل السكن اللائق كبنوك الإسكان والقروض العقارية وتشجيع التمويل التشاركي.
وأكد الخبراء على أهمية تحديث المعطيات من أجل مواجهة المخاطر الطبيعية كالزلازل والتخفيف من آثارها، و تبادل الخبرة والمعرفة في مشاريع المدن الجديدة ودعم فكرة مدن العشرين دقيقة من السير الوظيفي في المدن الكبرى العربية، والتأكيد على دعم الدول العربية للقضية الفلسطينية.
ومن بين التوصيات النهوض بالبنية الصحراوية وتنمية المدن الداخلية في الدول العربية، لإحداث التوازن في التهييئة العمرانية الوطنية في كل بعد، وتشجيع وتدعيم وتمويل الأبحاث العلمية والأكاديمية في مواد البناء المنخفضة التكاليف واستعادة مواد البناء، ودمج فكر العمران المستدام والمباني الخضراء في مناهج التعليم في الدول العربية.
واقترح الخبراء، ادخال تقنيات التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد في دراسات المدن في الدول العربية ومؤشرات المناطق الحضرية والنهوض بالبيئة الصحراوية والمدن الداخلية، لتجسيد التوازن الاستراتيجي لسياسات التهيئة العمرانية الوطنية في كل بلد عربي.
تعزيز الحكومة الحضرية في المدن العربية
وتضمنت التوصيات أيضا إيلاء الأهمية لبرامج الحد من التوسع العمراني العشوائي في المدن العربية، لاسيما في الأراضي الفلاحية، وأهمية استعادة المساحات العشوائية المسترجعة في مخططات التطوير الحضري، تفعيل منهج المدن الذكية في إدارة الطرق والنقل ومراقبة الجودة البيئية ومحاربة التلوث وإدارة النفايات من خلال تعزيز الحوكمة الحضرية في مدننا العربية.
وتضمن المؤتمر 16 جلسة، حيث قدم فيها 82 بحث، توزعت على70 بحثا،و 12 ورقة وطنية من بعض الدول العربية.
للتذكير، ناقش المؤتمر الثامن للإسكان العربي، اربع محاور هي العمران المستدام، السكن اللائق والآمن ميسور التكلفة، المدن المستدامة وجودة الحياة، المباني الخضراء ومواد البناء الصديقة للبيئة.