أبانت الطبعة الـ 32 لمعرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، عن قدرة الجيش الوطني الشعبي الكبيرة في مجال الصناعة، الصيانة ، التصليح، البناء والإمداد وفي مختلف المجالات، حيث تحوز المؤسسة العسكرية على كافة التقنيات والتكنولوجيات اللازمة لتطوير قدراتها وتحديث إمكانياتها، وباتت بخبرتها وإمكانياتها المادية والبشرية تساهم بفعالية كبيرة في إثراء النسيج الصناعي الوطني وانخرطت تحت قيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون في تقليص فاتورة الاستيراد والمساهمة بفعالية في تدعيم وتعزيز الاقتصاد الوطني.
تجولت أمس “الشّعب” في أروقة معرض الإنتاج الجزائري، المقام في قصر المعارض بالصنوبر البحري، بالجزائر العاصمة، بجناح وزارة الدفاع الوطني، أين تعرض الأسلحة الجزائرية الصنع، وكالعادة آخر تطورات الصناعة العسكرية، للشركات والمؤسسات المتخصصة في مختلف فروع الإنتاج سواء تعلق بالصناعة الميكانيكية، الذخائر والأسلحة، العتاد والمدرعات، البناء والتصليح البحريين، وغيرها من المؤسسات التي تشكل فخرا واعتزازا كبيرين لدى كل الجزائريين.
ملف من اعداد ه.ل، فضيلة بودريش، فايزة بلعريبي
صناعة الجيش.. احترافية وتطور بمقاييس عالمية
تحقّق الصناعات العسكرية نموا سريعا وتطورا لافتا، بفضل انخراطها العميق في التطور التكنولوجي وحرصها القائم على الرفع من حجم نسب الإدماج، ولا يقتصر دورها على تلبية طلب المؤسسة العسكرية بل حريصة على تلبية الطلب في السوق الوطنية، وهذا ما عكس الإقبال الكثيف لزوار الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري على مختلف أجنحتها وانجذابهم للعديد من الصناعات وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن التجربة رائدة تؤسس لصناعة وطنية قوّية ومستدامة.
درون “أوراس 700” للمراقبة والقضاء على الحرائق، جذب جناح مؤسسة تطوير إنتاج أنظمة التكنولوجيا المتقدمة التابعة للناحية العسكرية الأولى اهتمام الجمهور والمتعاملين الاقتصاديين على حد سواء وليس غريبا، لأنها تعكف على تصنيع “الدرون” أو الطائرات بدون طيار.
وتقربت “الشعب” من النقيب سلمان لرقم للوقوف على منتجات المؤسسة والمواكبة التكنولوجية، وأكد أن المؤسسة مختصة في تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى توفيرها الدعم التقني للوحدات الجوية من حيث صناعة التسليح وهياكل الطائرات بكل أنواعها والمصنوعة من المواد المركبة.
وذكر أنه تنفيذا لتوجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تشارك المؤسسة في الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري، بهدف المساهمة في إنشاء قاعدة صناعية متينة ومستدامة، إلى جانب تعريف الجمهور الجزائري بنشاطات المؤسسة العسكرية في المجال الاقتصادي والصناعي بهدف إثراء الإنتاج الوطني.
ومن بين الطائرات بدون طيار المصنعة على مستوى المؤسسة، استعرض النقيب لرقم كل من طائرة من دون طيار صغيرة الحجم رباعية المروحيات “أوراس 700”، وطائرة بدون طيار صغيرة الحجم ذات الشراع الثابت، ومن بين المهمات الرئيسية لهذه الطائرات بدون طيار، ذكر الرائد كل من المراقبة والاستطلاع الجوي ليلا ونهارا وتحديد الموقع الجغرافي للأهداف الثابتة والمتحركة، وكذا المسح الطبوغرافي وتتبع الأهداف المتحركة.
وقال النقيب لرقم إن المؤسسة تتخصص كذلك في تصنيع وإصلاح القطع المصنوعة من المواد المركبة لقطاع الطيران وتقدم الحلول لاستبدال الأجزاء الهيكلية للطائرات، بالإضافة إلى قطع أخرى خاصة للاستخدام في قطاع الطيران، وبفضل خبرات التي يتمتعون بها يضمنون منتجات عالية الجودة وإصلاحات موثوقة لتلبية متطلبات صناعة الطيران في المجال العسكري والمدني.
وبخصوص المشاريع المسطرة، كشف النقيب أنها ومذكورة في المجلة التي يقدمونها للمشاركين في هذه الطبعة، وأفادى أنه لديهم طائرة بدون طيار صغيرة الحجم من ذوية الإطلاق، وطائرات هجينة وهي طائرات تتميز بنفس خصائص الطائرات الصغيرة ذات الشراع الثابت وطائرات بدون طيار رباعية المروحيات ومشروع آخر يتمثل في طائرات بدون طيار سداسية المروحيات.
ويوجد كل مشروع من هذه المشاريع في مرحلة ما من بينها قيد الدراسة وهناك من يوجد في مرحلة التجريب. إلى جانب مشروع طائرة مسيرة صغيرة الحجم انتحارية، مع تطوير أنظمة إطلاق القذائف من دون طيار.
وتطرق النقيب لرقم إلى سلسلة من أهداف المؤسسة تتمثل في السعي نحو تطوير للطائرة بدون طيار ورفع نسبة الإدماج وقال أنها في الوقت الراهن تفوق نسبة 60 بالمائة ويطمحون إلى رفعها إلى 70 أو75 بالمائة، كما أنه بحوزة المؤسسة عدة مشاريع يسهرون على تطويرها تطويرها بهدف تلبية حاجة السوق وإلى جانب تقديم حلول لتصليح أجزاء الطائرات سواء للجانب المدني أو العسكري.
ومن بين الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمجال المدني، أشار النقيب لرقم سلمان، إلى المشاركة في حماية الغابات، من أجل دعمهم بطائرات من دون طيار لحماية الغابات من الحرائق، وتناول في هذا المقام “الدرون أو الطائرة من دون طيار التي طوروها، وقال إنها مجهزة بكاميرا حرارية، تسمح بمراقبة الغابات ويقومون بتسويقها والمتمثلة في طائرة من دون طيار “أوراس 700”، وهي طائرات مجهزة بكاميرات حرارية وكاميرات فصالية ونظام ليزر، لتحديد المواقع وتتبع الأهداف المتحركة والثابتة وتساهم كذلك في المراقبة والاستطلاع على الحدود.
نسـب إدمـاج مرتفعة
وعلى مستوى جناح مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية “قسنطينة”، علما أن فروعه تتواجد في كل فروع من رويبة وتيارت وخنشلة وقسنطينة، تحدث الرائد محمد الأمين جلوات، في عرض دقيق ومستفيض عن منتجات الشركة والدور الاقتصادي المهم الذي تتبوؤه، وأوضح أن المجمع يتواجد بالناحية العسكرية الخامسة وتابع لمديرية الصناعات الميكانيكية بوزارة الدفاع الوطني.
وقال إنه يتألف من 8 وحدات، من بينهم 3 وحدات عبارة عن شراكة مع مصنعين أجانب ويتعلق الأمر بـ “راين ميتال، وتعد شراكة ألمانية لصناعة العربات الخاصة بـ6×6 عجلات وكذلك مع شركة “نمر” بالشراكة مع مصنع “نمر أتوموتيف” لصناعة العربات الخفيفة المدرعة، وأشار الرائد جلوات في نفس السياق، إلى أن الأولى يتواجد مقرها في ولاية قسنطينة أما الثانية بولاية خنشلة.
وفي حديثه عن شركات إنتاج المحركات ذات العلامة الألمانية “صافما” مع المصنعين “دايمر ودويتس و«أم.تي.أو”، قال إنه لديهم القاعدة الميكانيكية، علما أنه كانت الشركة تابعة سابقا للقطاع العام واسترجعتها وزارة الدفاع الوطني، وهي عبارة عن مسبكتين، الأولى تتواجد في رويبة والثانية في ولاية تيارت، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على مؤسسات للتصنيع الميكانيكي في كل من رويبة وعين سمارة وإلى جانب شركة “إيمو” لصناعة العربات ذات التبريد الهوائي.
وأضاف الرائد جلوات محمد الأمين، أن هذه الشركة في البداية كانت تصنع العربات وقطع الغيار لفائدة الجيش الوطني الشعبي، بينما في الوقت الحالي وعن طريق القاعدة الميكانيكية، تعكف على التصنيع للقطاع العام والخاص على حد سواء، وبذلك تساهم في تطوير الصناعة الميكانيكية عن طريق المناولة والمناولة العكسية، على اعتبار أنه لديها ممولين محلين خواص ومن القطاع العام، وكذلك الشركة تقوم بالمناولة العكسية، لأنها بدورها تصنع قطع الغيار للشركات مثل سوناطراك وسونلغاز، وتعمل مع شركات في الشرق والغرب والوسط الجزائري وكذلك مع شركات النقل والخواص.
وبخصوص نسبة الإدماج على مستوى المؤسسة الصناعية، أفاد الرائد جلوات أنها تختلف من قطاع إلى آخر، على خلفية أنه في بعض القطاعات مصنعة بنسبة 100 بالمائة جزائرية، وفي بعض الأحيان تتراوح بين 30 و50 بالمائة، وأما حول الإنتاج الجديد الذي المعروض ، ذكر الهيكل السفلي للعربة والذي رفعت فيه نسبة الإدماج بشكل كبير، وأما في العربات فيتم تصنيع كل ماهو تقطيع وتلحيم وبالإضافة إلى معالجة أسطح المصنعة منذ سنوات وحققت وثبة من خلال تصنيع الهيكل القاعدي للعربة.
وفي هذا الجناح يمكن الوقوف على نماذج 6عربات، تعرض في معرض الإنتاج الجزائري من علامة “نمر”، لأن المؤسسة تصنع العربات وقطع الغيار الخاص بالجيش الوطني الشعبي. وفوق ذلك لديها مشاريع إنتاج عربات وقطع أخرى خاصة الهيكل الذي يستعمل في المقطورات وتوجه هذه الأخيرة لغار جبيلات.
الطاقــة الشمسيـة
وتعرض مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت ذات طابع صناعي وتجاري، مركبات وصناعة ميكانيكية متطورة وواعدة جعلت الزوار يتدفقون باهتمام كبير، تحدثت “الشعب” في هذا الجناح إلى الرائد محمد الأمين غوالي، وأكد أن المؤسسة توجد تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية، وتشارك في الطبعة 32 من المعرض، عن طريق عرض منتجات منقسمة إلى قسمين، أي نوعين، ويتعلق الأمر بمنتجات مصنعة محليا بالشراكة مع الشريك التكنولوجي علامة “مرسيدس بنز”، وكذلك منتجات المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية “أس ان في” سابقا.
وألحقت بالقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، وتم وضعها تحت تصرف مديرية الصناعات العسكرية وخاصة مؤسسة تطوير صناعة السيارات، على غرار مؤسسة صناعة العربات النفعية والصناعية، الكائن مقرها بالرويبة، وفي هذه الطبعة الجديدة للمعرض، أوضح الرائد غوالي أنهم يعرضون منتجات جديدة وأخرى لاقت رواجا كبيرا وسط الزبائن.
وفيما حول منتجات “مرسيدس بنز”، قال الرائد غوالي: “ نعرض ثلاث منتجات جديدة على غرار سيارة رباعية الدفع مزودة بمنصة للرفع تصل إلى 12 متر ومخصصة لأعمال صيانة الكهرباء ونظام المراقبة بالفيديو والكاميرا، ومنتوج له نفس المهام ويتمثل في حافلة ومركبة مزودة بمنصة لرفع 12 متر.
وتكمن خصوصية هذه المركبة في أنها موجهة لأعمال الكهرباء ذات التوتر المتوسط والعالي، ومتوفرة على معزولة تسمح للعامل لممارسة مهامه في ظروف أحسن وبكل سلامة وفي حين المنتوج الثالث متمثل في مركبة مزودة بعيادة متنقلة تسمج بجمع التبرعات بالدم ومزودة بنظام الطاقة الشمسية، يسمح لها بالتمتع بالاستقلالية في التزود بالكهرباء ويسمح لها كذلك بأداء وظائفها بالمناطق النائية على سبيل المثال وفي الأماكن العمومية للتبرع بالدم بدل التوجه للمستشفيات”.
ووقف الرائد غوالي عند المركبات المتوفرة وعرضت في المعرض السابق، وهي عربات صنعت بالشراكة مع مصنع تكنولوجي شهير وهو صيني، وكشف أنه قريبا سيتم إنتاج عربات تبين أن السوق متعطش لها والمتمثلة في شاحنات من سعة 6 إلى 12 طن، وكذلك حافلات لنقل المسافرين في الوسط الحضري والتي تستعمل على سبيل المثال من طرف مؤسسة النقل الحضري “ايتوزا” في العاصمة، وكذلك سيتم طرح حافلات لنقل المسافرين للمسافات الطويلة “الشبه حضري”مزودة بـ33 مقعد، في إطار الحرص على تجديد الحظيرة الوطنية، خاصة بعد تلقيهم عدة إرساليات من طرف وزارة النقل والشركات التي تنشط في مجال النقل يطلبون هذه الحافلات.
وفي الأخير تحدث الرائد غوالي، عن نسبة الإدماج في علامة مرسيدس، وأفاد أنها تتراوج ما بين 15و30 بالمائة، وتتمثل في الهياكل المركبة على الحافلات والمركبات أو السيارات الرباعية الدفع، أما بخصوص المنتجات المصنعة في رويبة وهي الشركة الوطنية “أس أن في” سابقا، قال إن نسبة الإدماج تتراوح فيها من 60 إلى 70بالمائة.
المراقبــة بالفيديــو
ونجحت مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو ذات الطابع التجاري والصناعي، والناشطة تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، حسب ما كشف عنه ممثلها أسامة حمران في تغطية أكثر من 11 ولاية وتثبيت أزيد من 15 ألف كاميرا.
وقال إنه لديها دور مهم في حماية المنشآت الحساسة والرياضية من ملاعب على غرار ملعب تيزي وزو وملعب 5 جويلية وملعب علي عمار وملعب براقي، وهذه المؤسسة تقوم بالمقابل بتثبيت أنظمة ضد التسلل وأنظمة مراقبة الدخول.
وفي حديثه عن صناعة هذا المنتوج، أوضح حمران، أنه لديهم شركاء أجنبيين يتعاملون معهم وأما عن عمليات التثبيت أكد أنها جزائرية، وأبرز أنه من بين المدن التي تم تغطيتها بكاميرات المراقبة، العاصمة ووهران وقسنطينة وسطيف والبليدة وتيزي وزو وعنابة وورقلة وغرداية على مستوى الشوارع الكبرى وبجانب المؤسسات الرسمية.
وخلال حديثه عن الهدف الأساسي، قال إنه يكمن في تأمين المواطن وسلامته المنشات الحساسة التابعة للدولة، في وقت يتطلعون لتعميم العملية على جميع الولايات، على اعتبار أن وضع الكاميرات سيكون في خدمة المواطن وتسهيل الخدمات وسلامته المرورية.
زوارق اقتحام وإنقاذ وصنادل الإنزال.. منتوج جزائري خالص
أكد مدير تجديد وعصرنة الأسلحة ومنظومات الأسلحة والبصريات والرادارات المحمولة العقيد فرحي كريم في تصريح لـ “الشعب”، على مستوى جناح القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد بولاية البليدة، أن الهدف من المشاركة في هذه الطبعة هو “التعريف بمؤسستنا كمؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي.
يساهم الجيش الوطني الشعبي بفعالية تامة في تدعيم النسيج الصناعي الوطني في مختلف ميادين التصنيع الرامي إلى إنشاء صناعات متخصصة لمنتجات وسيطة ذات أهمية كبرى”.
الى جانب ــ يقول محدثنا ــ التعريف بالمجالات الاحترافية للمؤسسة خاصة في الميدان الصناعي، مثل میدان تحليل المعادن، حيث يتم تحليل معادن قطع الغيار على مستوى مخبر خاص تابع للمؤسسة وذلك لمعرفة نوع المعدن المصنّع بها، لكي يتم بعد ذلك دراسة تقرير التحليل فرسم مخطط للقطعة لكي يتم في الأخير إنجاز القطعة بحسب الطلب، الى جانب ميدان الإلكترونيات، صناعة البطاقات الإلكترونية لمنظومات مختلفة، ومیدان معالجة المعادن المعالجة السطحية للمعادن”.
كما يكمن الهدف من المشاركة في هذه التظاهرة الوطنية، بحسب العقيد ذاته في “إجراء حوار تقني مالي مع مختلف المؤسسات الإنتاجية الجزائرية وذلك لدراسة إمكانية إجراء عقود مناولة من الجهتين بغرض تلبية الطلب المتزايد على الأجزاء الصناعية المكونة لمختلف سلاسل إنتاج المؤسسات الوطنية الكبرى.
فضلا عن ذلك، نسعى في تحديث وتطوير النسيج الصناعي الوطني لمؤسساتنا عن طريق التعاون المتبادل بين المؤسسات بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي، ــ يقول فرحي ــ الذي يؤكد على رفع نسبة الإدماج الصناعي وبذلك تقليص إلى أدنى مستويات ممكنة لفاتورة استيراد قطع الغيار.
معايير عالميــة
توقفت “الشعب” عند جناح مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة بالناحية العسكرية الخامسة، أين أبرز المقدم بحري عبد الوهاب ممثل المؤسسة خلال حديثه معنا، إنها تشارك في هذه الطبعة لمعرض الإنتاج الجزائري على غرار مشاركتها في الطبعات السابقة للتعريف بمنتجاتنا التي تندرج ضمن النشاط الرئيسي للمؤسسة والمتمثل في صناعة الأسلحة، مشيرا إلى أن “ تحوز على سلسلة جد واسعة من المنتجات، تلبية لاحتياجات الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية.
وقال إن “هذه المنتوجات تصنع مائة بالمائة محليا وبمعايير عالمية، وبجودة تعكس الخبرة التي اكتسبتها المؤسسة طيلة فترة تواجدها التي تفوق 34 سنة في مجال الصناعات الميكانيكية، كما تعكس التطور الذي وصلت إليه بالاعتماد على تقنيات وتجهيزات جد متطورة، وبمواكبة التكنولوجيات الحديثة وكذلك الاهتمام بالتكوين لليد العاملة الجد مؤهلة”.
المناولـة الصناعيـة
من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى التركيز على جميع الخدمات التقنية التي تقدمها المؤسسة في إطار المناولة الصناعية لفائدة المؤسسات العمومية والخاصة، مبرزا أنه “تم عرض نماذج لمختلف قطع الغيار الميكانيكية وكذلك أدوات الإنتاج مثل أدوات القطع وأدوات المراقبة والقياس بالإضافة مجموعة من الأدوات التي تعتبر جد مهمة بالنسبة للإنتاج التسلسلي، والتي زاد عليها الطلب مؤخرا من قبل المؤسسات، خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتمثل في مختلف قوالب الحقن سواء الحقن بالمعادن أو بالمواد المركبة وكذلك قوالب التشكيل وختم المعادن والصفائح المعدنية”.
كل هذه الخدمات التي توفرها المؤسسة على غرار باقي المؤسسات ــ يقول بحري ــ تقع تحت وصاية مديرية الصناعة العسكرية لوزارة الدفاع الوطني أو بصفة عامة المؤسسات التابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، وتندرج ضمن الإستراتيجية المسطرة من قبل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي التي تهدف إلى تقديم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وإثراء النسيج الصناعي والمساهمة بفاعلية في الرفع من قيم نسب الإدماج الصناعي المحلي وبالتالي التقليص من فاتورة الاستيراد.
تكنولوجيـات متطـوّرة
وحول مستجدات هذه الطبعة من معرض الإنتاج الجزائري، تحدث بحري عن عرض جميع النماذج الحقيقية لمختلف الأسلحة التي تنتجها المؤسسة، ابتداء من المسدس الرشاش عيار 7.62، الذي تم إنتاجه منذ بداية نشاط المؤسسة إلى غاية المنتوجات الجديدة المصنعة مؤخرا، بالإضافة الى بعض النماذج لأسلحة في طور الإدماج.
ومن بين الأسلحة المصنعة مؤخرا، يوجد البندقية الرشاش عيار من 12.7 ملم والبندقية الرشاش عيار 7.62 × 54 ملم، الموجهة للتركيب على مستوى العربات التي تصنّع كذلك محليا هنا بالجزائر.
وأضاف “تبين من خلال هذا المعرض أن المؤسسة أصبحت مدمجة كليا ليس فقط أنها تنتج منتجات أو أسلحة بجودة عالية، بل تنتج كذلك جميع الأدوات التي تستعملها على مستوى سلسلة الإنتاج للاستغناء عن استيرادها من الخارج.
وفي هذا الإطار، شدّد بحري على أن “المؤسسة مؤخرا قامت بالاستثمار في مجال التكنولوجيات الحديثة وأصبحت تحوز على أجهزة جد متطورة وتكنولوجيات جد متطورة وكذلك تحوز على اليد العاملة المؤهلة ذات خبرة كبيرة في مجال الصناعة الميكانيكية، ما جعل اليوم المؤسسة تعتبر قطبا بامتياز في مجال الصناعة الميكانيكية لما تقدمه من منتوجات ذات جودة عالية، وكذلك الخدمات التي توفرها في مجال الصناعات الميكانيكية.
أما المقدم حمدي رياض ممثل مؤسسة البناء والتسليح البحري بالناحية العسكرية الثانية التابعة لقيادة القوات البحرية، فقد أكد “للشعب”، أن المؤسسة التي يمثلها تشارك خلال هذه الطبعة من خلال عرض مجموعة من المشاريع التي هي في طور الإنجاز على غرار قاطرة 30مترا والتي هي انجاز جزائري الصنع، التي تعتبر فخر المؤسسة، حيث قمنا بصناعة هذه الوحدة بداية من مراحل التصاميم التي كانت جزائرية خالصة الى غاية التشغيل حيث كلّلت التجارب بنجاح باهر بفضل مهارات وكفاءات جزائرية، والتي استطاعت ان ترفع التحدي والرهان على إنجاح المشروع.
واعتبر المتحدث أنها “أوّل قاطرة قمنا بانجازها وكانت على شكل نموذج وسيعمّم هذا النموذج على قيادة القوات البحرية، فضلا عن وجود اهتمام به من قبل المؤسسات المينائية سواء تعلّق الأمر بميناء وهران أو ميناء الجزائر بالإضافة إلى موانئ أخرى.
وأضاف: “نواصل بناء نماذج أخرى، بتصاميم جزائرية كذلك، على غرار زوارق اقتحام سريعة، وهي أحد متطلبات قيادة القوّات البحرية لذلك قمنا نحن بفضل مكاتب الدراسات الخاص بنا بانجاز تصميم يناسب المهام الموكلة لهذا النوع من الوحدات.
من جهة أخرى ــ يضيف محدثنا ــ نواصل عملية بناء زوارق الإنقاذ من نوع “الو سيف 2000”، حيث قمنا منذ سنة 2017 إلى غاية اليوم ببناء 13 وحدة ونعتزم مواصلة بناء وحدات أخرى من هذا النوع.
وأضاف: “كذلك لدينا مشروع انجاز “صنادل الإنزال” بطول 19مترا، حيث قمنا سابقا بانجاز ثلاث وحدات، ونقوم حاليا بإنجاز خمس وحدات، تم تسليم 2 منها ونعتزم تسليم الباقي خلال السداسي الأول من سنة 2025.
من جهة أخرى، وفي جانب القطاع المدني تتواصل عملية بناء مركبات لنقل الوقود خاصة لشركة، STH حيث قمنا ببناء هيكلين ونقوم حاليا بتجهيزهم ليكونوا جاهزين السنة المقبلة كذلك نفس الشيء بالنسبة لزورق الإرشاد 12 مترا الذي سيكون جاهزا في السداسي الأول من 2025، كما نعتزم إطلاق سلسلة خاصة بالقاطرات من هذا النوع الجزائري، يؤكد حمدي رياض.
إنتــاج الكوابـل
وخلال محطتنا التي قادتنا إلى جناح مؤسسة الكوابل، الكائن مقرها بولاية الجزائر العاصمة، أكد لنا النقيب فيصل حجيرة ممثل المؤسسة، أنها مؤسسة مختصة فى إنتاج كوابل الألياف البصرية بجميع أنواعها وهي أول مؤسسة من نوعها على مستوى قارة إفريقيا، تمتلك أحدث المعدات والتقنيات، وتحوز على عنصر بشري ذي خبرات عالية مما جعلها رائدة في مجالها بمنتجاتها ذات المعايير العالمية. وأكد أنها “تضم ثلاث ورشات، ورشة لإنتاج الألياف البصرية، ورشة لإنتاج كوابل الألياف البصرية المرنة وورشة لإنتاج كوابل الألياف البصرية المتينة.
وحول مشاركة المؤسسة في أحدث طبعة لصالون الإنتاج الجزائري، أبرز ممثل المؤسسة العسكرية، أنها مشاركة مهمة للمساهمة في تطوير وتحقيق الاكتفاء من الألياف البصرية وكوابل الألياف البصرية ولواحقها.
صيانـة وتصليـح
أما المقدم هندة إلياس، وهو رئيس جناح مؤسسة التجديد وصيانة الأسلحة ومنظومات الالكترونية ببوفارك التابع للمديرية المركزية للعتاد، أكد لنا ونحن نزور جناح المؤسسة بالمعرض، أنها تقوم بصيانة وتصليح مختلف الأسلحة بمختلف عياراتها، عيار صغير، عيار متوسط وعيار كبير.
وأضاف: “كما تقوم أيضا بصيانة وتصليح بنادق الصيد والبنادق المضخية، وصيانة وتصليح البصريات والإلكتروبصريات بمختلف أنواعها، من أجهزة بصرية كلاسيكية، أجهزة طبوغرافية، والأجهزة البصرية المحمولة على العربات والمركبة على مختلف الأسلحة”.
فضلا عن ذلك ــ يقول المتحدث ــ نقوم بتصليح وصيانة المنظومات الالكتروبصرية، المصورات الحرارية، الأجهزة الليلية والأجهزة الليزرية، إلى جانب أنها تقوم أيضا بصيانة وتصليح مختلف الرادارات الأرضية والجوية، مقلدات الرمي ومقلدات السياقة بكل أنواعها وصيانة منظومة الأسلحة.
خـبرة لمورد بشـري مؤهّل في خدمـة المؤسسات الوطنيـة
قامت “الشعب” بمناسبة الطبعة الـ 32 لمعرض الإنتاج الوطني، الذي تنظمه سنويا الشركة الجزائرية للمعارض “صافكس”، بزيارة لجناح الصناعات العسكرية، وهو التقليد الذي اعتادت عليه وعودت من خلاله قراءها على إطلاعهم على أهم إنجازات المؤسسات الاقتصادية العسكرية وجديدها من حيث أنواع المنتجات مقارنة مع الطبعة السابقة.
كانت المحطة الأولى عند جناح المنتجات النسيجية، حيث استقبل فريق “الشعب” من طرف ممثل مؤسسة الألبسة ولوازم النوم المقدم قادري محمد، الذي أوضح أنها مؤسسة وطنية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الصناعي للجيش الوطني الشعبي، بحسب تعريف ممثلها، تتكفل بتلبية حاجيات القوات العسكرية وشبه العسكرية، والوطنية على غرار وزارة الداخلية، رئاسة الجمهورية وغيرها والخاصة، من ألبسة وأحذية ولوازم التخييم ولوازم الحماية الباليستية وشبكة التمويه.
تتميز مشاركة المؤسسة بالطبعة 32 من معرض الإنتاج الوطني لسنة 2024، بعرض منتجات جديدة مقارنة مع تلك المعروضة خلال الطبعة السابقة، مثل بدلات القتال تم تطويرها بدعامة نسيجية جديدة، لفائدة جميع مصالح القوات العسكرية، إلى جانب إنتاج بدلات لأشبال الأمة، بطابع أكثر أريحية ونوعية نسيج أكثر جودة ومقاومة للزمن وذات مدّة حياة أطول، كما قامت ذات المؤسسة بتطوير الزّي الرسمي للكشافة الجزائرية، تحت إشراف رئاسة الجمهورية.
يدًا في يد
ودائما في مجال الصناعات النسيجية، التي تعدّت حدود المؤسسة العسكرية لتشمل الشراكة مع القطاع العمومي التجاري، تحديدا مع مجمع جيتكس التابع لحافظة القطاع العمومي التجاري لوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، قدّم مسؤول التموين في الشركة الجزائرية للأنسجة التقنية والصناعية، بالجزائر وسط، وليد براهمي، عرضا تفصيليا حور نشاط المؤسسة الاقتصادية ذات الطابع الاقتصادي، تابعة لوزارة الدفاع الوطني، بنسبة 60% من رأس مالها المقدر بـ 5 ملايير دج، في حين يمتلك مجمع جيتكس للأنسجة والجلود 40% منها، وتتكون هذه الأخيرة التي تم إنشاؤها سنة 2021، من 7 مركبات، يتمحور نشاطها أساسا، في إنتاج النسيج وتطويره وتسويقه داخل السوق الوطنية.
وتهدف المؤسسة من خلال مشاركتها في معرض الإنتاج الوطني بصفة منتظمة، إلى التعريف بالمجهودات المبذولة من أجل النهوض بقطاع النسيج على المستوى المحلي وتطويره، وعرض جديدها الذي صمم خصيصا بشكل يواكب تطوّرات ومتطلبات السوق المحلية، ما يسمح بدعم المنتوج الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من استيراد المنتجات الجاهزة. من جهة أخرى تسعى المؤسسة إلى ترقية قطاع النسيج من حيث الجودة بحسب معادلة نوعية/سعر.
وبالنسبة لأنواع النسيج المصنّعة على مستوى الشركة الجزائرية للأنسجة التقنية والصناعية، أوضح المتحدث أن إنتاجهم موجّه للمؤسسة العسكرية المختصة في الألبسة، أين يتم تحويله إلى ألبسة ومقتنيات عسكرية.
طائرات جزائرية.
وعند تقرّب “الشعب” من جناح الطائرات، قدّم ممثل مؤسسة صناعة الطائرات الشهيد بومدل عابد، التابعة للناحية العسكرية الثانية، بمنطقة طفراوي، المقدم حسام ميادي، شروحات حول نشاط المؤسسة المتخصصة في صناعة الطائرات من نوع “زليم” بإمكانيات محلية، أين يتم تصنيع طائرات ذات مقعدين وطائرات ذات أربع مقاعد، مخصصة للتكوين القاعدي في الطيران، مقتناة من طرف القوات الجوّية الجزائرية لاستعمالها في التدريب القاعدي للطيارين على مستوى المدرسة العليا للطيران، كما يتم اقتناءها من طرف بعض نوادي هواة الطيران، وكذا من طرف مؤسسة الحماية المدنية.
كما تقوم مؤسسة صناعة الطائرات بمراجعة محركات الحوامات. وبفضل موردها البشري المؤهل في مجال الطيران والميكانيك والتكنولوجيا، تقوم ذات المؤسسة بتقديم خدمات في مجال تخصصها لصالح المؤسسات الوطنية والمواطن في مجال الميكانيكا الدقيقة ومراقبة الأجهزة والمعدات، كأجهزة القياس والأجهزة الكهربائية، وأجهزة مراقبة الأبعاد. إلى جانب خدمات المؤسسة في المعالجة الكيميائية للأسطح، وهو المجال الذي تتميز مؤسسة صناعة الطائرات بحصرية الخدمات المتعلقة به.
وعن مشاركتها بالطبعة الـ 32 لمعرض الإنتاج الوطني، قال المقدم ميادي، أنها تهدف إلى التعريف بالقدرات الإنتاجية للمؤسسات الاقتصادية العسكرية ومدى مساهمتها في تنويع وتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية، والتقرب من المتعاملين الاقتصاديين بهدف تشجيع المناولة وزيادة نسبة الإدماج، مما يسمح بتقليص فاتورة الاستيراد التي كلفت الخزينة العمومية كثيرا ولعقود طويلة من الزمن.
مخابر معتمدة
ممثل المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، مركز الهندسة والتطوير في الميكانيك والإلكترونيك، وحدة الشهيد محمد بوجمعة، بتيبازة، زواوي فريد زين الدين، الذي وصفها بالرائدة في مجال مراقبة نوعية المنتجات الوطنية، عبر مخبريها، الأول للمعايرة وهو مخبر معتمد بحسب المعيار الدولي للاعتراف بالكفاءات “إيزو 17025” وذلك في أربع قياسات رئيسية، الضغط، الحجم، الوزن والكهرباء. وأضاف ممثل المؤسسة أن المخبر يعتبر دليلا واضحا من حيث كفاءته التقنية وموثوقية نتائجه، باعتراف من طرف هيئات الاعتماد العالمية.
أما فيما يتعلق بالمخبر الثاني المخصّص لتجارب التحاليل الحرارية الفيزيوكيميائية، إضافة إلى التشخيص الميكانيكي في مجال البوليميرات، من أجل إثبات مطابقتها من خلال تقنيات تحليلية بحسب “المعيار11357 و11358”.